بوابة الوفد:
2025-03-06@09:35:43 GMT

بديهيات اقتصادية.. «التضخم»

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

«التضخم».. هو واحد من أسوأ الأمراض التى تضرب اقتصاديات الدول.. وهو بشكل مبسط ارتفاع مستمر فى مستوى الأسعار.. ووجهه الآخر انخفاض قيمة العملة وتراجع القدرة الشرائية.
ومن أشكاله تضخم الأسعار.. تضخم الدخل.. تضخم التكاليف.. التضخم النقدى.. وتضخم الائتمان المصرفى.
وتنقسم درجاته إلى.. بطىء أو متسارع أوجامح أومفرط.

. والأخير هو أعلى درجاته التى فيها يزيد معدله على 50% شهرياً.. ويؤدى التضخم مع غياب فهم حقيقى لطبيعته.. إلى الركود والركود التضخمى.. وأخيراً تنقلب العجلة إلى الانكماش.. ويعتبر تراجع نسبة البطالة.. إحدى الظواهر المصاحبة للتضخم فى بعض مراحله.. وهو هنا ليس إنجازًا.. ولكنه مؤشر للقادم الأسوأ «الركود التضخمى».
وللتضخم أسباب عدة، منها.. زيادة المعروض النقدى.. زيادة الدين العام.. زيادة الأجور.. انخفاض قيمة العملة.. عجز العرض عن تلبية الطلب.. زيادة تكلفة الإنتاج نتيجة العوامل السابقة مضافة إليها زيادة الرسوم والضرائب.. انفلات الأسواق والممارسات الاحتكارية.. انخفاض الإنتاج. 
والمتأمل في وضع التضخم فى الحالة المصرية.. يجد أن هذه الأسباب تكالبت عليه مجتمعة.. والأغرب أنها جميعاً كان يمكن تلافيها عبر قرارات حكومية.. لكن ما حدث كان العكس.. فكان لها جميعاً تأثير متراكب ومتتابع على الأسواق وعلى ارتفاع معدلات التضخم الحقيقى «وليس المعلن». . بدءاً من رفع أسعار الطاقة والخدمات.. إلى أسعار السلع والعقارات.. سواء كان هذا الرفع بشكل مباشر أو عن طريق رفع التكلفة.. والأعجب مجافاة كل ما إجراء طبيعى ومفترض فى تلك الأوضاع.. فبدلاً من توفير السلع عمدت الحكومة لتصدير المحلى منها لإحداث سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، خاصة فى المنتجات الغذائية.. بدءاً من الليمون والفواكه والخضراوات وصولاً إلى السكر والبصل.. ولم تكن أزمة الأعلاف وما أحدثته فى أسعار اللحوم والدواجن ببعيدة عن أيدى الحكومة.. وفى الوقت الذى كانت الأوضاع تتطلب إجراءات غير عادية للسيطرة على الأسواق.. كانت تصريحات المهندس مصطفى مدبولى بأن حكومته لا تتدخل فى الأسعار، متجاهلاً الخيط الرفيع بين الحرية والفوضى، بمثابة الضوء الأخضر للصوص للتلاعب بالسلع والأسعار كما يحلو لهم.. والحجة حرية الاقتصاد!.
أما السياسة المالية.. فقد أطلقت صاروخ الأسعار وحدث ولا حرج.. متغاضية عما أحدثه التطبيق بالأسواق والاقتصاد بشكل عام.. ويكفى هنا الإشارة إلى أنه حينما اتجهت الدولة لكبح الاستيراد.. فى محاولة للسيطرة على العجز والموازين المختلة فى كل شىء.. كانت عناصر الإنتاج هى أول ضحايا تلك القرارات.. لتنعكس مباشرة على الأسواق والأسعار.. ليطرح ذلك العديد من علامات الاستفهام حول تنفيذ أو فهم القرارات.
ويأتى تخفيض قيمة العملة.. فى مقدمة أسباب انفجار التضخم.. ففى المرة الأولى لخفض قيمة العملة تم التبرير بأنه العصا السحرية، لجذب الاستثمارات وإصلاح الأوضاع الاقتصادية.. ورغم أن النتيجة كانت العكس تماماً.. تم تكرار نفس الفعل للمرة الثانية والثالثة والرابعة.. وفى كل مرة تزداد الخسائر ويزداد الوضع سوءًا.. والسؤال هنا كم كارثة نحتاج إليها.. وما مقدار الخسائر المطلوب.. حتى ندرك فشل ذلك التوجه!.
الخلاصة إن أوضاع الاقتصاد المصرى فى حاجة عاجلة وملحة إلى حكومة اقتصادية يتميز رجالها بالفهم لا الحفظ.. رجال أصحاب فكر تنموى لا «بيعى».. يعرفون الفارق بين تعظيم ثروات الأمم وإهدارها.. يدركون قيمة الإنتاج لرفع الناتج المحلى.. وماذا تعنى كلمة ميزانية موحدة.. حكومة لديها خطة حقيقية لإعادة بناء اقتصاد الدولة.. والقدرة على إدارة الأدوات المالية والنقدية باحتراف لخدمة الإنتاج لا القضاء عليه.. فالتشخيص الحقيقى للمرض هو أول خطوات العلاج.. وليس التلاعب بالأرقام والمسميات وسلة حساب التضخم للخروج بنتائج مضللة وكاذبة عن حقيقة تضخم تخطى الـ200%. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الأسواق والأسعار لوجه الله التضخم قیمة العملة

