الأمم المتحدة: انتهاكات مروّعة يرتكبها طرفا القتال بالسودان
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
سرايا - دانت الأمم المتحدة اليوم الجمعة "انتهاكات وتجاوزات مروّعة" قالت إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتكبتها خلال المعارك المتواصلة بينهما للشهر العاشر في السودان.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنه "منذ حوالي عام، تُسمع روايات قادمة من السودان عن الموت والمعاناة واليأس، في ظلّ استمرار الصراع العبثي وانتهاكات حقوق الإنسان من دون نهاية في الأفق".
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب نشر تقرير للأمم المتحدة -أمس الخميس- يوثّق انتهاكات ارتكبها الطرفان المتحاربان.
وكشف التقرير أن قوات الجيش وقوات الدعم السريع "نفذوا هجمات عشوائية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بما في ذلك مواقع تؤوي نازحين، خصوصا في العاصمة الخرطوم وكردفان (جنوب) ودارفور (غرب)"
ويوثق التقرير الفترة ما بين شهري أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول الماضيين، ويستند إلى مقابلات لأكثر من 300 ضحية وشاهد، إضافة إلى مقاطع فيديو وصور من الأقمار الصناعية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذر حوالي 12 خبيرا في الأمم المتحدة من انتشار العنف الجنسي على نطاق واسع، بدوافع عرقية في بعض الأحيان. وعدّد التقرير "118 حالة عنف جنسي، من بين ضحاياها 19 طفلا".
وأكد التقرير أن "العديد من حالات الاغتصاب ارتُكبت على يد قوات الدعم السريع"، التي يتهمها ناشطون منذ أشهر باغتصاب النساء والفتيات في السودان.
وحذّر تورك من أن "بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب"، داعيا إلى إجراء "تحقيق سريع وشامل وفعال وشفاف ومستقل ونزيه" وإلى "إحالة المسؤولين إلى القضاء".
وبحسب التقرير الأممي، تُظهر أدلة موثقة بالفيديو أن العديد من الطلاب الذين يتنقلون برا في ولاية شمال كردفان ربما قُطعت رؤوسهم على أيدي رجال يرتدون زي قوات الجيش، بسبب دعمهم المفترض لقوات الدعم السريع وانتمائهم العرقي.
وأظهر مقطع الفيديو المنشور على منصات التواصل الاجتماعي في منتصف فبراير/شباط الجاري، جنودا يسيرون حاملين رؤوسا مقطوعة وهم يطلقون إهانات عرقية، وفقا للأمم المتحدة.
وعلق الجيش السوداني بأن المقطع "صادم" وقال إنه سيحقق في الأمر. وقال متحدث بالأمم المتحدة إن مكتب تورك سيتابع مع السلطات السودانية التقدم المحرز في التحقيق.
وقررت الولايات المتحدة رسميا بالفعل أن طرفي النزاع ارتكبا جرائم حرب، وقالت إن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها متورطة في عمليات تطهير عرقي في غرب دارفور.
في المقابل، قال طرفا الصراع إنهما سيحققان في التقارير التي تحدثت عن عمليات قتل وانتهاكات وسيحاكمان أي مسلحين يثبت تورطهم.
وأسفرت المواجهات التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن مقتل 13 ألفا و900 شخص حسب بيان للأمم المتحدة نشر اليوم الجمعة.
كما فرّ نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممي.
وأشار البيان إلى أن عدد النازحين داخليًا ارتفع بواقع 53 ألفا و500 شخص خلال الأسبوع الماضي، وفقا لتتبع إحصائي للنزوح تجريه المنظمة الدولية للهجرة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
باحث علاقات دولية: إسرائيل تمد قوات الدعم السريع بأسلحة ومعدات التجسس
قال الباحث في العلاقات الدولية، حامد عارف، إن انضمام قائد قوات "الدعم السريع" سابقا في ولاية الجزيرة السودانية أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السوداني أثار جدلاً واسعاً، ولا يزال مستمراً حتى اللحظة، بسبب الإمدادات الإسرائيلية من الأسلحة و"معدات التجسس" إلى قواته عن طريق قوات "الدعم السريع".
وأضاف عارف، أن بعض المحللين السياسيين لاحظوا اهتمامًا ليس بجديد بشأن إمكانية تعاون بين إسرائيل وقوات "الدعم السريع" بعد ظهور معلومات من مصادر متعددة عن إمدادات من الأسلحة و"معدات التجسس" الإسرائيلية لقوات كيكل، وانتشرت في الأشهر الأخيرة على شبكات التواصل الإجتماعي صور للأسلحة التي تلقتها قوات كيكل، وتفيد تصريحات أعضاء قوات كيكل الذين انشقوا مؤخرًا وانضموا للجيش السوداني بأن إسرائيل تمد حميدتي بالأسلحة والذخائر، والتي يُقال إن الجيش الإسرائيلي استولى عليها خلال المعارك البرية في غزة وجنوب لبنان.
وتابع عارف، أن نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، حصل على أجهزة تجسس متطورة، وقد تم نقل الشحنة إلى الخرطوم عبر طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس الإسرائيلي، وتحتوي على تكنولوجيا مراقبة من الاتحاد الأوروبي، وتم توصيل هذه الشحنة بسرعة إلى منطقة جبل مرة في دارفور، التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع" بالكامل، ومع ذلك، نفت "قوات الدعم السريع" في بيان لها جميع الأخبار التي انتشرت في الإعلام المحلي والعالمي حول حصولها على تقنيات تجسس حديثة من "إسرائيل".
وأكد عارف، أن السودان ضمن الدول "الصديقة" لإسرائيل بحسب خريطة نتنياهو، وسبق أن تم مناقشة هذا التعاون بعد 27 سبتمبر، عندما ألقى بنيامين نتنياهو كلمته أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدم خارطتين بعنوان "الخير" و"الشر"، وشملت خارطة "الشر" دولًا مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن.
وأوضح عارف أن إسرائيل تدرس إمكانية التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي قد يؤدي إلى نفي قادة حركة حماس إلى السودان، ومع ذلك، فقد نفت كل من حركة حماس والقوات المسلحة السودانية هذه المزاعم، في حين لم تدل قوات الدعم السريع بأي تعليق حول هذه المعلومات.
وأشار إلى أن السودان قام بتطبيع علاقاته مع إسرائيل في 23 أكتوبر 2020، وكان أحد شروط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأنه في عام 2023، وقبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب الأهلية في السودان، قام وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بزيارة الخرطوم.
ولفت إلى أنه بعد اندلاع الصراع العسكري في السودان، حرصت إسرائيل على الحفاظ على علاقاتها مع كلا الطرفين. وقد كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية تميل إلى الحفاظ على علاقاتها مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، بينما حافظ جهاز الموساد على اتصالاته مع حميدتي.
وأوضح أن دعم حمدتي كاستراتيجية يعتبر خطوة منطقية للغاية بالنسبة لإسرائيل. فإنتصار الجيش السوداني في أي نوع من الصراعات المسلحة لن يعود بأي فائدة لإسرائيل.
ولفت إلى أن إسرائيل تعمل اليوم على تسليح حمدتي، مما سيمكنهم من مواجهة القوى الإسلامية الموالية، وزيادة الضغط على الدول الشقيقة.