بوابة الوفد:
2025-01-03@05:32:13 GMT

بديهيات اقتصادية.. «التضخم»

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

«التضخم».. هو واحد من أسوأ الأمراض التى تضرب اقتصاديات الدول.. وهو بشكل مبسط ارتفاع مستمر فى مستوى الأسعار.. ووجهه الآخر انخفاض قيمة العملة وتراجع القدرة الشرائية.
ومن أشكاله تضخم الأسعار.. تضخم الدخل.. تضخم التكاليف.. التضخم النقدى.. وتضخم الائتمان المصرفى.
وتنقسم درجاته إلى.. بطىء أو متسارع أوجامح أومفرط.

. والأخير هو أعلى درجاته التى فيها يزيد معدله على 50% شهرياً.. ويؤدى التضخم مع غياب فهم حقيقى لطبيعته.. إلى الركود والركود التضخمى.. وأخيراً تنقلب العجلة إلى الانكماش.. ويعتبر تراجع نسبة البطالة.. إحدى الظواهر المصاحبة للتضخم فى بعض مراحله.. وهو هنا ليس إنجازًا.. ولكنه مؤشر للقادم الأسوأ «الركود التضخمى».
وللتضخم أسباب عدة، منها.. زيادة المعروض النقدى.. زيادة الدين العام.. زيادة الأجور.. انخفاض قيمة العملة.. عجز العرض عن تلبية الطلب.. زيادة تكلفة الإنتاج نتيجة العوامل السابقة مضافة إليها زيادة الرسوم والضرائب.. انفلات الأسواق والممارسات الاحتكارية.. انخفاض الإنتاج. 
والمتأمل في وضع التضخم فى الحالة المصرية.. يجد أن هذه الأسباب تكالبت عليه مجتمعة.. والأغرب أنها جميعاً كان يمكن تلافيها عبر قرارات حكومية.. لكن ما حدث كان العكس.. فكان لها جميعاً تأثير متراكب ومتتابع على الأسواق وعلى ارتفاع معدلات التضخم الحقيقى «وليس المعلن». . بدءاً من رفع أسعار الطاقة والخدمات.. إلى أسعار السلع والعقارات.. سواء كان هذا الرفع بشكل مباشر أو عن طريق رفع التكلفة.. والأعجب مجافاة كل ما إجراء طبيعى ومفترض فى تلك الأوضاع.. فبدلاً من توفير السلع عمدت الحكومة لتصدير المحلى منها لإحداث سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، خاصة فى المنتجات الغذائية.. بدءاً من الليمون والفواكه والخضراوات وصولاً إلى السكر والبصل.. ولم تكن أزمة الأعلاف وما أحدثته فى أسعار اللحوم والدواجن ببعيدة عن أيدى الحكومة.. وفى الوقت الذى كانت الأوضاع تتطلب إجراءات غير عادية للسيطرة على الأسواق.. كانت تصريحات المهندس مصطفى مدبولى بأن حكومته لا تتدخل فى الأسعار، متجاهلاً الخيط الرفيع بين الحرية والفوضى، بمثابة الضوء الأخضر للصوص للتلاعب بالسلع والأسعار كما يحلو لهم.. والحجة حرية الاقتصاد!.
أما السياسة المالية.. فقد أطلقت صاروخ الأسعار وحدث ولا حرج.. متغاضية عما أحدثه التطبيق بالأسواق والاقتصاد بشكل عام.. ويكفى هنا الإشارة إلى أنه حينما اتجهت الدولة لكبح الاستيراد.. فى محاولة للسيطرة على العجز والموازين المختلة فى كل شىء.. كانت عناصر الإنتاج هى أول ضحايا تلك القرارات.. لتنعكس مباشرة على الأسواق والأسعار.. ليطرح ذلك العديد من علامات الاستفهام حول تنفيذ أو فهم القرارات.
ويأتى تخفيض قيمة العملة.. فى مقدمة أسباب انفجار التضخم.. ففى المرة الأولى لخفض قيمة العملة تم التبرير بأنه العصا السحرية، لجذب الاستثمارات وإصلاح الأوضاع الاقتصادية.. ورغم أن النتيجة كانت العكس تماماً.. تم تكرار نفس الفعل للمرة الثانية والثالثة والرابعة.. وفى كل مرة تزداد الخسائر ويزداد الوضع سوءًا.. والسؤال هنا كم كارثة نحتاج إليها.. وما مقدار الخسائر المطلوب.. حتى ندرك فشل ذلك التوجه!.
الخلاصة إن أوضاع الاقتصاد المصرى فى حاجة عاجلة وملحة إلى حكومة اقتصادية يتميز رجالها بالفهم لا الحفظ.. رجال أصحاب فكر تنموى لا «بيعى».. يعرفون الفارق بين تعظيم ثروات الأمم وإهدارها.. يدركون قيمة الإنتاج لرفع الناتج المحلى.. وماذا تعنى كلمة ميزانية موحدة.. حكومة لديها خطة حقيقية لإعادة بناء اقتصاد الدولة.. والقدرة على إدارة الأدوات المالية والنقدية باحتراف لخدمة الإنتاج لا القضاء عليه.. فالتشخيص الحقيقى للمرض هو أول خطوات العلاج.. وليس التلاعب بالأرقام والمسميات وسلة حساب التضخم للخروج بنتائج مضللة وكاذبة عن حقيقة تضخم تخطى الـ200%. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الأسواق والأسعار لوجه الله التضخم قیمة العملة

إقرأ أيضاً:

تراجع أسعار النفط 3% في 2024 رغم الارتفاع الطفيف بآخر أيام التداول

تراجعت أسعار النفط في عام 2024 بنحو 3%، مما يشير إلى انخفاضها للعام الثاني على التوالي. فقد شهدت العقود الآجلة لخام برنت زيادة قدرها 65 سنتًا، أو 0.88%، لتصل إلى 74.64 دولار للبرميل عند التسوية في آخر أيام التداول من العام. 

اقتصادي يكشف أبرز السيناريوهات لمستقبل أسعار النفط في 2025 (فيديو) عصمت يبحث مع وزير النفط والطاقة السوداني سبل دعم وتعزيز والتعاون أسواق النفط تنتظر تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد العالمي

 

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 73 سنتًا، أو 1.03%، ليصل سعر البرميل إلى 71.72 دولار عند التسوية.

رغم هذه الزيادة الطفيفة في الأسعار عند إغلاق العام، فإن خام برنت شهد انخفاضًا بنسبة 3% مقارنة بنهاية عام 2023، حيث كان قد وصل إلى 77.04 دولار للبرميل. في المقابل، لم يظهر خام غرب تكساس الوسيط أي تغير يذكر مقارنة بنهاية العام الماضي.تزامنًا مع تراجع أسعار النفط في عام 2024، لعبت زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى خارج منظمة أوبك دورًا مهمًا في زيادة المعروض في الأسواق العالمية، مما فاقم الضغوط على الأسعار. هذا التزايد في الإنتاج أدى إلى إغراق الأسواق بإمدادات وفيرة من النفط، مما أثر بشكل كبير على التوازن بين العرض والطلب.

في سبتمبر من عام 2024، اختتمت العقود الآجلة لخام برنت التعاملات دون مستوى 70 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021، مما يعكس ضعف الأسعار في ظل الظروف الحالية. كما تم تداول خام برنت في 2024 بعيدًا عن أعلى مستوياته التي حققها في السنوات الأخيرة، حيث كانت تلك الأسعار قد شهدت انتعاشًا ملحوظًا بعد جائحة كورونا، بالإضافة إلى الصدمات الكبيرة التي سببتها الحرب الروسية ضد أوكرانيا في عام 2022.