إقرأ أيضاً:

تحالف أوبك يقرر زيادة حصة العراق من الإنتاج النفطي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اتفقت دول تحالف "أوبك+"، اليوم /الثلاثاء/، على زيادة حصة العراق من الإنتاج النفطي وصولًا إلى أربعة ملايين و110 آلاف برميل يوميًا أواخر العام الحالي.
ودعت مجموعة الدول الأعضاء الثمانية في تحالف "أوبك+"، في بيان اليوم، وفقا للوكالة الوطنية العراقية "نينا"، لمراجعة ظروف السوق العالمية والتوقعات المستقبلية، واتفقت على تجديد التزامها بعودة الكميات المخفضة طوعًا من إنتاج النفط الخام، التي سبق إعلانها في أبريل ونوفمبر 2023، وذلك بحلول مطلع الشهر المقبل.
وأوضحت أنه بحسب الاتفاق فإن حصة العراق لشهر أبريل المقبل ستزيد بمقدار 12 ألف برميل ليكون الإنتاج 4.012 مليون برميل يوميًا، وفي شهر مايو المقبل ستزيد بمقدار 12 ألف برميل أيضًا ليكون الإنتاج 4.024 مليون برميل يوميًا، ويصل في شهر ديسمبر إلى 4.110 ملايين برميل يوميًا، وسترتفع الحصة المقررة للعراق في سبتمبر وحتى شهر ديسمبر من العام 2026 إلى أكثر من 4.220 مليون برميل يوميًا.
يشار إلى أن تحالف "أوبك+" يطبّق خفضًا رسميًا بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهي الكميات التي من المقرر تمديدها حتى نهاية العام المقبل 2026.
 

مقالات مشابهة

  • السوق الرمضاني بأبها.. نافذة اقتصادية ووجهة اجتماعية خلال الشهر الكريم
  • توقعات بانخفاض التضخم في مصر إلى 14.5% في فبراير
  • سقوط حر لـ «الدولار» بسبب إصرارا ترامب على زيادة الرسوم الجمركية
  • رويترز: توقعات بتراجع التضخم في مصر إلى 14.5% فبراير الماضي
  • الإصلاحات الجمركية في مصر.. نواب: خطوة نحو نهضة اقتصادية وصناعية كبرى
  • بيزشكيان بين كماشة المتشددين وظلال خامنئي.. فشل في كبح التضخم المتصاعد وارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة المحلية سبب رئيسي.. وانهيار استراتيجية المصالحة أمر وارد
  • تحالف أوبك يقرر زيادة حصة العراق من الإنتاج النفطي
  • الجمعية المغربية لحماية المستهلك تستنكر الارتفاع غير المسبوق لأسعار اللحوم والمواد الغذائية وتدعو لتدخل عاجل
  • أوبك+ يقرر زيادة حصة من الإنتاج النفطي حتى نهاية العام الحالي
  • تركيا الأولى في التضخم بمنظمة التعاون الاقتصادي