غادة عبدالرازق.. «ملكة» على عرش الدراما

على السوشيال ميديا منحها عدد لا بأس به من نون النسوة لقب «Queen» أى «الملكة» التى تجلس على العرش، ما يرمى إليه الأخريات هو أنها امرأة قوية تسيطر، تُجيد فن الانتقام، تصحبك رغم إرادتك فى عالمها وحربها التى تدور أمامك على الشاشة، تجعلك «تخاف.. تغضب.. تثور.. تترقب الأحداث المشتعلة، مَن سيلوذ بالفرار ومَن سيفوز بالنهاية»، هذه «التوليفة» جعلت من غادة عبدالرازق، فنانة ذات ثِقل، مجرد ظهور اسمها فى بداية تتر أى عمل درامى يضمن العنصر الأول للنجاح وهو «الجذب»، يلتف المشاهدون حول التليفزيون يتابعون بشغف «غادة التى تُبدع ولا تُبالى».

بنظرات حادة وعيون تملؤها القسوة فى محاولة لإخفاء لمحات الحزن عن وجهها، تزين غادة عبدالرازق «بوستر» مسلسل صيد العقارب الذى تخوض به ماراثون مسلسلات رمضان 2024، ترتدى قفازاً أسود وتضع فوقه «عقرباً» ساماً تُمسك نهاية طرفه بيدها الأخرى دون أن يهتز لها جفن، لتؤكد أنها امرأة لا يعرف الخوف طريقه إليها، تستعد لرحلة مثيرة مليئة بالمتاعب مع مَن هم فى مثل قسوتها، لتبدأ بينهم حرب، البقاء فيها سيكون للأشرس.

الخطوات الأولى لبدايات الفنانة غادة عبدالرازق إلى عالم الدراما كانت مع منتصف التسعينات من القرن الماضى من خلال «ألف ليلة وليلة» بطولة دلال عبدالعزيز وأحمد عبدالعزيز، وأصبحت «ضيفة خفيفة» على مائدة رمضان بأدوار مساعدة، حتى حظيت بفرصتها الذهبية فى مطلع الألفية الجديدة فى شخصية «نعمة الله» مع نور الشريف فى مسلسل «عائلة الحاج متولى» عام 2001، لتحقق نجاحاً غير مسبوق يجعلها تقفز إلى صفوف الكبار، ويستعين بها محمود عبدالعزيز الذى يقرر العودة إلى شاشة التليفزيون بعد غياب أكثر من 12 عاماً منذ ملحمة «رأفت الهجان» لتكون «بطلة» أمامه عام 2004 فى مسلسل «محمود المصرى».

يعرف النجاح طريقه إلى غادة عبدالرازق، التى تُعد واحدة من النجمات اللاتى يستطعن اقتناص الفرص والتميز بشكل لافت للأنظار، كما ظهر جلياً فى تعاونها مع صلاح السعدنى عام 2009 فى مسلسل «الباطنية» وتجسيدها شخصية «وردة» وهو نفس الدور الذى سبق أن قدمته نادية الجندى فى فيلم سينمائى عام 1980، لم تخشَ «غادة» من المقارنة مع «نجمة الجماهير»، لإيمان راسخ داخلها بأنها ستكون «نجمة زمانها» ولن تكون نسخة مكررة بل صاحبة بصمة فنية متفردة.

وتجد نفسها واحدة من «نجمات رمضان» يترقب الجمهور ماذا ستقدم العام تلو الآخر، يتلهف لطبيعة الشخصية التى ستقدمها ولأى عالم تنتمى، تارة تفاجئ المشاهدين بـ«سمارة» عام 2011 ذات «البرقع والملاية اللف»، وأخرى محامية مخضرمة فى «مع سبق الإصرار» عام 2012، ونعيش معها تفاصيل مرضها النفسى فى «حكاية حياة» عام 2013، وتُثبت لنا فى 2014 أنها «السيدة الأولى»، لتعيش بعدها «الكابوس» فى 2015، وتأخذنا معها فى 2016 إلى «الخانكة»، وتطرحنا «أرض جو» فى 2017، وتجعلنا نعيش معها رحلتها «ضد مجهول» عام 2018، ونواجه «حدوتة مُرة» فى 2019.

وتستأنف مشوارها من شخصية إلى أخرى، ومع كل عمل درامى تُقسم أنها كانت فى «معايشة» مع شخصية حقيقية من «لحم ودم»، وفى كل مرة تصدق أنها قد تكون «تاجرة مخدرات»، وتؤمن بأنها «محامية» كبيرة، وأخرى «فتاة شعبية»، وتبكى معها باعتبارها «أماً مكلومة»، وهكذا تستمر غادة عبدالرازق فى اكتساب شعبيتها بمجرد طلتها على الشاشة.

 

 

المصدر: الوطن