عاجل : أكاديمي من غزة: بدأنا بالجامعة الإسلامية بخيام ويمكن البدء ثانية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
سرايا - قال الأكاديمي الفلسطيني البروفيسور كمالين شعث، إن مواطني قطاع غزة قادرون بإرادتهم وإيمانهم على استئناف التعليم في القطاع بعد الحرب.
ولفت شعث، في رسالة أمل، إلى أن بعض الجامعات والمدارس في القطاع بدأت أصلا من الخيام ويمكن أن تعود منها.
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول، مع شعث، الرئيس السابق للجامعة الإسلامية في غزة، على هامش مشاركته في "ندوة فلسطين ومستقبل العلاقات الدولية"، التي نظمتها "جامعة ابن خلدون" التركية في إسطنبول، بمشاركة أكاديميين من مختلف دول العالم.
في بداية الحوار، تطرق شعث إلى الواقع التعليمي المأسوي في غزة جراء الحرب الإسرائيلية، لافتا إلى أنه من الصعب حاليًا الوصول إلى معلومات دقيقة حول حجم الدمار الذي طال القطاع التعليمي.
لكنه قال: "أتصور أن ما بين 70 إلى 80 بالمئة من مؤسسات التعليم العالي (في غزة) تضررت خلال الفترة الماضية".
وذكر في هذا الصدد "على سبيل المثال أن 80 بالمئة من مباني الجامعة الإسلامية تم تدميرها؛ لأن القصف الإسرائيلي استهدفها 3 مرات".
وأضاف: "للأسف الجيش الإسرائيلي قصف تقريبًا كل الجامعات في غزة ونصف مدارسها".
وبيّن أن الأضرار التي طالت العملية التعليمية في غزة لم تقف فقط على الحجر بل طالت البشر أيضًا، فـ"200 من أعضاء الكادر التعليمي استشهدو اثر عدوان الاحتلال، ومنهم الأساتذة والعلماء والأطباء وغيرهم".
وأضاف أن التعليم "متوقف في غزة حاليًا"، لكن "هناك شيء من التعليم البسيط للطلاب داخل المخيمات التي أُنشئت".
ورغم الدمار الذي ضرب الجامعات والمدارس، أبدى شعث، إيمانه بأن روح الإرادة والإيمان لدى الفلسطينيين ستُسهم في استئناف العملية التعليمية سريعا بعد انتهاء الحرب.
وقال: "لدينا الإرادة والإيمان بقدرتنا على استئناف العملية التعليمية بعد الحرب مباشرا، وقد قُمنا بذلك من قبل".
وأوضح: "كنت في الجامعة الإسلامية (عند تأسيسها عام 1978) وبدأنا فيها في من الخيام، ويمكن أن نرجع مرة ثانية من الخيام".
وتُعدّ الجامعة الإسلامية من أعرق الجامعات في فلسطين؛ حيث تأسست عام 1978، وتضمّ 10 كليات و81 برنامجًا أكاديميًا، وتخرج منها أكثر من 60 ألف طالب وطالبة.
وعن رأيه في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وصف شعث، تلك الخطوة بأنها "أمر مفيد وغير مسبوق".
وقال: "للمرة الأولى تجد إسرائيل نفسها أمام جهة ما تسائلها؛ فقد كانت (في أفعالها) طول الوقت تعتمد على أنها فوق المساءلة"؛ فـ"أي دولة يمكن محاسبتها بسهولة أمام العالم، بينما كانت تتمتع إسرائيل بالحصانة".
وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأكاديميون في تلك المحاكمة، قال شعت: "الدعوى في المحكمة الدولية سياسية بالدرجة الأولى، لكنها بحاجة للدعم من كل الفئات، وبشكل أساسي من وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية، وكذلك الأكاديميين".
وأضاف: "الأكاديميون قطاع مهم في أي مجتمع من المجتمعات، حيث تتمثل وظيفتهم في تعليم الناس وتبصيرهم بما يجري".
وتابع: "أتصور أن الأكاديميين لهم دور جيد في توسيع دائرة المعرفة الحقيقية (بشأن ما يجري) وليس المعرفة الشعبوية والعاطفية فقط".
ورأى شعث، أن نتائج هذه المحاكمة "تعتمد على حصولها على دعم معنوي ودعم فعلي من الجهات الدولية والحكومات المختلفة لكي تجعل إسرائيل محاسبة على الأعمال التي تقوم بها".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الجمعة، 29 ألفا و514 شهيدا و69 ألفا و616 مصابا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
الاناضول
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو؟ وما القادم؟
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وأضافت المحكمة أن "هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين".
وأوضحت أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاحا للحرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
كما أصدرت أيضا مذكرة توقيف بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) محمد الضيف.
ونسعى في السطور التالية إلى تسليط الضوء على القرار وتداعياته وشرح بعض جوانبه.
1- ما المحكمة الجنائية؟ وماذا تفعل؟محكمة أُسست بصفة قانونية في الأول من يوليو/تموز 2002 بموجب "ميثاق روما" الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل/نيسان من السنة نفسها، وتعمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان عبر التحقيق في جرائم الإبادة وجرائم الحرب.
وقد وافقت 120 دولة في 17 يوليو/تموز 1998 خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إيطاليا على "ميثاق روما"، واعتبرته قاعدة لإنشاء محكمة جنائية دولية دائمة، وعارضت هذه الفكرة 7 دول، وامتنعت 21 عن التصويت.
2- كيف وصلت الجنائية إلى محطة إصدار مذكرة التوقيف؟في 20 مايو/أيار الماضي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق قادة من حركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب على غزة.
ووصف نتنياهو حينها الطلب بأنه "سخيف" والمدعي العام كريم خان بأنه أحد "أبرز المعادين للسامية في العصر الحديث".
3- ما تهم نتنياهو وغالانت؟وفق ما جاء في موقع المحكمة الدولية على الإنترنت، فإن نتنياهو وغالانت متهمان بـ"جريمة الحرب المتمثلة في استخدام التجويع وسيلة للحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية".
ورأت المحكمة أن "ثمة أسبابا معقولة للاعتقاد بأن المتهمين حرما عمدا وعن علم السكان المدنيين في غزة من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم -بما في ذلك الطعام والماء والأدوية والإمدادات الطبية، وكذلك الوقود والكهرباء- من 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الأقل إلى 20 مايو/أيار 2024".
وأضافت "من خلال تقييد أو منع وصول الإمدادات الطبية والأدوية إلى غزة -ولا سيما مواد وآلات التخدير- فإن الرجلين مسؤولان أيضا عن إلحاق معاناة كبيرة عن طريق أعمال غير إنسانية بالأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج".
كما حمّلت المحكمة نتنياهو وغالانت المسؤولية عن الأعمال التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية تحت قيادتهما، بما في ذلك حالات التعذيب والعنف الوحشي والقتل والاغتصاب وتدمير الممتلكات.
4- ما المتوقع بعد صدور مذكرة التوقيف؟بمجرد أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف فإن قراراتها تعتبر ملزمة، لكنها تعتمد على أعضائها لضمان التعاون.
وبالتالي، فإذا سافر نتنياهو أو غالانت إلى أي من الدول الأعضاء البالغ عددها 124 دولة فستكون السلطات في تلك الدول ملزمة باعتقالهما وتسليمهما إلى مقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.
ويرى مراقبون أن نتنياهو وغالانت ربما لن يتعرضا للاعتقال إن سافرا إلى دول حليفة لإسرائيل، وبالتالي فإن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ستكون بمثابة "انتصار أخلاقي" لفلسطين أكثر من أي شيء آخر، كما أنها ستعمق الضغط الدولي على إسرائيل، إذ لا يمكن لنتنياهو السفر إلى العديد من الدول الصديقة لها دون إحراج حكوماتها.
5- كيف قرأت واشنطن وتل أبيب قرار "الجنائية الدولية"؟أدان نتنياهو وغيره من قادة إسرائيل قرار "الجنائية الدولية"، ووصفوه بالمخزي والمعادي للسامية.
كما انتقده أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن، معربا عن دعمه ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس".
وقال مايكل والتز المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "توقعوا ردا قويا في يناير/كانون الثاني المقبل على تحيز الجنائية الدولية المعادي للسامية"، في إشارة إلى موعد تسلم ترامب منصبه رسميا.