بوابة الوفد:
2025-02-02@20:03:03 GMT

بديهيات اقتصادية.. «التضخم»

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

«التضخم».. هو واحد من أسوأ الأمراض التى تضرب اقتصاديات الدول.. وهو بشكل مبسط ارتفاع مستمر فى مستوى الأسعار.. ووجهه الآخر انخفاض قيمة العملة وتراجع القدرة الشرائية.
ومن أشكاله تضخم الأسعار.. تضخم الدخل.. تضخم التكاليف.. التضخم النقدى.. وتضخم الائتمان المصرفى.
وتنقسم درجاته إلى.. بطىء أو متسارع أوجامح أومفرط.

. والأخير هو أعلى درجاته التى فيها يزيد معدله على 50% شهرياً.. ويؤدى التضخم مع غياب فهم حقيقى لطبيعته.. إلى الركود والركود التضخمى.. وأخيراً تنقلب العجلة إلى الانكماش.. ويعتبر تراجع نسبة البطالة.. إحدى الظواهر المصاحبة للتضخم فى بعض مراحله.. وهو هنا ليس إنجازًا.. ولكنه مؤشر للقادم الأسوأ «الركود التضخمى».
وللتضخم أسباب عدة، منها.. زيادة المعروض النقدى.. زيادة الدين العام.. زيادة الأجور.. انخفاض قيمة العملة.. عجز العرض عن تلبية الطلب.. زيادة تكلفة الإنتاج نتيجة العوامل السابقة مضافة إليها زيادة الرسوم والضرائب.. انفلات الأسواق والممارسات الاحتكارية.. انخفاض الإنتاج. 
والمتأمل في وضع التضخم فى الحالة المصرية.. يجد أن هذه الأسباب تكالبت عليه مجتمعة.. والأغرب أنها جميعاً كان يمكن تلافيها عبر قرارات حكومية.. لكن ما حدث كان العكس.. فكان لها جميعاً تأثير متراكب ومتتابع على الأسواق وعلى ارتفاع معدلات التضخم الحقيقى «وليس المعلن». . بدءاً من رفع أسعار الطاقة والخدمات.. إلى أسعار السلع والعقارات.. سواء كان هذا الرفع بشكل مباشر أو عن طريق رفع التكلفة.. والأعجب مجافاة كل ما إجراء طبيعى ومفترض فى تلك الأوضاع.. فبدلاً من توفير السلع عمدت الحكومة لتصدير المحلى منها لإحداث سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، خاصة فى المنتجات الغذائية.. بدءاً من الليمون والفواكه والخضراوات وصولاً إلى السكر والبصل.. ولم تكن أزمة الأعلاف وما أحدثته فى أسعار اللحوم والدواجن ببعيدة عن أيدى الحكومة.. وفى الوقت الذى كانت الأوضاع تتطلب إجراءات غير عادية للسيطرة على الأسواق.. كانت تصريحات المهندس مصطفى مدبولى بأن حكومته لا تتدخل فى الأسعار، متجاهلاً الخيط الرفيع بين الحرية والفوضى، بمثابة الضوء الأخضر للصوص للتلاعب بالسلع والأسعار كما يحلو لهم.. والحجة حرية الاقتصاد!.
أما السياسة المالية.. فقد أطلقت صاروخ الأسعار وحدث ولا حرج.. متغاضية عما أحدثه التطبيق بالأسواق والاقتصاد بشكل عام.. ويكفى هنا الإشارة إلى أنه حينما اتجهت الدولة لكبح الاستيراد.. فى محاولة للسيطرة على العجز والموازين المختلة فى كل شىء.. كانت عناصر الإنتاج هى أول ضحايا تلك القرارات.. لتنعكس مباشرة على الأسواق والأسعار.. ليطرح ذلك العديد من علامات الاستفهام حول تنفيذ أو فهم القرارات.
ويأتى تخفيض قيمة العملة.. فى مقدمة أسباب انفجار التضخم.. ففى المرة الأولى لخفض قيمة العملة تم التبرير بأنه العصا السحرية، لجذب الاستثمارات وإصلاح الأوضاع الاقتصادية.. ورغم أن النتيجة كانت العكس تماماً.. تم تكرار نفس الفعل للمرة الثانية والثالثة والرابعة.. وفى كل مرة تزداد الخسائر ويزداد الوضع سوءًا.. والسؤال هنا كم كارثة نحتاج إليها.. وما مقدار الخسائر المطلوب.. حتى ندرك فشل ذلك التوجه!.
الخلاصة إن أوضاع الاقتصاد المصرى فى حاجة عاجلة وملحة إلى حكومة اقتصادية يتميز رجالها بالفهم لا الحفظ.. رجال أصحاب فكر تنموى لا «بيعى».. يعرفون الفارق بين تعظيم ثروات الأمم وإهدارها.. يدركون قيمة الإنتاج لرفع الناتج المحلى.. وماذا تعنى كلمة ميزانية موحدة.. حكومة لديها خطة حقيقية لإعادة بناء اقتصاد الدولة.. والقدرة على إدارة الأدوات المالية والنقدية باحتراف لخدمة الإنتاج لا القضاء عليه.. فالتشخيص الحقيقى للمرض هو أول خطوات العلاج.. وليس التلاعب بالأرقام والمسميات وسلة حساب التضخم للخروج بنتائج مضللة وكاذبة عن حقيقة تضخم تخطى الـ200%. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الأسواق والأسعار لوجه الله التضخم قیمة العملة

