أحيا الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي ذكرى العالم الصوفي سيدي ابن عطاء السكندري بمجلس علم في مسجده بالمدرسة المنصورية بسفح المقطم.

البيت المحمدي يحتفي بذكرى الإسراء والمعراج والسيدة زينب رضي الله عنها البيت المحمدي ينظم احتفالية لذكرى الإسراء والمعراج

وقال الدكتور مهنا في درسه  الأسبوعي لشرح كتاب ( تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس) إن سيدي ابن عطاء الله السكندري، كان فقيها عالما ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية إلى اتباع طريقتهم الرضية، فصحب شيخ الشيوخ أبا العبّاس المرسي، وانتفع به، وفُتِحَ له على يديه بعد أن كان من المنكرين عليه، وسيرته معه، وقد جرت بينه وبين أصحاب أبو العباس المرسي قبل صحبته إياه مقاولة، حكاها  في كتابه "لطائف المنن"، فيقول: "وكنت أنا لأمره- يعني أبو العباس المرسي- من المنكرين، وعليه من المعترضين، لا لشيء سمعته منه ولا لشيء صحّ نقله حتى جرت بيني مقاولة وبين أصحابه، وذلك قبل صحبتي إياه، وقلت لذلك الرجل: "ليس إلا العلم الظاهر"؛ وهؤلاء القوم يدّعون أمورا عظيمة وظاهر الشرع يأباها.

..، وكان سبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت المخاصمة بيني وبين ذلك الرجل: "دعني أذهب أنظر إلى هذا الرجل فصاحب الحق له أمارات لا يخفي شأنه، فأتيت إلى مجلسه، فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها، فقال الأول إسلام، والثاني إيمان، والثالث إحسان. وإن شئت قلت الأول شريعة، والثاني حقيقة، والثالث تحقق...، قال: "وعلمت أن الرجل إنما يغترف من فيض بحر إلهي، ومدد رباني، فأذهب الله ما كان عندي...، وصار رحمه الله تعالى من خواص أصحابه، ولازمه اثني عشر عاما حتى أشرقت أنواره عليه وفُتِح له على يديه ثم استقر في الأزهر يدرّس الفقه والتصوف".

وقد قال له مرة شيخه أبو العباس المرسي: "إلزم فو الله لئن لزمت لتكون مفتيا في المذهبين، يريد مذهب أهل الشريعة أهل العلم الظاهر، ومذهب أهل الحقيقة أهل العلم الباطن".

وأضاف الدكتور مهنا: لقد ذكر ابن حجر في كتابه، أن الذهبي قال عن ابن عطاء الله : "كانت له جلالة عجيبة، ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان يتكلم بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروح النفوس، ومزج كلام القوم بآثار السلف وفنون العلم، فكثُر أتباعه، وكانت عليه سيما الخير، ويقال: "إن ثلاثة قصدوا مجلسه، فقال أحدهم: "لو سَلِمتُ من العائلة لتجرّدت". وقال الآخر: "أنا أصلي وأصوم ولا أجد من الصلاح ذرّة". وقال الثالث: "أنا صلاتي ما تُرضيني فكيف تُرضي ربي"، فلما حضروا مجلسه، قال في أثناء كلامه: ومن الناس من يقول... فأعاد كلامهم بعينه".

واستكمل موضحًا أن سيدي ابن عطاء الله السكندري ترك عدة مصنفات في التصوف، وحكم سيمتد أثرها ليوم الدين منها:
- "الحكم العطائية": وقد نالت شروحها الداني والبعيد، وقرأها الكبير والصغير، وما زالت مرجعا وافيا في لون متميز من ألوان السلوك الإنساني، والمعراج إلى حضرة القدس الأعلى. عالج في كتابه هذا، مختلف الموضوعات التي تحدث عنها الصوفية، ولعل أهمها: "كيف نستدل على الله، صلتنا بالله، التجريد والأسباب، الشهرة والخمول، دقائق الرياء....
-"لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبو الحسن": وهو عبارة عن مقدمة وعشرة وأبواب وخاتمة، المقدمة في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع بني آدم، وذكر أقسام الولاية، وما تبقى تعريف بشيخه أبي العباس وبعلمه ومجرباته وما فسره من الآيات والأحاديث، وما ذكره من كلام أهل الحقائق ودعائه وشعره...، "ولهذا المؤلف قيمة كبرى في التعريف بآداب الطريقة الشاذلية، وقد حفظ ابن عطاء تراث الشاذلية الروحي من الضياع.

وأوضح الدكتور مهنا، أن حكم سيدي  ابن عطاء الله السكندري لها وقع في النفوس فمن كلامه رضي الله عنه: ليس عمرك من اليوم الذي ولدت فيه إنما عمرك من اليوم الذي عرفت الله فيه، وكذا قوله: ربما فتح لك باب الطاعة ولم يفتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالخير فكان سببًا للوصول

يذكر أن ابن عطاء الله السكندري  "أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله، الجذامي نسبا، المالكي مذهبا، الإسكندري دارا، القرافي مزارا، الصوفي حقيقة، الشاذلي طريقة، كان أعجوبة زمانه، ونخبة عصره وأوانه، الجامع لأنواع العلوم من تفسير، وحديث، وفقه، وتصوف، ونحو، وأصول، وغير ذلك"، وجرت العادة الاحتفال بذكرى مولده في مثل هذا اليوم النصف من شعبان على أرجح الأقوال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهنا تاج العروس جامعة الأزهر العباس المرسی

إقرأ أيضاً:

إطلاق المنصة الالكترونية "عطاء لخدمات كبار السن" بأسيوط

أطلقت جمعية عطاء بلا حدود لتنمية المجتمع بأسيوط المنصة الإلكترونية "عطاء لخدمات كبار السن" ضمن أنشطة ختام المرحلة الثانية من برنامج بناء لتدريب وتوظيف الشباب وذلك بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وبمشاركة مديرية التضامن الاجتماعي بأسيوط ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر والمبادرة الدولية لتقييم الاثر وتحت رعاية اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط.

حيث نظمت الجمعية احتفالية بالقاعة الملكية بنادي أسمنت أسيوط للإعلان عن أول منصة لخدمات كبار السن سواء الصحية وغير الصحية.

جاء ذلك بحضور علي سيد وكيل وزارة العمل بأسيوط، وشيماء عبد المعطي وكيل مديرية التضامن الاجتماعي بأسيوط، والدكتور مصطفي ابراهيم نائب رئيس مركز أسيوط نائباً عن الوزير المحافظ ، وميس أبو حجاب نائب المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والدكتور أحمد السيد المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل "J- PAL " لمكافحة الفقر في شمال افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والدكتور عبد الرحمن ناجي الممثل الاقليمي للمبادرة الدولية لتقييم الأثر، ونصر الدين حمدي رئيس مجلس إدارة جمعية عطاء بلا حدود بأسيوط، ولفيف من المتدربين والمستفيدين من مشروع بناء لتدريب وتشغيل الشباب.

بدأت الفعالية بالسلام الجمهوري ثم تلاها كلمة نصر الدين حمدي رئيس مجلس إدارة الجمعية التي رحب خلالها بالحضور وأعرب عن مدى سعادته بإطلاق المنصة بعد تخطي العقبات والمعوقات خلال الفترة الماضي مقدماً شرحاً وافياً للخدمات التي تقدمها المنصة والتعريف بالتطبيق واستعرض تجربة عملية لبعض خدمات التطبيق مشيراً إلى التدريب المهني والمعايشة والصحة العقلية والمهارات الحياتية التي تم تنفيذه للمتدربين الذين سوف يقدموا الخدمة عبر التطبيق لضمان تقديم الخدمة بجودة ومهارة عالية.

شهدت الفعالية استعراض لبرامج تحسين مهارات الشباب المستندة إلى أدلة علمية (ما يعمل في مجال التدريب والتوظيف، وما لا يعمل في مجال التدريب والتوظيف) فضلاً عن نتائج دراسة بناء وذلك عن طريق نائب المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس والمدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر وأخصائي التقييم الرئيسي والممثل الإقليمي للمبادرة الدولية لتقييم الأثر ، كما تم فتح باب النقاش وحوار مفتوح مع الحضور حول التمكين الاقتصادي وتوجهات سوق العمل وبرامج التدريب والتوظيف المستندة الي إدالة علمية خلال الجلسة الثالثة.

يذكر أن مشروع بناء يهدف إلى تعزيز فرص توظيف الشباب في مجال رعاية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وذلك لإكساب 1300شاب وفتاة من عمر 18: 35 عام المهارات التمريضية لرعاية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة بمحافظتي أسيوط وسوهاج بمنتصف عام 2024 فضلاً عن توظيف 70% من الشباب المستهدف في مجال الرعاية الصحية بالمحافظتين ، كما تضمن المشروع توقيع بروتوكولات تعاون مع جامعة أسيوط ومديرية الصحة والعديد من الجمعيات الأهلية القاعدية.

 

مقالات مشابهة

  • كيف يؤدي التطرف الديني إلى الإلحاد؟.. يحسبون أنهم يحسنون صنعا
  • صندوق الوقف الصحي يُطلق مبادرة “عطاء القطاع الصحي الخاص”
  • مقاولون يشكون رئيس بلدية سيدي قاسم لوزير الداخلية متهمين إياه بالتلاعب في الصفقات(وثيقة)
  • مدحت العدل يحيي ذكرى أحمد نجل الفنان الراحل سامي العدل
  • ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح
  • إطلاق المنصة الالكترونية "عطاء لخدمات كبار السن" بأسيوط
  • الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يحيي ذكرى مرور عام على حرب غزة
  • مكتبة الإسكندرية والمجتمع السكندري ينعي وفاة الدكتور فتحي أبو عيانة
  • ريم بسيوني توقع روايتها الجديدة «الغواص» 2 أكتوبر
  • وفاة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم