بوابة الوفد:
2024-06-29@22:29:39 GMT

فليسقط مجلس «العنصرية» الدولى!!

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

لم أندهش كثيراً عكس الكثيرين من عجز منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وخاصة مجلسها الأعلى الموقر المسمى «مجلس الأمن» عن حماية شعب فلسطين الذى يباد الآن من دولة محتلة مارقة عن كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية وتحت أعين دول العالم وشعوبه ولا يستطيع أحد التدخل بحجة أن لدينا منظمة دولية وظيفتها أن تضمن وتحرس الأمن والسلم الدوليين!

والحقيقة التى نتناسيناها هى أنها ليست إلا منظمة أسستها الدول الغربية ممن تطلق على نفسها «دولاً عظمى» وهي فى واقع الحال أحط الدول وأقذرها بتاريخها الاستعمارى البغيض بل وحاضرها الاستبدادى الاحتكارى الممل؛ فمن اتخذ القوة العسكرية والثراء المادى الفاحش وحدهما معياراً للعظمة والتجبر على أهل الأرض جميعاً لا يستحق بموجب قانون العقل الإنسانى الحر أن يكون عظيماً ولا أن يكون مميزاً!

لقد أسقط ثوار غزة وفلسطين المحتلة بهذا الصمود الأسطورى أمام جحافل الصهيونية العالمية ورأس أفعتها أمريكا وذيليها إنجلترا وإسرائيل، أسقطوا كل أقنعة الزيف والخداع التى عاش فيها عالم ما بعد الحربين العالميتين وتأسيس الأمم التى سميت متحدة وهى صنيعة أمم لم تتحد يوماً! ؛ ففى واقع الحال، لقد أسس المتحاربون المنتصرون هذه المنظمة وأسبغوا عليها صفة الدولية والأممية لحماية مصالحهم الخاصة ومنع وفض النزاعات فيما بينهم ! بدليل أنهم أعطوا لأنفسهم سلطة حق الاعتراض وسلطة «الفيتو» لوقف إصدار أى قرار يمكن أن يصدر على غير هوى إحداها!!

وذراً للرماد فى العيون فقد جعلوا أعضاء مجلسه الموقر خمسة عشر عضواً يمثل عشرة منهم كل قارات وشعوب العالم بالتناوب، لكن تترأسهم هذه الدول الخمس المنتصرة باعتبارها وحدها صاحبة «الفيتو» الذى يوقف أى قرار لا يأتى على هواها ولا يخدم مصالحها!

والسؤال هو: إلى متى تظل هذه الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى التى لا تمثل بحق شعوب العالم وقاراته الخمس هى المتحكمة فى مصائر كل دول العالم وشعوبه؟! وهل سيظل العالم تحت رحمة هذه الدول دائمة العضوية والمتمتعة بحق الفيتو إلى ما لا نهاية؟!

وإذا كانت دول العالم الأخرى وشعوبها لم تعد تقبل ذلك التمييز الفاضح الذى دشنته وجعلته هذه الدول «العظمى» هو النظام العالمى الذى يحفظ الأمن والسلم الدوليين وهو فى واقع الحال أصبح لا يستطيع القيام بدوره تحت مقصلة « الفيتو» والعنصرية الفاضحة التى يتمتع بها أعضاؤه وخاصة أمريكا وذيلها إنجلترا، فلماذا لا تنسحب منه الدول الأخرى ليعاد بناء ما يسمى بالنظام العالمى على أسس عادلة حقيقية تراعى بالفعل – وليس بالخداع وصراع القوى – مصالح كل دول وشعوب العالم على قدم المساواة! واذا كانت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات قد أظهرت وجهها القبيح على هذا النحو الفاضح الذى لا لبس فيه، فلماذا لا تنسحب منه الصين وروسيا إذا كانتا بالفعل حريصتين على إقرار العدالة وإعمال القانون الإنسانى؟!

ولعل السؤال الأخطر والأهم هو: لماذا لاتعلن دول العالم الأخرى استجابة لمطالبات شعوبها بضرورة إقرار العدالة والحرص عليها، موقفها الرافض لكل ممارسات ما يسمى بالدول العظمى وتنسحب من هذه المنظمة التى لم تعد- وهذا حالها- تعبر إلا عن مصالح دولها الخمس دائمة العضوية؟!

إن الحقيقة العارية التى لم تعد خافية على أحد فى ظل استمرار الحرب بكل هذه الوسائل المشروعة وغير المشروعة على شعب أعزل جائع اغتصبت أرضه وقضى على كل ثرواته الطبيعية وهدمت بيوته وجرفت شوارعه ومستشفياته ودور عبادته ظلماً وعدواناً، وشرد فى أرجاء الدنيا لأكثر من سبعين عاماً، ولم يعد فى مقدور هذه المنظمات الدولية الهزيلة وقراراتها التى تسخر منها ولا تحترمها تلك العصابة العنصرية المارقة المسماة دولة إسرائيل، أقول إن الحقيقة العارية فى ظل هذا المشهد الهزلى اللا إنسانى هى أن الصهيونية العالمية قد انتصرت وحققت معظم ما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون ! ولاعزاء لكل القيم الإنسانية النبيلة التى أقرتها الأعراف والقوانين الإنسانية والشرائع السماوية !

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المستقبل منظمة الأمم المتحدة مجلس الأمن حماية شعب فلسطين دول العالم هذه الدول

إقرأ أيضاً:

صراحة رئيس الوزراء

تعد الكهرباء أحد مقاييس تقدم ورفاهية الشعوب، وكان أول سؤال تلقيته من أهالى الصعيد خلال زيارة قمت بها مواسياً لا مهنئاً بالعيد هو لماذا تقطع الكهرباء فى هذه الأوقاف الصعبة؟ ويقصدون امتحانات الثانوية العامة والحرارة الشديدة التى كأنها تنزل خصيصاً على أهالى قنا بمراكزها وقراها.

تحدثنا عن الكهرباء وعن غول الأسعار، وهو ليس أسعار السلع الغذائية فقط، فبقناعة الصعيدى دائماً يرد: تدبر، لكنه يكتوى بنار أسعار مستلزمات الإنتاج التى أدى استمرار ارتفاعها إلى تراجع غلاوة الأرض عند المزارعين.

وأصبح الشباب يهجر الأرض تدريجياً ويتجه إلى الأعمال الحرة حتى لو كان سائقاً لـ«توك توك» أو عاملاً فى مقهى، وما زال «عواد» صابراً، واقترب أن يبيع أرضه، وينتظر المزيد من استيراد أكله من الخارج!

صراحة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى عندما قال إن المتاح من الكهرباء يومياً كان ثلاث ساعات فقط وليس انقطاعاً ثلاث ساعات، ضاعفت من خوف الناس بسبب اعتمادهم على الكهرباء فى كل شىء من تشغيل مواتير المياه لرى الزرع إلى التهوية إلى الإضاءة التى تساعد الطلاب على استذكار دروسهم، إلى رفع المياه للمنازل.

الكهرباء دخلت قرى قنا تقريباً فى منتصف الثمانينيات، كانت الحياة سهلة قبل ذلك، لمبة جاز تكفى لتوفير الطاقة لأسرة بالكامل، لا يوجد تليفزيون ولا راديو ولا أى وسائل ترفيه تعتمد على الكهرباء، المنازل معظمها كانت مبنية من الطوب اللبن الذى يحافظ على انضباط حرارة الجو عكس ما يحدث حالياً من مبانى الطوب الأحمر والأسمنت الذى يسمى بالمسلح الذى يضاعف من حرارة الجو التى لا تطاق فى محافظات الصعيد.

بعد إنشاء شركات الكهرباء دخلت الكهرباء كل بيت فى مصر من أقصى البلاد إلى أدناها، وعرفت مصر الكهرباء قبل 129 عاماً على يد رجل الأعمال الفرنسى «شارل ليبون»، وهو اسم يدين له المصريون بالفضل فى إنارة أولى المدن المصرية، وبدأ استخدام الكهرباء فى الإنارة داخل مصر على يد القطاع الخاص بعد أن رخصت الحكومة المصرية لشركة «ليبون» الفرنسية إدخال الإضاءة بالكهرباء فى العاصمة والإسكندرية عام 1893، والتى كانت تحتكر إنارة شوارع القاهرة والإسكندرية عام 1865، بغاز الاستصباح الناجم عن تقطير الفحم، وظلت حتى عام 1909، محتكرة إدخال الكهرباء للمدن إلى أن أنشأت الحكومة المصرية مصلحة البلدية التى تولت هذه المهمة.

فى عام 1895، تم إنشاء أول وحدة تجارية لتوفير الكهرباء بمعرفة شركة «ليبون» بمحطة كرموز، وحرصت شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء، فيما بعد على وضع الوحدة التجارية الأولى فى مصر والتى يبلغ عمرها 123 عاماً داخل حجرة زجاجية للحفاظ عليها وتحويلها إلى مزار حرص الوفود الأجنبية المهتمة بالكهرباء على زيارتها من حين لآخر.

أزمة الكهرباء حالياً تعتبر أزمة وهتعدى كما عدت أزمات كثيرة، بعد قيام الحكومة بوضع خطة لتحقيق فترة انقطاع الكهرباء، وتجاوز أزمة الصيف بتكلفة مليار دولار بجانب التعاقد على شحنات من المازوت تصل خلال أيام.

 

مقالات مشابهة

  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • «الزجاجى».. «الغرام».. و«الخفى».. لكل شاطئ حكاية
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • صراحة رئيس الوزراء
  • المناظرة بين الديمقراطيين والجمهوريين تكشف عن التفرقة العنصرية في أمريكا
  • الجزائر وروسيا والصين تمتنع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن هجمات الحوثيين البحرية
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة