مهنا يحيي ذكرى سيدي ابن عطاء الله السكندري بمجلس علم في مسجده
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أحيا الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي ذكرى العالم الصوفي سيدي ابن عطاء السكندري بمجلس علم في مسجده بالمدرسة المنصورية بسفح المقطم.
البيت المحمدي يحتفي بذكرى الإسراء والمعراج والسيدة زينب رضي الله عنها البيت المحمدي ينظم احتفالية لذكرى الإسراء والمعراجوقال الدكتور مهنا في درسه الأسبوعي لشرح كتاب ( تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس) إن سيدي ابن عطاء الله السكندري، كان فقيها عالما ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية إلى اتباع طريقتهم الرضية، فصحب شيخ الشيوخ أبا العبّاس المرسي، وانتفع به، وفُتِحَ له على يديه بعد أن كان من المنكرين عليه، وسيرته معه، وقد جرت بينه وبين أصحاب أبو العباس المرسي قبل صحبته إياه مقاولة، حكاها في كتابه "لطائف المنن"، فيقول: "وكنت أنا لأمره- يعني أبو العباس المرسي- من المنكرين، وعليه من المعترضين، لا لشيء سمعته منه ولا لشيء صحّ نقله حتى جرت بيني مقاولة وبين أصحابه، وذلك قبل صحبتي إياه، وقلت لذلك الرجل: "ليس إلا العلم الظاهر"؛ وهؤلاء القوم يدّعون أمورا عظيمة وظاهر الشرع يأباها.
وقد قال له مرة شيخه أبو العباس المرسي: "إلزم فو الله لئن لزمت لتكون مفتيا في المذهبين، يريد مذهب أهل الشريعة أهل العلم الظاهر، ومذهب أهل الحقيقة أهل العلم الباطن".
وأضاف الدكتور مهنا: لقد ذكر ابن حجر في كتابه، أن الذهبي قال عن ابن عطاء الله : "كانت له جلالة عجيبة، ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان يتكلم بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروح النفوس، ومزج كلام القوم بآثار السلف وفنون العلم، فكثُر أتباعه، وكانت عليه سيما الخير، ويقال: "إن ثلاثة قصدوا مجلسه، فقال أحدهم: "لو سَلِمتُ من العائلة لتجرّدت". وقال الآخر: "أنا أصلي وأصوم ولا أجد من الصلاح ذرّة". وقال الثالث: "أنا صلاتي ما تُرضيني فكيف تُرضي ربي"، فلما حضروا مجلسه، قال في أثناء كلامه: ومن الناس من يقول... فأعاد كلامهم بعينه".
واستكمل موضحًا أن سيدي ابن عطاء الله السكندري ترك عدة مصنفات في التصوف، وحكم سيمتد أثرها ليوم الدين منها:
- "الحكم العطائية": وقد نالت شروحها الداني والبعيد، وقرأها الكبير والصغير، وما زالت مرجعا وافيا في لون متميز من ألوان السلوك الإنساني، والمعراج إلى حضرة القدس الأعلى. عالج في كتابه هذا، مختلف الموضوعات التي تحدث عنها الصوفية، ولعل أهمها: "كيف نستدل على الله، صلتنا بالله، التجريد والأسباب، الشهرة والخمول، دقائق الرياء....
-"لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبو الحسن": وهو عبارة عن مقدمة وعشرة وأبواب وخاتمة، المقدمة في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع بني آدم، وذكر أقسام الولاية، وما تبقى تعريف بشيخه أبي العباس وبعلمه ومجرباته وما فسره من الآيات والأحاديث، وما ذكره من كلام أهل الحقائق ودعائه وشعره...، "ولهذا المؤلف قيمة كبرى في التعريف بآداب الطريقة الشاذلية، وقد حفظ ابن عطاء تراث الشاذلية الروحي من الضياع.
وأوضح الدكتور مهنا، أن حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري لها وقع في النفوس فمن كلامه رضي الله عنه: ليس عمرك من اليوم الذي ولدت فيه إنما عمرك من اليوم الذي عرفت الله فيه، وكذا قوله: ربما فتح لك باب الطاعة ولم يفتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالخير فكان سببًا للوصول
يذكر أن ابن عطاء الله السكندري "أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله، الجذامي نسبا، المالكي مذهبا، الإسكندري دارا، القرافي مزارا، الصوفي حقيقة، الشاذلي طريقة، كان أعجوبة زمانه، ونخبة عصره وأوانه، الجامع لأنواع العلوم من تفسير، وحديث، وفقه، وتصوف، ونحو، وأصول، وغير ذلك"، وجرت العادة الاحتفال بذكرى مولده في مثل هذا اليوم النصف من شعبان على أرجح الأقوال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهنا تاج العروس جامعة الأزهر العباس المرسی
إقرأ أيضاً:
فعالية سوريا حرة تحط في دار الأوبرا بدمشق
دمشق-سانا
توجهت فعالية سوريا حرة التي نظمتها جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية في دار الأوبرا بدمشق اليوم، إلى جمهور من أطفال مدارس دمشق ومعلميها، بفعاليات فنية متنوعة بمناسبة النصر والتحرير.
الفعالية التي انتقلت بنسختها الرابعة إلى دمشق، بعد أن طافت في عدد من المحافظات، نظمت برعاية من وزارة التربية، وحضرها ممثلون عن وزارتي الثقافة والتنمية الإدارية، حيث بدأت بتلاوة للقرآن الكريم، ومن ثم اعتلى المنشد براء العويد المسرح، معبراً عن شوقه العارم لتراب الوطن، بعد سنوات طويلة من حرمانه من دخول سوريا هو وعائلته ومنع أقربائه من زيارته، ثم قدم أغنية وطنية جديدة بعنوان “أنا ماني مصدق سوريا حرة”، إضافة إلى أغنية بكتب اسمك يا بلادي وأغان تعود للطفولة.
وخلال كلمة للجهة المنظمة أبدى رئيس جمعية عطاء إحسان الكيلاني، استعداد الجمعية إلى دعم الثقافة التي نحتاجها في إعمار سوريا، بعد أن دمرها النظام المخلوع على مدى أربعة عشر عاماً، مستعرضاً الأنشطة التي نفذتها الجمعية منذ بدء الثورة السورية عام 2011، منها مجلة عطاء وهي دورية ترفيهية تربوية تثقيفية تزرع وتنمي المواهب، إضافة إلى مسابقة فرسان التشجيعية لاكتساب المواهب الأديبة.
واعتبر الكيلاني أن بناء الأوطان لا يكون إلا ببناء العقل، داعياً إلى التركيز على تعليم وإعمال العقل وكسب المهارات، ولاسيما للناشئة ليكونوا مشاعل النور.
ولفت مدير مشروع تعليمي في الجمعية إبراهيم النداف إلى أن أهمية القراءة للأطفال كانت الدافع الأساسي في إطلاق المجلة، التي تؤكد على القيم والأخلاق، وتقديمها بلسان شخصيات كرتونية محببة، إضافة إلى مواد علمية وأخرى فكاهية وللتسلية.
كما تضمنت الفعالية مسرحية قدمتها فرقة فرح، تحدثت عن فساد النظام والفرح بتحرير سوريا من الطغيان، ومسابقة ركزت على نشر الوعي بين الطلاب من خلال طرح أسئلة تشويقية تنشر الوعي عبر جو من الفكاهة والسرور.