الغرب يدفع ثمن التّواطؤ ضدّ الشرعية في اليمن و التّحالف العربي
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
لم يعد تهديد جماعة الحوثي لحرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر حدثاًً عابراً يمكن التعايش معه. انخفض عدد السفن العابرة يومياً لمضيق باب المندب من 60 سفينة إلى أقل من 12. لكن، حتى لو انتهت الحرب في غزة سيبقى التهديد جدياً وحقيقياً ويمس مصالح أكثر من أربعين دولة، بينها قوى دولية كبرى مثل الصين والهند، فضلاً عن الولايات المتحدة القوة العظمى الأولى في العالم، وأكثر من ثلاثين دولة أوروبية.
بالأمس تابعت على قناة "الحدث" العربية مقابلة مع رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي، أجرتها معه الزميلة لارا نبهان حول مسألة تهديد جماعة الحوثي لأمن الممرات البحرية في باب المندب والبحر الأحمر والمنطقة. قال الدكتور الشليمي ما معناه إن جماعة الحوثي التي يتم التعامل الغربي معها بالكثير من التساهل تهدد أمن البحار في باب المندب ومحيطه، لكن في ما بعد إذا لم يتم تأديب الحوثيين، فسيتعين على أوروبا وأميركا أن تنتظرا هجمات في البحار الأوروبية من الشمال إلى الجنوب. وقال أيضاً ما معناه إن إيران التي ترعى الحوثي يجب أن تشعر بتهديد لمصالحها الاقتصادية والسياسية لكي ترتدع. ولأن الغرب لن يقاتل على الأرض في اليمن يجب دعم قوات الشرعية اليمنية وقوات المكوّن الجنوبي التي وحدها يمكنها أن تفرض رادعاً عسكرياً على الأرض.
تقدير الدكتور فهد الشليمي منطقي. فالتساهل، لا بل التواطؤ الغربي على مر العقد الماضي ضد الشرعية اليمنية والتحالف العربي أسهما في تنمية قدرات جماعة الحوثي، وتسهيل مهمة الإيرانيين في تقوية الجماعة. لقد صنعوا خطراً بأيديهم. ومن هنا فالخطر الذي تتعرض له منطقة باب المندب أكبر من حرب غزة نفسها. وأبعاده ومضاعفاته ستستمر إلى أمد طويل بعد أن تنتهي حرب غزة.
صحيح أن الشعار الذي ترفعه جماعة الحوثي مرتبط بمساندة غزة ورفع الحصار عنها، تماماً كالشعار الذي يرفعه "حزب الله" من لبنان. لكن الصحيح أيضاً أن تهديد الملاحة البحرية الدولية من قبل الحوثيين، ومضايقة إسرائيل بهجمات انطلاقاً من لبنان، ما غيّرا من مصير قطاع غزة، ولن يغيّرا مصير حركة "حماس" والفصائل المقاتلة. وإيران غير مستعدة للدخول في حرب مفتوحة ضد إسرائيل وأميركا. كما أنها ضنينة بـ“حزب الله" ولا ترغب في تعريضه لخطر وجودي. لذلك نلحظ أن الحزب المذكور يتشبث بحرب "المشاغلة" المنخفضة الوتيرة حتى عندما تتجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء لناحية قوة الضربات، أو عمق الاستهدافات الجغرافي. هذا ما يفسر العدد الكبير من الخسائر بين كوادر الحزب العسكرية. فضلاً عن التباين بين الضربات الإسرائيلية الموجعة ورد "حزب الله" المنضبط بقرار مركزي من طهران.
بالنسبة إلى جماعة الحوثي، لا تعبأ طهران بالضربات الأميركية – البريطانية على مواقعها. ففي اليمن الذي سقط فيه مئات الآلاف من المواطنين والمقاتلين في أقل من عقد من الزمن، فإن حساب الخسائر مختلف تماماً. وحدها ضربات منسقة مع الشرعية والمكون اليمني الجنوبي تفتح الباب أمام تغيير الواقع العسكري على الأرض يمكن أن تحدث فارقاً حقيقياً. فجماعة الحوثي بوظيفتها الإقليمية التي تدار من طهران ستشكل لعقود مقبلة الخطر المقبل على دول عربية كبرى في الإقليم، وعلى القارة الأوروبية بأسرها.
المصدر .. النهار
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
قيادي حوثي يهدد بإستهداف دول تساند إسرائيل في هجماتها على اليمن
هددت جماعة الحوثي، بإستهداف أي دولة تساعد الكيان الصهيوني بشن هجماته على اليمن، في ظل عودة الهجمات الإسرائيلية على مناطق سيطرة الحوثيين، وزيادة حدة التوتر في المنطقة بفعل الهجمات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي.
وقال القيادي جمال عامر وزير خارجية الحوثيين غير المعترف بها دوليا، في تغريدة على منصة إكس: "من باب من انذر فقد اعذر..فإن اي دولة تساند الكيان الصهيوني في عدوانه على اليمن بأي طريقة كانت فأنها ستصبح شريكة وتتحمل تبعات قرارها وحينذاك ستعلم اي خطيئة اقترفتها بينما هي تدفع ثمن اسناد حرب إبادة ابناء غزة".
وأضاف: "اما الكيان المربك الذي يتحدث عن بنك اهداف فقد اثبت فشله باستهداف المستهدف".
ويوم أمس، أعلنت جماعة الحوثي أنها نفذت عملية عسكرية بصاروخ فرط صوتي على تل أبيت، في الوقت الذي فشلت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراضه.
وقال الجيش الإسرائيلي فجر يوم السبت إن محاولات اعتراض صاروخ قادم من اليمن فشلت بعد فترة وجيزة من انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل.
وأضاف أنه جرى رصد مقذوف سقط في المنطقة.
وأعلن الإسعاف الاسرائيلي إصابة 30 شخصا جراء سقوط صاروخ على تل أبيب أطلق من اليمن.
وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت تفعيل صافرات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل.
وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر لحظة سقوط الصاروخ دون أن تعترضه منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.