فليسقط مجلس «العنصرية» الدولى!!
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
لم أندهش كثيراً عكس الكثيرين من عجز منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وخاصة مجلسها الأعلى الموقر المسمى «مجلس الأمن» عن حماية شعب فلسطين الذى يباد الآن من دولة محتلة مارقة عن كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية وتحت أعين دول العالم وشعوبه ولا يستطيع أحد التدخل بحجة أن لدينا منظمة دولية وظيفتها أن تضمن وتحرس الأمن والسلم الدوليين!
والحقيقة التى نتناسيناها هى أنها ليست إلا منظمة أسستها الدول الغربية ممن تطلق على نفسها «دولاً عظمى» وهي فى واقع الحال أحط الدول وأقذرها بتاريخها الاستعمارى البغيض بل وحاضرها الاستبدادى الاحتكارى الممل؛ فمن اتخذ القوة العسكرية والثراء المادى الفاحش وحدهما معياراً للعظمة والتجبر على أهل الأرض جميعاً لا يستحق بموجب قانون العقل الإنسانى الحر أن يكون عظيماً ولا أن يكون مميزاً!
لقد أسقط ثوار غزة وفلسطين المحتلة بهذا الصمود الأسطورى أمام جحافل الصهيونية العالمية ورأس أفعتها أمريكا وذيليها إنجلترا وإسرائيل، أسقطوا كل أقنعة الزيف والخداع التى عاش فيها عالم ما بعد الحربين العالميتين وتأسيس الأمم التى سميت متحدة وهى صنيعة أمم لم تتحد يوماً! ؛ ففى واقع الحال، لقد أسس المتحاربون المنتصرون هذه المنظمة وأسبغوا عليها صفة الدولية والأممية لحماية مصالحهم الخاصة ومنع وفض النزاعات فيما بينهم ! بدليل أنهم أعطوا لأنفسهم سلطة حق الاعتراض وسلطة «الفيتو» لوقف إصدار أى قرار يمكن أن يصدر على غير هوى إحداها!!
وذراً للرماد فى العيون فقد جعلوا أعضاء مجلسه الموقر خمسة عشر عضواً يمثل عشرة منهم كل قارات وشعوب العالم بالتناوب، لكن تترأسهم هذه الدول الخمس المنتصرة باعتبارها وحدها صاحبة «الفيتو» الذى يوقف أى قرار لا يأتى على هواها ولا يخدم مصالحها!
والسؤال هو: إلى متى تظل هذه الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى التى لا تمثل بحق شعوب العالم وقاراته الخمس هى المتحكمة فى مصائر كل دول العالم وشعوبه؟! وهل سيظل العالم تحت رحمة هذه الدول دائمة العضوية والمتمتعة بحق الفيتو إلى ما لا نهاية؟!
وإذا كانت دول العالم الأخرى وشعوبها لم تعد تقبل ذلك التمييز الفاضح الذى دشنته وجعلته هذه الدول «العظمى» هو النظام العالمى الذى يحفظ الأمن والسلم الدوليين وهو فى واقع الحال أصبح لا يستطيع القيام بدوره تحت مقصلة « الفيتو» والعنصرية الفاضحة التى يتمتع بها أعضاؤه وخاصة أمريكا وذيلها إنجلترا، فلماذا لا تنسحب منه الدول الأخرى ليعاد بناء ما يسمى بالنظام العالمى على أسس عادلة حقيقية تراعى بالفعل – وليس بالخداع وصراع القوى – مصالح كل دول وشعوب العالم على قدم المساواة! واذا كانت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات قد أظهرت وجهها القبيح على هذا النحو الفاضح الذى لا لبس فيه، فلماذا لا تنسحب منه الصين وروسيا إذا كانتا بالفعل حريصتين على إقرار العدالة وإعمال القانون الإنسانى؟!
ولعل السؤال الأخطر والأهم هو: لماذا لاتعلن دول العالم الأخرى استجابة لمطالبات شعوبها بضرورة إقرار العدالة والحرص عليها، موقفها الرافض لكل ممارسات ما يسمى بالدول العظمى وتنسحب من هذه المنظمة التى لم تعد- وهذا حالها- تعبر إلا عن مصالح دولها الخمس دائمة العضوية؟!
إن الحقيقة العارية التى لم تعد خافية على أحد فى ظل استمرار الحرب بكل هذه الوسائل المشروعة وغير المشروعة على شعب أعزل جائع اغتصبت أرضه وقضى على كل ثرواته الطبيعية وهدمت بيوته وجرفت شوارعه ومستشفياته ودور عبادته ظلماً وعدواناً، وشرد فى أرجاء الدنيا لأكثر من سبعين عاماً، ولم يعد فى مقدور هذه المنظمات الدولية الهزيلة وقراراتها التى تسخر منها ولا تحترمها تلك العصابة العنصرية المارقة المسماة دولة إسرائيل، أقول إن الحقيقة العارية فى ظل هذا المشهد الهزلى اللا إنسانى هى أن الصهيونية العالمية قد انتصرت وحققت معظم ما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون ! ولاعزاء لكل القيم الإنسانية النبيلة التى أقرتها الأعراف والقوانين الإنسانية والشرائع السماوية !
.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المستقبل منظمة الأمم المتحدة مجلس الأمن حماية شعب فلسطين دول العالم هذه الدول
إقرأ أيضاً:
الإمارات تكثف جهودها الإنسانية حول العالم خلال رمضان
شعبان بلال، عبد الله أبوضيف، أحمد عاطف، أحمد شعبان (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةتلعب الإمارات دوراً محورياً كبيراً في تقديم المساعدات بكل أنواعها ولجميع المحتاجين في العالم وفي كل الظروف، حتى أصبحت واحدة من أكثر الدول عطاءً، وفي مقدمة المانحين بأياديها البيضاء الممدودة دائماً بالخير.
وتتجلى جهود الدولة في العمل الإنساني إقليمياً وعالمياً بشكل خاص خلال شهر رمضان، الذي يعزز قيم العطاء والتضامن الدولي، من خلال حملات التبرع والمبادرات والمساعدات التي يتم توجيهها، سواء من المير الرمضاني، أو المواد الإغاثية للمحتاجين والمنكوبين والمعوزين والنازحين في دول العالم، بما يعزز الاستقرار الاجتماعي خلال شهر الصوم.
4 طائرات
ووصلت 4 طائرات مساعدات إماراتية إلى مطار العريش هذا الأسبوع، من خلال الجسر الجوي الإماراتي، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، وذلك في إطار الجهود الإنسانية المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
جاءت هذه المساعدات بدعم من عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية الإماراتية، وهي جمعية الإحسان الخيرية وجمعية الشارقة الخيرية وجمعية دار البر ومؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية وهيئة الأعمال الخيرية العالمية ومؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة حمد بن محمد الشرقي للأعمال الإنسانية وجمعية الفجيرة الخيرية. وحملت الطائرات الأربع على متنها 1442 طناً من المساعدات الإغاثية المتنوعة والتي تضمنت مواد غذائية أساسية ورمضانية، ومستلزمات صحية، وخيام إيواء، وطرود أطفال حديثي الولادة واحتياجات ضرورية تهدف إلى التخفيف من معاناة الأسر المتضررة داخل قطاع غزة، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها السكان.
واستقبل فريق المساعدات الإنسانية الإماراتية الموجود في العريش الطائرات فور وصولها، ويعمل على تجهيز المساعدات وتنظيم عمليات نقلها إلى معبر رفح، لضمان سرعة وصولها إلى المستفيدين في قطاع غزة وفق أعلى معايير الكفاءة والسرعة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
التزام عالمي
ولعبت دولة الإمارات دوراً ريادياً، مسجلة حضوراً كبيراً في ساحات العمل الإنساني حول العالم، كأحد أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية عالمياً، خاصة في شهر رمضان، الذي يشهد نهج والتزام القيادة الحكيمة بتقديم المساعدات للدول المحتاجة.
ومع هلال الشهر المبارك، يتجدد موسم العطاء، الذي يشكل ذروة العمل الخيري ويستنفر طاقات المتطوعين وأطقم الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية التي أعدت برامج متنوعة تستهدف المحتاجين داخل وخارج الدولة.
وضاعفت الإمارات من جهودها الإنسانية والإغاثية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة نتيجة المستجدات الطارئة على الساحة الدولية، وخلال الأزمات والكوارث الطبيعية التي يشهدها العديد من الدول، ما يتطلب تضافر الجهود وتعزيزها.
لكل الدنيا
وتمتد أيادي الإمارات بالخير والعطاء إلى العديد من الدول، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، والسودان واليمن وسوريا، وتصل إلى كل القارات ودول أفريقية وآسيوية، ففي غزة ضاعفت الإمارات جهودها منذ بداية الهدنة، وكثّفت عمليات الإغاثة الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع عبر إرسال سفن مساعدات محملة بالمواد الغذائية والتموينية، إذ وصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت القطاع ضمن عملية «الفارس الشهم 3» إلى 160 قافلة، بإجمالي 31026 طناً، مما أسهم بشكل كبير في التخفيف ورفع المعاناة، وتوفير الاحتياجات الأساسية.
