بوابة الوفد:
2025-01-31@00:04:45 GMT

فليسقط مجلس «العنصرية» الدولى!!

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

لم أندهش كثيراً عكس الكثيرين من عجز منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وخاصة مجلسها الأعلى الموقر المسمى «مجلس الأمن» عن حماية شعب فلسطين الذى يباد الآن من دولة محتلة مارقة عن كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية وتحت أعين دول العالم وشعوبه ولا يستطيع أحد التدخل بحجة أن لدينا منظمة دولية وظيفتها أن تضمن وتحرس الأمن والسلم الدوليين!

والحقيقة التى نتناسيناها هى أنها ليست إلا منظمة أسستها الدول الغربية ممن تطلق على نفسها «دولاً عظمى» وهي فى واقع الحال أحط الدول وأقذرها بتاريخها الاستعمارى البغيض بل وحاضرها الاستبدادى الاحتكارى الممل؛ فمن اتخذ القوة العسكرية والثراء المادى الفاحش وحدهما معياراً للعظمة والتجبر على أهل الأرض جميعاً لا يستحق بموجب قانون العقل الإنسانى الحر أن يكون عظيماً ولا أن يكون مميزاً!

لقد أسقط ثوار غزة وفلسطين المحتلة بهذا الصمود الأسطورى أمام جحافل الصهيونية العالمية ورأس أفعتها أمريكا وذيليها إنجلترا وإسرائيل، أسقطوا كل أقنعة الزيف والخداع التى عاش فيها عالم ما بعد الحربين العالميتين وتأسيس الأمم التى سميت متحدة وهى صنيعة أمم لم تتحد يوماً! ؛ ففى واقع الحال، لقد أسس المتحاربون المنتصرون هذه المنظمة وأسبغوا عليها صفة الدولية والأممية لحماية مصالحهم الخاصة ومنع وفض النزاعات فيما بينهم ! بدليل أنهم أعطوا لأنفسهم سلطة حق الاعتراض وسلطة «الفيتو» لوقف إصدار أى قرار يمكن أن يصدر على غير هوى إحداها!!

وذراً للرماد فى العيون فقد جعلوا أعضاء مجلسه الموقر خمسة عشر عضواً يمثل عشرة منهم كل قارات وشعوب العالم بالتناوب، لكن تترأسهم هذه الدول الخمس المنتصرة باعتبارها وحدها صاحبة «الفيتو» الذى يوقف أى قرار لا يأتى على هواها ولا يخدم مصالحها!

والسؤال هو: إلى متى تظل هذه الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى التى لا تمثل بحق شعوب العالم وقاراته الخمس هى المتحكمة فى مصائر كل دول العالم وشعوبه؟! وهل سيظل العالم تحت رحمة هذه الدول دائمة العضوية والمتمتعة بحق الفيتو إلى ما لا نهاية؟!

وإذا كانت دول العالم الأخرى وشعوبها لم تعد تقبل ذلك التمييز الفاضح الذى دشنته وجعلته هذه الدول «العظمى» هو النظام العالمى الذى يحفظ الأمن والسلم الدوليين وهو فى واقع الحال أصبح لا يستطيع القيام بدوره تحت مقصلة « الفيتو» والعنصرية الفاضحة التى يتمتع بها أعضاؤه وخاصة أمريكا وذيلها إنجلترا، فلماذا لا تنسحب منه الدول الأخرى ليعاد بناء ما يسمى بالنظام العالمى على أسس عادلة حقيقية تراعى بالفعل – وليس بالخداع وصراع القوى – مصالح كل دول وشعوب العالم على قدم المساواة! واذا كانت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات قد أظهرت وجهها القبيح على هذا النحو الفاضح الذى لا لبس فيه، فلماذا لا تنسحب منه الصين وروسيا إذا كانتا بالفعل حريصتين على إقرار العدالة وإعمال القانون الإنسانى؟!

ولعل السؤال الأخطر والأهم هو: لماذا لاتعلن دول العالم الأخرى استجابة لمطالبات شعوبها بضرورة إقرار العدالة والحرص عليها، موقفها الرافض لكل ممارسات ما يسمى بالدول العظمى وتنسحب من هذه المنظمة التى لم تعد- وهذا حالها- تعبر إلا عن مصالح دولها الخمس دائمة العضوية؟!

إن الحقيقة العارية التى لم تعد خافية على أحد فى ظل استمرار الحرب بكل هذه الوسائل المشروعة وغير المشروعة على شعب أعزل جائع اغتصبت أرضه وقضى على كل ثرواته الطبيعية وهدمت بيوته وجرفت شوارعه ومستشفياته ودور عبادته ظلماً وعدواناً، وشرد فى أرجاء الدنيا لأكثر من سبعين عاماً، ولم يعد فى مقدور هذه المنظمات الدولية الهزيلة وقراراتها التى تسخر منها ولا تحترمها تلك العصابة العنصرية المارقة المسماة دولة إسرائيل، أقول إن الحقيقة العارية فى ظل هذا المشهد الهزلى اللا إنسانى هى أن الصهيونية العالمية قد انتصرت وحققت معظم ما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون ! ولاعزاء لكل القيم الإنسانية النبيلة التى أقرتها الأعراف والقوانين الإنسانية والشرائع السماوية !

