جاء مشروع رأس الحكمة تتويجاً لجهود الإدارة المصرية، خلال السنوات الثمانى الماضية، لتحويل مصر إلى وجهة استثمارية عالمية.

المشروع شراكة مصرية مع أكبر المطورين العقاريين وليس بيعا لأرض المدينة

خصوصاً فى الاستثمار العقارى، من خلال الشراكة المصرية مع كبريات الشركات العقارية فى المنطقة لضخ استثمارات ضخمة تساعد فى استثمار الثروات العقارية المهملة منذ زمن، ولم تكن هذه الشراكة لتتم لولا برنامج المشروعات القومية المصرى الضخم الذى ربط أطراف الدولة ببعضها، حيث أصبح خليج رأس الحكمة متصلاً مباشرة بالقاهرة والإسكندرية، عبر محور الضبعة، وطريق الساحل الشمالى، ما يسهل الوصول إليه.

وتوافرت كتلة سكانية ضخمة يمكنها التوافد على المدينة بعد تطوير العلمين، وربطها بها بطريق الفوكة، ما جعل المدينة جاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى ذلك توافر للمدينة فى الوقت الحالى الكهرباء والمياه العذبة، بعد التطوير الكامل للشبكة الكهربية المصرية، وتوفير محطات تحلية المياه للمدينة.

يخلق فرص عمل وينقل الخبرات للعمالة المصرية في تشييد المشروعات الضخمة

والمشروع عبارة عن شراكة بين الجانب المصرى وأكبر المطورين العقاريين فى المنطقة، وليس بيعاً لأرض المدينة، فالتطوير يجرى على الأراضى المصرية، ويخلق فرص عمل للمصريين، سواء فى تشييد المشروعات أو فى إداراتها لاحقاً، ويضخ مليارات الدولارات فى الاقتصاد المصرى، والتطوير يستهدف نقل المزيد من الخبرات للعمالة المصرية فى تشييد المشروعات الضخمة، وإدارة المشروعات السياحية الكبرى، بما يُفيد فى ترقية الشركات والعمالة المصرية المزيد من تصدير خدماتها، خصوصاً فى أفريقيا وآسيا.

ويُعد المشروع شهادة دامغة على أن هياكل الاقتصاد المصرى قوية ومرنة فى ذات الوقت، وأن ما يشهده الآن هو أزمة مؤقتة بسبب البيئة الاقتصادية العالمية، كذلك يؤكد المشروع للعالم على نية الحكومة المصرية تسهيل بيئة الأعمال أمام الجميع، وينفى عنها اتجاهها لمنافسة القطاع الخاص، سواء المحلى أو الأجنبى. ويُعد مشروع تنمية مدينة رأس الحكمة جزءاً مهماً من استراتيجية الدولة لتنمية الساحل الشمالى الغربى، إذ يستهدف مخطط التنمية العمرانية لمصر 2052 وضع مدينة رأس الحكمة على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات كأحد أرقى المقاصد السياحية على البحر المتوسط وفى العالم، وهو ما يوضح أن الدولة تعمل فى هذه المشروعات الضخمة وفق خطط اقتصادية واستراتيجيات معدة مسبقاً يتم التحرك فيها خطوة تلو أخرى وفق ما هو محدد للوصول إلى الهدف النهائى.

وتُعد مدينة رأس الحكمة واحدة من أكثر الواجهات المائية شهرة فى ساحل البحر المتوسط، والتى ستحاكى فى تصميمها المدن ذات الواجهات المائية، تتميز بخصائصها البيئية والمتوسطية الفريدة بحيث تعكس فى تصميمها شخصية الموقع الفريد بيئياً وثقافياً وحضرياً وعمرانياً. ويعكس المشروع التكامل والعلاقة المتوازنة مع المنطقة المحيطة من حيث روابط التنمية الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمدن مرسى مطروح والإسكندرية والعلمين وبرج العرب، ويعتمد على تأسيس للعلاقات المتكاملة والمتوازنة مع التنمية الإقليمية المحيطة وكذلك المشاريع الوطنية الجارية والمقترحة، وكذلك تطبيق مناهج مبتكرة لتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ليبرز كنموذج ناجح يعزز التنمية الحضرية المستدامة ويسد فجوات التمويل واستثمارات البنية التحتية.

ويبلغ إجمالى المساحة المعروضة للاستثمار السياحى بمدينة رأس الحكمة 11.5 مليون متر، بتكلفة استثمارية تتجاوز ملياراً و351 مليون جنيه لإقامة مشروعات سياحية متكاملة، لجذب السائحين الوافدين إلى مصر لمنطقة رأس الحكمة، خاصة أن البنية التحتية من طرق وخدمات فى مراحل الإنشاء المتقدمة.

وتزيد قيمة الاستثمارات المبدئية للمشروع على 22 مليار دولار، ما يعنى توفير سيولة دولارية كبيرة تزيد من صلابة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات العالمية على الصعيد الجيوسياسى والاقتصادى على السواء، وتخفيف أزمة النقد الأجنبى بعدما تأثرت تدفقاته جرّاء الأزمات الدولية، وخاصة الحرب على غزة.

وتسهم هذه الشراكة الاستثمارية فى تحقيق مستهدفات الدولة فى التنمية، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل من خلال تشغيل الشركات المصرية فى المشروعات المختلفة داخل مدينة رأس الحكمة، سواء فى قطاعات البنية التحتية أو فى الإنشاءات أو المطورين العقاريين الذين سيتوجهون لهذه المنطقة للاستفادة من مقوماتها، ولأنها ستكون وجهة السياحة العالمية مستقبلاً، وسيؤدى هذا المشروع إلى تحقيق انتعاش فى قطاع الصناعة، وخاصة الصناعات المرتبطة بالإنشاءات وغيرها من الصناعات التى سيزداد الطلب عليها لتلبية احتياجات هذا المشروع فى مراحله المختلفة، بدءاً من المراحل الإنشائية وحتى مراحل التشطيبات النهائية، ما يعنى ضمان وجود طلب كبير يعزز من حركة السوق المصرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رأس الحكمة هيئة الاستثمار الاقتصاد المصرى مدینة رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

“يفوق البنتاجون 10 مرات”.. الصين تبني أكبر منشأة عسكرية في العالم

 

 

الجديد برس|

 

تعمل الصين مدار السنوات الماضية على إنشاء مجمع عسكري ضخم في الضواحي الغربية لبكين، تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنه سيكون بمثابة مركز قيادة متقدم في أوقات الحرب.

 

بحسب صور الأقمار الصناعية التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز، يمتد المشروع على مساحة 1,500 فدان، ويقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة.

 

وتشير التحليلات إلى أن الحفر العميقة في الموقع قد تكون مخصصة لإنشاء مخابئ محصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين خلال النزاعات، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب نووية، مما يثير قلق واشنطن حول الأهداف الاستراتيجية لهذا المجمع.

 

تحليل عسكري

 

يقول مسؤولون حاليون وسابقون في الولايات المتحدة بأن مجتمع الاستخبارات يراقب هذا المشروع عن كثب، مشيرين إلى أنه سيكون مركز القيادة العسكرية الأكبر عالميًا، حيث تبلغ مساحته عشرة أضعاف حجم البنتاجون.

 

استنادًا إلى تحليل الصور الجوية، بدأ البناء المكثف في الموقع منذ منتصف عام 2024. تقول ثلاثة مصادر مطلعة إن بعض محللي الاستخبارات أطلقوا على المشروع اسم “مدينة بكين العسكرية”، مما يعكس حجم المشروع وأهميته الاستراتيجية بالنسبة للصين.

 

القدرات العسكرية الصينية

 

تأتي هذا التطورات بالتزامن مع جهود جيش التحرير الشعبي الصيني لتحديث أسلحته وتعزيز قدراته العملياتية، خاصة مع اقتراب الذكرى المئوية لتأسيس الجيش في عام 2027.

 

ووفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية، فقد أصدر الرئيس الصيني شي جين بينج توجيهات واضحة بتطوير القدرة على شن هجوم على تايوان بحلول ذلك العام.

 

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية بشكل سريع وتحسين التكامل بين مختلف أفرع جيشها، حيث يعتبر الخبراء أن ضعف التنسيق بين أفرع الجيش الصيني من أبرز نقاط ضعفه مقارنة بالقوات المسلحة الأمريكية.

 

منظور استراتيجي

 

يقول دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم تحليل الصين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إن إنشاء هذا المجمع العسكري الجديد، الذي يتضمن مركز قيادة محصن تحت الأرض، يعكس نية بكين في تطوير ليس فقط جيش تقليدي قوي، ولكن أيضًا قدرة متقدمة على خوض الحروب النووية.

 

ورغم عدم تعليق مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية على المشروع، إلا أن السفارة الصينية في واشنطن صرحت بأنها “غير مطلعة على التفاصيل”، مؤكدة في الوقت ذاته التزام الصين بسياسة دفاعية ذات طبيعة “سلمية”.

 

الأقمار الصناعية تكشف

 

يقول ريني بابيارز، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية الأمريكية، أن الصور الجوية كشفت عن أكثر من 100 رافعة تعمل في موقع تبلغ مساحته حوالي 5 كيلومترات مربعة، مع وجود بنية تحتية تحت الأرض.

 

ويشير بابيارز، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس العمليات في مجموعة “ألسورس أناليسيس” المتخصصة في التحليل الجغرافي، إلى أن الصور تشير إلى وجود ممرات تحت الأرض تربط بين المنشآت المختلفة، مما يعزز الاعتقاد بأن الموقع سيكون بمثابة مركز قيادة محصن.

 

إجراءات مشددة في موقع البناء

 

تشير التقارير إلى أن الموقع يشهد نشاطًا إنشائيًا مكثفًا، على عكس الركود الذي يعاني منه القطاع العقاري الصيني نتيجة للأزمة العقارية المستمرة.