وتأتي المبادرات الإماراتية في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث سارعت منذ اللحظة الأولى إلى توفير المساعدة لجميع الفئات المتضررة في القطاع، ومن هنا جاءت عملية «الفارس الشهم 3» للإشراف على دخول المواد الإغاثية لضمان وصول هذه المواد لأكبر شريحة من المستفيدين داخل غزة، ومنها مبادرة «المير الرمضاني» لدعم أهالي القطاع.
وفي السودان، أعلنت الإمارات في فبراير 2025 عن تخصيص 200 مليون دولار مساعدات إنسانية، لقطاعات الأمن الغذائي، الصحة، المياه، والإيواء، ودعم خاص للأطفال والنساء في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها السودانيون.
أما في اليمن، فقد أكدت الإمارات التزامها المستمر بدعم الشعب اليمني، حيث تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أكتوبر 2024 قراراً إماراتياً يعزز الجهود الإنسانية في اليمن.
وفي لبنان، أطلقت حملة «الإمارات معك يا لبنان» في نوفمبر 2024، تمكنت خلالها من جمع 190 مليون درهم وتوفير 6000 طن مساعدات لدعم الشعب اللبناني، تأكيدًا على نهجها الإنساني في مساندة الدول الشقيقة.
وأطلق الهلال الأحمر الإماراتي حملته الرمضانية للعام 2025 تحت شعار «رمضان.. عطاء مستمر»، مستهدفةً 5.6 مليون مستفيد في 53 دولة، من خلال توزيع المير الرمضاني ووجبات الإفطار.
وفي نفس الإطار أطلقت جمعية دبي الخيرية حملة رمضان 2025، لتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، بالإضافة إلى تنفيذ برامج خيرية متنوعة داخل الدولة وخارجها.
وتنفذ الإمارات مبادرات رمضانية لتجهيز وتوزيع وجبات الإفطار في المناطق المتضررة والمحتاجة، حيث توفر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان مليون وجبة إفطار عبر 305 أسر مواطنة، فيما تقدم جمعية الشارقة الخيرية 900 ألف وجبة في 135 موقعًا، وتوزع جمعية الفجيرة الخيرية 210 آلاف وجبة في 45 موقعاً مختلفاً، كما تطلق حملة خلف الحبتور الخيرية مبادرات لتوزيع 7500 وجبة يومياً في دبي، إضافة إلى توفير 15 ألف وحدة غذائية للأسر المحتاجة في لبنان.
دور السفارات
يبرز دور سفارات الدولة حول العالم في توزيع المساعدات الإنسانية، وتلعب دوراً محورياً في الإشراف على توزيعها في الدول المتضررة، ففي الصومال، قامت سفارة الإمارات في مقديشو بتسليم سلال غذائية إلى الحكومة لتوزيعها على نحو 5000 شخص محتاج، وهناك 4 ملايين و500 ألف شخص في 53 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية، يستفيدون من برامج رمضان هذا العام، بتكلفة تبلغ 31.9 مليون درهم.
نموذج للعطاء
وتعزز المساعدات الرمضانية مكانة الإمارات في العمل الإنساني، وأشاد مدير عام جمعية «الأورمان» بمصر، ممدوح شعبان، بالنهج الإنساني لدولة الإمارات في رمضان، مشيراً إلى أن الدولة منذ تأسيسها وهي مستمرة في مبادراتها الإنسانية على مستوى العالم، بما يؤسس للتعايش والتراحم بين جميع البشر.
وأوضح شعبان لـ«الاتحاد»، إلى أن الإمارات من الدول السباقة دائماً في تقديم المساعدات الرمضانية لدول العالم، حيث كانت من أوائل الدول التي تؤكد دائماً على أهمية التضامن الإنساني خلال الشهر الفضيل.
بدورها، قالت المحللة السياسية، نورهان شرارة، إن استمرار نهج الإمارات كمركز رئيسي للإغاثة الدولية في رمضان خاصة، وفي كل أوقات العام عامة، دليل على ترسيخ دورها كفاعل رئيس ومهم على الساحة الدولية، خاصة المبادرات التنموية والإنسانية.
وأضافت شرارة لـ«الاتحاد» أن الإمارات تلعب دورا إنسانياً بارزاً بجانب كونها فاعلاً إقليمياً على الصعيد السياسي، حيث تمتد مبادراتها إلى المستوى العالمي، من خلال مبادرات مؤثرة داخل الإقليم العربي والإسلامي وخارجه.