بالتالي، يبدو أن سوق النفط يتعرض لضغوط مزدوجة؛ من جهة زيادة الإنتاج، ومن جهة أخرى تراجع الانتعاش في الطلب بعد الوباء، مما أثر على قدرة الأسعار على التعافي. تتعدد محركات أسواق النفط في عام 2025، وهي تتراوح بين العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، ويمكن تلخيص أبرز هذه المحركات كما يلي:

التوقعات بانخفاض الطلب من الصين: من المتوقع أن يظل الطلب على النفط في الصين منخفضًا في عام 2025، مما يضغط على أسواق النفط العالمية. وقد أجبرت هذه التوقعات كل من منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية على خفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025، مما يحد من إمكانيات تعافي الأسعار.

زيادة الإنتاج العالمي: تشير البيانات إلى أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة قد وصل إلى مستوى قياسي، مع ارتفاع الإنتاج بمقدار 259 ألف برميل يوميًا في أكتوبر 2024 ليصل إلى 13.46 مليون برميل يوميًا. ومن المتوقع أن يستمر الإنتاج في الارتفاع ليصل إلى 13.52 مليون برميل يوميًا في عام 2025. كما أن دولًا أخرى خارج أوبك مثل روسيا قد تواصل زيادة الإنتاج مما يؤدي إلى فائض في المعروض.

جهود أوبك+ لدعم السوق: على الرغم من التحديات الناتجة عن زيادة الإنتاج، إلا أن تحالف أوبك+ قد يحاول دعم السوق من خلال خفض الإنتاج أو تأجيل زيادات الإنتاج المخطط لها حتى أبريل 2025. ولكن، يظل ضغط المعروض مصدرًا رئيسيًا للتحديات.

السياسات الأمريكية وتأثيرها على العرض: قد يكون لعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية تأثير على أسواق النفط، خاصة في حال إعادة فرض العقوبات على إيران. هذا يمكن أن يؤدي إلى تقليص المعروض من النفط الإيراني ويؤثر على استقرار السوق. كذلك، قد يؤدي تشديد العقوبات على إيران إلى تقييد إمدادات النفط في أسواق العالم.

التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة: المستثمرون يترقبون خفضًا في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي بشكل عام ويزيد من الطلب على النفط. إذا حدث هذا، فإنه من المرجح أن يحفز زيادة في الاستهلاك العالمي.

التوترات الجيوسياسية: التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مثل الضربات العسكرية الأمريكية في اليمن ضد الحوثيين، تشكل تهديدًا إضافيًا لتدفقات النفط في البحر الأحمر. أي اضطراب في هذه المناطق الحيوية قد يؤثر بشكل مباشر على أسواق النفط العالمية.

الطلب الهندي والنمو في الصين: رغم التباطؤ النسبي في النمو الصيني، إلا أن الهند تظل لاعبًا رئيسيًا في الطلب على النفط، حيث يشهد النشاط الصناعي نموًا، مما قد يسهم في زيادة الطلب على الخام.

بناءً على هذه العوامل، من المرجح أن تظل أسعار النفط في حدود 70 دولارًا للبرميل خلال عام 2025، مع استمرار تأثير العوامل العرضية والطلبية على أسواق النفط العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزارة النفط:رفع زيادة الإنتاج النفطي والغازي في حقل غرب القرنة/1
  • تعرف على بطل زيادات الأسعار في تركيا لعام 2024
  • أولى بشائر العام الجديد الإيجابية جاءت من إسطنبول
  • بعد زيادة قيمة المنحة المقدمة لهم.. خطوات تسجيل العمالة غير المنتظمة عبر موقع وزارة العمل| تفاصيل
  • الاقتصاد التركي في 2024: المستثمرون يتوجهون نحو الأصول الآمنة
  • تراجع أسعار النفط 3% في 2024 رغم الارتفاع الطفيف بآخر أيام التداول
  • شعبة المحمول: لدينا 5 مصانع في مصر.. ولا زيادة في الأسعار
  • غرفة الأخشاب: مبادرة الـ30 مليار جنيه تسهم في انخفاض الأسعار وتراجع معدلات التضخم
  • الغرف التجارية: أسواق اليوم الواحد تسهم في منع الاحتكار وخفض معدلات التضخم
  • بشاي: أسواق اليوم الواحد تساهم في منع الاحتكار وخفض معدلات التضخم