إقرأ أيضاً:

مؤسسة النفط تناقش صعوبات زيادة الإنتاج وتثني على جهود الشركات التابعة

ناقشت الجمعية العمومية للمؤسسة الوطنية للنفط في جلستها الأولى ببنغازي الصعوبات التي تواجه شركات الخليج العربي، والوطنية، للإنشاءات والجوف، والتي تعيق تنفيذ خطط المؤسسة لزيادة إنتاج النفط.

كما استعرضت الجلسة خطط وبرامج هذه الشركات، ومشاريعها الإستراتيجية المنفذة، وميزانياتها للعام 2024، بالإضافة إلى المشاريع المزمع إقامتها خلال العام الجاري.

وأوضح رؤساء لجان إدارة الشركات أن مشاريع زيادة الإنتاج تواجه صعوبات كبيرة بسبب النقص الحاد في الميزانيات التشغيلية، محذرين من أن استمرار التأخير في صرف الميزانيات اللازمة سينعكس سلبًا على استقرار عملية الإنتاج، التي وصلت إلى 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية العام 2024.

من جانبه، ثمّن رئيس مجلس إدارة المؤسسة المكلف، مسعود سليمان، جهود شركة الخليج العربي في نجاح مشروع (L63) الذي أضاف وحدتي قدرة كهربائية بسعة 36 ميغاوات، وربطهما بالشبكة في حقلي مسلة والسرير، مما سيعزز إنتاج الطاقة ويسهم في زيادة الإنتاج، داعيًا إلى الإسراع في استكمال مشروع استغلال غاز حقلي مسلة والسرير.

كما وأشاد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة بجهود الشركة الوطنية للإنشاءات النفطية المساهمة، لإنجازها العديد من الأعمال، من بينها صيانة الخزان رقم 1 في شركة سرت، وتنفيذ أعمال الإنشاءات التجهيزية لمشروع محطة الإنتاج المبكر لشركة المبروك، وربط خطوط الإنتاج للبئرC-335، وزيادة القدرة التخزينية بشركة الواحة.

وفي سياق آخر، أكد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة على نجاح شركة الجوف في زيادة معدلات الإنتاج، من خلال المشاركة في مشروعات الإنتاج المبكر مع شركتي زلاف ونفوسة، وكذلك دعم شركات القطاع بالمواد اللازمة المستخدمة في عمليات الإنتاج.

المصدر: المؤسسة الوطنية للنفط.

المؤسسة الوطنية للنفطبنغازي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط تناقش صعوبات زيادة الإنتاج وتثني على جهود الشركات التابعة
  • رئيس مؤسسة النفط: مستمرون في خطة زيادة الإنتاج ونعمل على تعزيز الشفافية
  • "ترامب" يهدد بإشعال حروب تجارية.. وتحذيرات من زيادة التضخم واندلاع اضطرابات اقتصادية
  • التضخم في إسطنبول لشهر يناير
  • نقطة تحول.. «ثروة الأمم» لآدم سميث كتاب يحث على زيادة الإنتاج
  • الفيتوري: ما نحتاج إليه هو سياسات اقتصادية واجتماعية رصينة تنقذ الاقتصاد من الغرق
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على نفط كندا والمكسيك.. هل سيكبح التضخم أم يرفع الأسعار؟
  • الفيتوري: ليبيا بحاجة إلى سياسات اقتصادية واجتماعية رصينة تنقذها من الغرق
  • معهد "إيفو" يتوقع ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا لأكثر من 2%
  • الأمن الغذائي في ليبيا مهدد مع تصاعد الأسعار واستمرار عدم الاستقرار الاقتصادي