 

ولا توجد أي مؤشرات تدل على أن المشروع تجاري، إذ لا توجد صالات عرض عقارية كما هو معتاد في المشاريع التجارية، كما أن وسائل الإعلام الصينية لم تذكر أي معلومات رسمية حوله.

 

ورغم عدم وجود علامات واضحة على التواجد العسكري، فإن إجراءات الأمن الصارمة في الموقع لافتة للنظر. فقد وُضعت لافتات تحظر تحليق الطائرات المسيّرة والتقاط الصور، كما أن الحراس عند إحدى البوابات رفضوا الإفصاح عن أي تفاصيل حول المشروع.

 

وعند مدخل آخر، أكّد أحد المشرفين على البناء أن الدخول محظور، بينما أشار صاحب متجر قريب إلى أن الموقع يُعتبر “منطقة عسكرية”.

 

بديل لمقر القيادة

 

بحسب مسؤول استخباراتي أمريكي سابق، فإن مقر القيادة الحالي للجيش الصيني في وسط بكين حديث نسبيًا، لكنه لا يتمتع بالمواصفات اللازمة ليكون مركز قيادة قتالي محصنًا.

 

يوضح المصدر أن المركز القيادي الرئيسي المؤمّن للصين حاليًا يقع في “التلال الغربية”، شمال شرق الموقع الجديد، وقد تم بناؤه خلال الحرب الباردة. لكن الحجم الهائل للمنشأة الجديدة وتصميمها المدفون جزئيًا تحت الأرض يشير إلى أنها ستصبح المقر القيادي الأساسي خلال فترات الحرب.

 

ويضيف أن القيادة الصينية قد ترى في هذه المنشأة وسيلة لتعزيز الحماية ضد الأسلحة الأمريكية الخارقة للتحصينات، وحتى ضد الضربات النووية، بالإضافة إلى تحسين الاتصالات الآمنة وتوسيع القدرات العسكرية الصينية.

 

تحليلات الخبراء حول المشروع

 

يؤكد أحد الباحثين المتخصصين في الشؤون الصينية، والذي اطّلع على صور الأقمار الصناعية، أن الموقع يحمل جميع السمات المميزة لمنشأة عسكرية حساسة، من ضمنها الخرسانة المسلحة بشدة والأنفاق العميقة تحت الأرض.

 

ويقول الباحث: “باعتبار أن هذه المنشأة أكبر من البنتاجون بعشرة أضعاف، فهي تتناسب مع طموحات شي جين بينغ في تجاوز الولايات المتحدة عسكريًا. هذا الحصن ليس له إلا غرض واحد، وهو أن يكون ملجأً قياديًا في حالات الطوارئ للجيش الصيني المتزايد تعقيدًا وقدرةً”.

 

ردود الفعل المحلية والتكهنات داخل الصين

 

يتزامن بناء هذا الموقع مع خطط إعادة تطوير الضواحي الغربية لبكين على مدار عدة سنوات. لكن التكهنات داخل الصين حول أسباب إزالة المنازل في منطقة “تشينغ لونغ هو” تتزايد، حيث تساءل بعض المستخدمين على منصة “بايدو تشيدا” عن احتمال بناء “البنتاجون الصيني” هناك.

 

من جهة أخرى، أكد مصدران مقربان من وزارة الدفاع التايوانية أن الجيش الصيني يبدو بالفعل في صدد إنشاء مركز قيادة جديد، رغم أن بعض الخبراء يرون أن الموقع قد لا يكون مثالياً لإنشاء منشآت تحت الأرض بسبب طبيعة التربة في المنطقة.

 

يقول الباحث التايواني هسو ين-تشي، من مجلس الدراسات الاستراتيجية والألعاب الحربية، أن المساحة الشاسعة للموقع تشير إلى أنه ليس مجرد معسكر تدريب أو مقر إداري، بل على الأرجح منشأة عسكرية استراتيجية واسعة النطاق.

 

مقالات مشابهة

  • “يفوق البنتاجون 10 مرات”.. الصين تبني أكبر منشأة عسكرية في العالم
  • شعب مصر.. قال كلمته
  • 10 أضعاف حجم «البنتاغون».. الصين تبني أكبر «مركز قيادة عسكري» في العالم
  • وزيرة التنمية المحلية تكشف تطورات تنمية 32 قرية للظهير الصحراوي اقتصاديًا
  • “بيوت” ترصد مميزات مشروع القطار السريع بين أبوظبي ودبي على القطاع العقاري
  • فيديو. تواصل أشغال تهيئة مشروع أكبر ملعب في العالم ضواحي الدارالبيضاء
  • التنمية المحلية: 31 مليار جنيه استثمارات "مشروعك" لدعم المشروعات الصغيرة (فيديو)
  • التنمية المحلية: 31 مليار جنيه استثمارات مشروعك لدعم المشروعات الصغيرة
  • في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.. ماذا عن عمق علاقات الشراكة التاريخية بين العراق ومصر؟
  • اقتصادية قناة السويس.. قفزة في الإيرادات واعتماد مشروعات استثمارية ضخمة لدعم الصناعة والتصدير