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المستقبل منظمة الأمم المتحدة مجلس الأمن حماية شعب فلسطين دول العالم هذه الدول

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء أمس على الأسباب التى تضيع الآمال الفلسطينية فى التخلص من آثار الحرب المدمرة التى لحقت بهم، وذكرت افتتاحية الصحيفة عدة أسباب من شأنها ضياع ذلك الحلم فى إعادة الإعمار، وأضافت: يعود الفلسطينيون إلى الشمال – لكن رغبة الرئيس الأمريكى فى «تطهير» القطاع، على الرغم من عدم واقعيتها، تثير قلقًا عميقًا.

وتابعت: «يعود الفلسطينيون إلى ديارهم فى شمال غزة، على الرغم من أن القليل من منازلهم ما زالت قائمة. لقد دمرت المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى. بالنسبة للبعض، كانت هناك لقاءات حزينة؛ بينما يبحث آخرون عن جثث أحبائهم. إنهم يبحثون عن الأمل وسط أنقاض حياتهم السابقة. ولكن هناك تهديدات جديدة تلوح فى الأفق. فإسرائيل والأمم المتحدة فى مواجهة بشأن مستقبل وكالة الأونروا، وكالة الإغاثة للفلسطينيين. ومن المقرر أن يدخل قانون إسرائيلى ينهى كل أشكال التعاون مع الوكالة حيز التنفيذ اليوم ــ فى الوقت الذى تتدفق فيه المساعدات التى تشتد الحاجة إليها أخيراً على غزة. ويقول خبراء المساعدات إن أى كيان آخر لا يملك القدرة على توفير الدعم الطويل الأجل اللازم للسكان.

ولفتت إلى القضية الثانية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. قائله «فالانتقال إلى المرحلة الثانية ـ والتى من المفترض أن تنسحب فيها إسرائيل بالكامل، وأن تنزع حماس سلاحها ـ سوف يكون أكثر صعوبة».

وفى الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن الهجوم الإسرائيلى على جنين فى الضفة الغربية المحتلة، والذى وصفه المسئولون الإسرائيليون بأنه تحول فى أهداف الحرب. وفى لبنان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 26 شخصًا احتجاجًا على استمرار وجودها وقد تم تمديد الموعد النهائى لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من فبراير.

ولكن التهديد الجديد هو اقتراح ترامب برغبته فى «تطهير هذا الشيء بأكمله»، مع مغادرة مليون ونصف المليون فلسطينى غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل، ربما إلى الأردن أو مصر. ونظرًا لتاريخهم من النزوح القسرى، ليس لدى الفلسطينيين أى سبب للاعتقاد بأنهم سيعودون على الإطلاق. ويبدو هذا وكأنه نكبة أخرى.

وأضافت: طرح الرئيس الأمريكى الفكرة مرة أخرى، وورد أن إندونيسيا كانت وجهة بديلة وهذا أكثر من مجرد فكرة عابرة. فقد أبدى قلقه على الفلسطينيين، قائلًا إنهم قد يعيشون فى مكان أكثر أمانًا وراحة. لقد أوضحوا رعبهم بوضوح. ولا يغير تغليف الهدايا من حقيقة أن الإزالة القسرية ستكون جريمة حرب.

وأكدت الجارديان أن هذه التعليقات البغيضة هى موسيقى فى آذان أقصى اليمين الإسرائيلى. وربما تكون مقصودة فى المقام الأول لمساعدة بنيامين نتنياهو على إبقاء شركائه فى الائتلاف على متن الطائرة. فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي- الذى من المقرر أن يلتقى ترامب فى الأسبوع المقبل - خطط «اليوم التالي» فى غزة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيه إلى تأجيل مثل هذا اليوم. وإن طرد الفلسطينيين من الشمال سيكون أكثر صعوبة الآن بعد عودة مئات الآلاف. ولا تريد مصر والأردن استقبالهم لأسباب سياسية وأمنية. وقد أوضح لاعبون أقوياء آخرون معارضتهم - ولا يزال ترامب يأمل فى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية فى إطار صفقة إقليمية أوسع. ومع ذلك، قد تأمل إدارته أن يؤدى الضغط الكافى على المساعدات إلى تحويل أصغر داخل المنطقة، أو ربما تحويل أكبر فى مكان آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يحتاج اقتراح ترامب إلى أن يكون قابلًا للتطبيق ليكون ضارًا. فهو يعزز اليمين المتطرف فى إسرائيل- الذى حفزه بالفعل إلغاء العقوبات الأمريكية على المستوطنين العنيفين فى الضفة الغربية - ويزيد من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. يبدو أن ترامب ينظر إليهم باعتبارهم عقبة أمام تطوير العقارات وصفقته الكبرى التى ناقشها منذ فترة طويلة، وليس بشرًا لهم الحق فى إبداء رأيهم فى حياتهم. غالبًا ما بدا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين نظريًا إلى حد كبير. لكنه لا يزال مهمًا. ولا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل طويل الأجل فى دولة خاصة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • تناحر مستمر| دور الأيديولوجيات الدينية في تقويض الأمن العربي