«المصري للفكر والدراسات»: تنمية الساحل الغربي تستهدف تحقيق معدل نمو 12% سنويا
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أكدت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن من أهم الأهداف الاستراتيجية للتنمية الإقليمية للساحل الشمالى الغربى فى مصر تحقيق معدل نمو اقتصادى مرتفع لا يقل عن 12% سنوياً، وتوطين ما لا يقل عن 5 ملايين نسمة، وتوفير نحو 1.5 مليون فرصة عمل، بالإضافة إلى دمج المنطقة فى الاقتصاد القومى والعالمى عن طريق زيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى من نسبة لا تتجاوز 5% حالياً إلى 7%، ويهدف المشروع أيضاً إلى الارتقاء بالأوضاع الاجتماعية وتحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية، بحيث لا يقل مؤشر التنمية البشرية عن 77%، وكذلك تطوير شبكات البنية الأساسية وتعزيز علاقات التبادل بين المنطقة وباقى الأقاليم المحيطة.
وقالت الباحثة هبة زين، مؤلفة الدراسة، إنّ الساحل الشمالى الغربى عانى لسنوات عديدة من الإهمال، إلى أن وصلنا لبدايات العقد الثانى من القرن الحالى، عندما تحول الجانب الغربى لمصر إلى بؤرة صراع ساخنة، بعد انهيار نظام الحكم فى ليبيا، وازدادت حدتها عقب ثورة 30 يونيو فى مصر، وأصبح الجانب الغربى بوابة لتهديد الأمن القومى المصرى، وذراعاً يُستهدف منها إرباك الدولة وتوسيع جبهات الصراع، تزامناً مع اكتشافات نفطية عديدة فى الصحراء الغربية والبحر المتوسط قُبالة السواحل المصرية، مما عظَّم ثروة الإقليم، ووضع مزيداً من الأهداف المُحتملة للتكفيريين والقوى التى توفر لهم الدعم.
وأضافت: «كل تلك الأمور دفعت الدولة إلى استغلال ثقلها المالى والعسكرى لدعم بنيتها الاقتصادية فى الساحل الشمالى الغربى بما يخدم أهداف التنمية ويحميها فى جميع القطاعات، بداية من القطاع الزراعى الذى شهد تدشين مشروعى المليون ونصف المليون فدان والصوب الزراعية، مروراً بالقطاع الصناعى الذى شهد تشييد عدد كبير من المصانع بالإضافة إلى ترسانة الإسكندرية، وكذلك شهد قطاع التشييد والبناء نهضة تاريخية مع الإعلان عن مشروع العلمين الجديدة، وإنشاء عدد كبير من الطُرق، وأخيراً على الجانب العسكرى شُيدت قاعدة محمد نجيب التى تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية فى الشرق الأوسط وأفريقيا».
وأوضحت «هبة» أن نهج الدولة توافق مع فلسفتها فى محاربة الإرهاب بسيناء من خلال المواجهة الأمنية والتنمية الشاملة، وبالتالى عملت على تكثيف جهود التنمية الاقتصادية وتأمينها لحماية المحور الغربى من ويلات الإرهاب ودعم الأنشطة الإنتاجية فى تلك المنطقة لمحاربة الفقر والبطالة، وهى مُقاربة أثبتت نجاحها بعد وقف العمليات الإرهابية المتدفقة عبر الحدود الليبية، حيث حدثت آخر عملية فى نوفمبر 2018، مشيرة إلى أن الدولة وضعت مخططاً تنفيذياً لتنمية الساحل الشمالى الغربى للجمهورية، يمتد من العلمين وحتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطحاً بنحو 160 ألف كم2 تقريباً، بهدف إقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية ضخمة، لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها المدن الجديدة بهذه المنطقة، سواء على المستويات الاستثمارية أو السياحية والتنموية، وتلبية احتياجات المواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة إليهم.
وحسب «هبة»، تزخر المنطقة بموارد المياه الجوفية فى الظهير الصحراوى، مع نطاقات ساحلية تتجمع بها مياه الأمطار، وتوافر مصدر للرى من نهر النيل من خلال ترعة الحمام المقرر استصلاح وزراعة نحو 148 ألف فدان حول مسارها فور إعادة الترعة إلى التشغيل وإزالة المعوقات أمامها، ومن المقرر زراعة 150 ألف فدان فى منطقة المغرة، ونحو 50 ألف فدان جنوب منخفض القطارة، و30 ألف فدان فى سيوة، بما يتيح رقعة زراعية موزعة على أنحاء الظهير الصحراوى بالمنطقة اعتماداً على موارد المياه الجوفية ومصار الرى المؤكدة.
وخلال العقد الأخير تم تنفيذ عشرات المشروعات التنموية التى تخدم المخطط الاستراتيجى لمحور الساحل الشمالى الغربى، فى مجالات مختلفة، وكان أبرز هذه المشروعات إنشاء مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالى الغربى، وتحول مدينة رأس الحكمة شرق مدينة مرسى مطروح إلى إحدى أهم الوجهات السياحية حول العالم، على غرار العلمين الجديدة، وافتتاح المرحلة الأولى من إنشاء أكبر ميناء تجارى غرب البلاد بمدينة النجيلة غرب مرسى مطروح، وتنفيذ أعمال مشروع ازدواج طريق سيوة - مطروح، وتنفيذ شبكة الطرق الداخلية بمدن ومراكز محافظة مطروح الثمانية، وافتتاح 8 محطات لتحلية مياه البحر، وتطوير عدد من المستشفيات والوحدات الصحية بمطروح للارتقاء بالخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رأس الحكمة هيئة الاستثمار الاقتصاد المصرى ألف فدان
إقرأ أيضاً:
سوريا الجديدة.. «الشرع» يعيد هيكلة الجيش بعد دمج الفصائل المسلحة
تواصل الإدارة السورية الجديدة إعادة هيكلة الدولة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث جرى الاتفاق على حل الفصائل المسلحة ودمجها فى جيش وطنى تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، وفقاً لبيان أعلنته الحكومة المؤقتة، فى إطار المساعى لإعادة هيكلة الوزارة.
وتوصل أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية، إلى اتفاق مع زعماء فصائل سورية سابقين لحل جميع الفصائل ودمجها تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن وكالة «رويترز».
وكان رئيس الوزراء فى الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، قال الأسبوع الماضى إن وزارة الدفاع ستخضع لإعادة هيكلة وستضم الفصائل المسلحة السابقة والضباط الذين انشقوا عن الجيش السورى، وكان «الشرع» قد أكد لمسئولين غربيين فى لقاءات جمعت بينهم، أن الفصائل المسلحة لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أى أقلية دينية.
من ناحية أخرى، تتزايد وتيرة التوغل الإسرائيلى فى العمق السورى، إذ وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى مناطق مختلفة من محافظة القنيطرة جنوب سوريا، واستمرت التحركات العسكرية فى المنطقة العازلة والمناطق المجاورة لها، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، ووصلت قوات الاحتلال، أمس، إلى أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، كما أقدمت على توغل آخر فى منطقة سد المنطرة، بجنوب سوريا، حيث دخلت آليات وجرافات إسرائيلية إلى المنطقة، وثبتت نقاطاً عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.
جاء ذلك بعد تحركات مشابهة فى الأيام الماضية، حيث توغلت قوات الاحتلال بعمق 7 كيلومترات داخل الأراضى السورية، بهدف تعزيز وجودها العسكرى فى المنطقة العازلة على الحدود مع الجولان المحتلة، وأفادت تقارير بأن القوات الإسرائيلية اتخذت من منطقة سد المنطرة نقطة عسكرية جديدة لها، حيث ظهرت فى المنطقة عدة نقاط تموضع لقواتها، حيث رفع الجنود العلم الإسرائيلى على عدد من التلال القريبة من المنطقة، كما وضعت حواجز تمنع الدخول والخروج من الأماكن الخاضعة لسيطرتها. وأبلغت القوات الإسرائيلية أهالى قريتى أم العظام والعدنانية بمواعيد محددة للدخول والخروج من المنطقة التى تخضع لسيطرتها، وفقاً للمرصد السورى لحقوق الإنسان،
ومن جهة أخرى، أنذرت القوات الإسرائيلية أهالى قرية جباثا الخشب فى القنيطرة بمهلة 48 ساعة لتسليم أسلحتهم، يأتى ذلك بعد تحذير سابق يوم الأحد، لسكان مدينة البعث فى القنيطرة بمهلة ساعتين فقط لتسليم الأسلحة التى بحوزتهم، مهددة باقتحام المدينة.
وفى سياق منفصل، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع مع حكومته، إنه لا يوجد مكان للتنظيمات الإرهابية «فى مستقبل سوريا والمنطقة»، مؤكداً أن تركيا ستتصدى للتنظيمات الإرهابية التى تسعى لاستغلال الوضع الراهن فى سوريا، وأضاف الرئيس التركى: «نشدد على ضرورة إعادة بناء سوريا وسنقف إلى الشعب السورى بكل قوة»، مشدداً على عزم بلاده مواصلة تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد من أطلق عليهم «الإرهابيين» فى سوريا دون إلحاق أى ضرر بالمدنيين.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه شرق أوسط متحولاً عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وسط تزايد التساؤلات حول مستقبل ما يقرب من 2000 جندى أمريكى متمركزين فى شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن لأكثر من عقد من الزمان مجموعة من المواقع الأمامية لمحاربة تنظيم داعش ومراقبة أنشطة إيران.
وذكرت الصحيفة أن الحقائق الجديدة فى سوريا تؤكد التغييرات الدرامية التى حدثت فى جميع أنحاء المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، وما تلاه من حروب عقابية فى قطاع غزة ولبنان وهجمات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، وأضافت الصحيفة أنه ترامب -الذى هدد مراراً وتكراراً بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى وسعى فى الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التى تجتاح البلاد الآن- لم يكشف عن خططه بشأن المهمة العسكرية الأمريكية هناك.
وأكد مستشارو «ترامب» أن الأولوية القصوى ستكون القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، الذى لم يعد يتمتع بالدولة الزائفة الشاسعة التى كان يسيطر عليها ذات يوم، إذ يتزايد القصف الأمريكى على مسلحين تابعين للتنظيم بغارات جوية مكثفة فى الأيام الأخيرة.
من جانبه، قال جيمس جيفرى، الذى شغل منصب مبعوث سوريا خلال ولاية «ترامب» الأولى: «سوف يسأل (ترامب)، لماذا يجب أن أبقى على القوات لمحاربة داعش، عندما يكون كل قتالنا فى الأساس هو قصفهم فى الصحراء؟»، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.