تحي الكنيسه غدا  تذكار القديس الشهيد في الكهنة فلاسيوس السبسطي ومن معه‎ و القدّيسة البارّة ثيودورة أفغوستي الملكة‎‏

 

كان فلاسيوس طبيباً أرمنياً محبّاً لله والناس، رؤوفاً رحيماً، سالكاً باستقامة ومخافة الله، حافظاً نفسه من الخطيئة. أكبره المؤمنون في سبسطيا وتعلّقوا له. فلما شغرت سدّة الأسقفية عندهم اختاروه.

 

 

أبدى من الغيرة على الإيمان والمؤمنين بيسوع القدر الوافر، لاسيما في زمن الاضطهاد الكبير الذي حلّ بكنيسة المسيح في مطلع القرن الرابع الميلادي. فإنه اعترف بالإيمان بشجاعة وشدّد المقبوض عليهم على الثبات إلى النهاية. 

 

كما زار القدّيس أفتراتيوس في سجنه سرّاً وأقام له الذبيحة الإلهية، واهتمّ بجمع رفات القدّيسين الخمسة الذين نعيِّد لهم في 13 يناير أفستراتيوس وأفكسندويوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس). 

 

ولم يمض عليه وقت طويل حتى اعتزل في أحد الجبال في الجوار وأقفل على نفسه في مغارة راغباً في رفع الصلوات النقيّة إلى الإله. هناك حدث ما هو غير عادي. 

 

اجتذب بصلاته وحسن سيرته أعداداً من الوحوش والضواري. أخذوا يأتون إليه كما إلى آدم قديماً، ينتظرونه عند مدخل المغارة ليتمِّم صلاته ويخرج إليهم بالبركة ويعالج أدواءهم. فلما كان زمن الإمبراطور الروماني ليسينيوس، وبالتحديد عام 316م، زمن ولاية أغريكولاوس على بلاد الكبّادوك، قدم هذا الأخير إلى سبسطيا، في غمرة حملات الاضطهاد للمسيحيّين، ليوقف من أمكنه منهم فيها. وإذ كان في نيّته أن يلقي المعاندين إلى الوحوش، أرسل كوكبة من العسكر إلى الجبل ليمسكوا بعض الحيوانات المفترسة حيّة. 

 

عندما بلغ الجند مغارة رجل الله رأوا ما أدهشهم وأربكهم. عاينوا عدداً كبيراً من الأسود والنمور والدببة والذئاب وسواها تحتفّ به بسلام. فانسحبوا بهدوء وبلّغوا الوالي فأمرهم بتوقيف فلاسيوس. فلما قدموا إليه استقبلهم بلطف وتبعهم كالحمل الوديع. في الطريق، كان فلاسيوس منظراً للناس غير عادي. كثيرون تأثروا بوداعته وبالسلام المستقرّ عليه. شيء عجيب فيه كان يجذب السكان إليه، حتى المرضى، مسحتهم العافية أثناء مروره بهم، وقد قيل أن بعض القوم اهتدى إلى الإيمان بفضله. في سبسطيا أُوقف فلاسيوس للمحاكمة فاعترف بيسوع بجرأة وجهر ببطلان الأصنام، فجلدوه وألقوه في السجن. ثم أتوا به من جديد وعذّبوه فبرزت سبع نساء من بين الحضور أخذن يجمعن نقاط دمه تبرّكاً غير مباليات بمصيرهن. فقبض الوالي عليهن وحاول استعادتهن إلى الوثنية عبثاً. 

وبعد أخذ ورد أمر بهن فضربت أعناقهن جميعاً. أما فلاسيوس فلما عجز الوالي عن استرداده بالتعذيب لفظ بحقّه حكم الإعدام فتمّ قطع رأسه، هو وولدين اثنين كانا لإحدى النساء الشهيدات. يذكر أن تكريم فلاسيوس شامل الشرق والغرب معاً. 

 

 درج المؤمنون، جيلاً بعد جيل، على اللجوء إليه حفظاً لبهائمهم وصحّتها. وتُلتمس شفاعته في الغرب لآلام الحلق أيضاً.   أما القدّيسة البارّة ثيودورة أفغوستي الملكة (+867 م)‏: يعود الفضل في إعادة الاعتبار للأيقونات سنة 843م إلى القديسة ثيودورة. أصلها من بفلاغونيا. من طبقة الأشراف. تمتَّعت بجمال آخاذ وذكاء نافذ أخذت التقوى والإيمان عن أمها ثيوكتيستا. اختيرت ثيودورة زوجة للإمبراطور ثيوفيلوس (829- 842م). بقيت أمينة للإيمان القويم مكرمة الإيقونات رغم الحملة الشعواء التي شنَّها الملك في طول البلاد وعرضها. اعتصمت ثيودورة بالصبر والوداعة في مواجهة تعنُّت زوجها إلى أن نجحت، في نهاية المطاف، في وضع حد لحملتِهِ. 

وورد أن زوجها أذعن إثر مرض استبدَّ به اثنتي عشرة سنة وأنه قبَّل إيقونة عرضتها عليه ثيودورة قبل أن يلفظَ أنفاسه بقليل. بعد ذلك حكمت ثيودورة البلاد بصفة وصية لابنها القاصر، ميخائيل الثالث، ذي الأربع سنين. وقد دعت إلى مجمع 843م الذي ثبَّت قرار المجمع المسكوني السابع (787م). ما يعرف اليوم عندنا بأحد الأرثوذكسية الذي يُصار فيه إلى تزيح الأيقونات وتأكيد الإيمان القويم له بدايته في أول أحد من آحاد الصوم من السنة843. يومذاك التقى المؤمنون في القسطنطينية فساروا بالأيقونات وأدخلوها الكنائس من جديد. في أيام ثيودورة أيضاً أُوفِد مرسَلون لنقل البشارة إلى مورافيا وبلغاريا. ولكن شاءت الظروف السياسية أن تخرج قديستنا وبناتها الأربع إلى دير غاستريا، سنة850م. هناك انصرفت إلى الصوم والصلاة إلى أن توفت  في 11 فبراير سنة 867م. 

 

رفاتها عبر الزمان لم تنحل ربضت في القسطنطينية إلى أن انتقلت، إثر سقوط المدينة، إلى كورفو اليونانية حيث رفات القديس سبيريدون أيضاً.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

حكاية الشهيد محمد مبروك.. ضابط الأمن الوطني الذي فضح الإخوان

قرابة 11 سنة مرت على اغتيال العقيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، لكن كلماته لا تزال حاضرة في أذهان اصدقائه وأسرته وأبنائه، ومشهد اغتياله ما زال حاضرا بكل تفاصيله المروعة.. والموجودة كاملة في منطقة شرق القاهرة، وتحديدا على بعد أمتار من منزله بشارع نجاتي سراج بمدينة نصر شرق القاهرة، حيث طالت يد الإرهاب الشهيد يوم الأحد 17 نوفمبر 2013 برصاص عناصر مسلحين ينتمون لتنظيم أنصار بيت المقدس خلال استقلال سيارته، انتهت حياة مبروك لكنه حي في القلوب.

وكشفت التحقيقات آنذاك، عن أنّ المتورطين في واقعة اغتيال الشهيد محمد مبروك، 11 عنصرا أبرزهم الخائن محمد عويس.. الذي تقاضى مبالغ مالية من الإرهابي المليونير أحمد عزت، ممول العملية، لتسريب بيانات وعنوان إقامة الشهيد، لتسهيل المهمة، كما كشفت التحقيقات عن أنّ الإرهابي المعدوم محمد بكري هارون، شارك في العملية بجانب الإرهابيين فهمي عبدالرؤوف ومنصور الطوخي المكنى بـ«أبو عبيدة»، وتمكنت أجهزة الأمن من رصد الإرهابيين والقضاء على عدد منهم.. فضلا عن تقديم آخرين للمحاكمة الجنائية وعلى رأسهم «عويس» و«عزت»، وصدرت بحقهما أحكام بالإعدام شنقا. 

الشهيد محمد مبروك

وُلد الشهيد محمد مبروك خطاب في حي الزيتون عام 1974، زرع فيه والده حبّ الوطن والانتماء له، وأنهى دراسته الثانوية عام 1991، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها بصيف عام 1995، وأقسم في ساحتها على الحفاظ على أمن الوطن والوفاء له، فصدق ما عاهد الله عليه، حتى النفس الأخير من حياته، وكان متزوجا ولديه 3 أبناء هم زينة ومايا وزياد. 

عمل الشهيد محمد مبروك

باشر الشهيد محمد مبروك، عمله في قطاع الأمن الوطني، متابعا للنشاط المتطرف، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة المقدم، وبحلول عام 2011 بدأ مراقبة قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وتمكن من رصد مخططات التخابر والاتصالات الجارية مع عناصر أجنبية خارج البلاد، لارتكاب عمليات عنف وتخريب واغتيالات، ومن بين ما كشفه الشهيد محمد مبروك، قضية التخابر الكبرى، التي تورط فيها محمد مرسي العياط، وقيادات آخرين وعناصر من الجماعة الإرهابية، وحصل على إذن من نيابة أمن الدولة العليا، في يناير 2011، ورصد بموجبه اتصالات أجراها «مرسي» مع عضو التنظيم الإخواني أحمد عبدالعاطي، خلال تواجد الأخير في دولة أخرى، كما رصد اتصالا مع عنصر من أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وتسبب كل ذلك في وضعه على قوائم الاغتيالات التي وضعتها الجماعة الإرهابية وأذرعها المسلحة.  

اغتيال الشهيد محمد مبروك

ومساء يوم الأحد، 17 نوفمبر 2013، غادر الشهيد محمد مبروك، منزله متجها إلى عمله، لكن يد الإرهاب الأسود متمثلة في 11 عنصرا تكفيريا ترصدت له، واغتاله الإرهابيون بإطلاق الرصاص عليه في الشارع.. وأصيب خلالها مبروك بطلقات عطلت أجهزة جسمه، ومات في الحال.. وتبقى حكاية الشهيد مبروك. 

 

مقالات مشابهة

  • كنيسة مارجرجس بالخصوص تستقبل جزءا من رفات القديس حبيب جرجس
  • ذياب بن محمد يقدّم واجب العزاء في وفاة والد الشهيد خالد علي البلوشي
  • ذياب بن محمد بن زايد يقدّم واجب العزاء في وفاة والد الشهيد خالد علي البلوشي
  • حكاية الشهيد محمد مبروك.. ضابط الأمن الوطني الذي فضح الإخوان
  • رحيم على الفقراء.. الكنيسة تحتفل بذكرى استشهاد القديس أوساغنيوس الجندي
  • أوبزيرفر: سذاجة بايدن جعلت النظر إليه كأحمق في السياسة الخارجية
  • إحياء ذكرى رحيل القديس يوحنا الإنجيلي التلميذ الحبيب وكاتب الأسرار الإلهية
  • حكومة التغيير تجددّ تأكيدها على الالتزام الراسخ بالعمل على تحقيق ما دعا إليه فخامة الرئيس من إصلاحات
  • مناورة لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة في مربع الشهيد الكحلاني بمركز محافظة حجة
  • حجة .. مناورة لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة في مربع الشهيد الكحلاني