بوابة الوفد:
2025-01-21@01:24:40 GMT

وثائق نصر أكتوبر

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

يوم 28 أكتوبر 1973، انتهت فعلياً حرب السادس من أكتوبر بين مصر وإسرائيل، واجتمع الوفدان المصرى والإسرائيلى فى بدء المباحثات لتثبت وقف إطلاق النار، وقضت مصر بالنصر الذى حققته فى هذه الحرب على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، باقتحامها لقناة السويس أكبر مانع مائى واجتياحها الكامل لنقاط خط بارليف.. واستيلائها خلال ساعات قليلة على الضفة الشرقية لقناة السويس بكل نقاطها وحصونها ثم إدارتها لقتال شرس فى عمق الضفة الشرقية وعلى الضفة الغربية للقناة.


حققت مصر من وراء نصر أكتوبر المجيد عدة نتائج مهمة على كافة المستويات، فقد استطاعت القوات المصرية فى الأيام الأولى للمعركة أن تحقق هدفاً استراتيجياً لا يختلف عليه أحد وهو كسر النظرية الأمنية الإسرائيلية، واستطاع الرئيس السادات أن يثبت أن القيادة المصرية والعربية ليست واهنة بل لديها الشجاعة على اتخاذ القرار، فرغم المنحنيات الكثيرة التى مرت بها عملية اتخاذ القرار فحينما جاءت اللحظة الحاسمة أعطت أمر القتال وأطلقت شرارة الحرب.
فجرت الحرب والظروف التى نشبت فيها طاقة إنسانية لم يكن أحد يحسب لها حساباً أو يخطر بباله أنها موجودة على هذه الدرجة من الاقتدار.
أعاد نصر أكتوبر للشارع العربى والمصرى ثقته فى ذاته بعد أن كانت تجتاحه حالة من الإحباط الشديد، إثر نكسة 1967، والتى رافقه العديد من المظاهر الاجتماعية فى الوطن العربى.
أظهرت المواقف العربية خلال الحرب وعداً بعصر عربى جديد يضع العرب على موضع يرضونه لأنفسهم من توافقه وتكامل يؤدى بهم إلى الصفوف الأولى.. فإن تحالفاً واسعاً على الناحية العربية للمعركة قام وراء جبهة القتال تمثل فى عدة خطوط تساند بعضها بطريقة تستطيع تعويض جزء كبير من الانحياز الأمريكى لإسرائيل، وكانت الجيوش العربية المقاتلة بشجاعة هى الخط الأول، وكانت الجبهات العربية الداخلية التى تجلت إرادتها هى الخط الثانى، كما ظهر سلاح البترول للمرة الأولى بعد أن لوحت المملكة العربية السعودية باحتمال قطع إمداداتها لأى دولة تقوم بمساعدة إسرائيل.
استطاعت مصر من خلال موقفها القوى فى الحرب خلق رأى عام عالمى واضح مناهض للجبهة التى تساند إسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة وحصلت مصر على مدد عسكرى ضخم خلال أيام المعركة، عندما قررت القيادة السوفيتية تعويض الجيش المصرى عن بعض خسائره من الدبابات وأهدته 250 دبابة من طراز «تى 26». كما بعث «تيتو» رئيس يوغسلافيا فى ذلك الوقت بلواء كامل من الدبابات ووضعه تحت تصرف القيادة المصرية.
على مستوى الرأى العام، أدى انكسار النظرية الإسرائيلى إلى سقوط أساطير إسرائيلية كثيرة على رأسها الجيش الإسرائيلى الذى كان أمل إسرائيل وموضع اعتزازها الأول وأيضاً سقطت صورة المخابرات الإسرائيلية التى كانت غائبة عن مسرح الأحداث بالمعلومات والكشف والتحليل. كما سقطت شخصيات إسرائيلية كانت مثل أصنام لدى الرأى العام الإسرائيلى ومنها جولدا مائير وموشى ديان.
وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام، اقتناعاً منها بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل فى الشرق الأوسط، وقد نصت الاتفاقية على إنهاء الحرب بين الطرفين، ويقام السلام بينهما، وتسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة والمدنية من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبه جزيرة سيناء وعودة السيادة المصرية غير كامل ترابها.
من حق الشباب المصرى الذى لم يعاصر نصر أكتوبر على الكيان الصهيونى أن يطلع على الوثائق الحقيقية والمتعددة والمتنوعة عن حرب أكتوبر بعد قيام وزارة الدفاع المصرية برفع السرية عنها التى جاء بعضها بخط يد قادة حرب أكتوبر العسكريين للتعرف على بطولات الجيش المصرى فى حربه ضد إسرائيل وتعزيز ترابط الشعب بقيادته وتوحيد الجبهة الداخلية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش المصرى الجيش الإسرائيلي حكاية وطن وثائق نصر أكتوبر محمود غلاب نصر أکتوبر

إقرأ أيضاً:

????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان

*◼️لن تهز شعرة فى راس القائد الذى اشتعل شيبا وهو ينافح عن بقاء السودان..*
*????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان..*

وماذا سيضير الفريق اول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة غضب امريكا وعقوباتها بعد رضاء شعبه،وما حصده من التفاف جماهيري واسع نظير ادائه فى معركة الكرامة وادارته للدولة فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان..قفز البرهان الى مصاف الزعماء العظام وهو يتصدى لاخطر مؤامرة على البلاد استهدفت وجودها ووحدة اراضيها وتهجير سكانها واستبدالهم باخرين من المرتزقة وعرب الشتات.

العقوبات التى اعلنتها وزارة الخزانة الامريكية ضد قائد الجيش العظيم بالامس تعتبر وساماً جديداً فى صدر الجنرال الذى ادار المعركة ضد السودانيين بكل حنكة وصبر واقتدار،

نست الولايات المتحدة الامريكية ان البرهان كان اول المستهدفين بالقتل من قبل المليشيا المتمردة فى صبيحة الخامس عشر من ابريل2023، وظل محلا للاستهداف الذى صمتت عنه واشنطن وهي تدعي الحياد والخداع واللعب على خيوط مصالحها التى كانت ترجح كفة الجنجويد وتنحاز الى داعميهم منذ اندلاع الحرب..تجاهلت امريكا مجازر المليشيا ضد المدنيين فى الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور وتسامحت مع جرائم “اوغاد ال دقلو” التى اوقعوها بالمساليت فى الجنينة وغضت الطرف عن تمثيل المليشيا بجثة والي غرب دارفور خميس ابكر.

جاءت واشنطن فى اخر عهد بايدن الذى اظهر فشلاً ذريعاً فى ادارة الملف السوداني، لتساوى بين مليشيا متمردة مرتزقة وماجورة وبين جيش محترف ومهني يدافع عن ارضه وشعبه ضد تمرد غاشم استهدف بنية الدولة وانسانها وقاتل المواطنين العزل داخل البيوت.. ويا للعار…عاقبت امريكا البرهان لانه يقود جيشاً يدافع عن شعب نصفه نازح ولاجئ ومقتول ومغتصب، واستهدفت قائداً التف حوله شعبه وبات جزءا ً من ارث العزة والكرامة والسيادة السودانية.

تعود الشعب السوداني على الحيف والظلم الامريكي وقد قضى عقوداً طوالا تحت العقوبات وظلت العصا مرفوعة على الدوام، فماذا يضيره من هذه الاجراءات عديمة القيمة والاثر ..لم تحتمل ادارة بايدن تقدم الجيش السوداني، فارادت عرقلة زحفه فى كل المحاور ومنح الجنجويد فرصة لالتقاط انفاسهم وهم يلفظونها تحت ضربات الجيش والقوات المساندة المتتالية والمتوالية..

تذرعت ادارة بايدن الفاشلة بالملف الانساني وذرفت دموع التماسيح على وقائع نسبتها للجيش وهي تعلم جيدا من تسبب فى الازمة الانسانية ودخل على المواطنين السودانيين فى بيوتهم مدججا بالسلاح، ونهب اموالهم واغتصب نساءهم ، وقضت الطرف عن التقارير الدولية التى وثقت لحجم التأمر الخارجي على شعب السودان.

اعتمدت واشنطن الكاذبة فى عقوباتها على فرية قصف الجيش للمدنيين وهي تعلم من قتلهم وهجرهم واحتل بيوتهم وجعلهم موزعين بين قتيل ونازح ولاجئ ،لام قرار واشنطن الحكومة على انقطاعها عن المفاوضات وهي التى فشلت بشهادة الجميع فى الزام المليشيا المتمردة بتنفيذ مقررات التفاوض فى جدة والخروج عن الاعيان المدنية ومنازل المواطنين،

العقوبات الامريكية ضد البرهان اشارة ودليل على ان الرجل يمضي فى الاتجاه الصحيح وان الجيش الذى يقوده الجنرال المحنك يقترب من حسم المعركة، ويمكن اعتماد ( الجرسة الامريكية) فى حيثيات اقتراب النصر المؤزر على مليشيا الجنجويد.

عقوبات واشنطن لن تهز شعرة فى راس القائد الذى اشتعل شيباً وهو يخوض معركة تحرير الوطن من دنس الجنجويد والمرتزقة الاثمين..واهم من ظن ان الولايات المتحدة الامريكية ستصمت على انتصارات الجيش ارضاءاً لتحالفاتها المعروفة مع داعمي الجنجويد وقتلة الشعب السوداني، حلفاؤها فى الامارات التى اثبتت كل التقارير دعمها للمليشيا المتمردة ولكن ادارة بايدن صمتت صمت القبور وجاءت لتداري خطيئتها بفضيحة اكبر جعلتها مهزلة فى نظر العالم الذى يعلم كل شئ ..

نعم.. الخطوة كانت متوقعة منذ ان عاقبت واشنطن زعيم التمرد حميدتي وعدداً من قادته الميدانيين، علاوة على ان واشنطن لم تكن عادلة منذ البداية فى تعاطيها مع طرفي الحرب فى السودان..هنيئاً للبرهان بالعقوبات الامريكية، فقد زادت شعبيته ووضعته فى مكانته التى يستحقها من التاريخ وهو يتحول الى رمز وطني يمثل سيادة السودان ويعبر عن عزة اهله.. والمؤكد كذلك ان العقوبات عديمة الجدوى لن تؤثر على مسار الحسم العسكري…
فقوموا الى معركتكم ضد المليشيا يرحمكم الله..

*✍️محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة«الكرامة»
*????#صحيفة_الكرامة*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الباشا والثورة المنسية
  • مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
  • مسرحية الأرتيست
  • سيدة من غزة
  • درة: فيلم وين صرنا يعبر عن اللحظات الإنسانية ومعاناة الفلسطينيين
  • البكالوريا.. و"هموم" الثانوية
  • ????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان
  • «السيسى» والصقور أمناء على مقدرات الوطن
  • الأكاديمية العسكرية المصرية تستقبل مسئول التعاون الدولي للقوات البرية الفرنسية
  • وفد من القوات البرية الفرنسية يشيد بقدرات الأكاديمية العسكرية المصرية