قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن حرب التجويع المتواصلة ضد سكان قطاع غزة صدرت بقرار واضح من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، مطالبا الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لكسر الحصار على غزة، والدول التي تمر بها شاحنات تجارية إلى إسرائيل بوقفها.

وأضاف حمدان -في مؤتمر صحفي من بيروت- أن كل المشاركين والداعمين لهذه الحرب العدوانية التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا -وعلى رأسهم الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن شخصيا- يتحملون كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب يوميا ضد أبناء غزة.

وأضاف أن ما يجري هو حرب تجويع معلنة من نتنياهو وغالانت عندما قررا في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي منع دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حرب لم يحرك العالم لها ساكنا حتى بعد أن اعتبرت محكمة العدل الدولية هذا القرار مؤشرا على ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في القطاع.

ودعا حمدان برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية -بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)- إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمد فرضها، والعودة للعمل في شمال قطاع غزة على الفور، والقيام بخطوات فعالة وجادة لإغاثة سكان القطاع، ومواجهة خطر المجاعة الآخذ بالتوسع.

تقييد دخول الأقصى

كما دعا القيادي في حماس أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والقدس والضفة إلى رفض قرار الاحتلال تقييد الدخول للمسجد الأقصى وشد الرحال إليه والرباط فيه لإفشال كافة المخططات التي تستهدفه، مجددا نداء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى المبارك باعتباره دفاعا عن شرف الأمة وكرامتها ومقدساتها.

وشدد حمدان على أن المساس بالأقصى أو حرية العبادة فيه والوصول إليه لن يمر دون حساب، مؤكدا أنه لن تكون للاحتلال سيادة على الأقصى مهما كانت مخططاته.

ولفت إلى أن حكومة نتنياهو ترى في إطالة زمن الحرب هدفا أساسيا للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزة، مضيفا أن الحركة تعاملت بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، وانطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء قطاع غزة وإنهاء معاناتهم الإنسانية.

وقال حمدان إن إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة لن توقفه مجرد أفكار ومبادرات، بل يستدعي مواقف حازمة وإجراءات عملية لإنهاء العدوان، والاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني وصولا إلى إنهاء الاحتلال.

تحقيق دولي مستقل

وفي سياق تعليقه على تقرير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن تعرض نساء وفتيات فلسطينيات للاعتداء من قبل جيش الاحتلال، دعا حمدان إلى تحقيق دولي مستقل ونزيه وسريع وشامل في هذه "الجرائم الخطيرة" وفق القانون الجنائي الدولي، ومقاضاة الكيان الصهيوني وقيادته وفق القانون الجنائي الدولي.

وتساءل القيادي في حماس عن الأصوات التي رددت "الأكاذيب" التي ادعاها نتنياهو ورددها بايدن بشأن اغتصاب نساء إسرائيليات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول: أين هي من هذا التقرير الأممي، في حين هرولت وراء دعاية سوداء كاذبة صادرة عن الاحتلال؟!

وثمّن حمدان مواقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا المؤيدة للقيم الإنسانية، والتي أكد فيها أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وكذلك مواقف رؤساء فنزويلا وبوليفيا وكوبا وكولومبيا الذين عبروا عن دعمهم موقف الرئيس البرازيلي.

كما ثمّن مواقف الدول المشاركة في جلسات الاستماع العلنية التي تعقدها محكمة العدل الدولية بشأن التبعات القانونية لسياسات الاحتلال في الأرض الفلسطينية، والتي أكدت الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي الذي يمارسه كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة.

ودعا حمدان الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى مواصلة حراكهم الجماهيري لإدانة الاحتلال، والضغط لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتأييد ودعم حق شعبنا في التحرير وتقرير المصير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية

نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرًا يناقش كيف تؤدي الأزمات المالية إلى إصلاحات اقتصادية تُمهّد للتعافي في بعض الدول الناشئة، مشيرًا إلى أن العديد من البلدان النامية اضطرت إلى تبني سياسات تقشف صارمة بعد الجائحة، مما أدى إلى تحسن الأسواق المالية وتقليص العجز فيها.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ظهور علامات التباطؤ في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرهما من النجوم الاقتصادية الحديثة جعل الكثيرين يبحثون عن قصص النمو الواعدة القادمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الركود التضخمي في السبعينيات أدى إلى إصلاح السوق الحرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، وألهمت الانهيارات التي شهدتها الدول الناشئة في الثمانينيات والتسعينيات الموجة الكبيرة التالية من التجديد، من البرازيل إلى المكسيك وروسيا وتركيا. واليوم، نجد أيضًا تغييرات مدفوعة بالأزمات نحو الأفضل في جميع أنحاء العالم.

فقد أدت أزمة منطقة اليورو في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى إجراء إصلاحات، بالأخص في إسبانيا واليونان. ومؤخرًا، فرضت صدمات الجائحة عملية تطهير مالي في العديد من الدول الناشئة، بما في ذلك الأرجنتين وجنوب أفريقيا ونيجيريا وسريلانكا؛ حيث يظهر الانتعاش في جميع هذه الدول مع ارتفاع أسواق الأسهم وتحسن ظروف الائتمان.


وأوضحت الصحيفة أن هذه البلدان اضطرت إلى الإصلاح وضبط ميزانيتها لأن مواردها المالية كانت مرهقة للغاية بسبب الجائحة، مما أدى إلى تحقيق أرباح في الميزان الأولي - وهو مقياس رئيسي للعجز الحكومي الذي يركز على الإنفاق فقط - وهي في طريقها الآن لتحقيق فائض أولي للمرة الأولى منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وحسب الصحيفة، فإن كل دولة لها أسلوبها الخاص في ضبط النفس؛ حيث فرضت اليونان تخفيضات في الإنفاق وزيادات ضريبية كبيرة بما يكفي لعكس سجل من التخلف المزمن عن السداد يعود إلى تأسيسها كدولة مستقلة.

أما إسبانيا فقد خفضت مزايا المتقاعدين، وحولتهم لواحدة من أكثر فئات السكان فقرًا في أوروبا، لكنه نهج أدى إلى انخفاض العجز والدين بشكل كبير. ونظرًا لصعوبة استقطاب المواهب في عالم يتقدم في السن، فإنها ترحب بالمهاجرين في الوقت الذي تغلق فيه الكثير من الدول الأوروبية أبوابها، وخففت من قواعد التوظيف والفصل من العمل والعمل بدوام جزئي.

وأضافت الصحيفة أن سريلانكا، التي تخلفت عن سداد ديونها في سنة 2022 وسط أسوأ أزمة اقتصادية لها على الإطلاق، قامت بإعادة هيكلة نظامها بشكل جذري؛ حيث ألغت جميع الإعانات وفرضت ضرائب أعلى على الممتلكات والثروات الموروثة وصناعة القمار.


وخفضت نيجيريا أيضًا دعم الوقود ورفعت الإيرادات الحكومية عن طريق زيادة إنتاج النفط، وعملت البلاد على استقرار عملتها المتذبذبة من خلال السماح بتداول النيرة بحرية أكبر في الأسواق العالمية والقضاء إلى حد كبير على السوق السوداء المحلية.

واعتبرت الصحيفة أن الحالة الأكثر إثارة للاهتمام هي عملية "فولندليلا" في جنوب أفريقيا، وهي كلمة من الزولو تعني "مسح الطريق"؛ حيث صُممت هذه العملية لإزالة العوائق في أنظمة السكك الحديدية والطرق والمياه والطاقة الكهربائية، مما قلل بشكل كبير من حالات انقطاع التيار الكهربائي المزمن.

والهدف من كل ذلك هو تعزيز الإنتاجية - وهي مفتاح النمو المستدام على المدى الطويل - بدلاً من الاستمرار في تعزيزها بشكل مصطنع بالإنفاق الحكومي. ومن المقرر أن يرتفع نصيب الفرد من الدخل في جميع هذه الدول بعد انخفاضه أو ركوده لسنوات، وقد بدأت أسواق الأسهم في هذه البلدان تعكس هذا التحول الإيجابي؛ حيث تفوقت على المؤشر العالمي بنسبة 20 بالمائة خلال السنتين الماضيتين، وكانت الأرجنتين وسريلانكا هما السوقان الأفضل أداءً في العالم من حيث القيمة الدولارية خلال هذه الفترة.

وأفادت الصحيفة أن التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول اتجهت إلى الارتفاع باستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا، لكن الأنباء المتداولة تشير إلى أن الدولتين قد تكونان في طريقهما إلى رفع التصنيف الائتماني أيضًا.


ولا تقتصر هذه القائمة على تلك الدول؛ حيث تشمل الدول الأخرى التي تقوم بالإصلاح تحت الضغط تركيا ومصر وباكستان، وتعد ألمانيا هي أحدث مثال على "دائرة الحياة": فقد كانت ألمانيا نموذجًا يُحتذى به قبل 10 سنوات، ثم تهاونت وسقطت في حالة من التدهور، وبحلول الأسبوع الماضي كانت تبذل جهودًا كبيرة للإصلاح لدرجة أدت إلى رفع معنويات السوق في جميع أنحاء أوروبا.

وختمت الصحيفة التقرير بأن أيًا من تجارب هذه الدول الناشئة لا تخلو من العيوب؛ فمن المتوقع أن يتضاعف النمو في جنوب أفريقيا ثلاث مرات في السنوات القادمة، ولكن بنسبة 2 بالمئة فقط، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن الإبهار. لكن هناك ميلًا انعكاسيًا للعثور على أخطاء أي بلد وقيادته، خاصة في عصر تتفشى فيه السلبية والاستقطاب الشديد.

مقالات مشابهة

  • فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
  • بوهلر: “لسنا وكالة لإسرائيل”.. وترامب بدأ يسأم من نتنياهو وائتلافه
  • قطر تدين بشدة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على قطع الكهرباء عن قطاع غزة
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • كير ستارمر يدعو إلى محادثات ثانية لـ “ائتلاف الراغبين” حول دعم أوكرانيا
  • واللا: المفاوضات بين واشنطن وحماس شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل
  • حماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية
  • تحقيقات طوفان الأقصى تضع الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • تحقيقات طوفان الأقصى.. الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • الاحتلال يقتحم المصلى القبلي في "الأقصى"