احتفاءً بيوم التأسيس.. تجمع القصيم الصحي يطلق حزمة من الفعاليات
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أطلق تجمع القصيم الصحي، حزمة من الفعاليات في رزنامة برنامجه الاحتفالي المكرس لإحياء يوم التأسيس للعام الحالي 2024م، اعتزازًا بالجذور الراسخة الضاربة في عمق التاريخ لهذه الدولة المباركة التي وضعت أولى لبنات بنائها المتين قبل نحو 3 قرون على منهج التوحيد.
وشاركت كافة المستشفيات العامة والتخصصية والمراكز الصحية التابعة لها بمختلف محافظات القصيم بحضور قياداتها ومنسوبيها في برنامج الفعاليات من خلال تنظيم معارض توعوية تشتمل على تقديم نصائح طبية وتوجيها إرشادية تهدف إلى تعزيز ورفع مستوى الثقافة الصحية لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع من الجنسين.
وزينت الهوية البصرية لهذه المناسبة الوطنية واجهات المستشفيات والمراكز الصحية والشاشات الإعلانية الملحقة بها تعبيراً عن البهجة والفرح وإظهار مشاعر الحب والوفاء تجاه الوطن وقيادته الرشيدة في هذه المناسبة الخالدة.
وصاحب الفعاليات تقديم عروض فلكلورية وأهازيج شعبية من التراث العربي الوطني الأصيل، وفقرات تؤكد على أهمية المواطنة الصالحة في الحفاظ على هوية الدولة واستذكار عراقة وتاريخ الوطن المجيد، كما تضمن برنامج الفعاليات زيارة المرضى المنومين ومشاركتهم فرحة الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة وتقديم الهدايا الرمزية لهم.
وأسهم أبطال التطوع الصحي في تجمع القصيم الصحي بجهود كبيرة لمساندة الفرق الصحية في مختلف ميادين ومواقع الاحتفالات خلال فعاليات يوم التأسيس بصورة متميزة عكست ما يتمتعون به من شعور وطنيٍ وحسٍ عالٍ بالمسؤولية تجاه خدمة الوطن وكل من يعيش على ثراء أرضه المباركة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: يوم التأسيس تجمع القصيم الصحي
إقرأ أيضاً:
صرخة التأسيس في زمن التكديس
17 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: رياض الفرطوسي
في زمنٍ تسيّده السرعة وتُدار فيه المعارف بضغطة زر، لم يعد الذكاء يقاس بمدى امتلاء الذهن بالمعلومات، بل بقدرة العقل على الخلق، وعلى التفاعل مع الواقع، وتجاوزه نحو آفاق غير مسبوقة. نحن لا نعيش فقط في عصر المعلومات، بل في قلب الشبكة العنكبوتية، حيث المعارف مؤرشفة، مبوّبة، جاهزة للاستدعاء الفوري. وهنا يكمن الفرق الجوهري بيننا وبين الغرب: إنهم سلّموا الذاكرة إلى الآلة، واحتفظوا بعقولهم للابتكار.
كتب الفيلسوف الألماني “نيتشه” يوماً: “لا قيمة للمعرفة ما لم تتحوّل إلى قوة خلاقة”. ونحن، في مجتمعاتنا، لا نزال نغرق في بحر الحفظ والتكرار، نُعلّم أبناءنا كيف يحفظون لا كيف يفكرون، نُقمع السؤال بدلاً من أن نحتفي به، ونعيد اجترار ما قاله الأولون بدل أن نغامر في قول جديد.
إن أطفالهم، أدبائهم، فلاسفتهم… يبدون وكأنهم ينتمون إلى مستقبلٍ لم نصل إليه بعد، لا لأنهم يملكون “ذاكرة أقوى”، بل لأنهم حرروا أنفسهم من عبء التكديس، وذهبوا نحو التأسيس. نحن لا نفتقر إلى الذكاء، بل نفتقر إلى المنهج.
الإشكال في نظام التعليم، في الطريقة، في العقلية. مدارسنا لا تصنع مبدعين، بل تحفظةً مهذبين. نُقيم الطالب بعدد الصفحات التي حفظها، لا بعدد الأسئلة التي طرحها أو بعدد الأفكار التي تجرأ على تخيلها. كل من يحاول الخروج عن النسق يتهم بالبدعة أو يُخشى منه. وهكذا تتحول كل محاولة للخلق إلى تهديد، وكل شرارة إبداع إلى خطأ في المقرر.
يقول المفكر الفرنسي “ميشيل فوكو”: “المعرفة ليست بريئة، بل هي أداة للسلطة”. وهذه السلطة، حين تُوظف لقمع الخيال، تُحوّل العقل إلى آلة صامتة. التلميذ الذي يُربّى على التكرار، يكبر ليصبح “موسوعة متنقلة”، لكنه لا يكون أبداً عقلاً مبتكراً. والموسوعة، مهما بدت مدهشة، مكانها الرفوف لا المختبرات، لا ورشات الإبداع، لا المستقبل.
لقد أصبح الذهن الممتلئ بالمعلومات كالسفينة المُحملة فوق طاقتها: غير قادرة على الإبحار. وما لم نحرر أذهاننا من عبء الحشو، لن نحلق في سماء الابتكار.
لقد أشار المفكر “إدوارد سعيد” ذات مرة إلى أن الاستعمار الحقيقي يبدأ حين يتم احتلال العقل. ونحن، دون أن ندري، نعيش تحت استعمارٍ غير مرئي: استعمار التلقين والتكرار.
كل شيء في ثقافتنا يحث على إعادة القول، لا على اختراعه. نعيش في الماضي لا لأننا نحبه، بل لأننا لم نتعلم كيف نغادره.
لذلك، حان الوقت لأن نعيد التفكير في معنى “التعليم”، وأن ننتقل من عصر الذاكرة إلى عصر الخلق. أن نصنع جيلًا يجرؤ على السؤال، لا جيلًا يخاف من الامتحان. أن نعلّم أبناءنا كيف يصنعون المعلومة، لا كيف يستهلكونها. فكما قال “ألبير كامو”: “الثورة الحقيقية تبدأ في العقل”.
ولعل أولى بوادر هذه الثورة أن نتوقف عن تمجيد من يحفظ أكثر، ونبدأ بالاحتفاء بمن يبدع، ولو فكرة واحدة. ففي النهاية، الحضارة لا تُبنى بكمٍّ من المعلومات، بل بجرأة واحدة… على أن نفكر بأنفسنا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts