ما الذي يجري في سقطرى.. تحركات وتصعيد يُنذر بصراع أوسع بين السعودية والإمارات (تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تقف محافظة أرخبيل سقطرى على صفيح ساخن، جراء التوترات التي تشهدها الجزيرة منذ يومين بين أنصار الإمارات والقوات السعودية، بعد وصول دفعة جديدة من عناصر الانتقالي المدعوم إماراتياً، على متن رحلة جوية قادمة من العاصمة المؤقتة عدن.
وتقوم الإمارات منذ يومين عبر أدواتها بالتحشيد وإقامة اعتصام ونصب مخيمات امام مقر قوات السعودية للتحريض ضد قائد قوات الواجب السعودي منيف المطيري ورفع شعارات ولافتات ضد السعودية.
وقالت مصادر حكومية لـ "الموقع بوست" إن الإمارات تقود تصعيدا لطرد قوات الواجب السعودية عبر قيادات الانتقالي، بعد استقدامها أكثر من 150 عنصرا من خارج سقطرى، الثلاثاء الماضي.
وذكرت المصادر الذي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن عناصر مسلحة استقدمت من خارج سقطرى تمكنت من السيطرة على قيادة اللواء الأول مشاه بحري في سقطرى بعد وصولهم جوا الثلاثاء الماضي على متن رحلة خاصة لليمنية، مشيرة إلى أن هناك توتر شديد بين افراد اللواء وأبناء سقطرى.
وأفادت أنه "جرى استقبال الجنود في مطار سقطرى، من قبل قائد ما يسمى باللواء موري، العقيد علي عمر كفاين والعقيد محمد أحمد فعرهي قائد الحزام الأمني في الجزيرة". لافتة إلى أن الضابط محسن الحاج (من الضالع) يحكم السيطرة على قيادة اللواء ويمنع ضباط سقطريين من دخول اللواء.
وقالت إن "الجنود نقلوا إلى معسكر اللواء موري القريب من المطار، الذي تجري فيه الإمارات دورات تدريبية لعدد من الأفراد من أبناء سقطرى على يد مدربين أردنيين وجنسيات أخرى".
خلافات سعودية إماراتية
وطبقا للمصادر فإن قوات الواجب السعودية منعت وصول طائرة إماراتية إلى جزيرة سقطرى لم تعرف الأسباب حتى الآن، الأمر الذي دفع الإمارات منذ يومين لطرد القوات السعودية من الجزيرة.
وأشارت إلى أن المزروعي يقوم بتحشيد الناس بإقامة اعتصام ونصب مخيمات امام مقر قوات السعودية والتحريض ضد قائد قوات الواجب السعودي منيف المطيري ورفع شعارات ولافتات ضد السعودية، لافتة إلى أن مشادات متبادلة بين المطيري والمزروعي فيما هدد الأخير بطرد القوات السعودية وأعطاهم مهلة ترتيب المغادرة.
وأكدت أنه على إثر ردة الفعل الغاضبة من قبل القوات السعودية، تجاه تحركات الانتقالي، دفعت الامارات بعشرات من مواليها لنصب خيام واعتصام أمام بوابة معسكر قوات الواجب السعودية 808، تحت يافطة المطالبة بصرف مكرمة الملك سلمان.
مصدر في اللواء الأول مشاة بحري يفيد باستلام العناصر القادمة من جارج سقطرى تحديدا محافظة "الضالع" مقاليد القيادة بالتزامن مع التحرش بقوات الواجب السعودية.
ونقل "الموقع بوست" عن المصدر قوله إن من بين العناصر المستقدمةً من خارج سقطرى أصحاب سوابق جنائية وخريجي سجون وعناصر خارجة على القانون.
وأفاد أن وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم السقطري (حصة الانتقالي) يقوم بجمع المليشيات من شوارع عدن والضالع ونقلهم إلى سقطرى في رحلات جوية مستأجرة منذ السنوات الأخيرة.
ولفتت إلى أن السقطري سخر امكانات وزارتي الزراعة والأسماك في تأجيج الصراع في الأرخبيل وشق المجتمع السقطري والسيطرة على الأراضي، لصالح الإمارات.
تحركات تثير المخاوف
"في محاولة لامتصاص غضب الناس في الارخبيل على إثر استقدام تلك العناصر، تبرر قيادات الانتقالي ذلك بانه ترتيب لزيارة مسؤول حكومي رفيع"، وفقا للمصادر الحكومية.
وقالت "لا علاقة للعناصر المستقدمة إلى سقطرى بأي زيارة لأي مسئول حكومي"، كما اعتبرت تحركات عناصر الانتقالي ونقلها إلى سقطرى لمزيد من التصعيد وارباك المشهد.
مشايخ وأعيان بسقطرى استطلع رأيهم "الموقع بوست" يعتبرون استقدام 150 عنصرا مسلحا من خارج سقطرى خطوة استفزازية لأبناء سقطرى.
ودعا المشايخ مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف تحركات الإمارات ومليشياتها في سقطرى، محذرين من تلك الاستفزازات.
يشار إلى أن هناك أيضا دعوات مجتمعية في سقطرى لفعاليات ترفض استقدام قوات من خارج سقطرى والمطالبة بإخراجها فورا.
وبحسب مراقبين فإن تصعيد الانتقالي في سقطرى يأتي بعد تسرب معلومات تفيد أن مجلس القيادة الرئاسي يرتب لإجراء تغييرات في الجزيرة تشمل مناصب مدنية وعسكرية وأمنية ضمن تشكيلة الحكومة الجديدة.
مصادر محلية أوضحت أن قوات تابعة للإمارات ومليشيا الانتقالي تعود للتموضع في معسكر الكتيبة الثالثة بجانب مطار سقطرى، الذي تسلمته الإمارات كقاعدة عسكرية.
وذكرت أن استدعاء المجندين للتدريب بعد أسبوع من تسريحهم من المنطقة، مؤكدة أن هذا التحرك يثير المخاوف ويهدد استقرار سقطرى.
ويتزامن تصعيد الانتقالي في سقطرى ضد القوات السعودية مع حملات إعلامية لناشطين وإعلاميين من أتباع الانتقالي وبتمويل من الإمارات تحرض على طرد القوات السعودية من الجزيرة.
خلافات قديمة جديدة
وفي أكتوبر من العام الماضي كشفت مصادر حكومية لـ "الموقع بوست" عن تحركات إماراتية ضد التواجد السعودي في أرخبيل سقطرى الذي تتواجد فيها أبوظبي منذ مطلع الحرب في اليمن، في مساعي منها للسيطرة على الجزيرة.
وقالت المصادر إن مندوب الإمارات "خلفان المزروعي" يعمل مع المحافظ رأفت الثقلي المتواجد حينها في أبوظبي منذ أكثر من شهر ونصف على وضع خطة مزمنة لعرقلة التواجد السعودي في سقطرى، حيث بدأ العمل على استدعاء المسؤولين إلى الإمارات من الجزيرة وترتيب الخطة.
وذكرت أن "ضمن خطة الإمارات تحريك أدواتها العسكرية والمدنية عبر المحافظ رأفت وقائد الحزام الأمني لحجب المعلومات في المطار والميناء عن قوات الواجب وعزلها واضعاف دورها في الميناء والمطار".
في وقت سابق كشفت مصادر محلية لـ "الموقع بوست" أن الإمارات طالبت من محافظ سقطرى رأفت الثقلي، عدم التواصل مع قيادة قوات الواجب السعودية وطردها من الأرخبيل.
وتتواجد الإمارات عبر قوات تابعة لها في أرخبيل سقطرى منذ ست سنوات، كما تدير المشهد العام هناك عبر فصائل مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الممول منها.
وكانت الإمارات قد سيطرت وبتواطؤ من السعودية، على أرخبيل سقطرى بشكل كامل في يونيو 2020، عبر مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها.
وتتحكم أبوظبي بأرخبيل سقطرى، وتقوم بإنشاء قواعد عسكرية واستخباراتية وتنفيذ أنشطة مشبوهة داخل الجزيرة الإستراتيجية دون معرفة الحكومة الشرعية.
وعمدت على إنشاء شبكة اتصالات في جزيرة سقطرى التي تحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي، كما تعمل في تنظيم رحلات إلى الأرخبيل عبر طيرانها للأجانب دون موافقة الحكومة اليمنية.
وبداية مايو/أيار 2018 أقدمت الإمارات على إرسال قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى بلا تنسيق مع الجانب اليمني، وذلك بالتزامن مع زيارة للجزيرة من قبل رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ووزراء، وهي الخطوة التي رفضتها الحكومة الشرعية واعتبرتها غير مبررة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن سقطرى السعودية الامارات مليشيا الانتقالي القوات السعودیة قوات السعودیة أرخبیل سقطرى الموقع بوست فی سقطرى إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات الأولى إقليمياً والـ18 عالمياً في تقرير تنمية السياحة والسفر لعام 2024
حقق القطاع السياحي في دولة الإمارات نتائج إيجابية ومميزة في عام 2024، قطع من خلالها مراحل متقدمة على طريق الوصول إلى مستهدفات “الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031″، الرامية إلى الارتقاء بمكانة الدولة كأفضل الوجهات السياحية حول العالم بحلول العقد المقبل.
وحلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في تقرير تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ جاءت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر توفير بيانات السفر والسياحة، وفي محور “البنية التحتية لقطاع النقل الجوي”، وفي المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر البنية التحتية والخدمات، وفي المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر شمولية بيانات السفر والسياحة، وكذلك في مؤشر كفاءة خدمات النقل الجوي، وفي مؤشر السياسات والظروف الممكّنة للسياحة والسفر.
وتوقع تقرير صادر عن “المجلس العالمي للسفر والسياحة” أن ترتفع مساهمة القطاع السياحي الإماراتي في الاقتصاد الوطني خلال العام 2024، لتصل إلى 236 مليار درهم أي ما يعادل 12% من إجمالي الناتج المحلي للدولة.
وارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية في دولة الإمارات إلى 33.5 مليار درهم خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2024 بنسبة نمو بلغت 4% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وزادت نسب معدل الإشغال الفندقي إلى 77.8% وهي من بين أعلى النسب عالمياً، وسجلت الليالي الفندقية نحو 75.5 مليون ليلة في الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024 بزيادة قدرها 8% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023.
وسجلت مطارات أبوظبي، ومطار دبي الدولي، ومطار الشارقة الدولي، أكثر من 103 ملايين مسافر حتى نهاية سبتمبر الماضي، فيما توقعت الهيئة العامة للطيران المدني أن تصل حركة المسافرين في مطارات الدولة إلى نحو 150 مليون مسافر مع نهاية العام الجاري.
وشهدت الإمارات إطلاق “الميثاق الوطني للسياحة”، الذي يعد إحدى مبادرات “الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031″، بهدف توحيد الجهود الوطنية لتعزيز النمو المستدام للقطاع السياحي في الدولة.
ويعزز الميثاق توجهات الدولة بزيادة التوطين بالقطاع السياحي، وذلك عبر تعزيز العمل المشترك مع الجهات المعنية بالميثاق على توفير فرص العمل والوظائف لمواطني الدولة بمختلف الأنشطة والقطاعات السياحية.
وأطلقت الإمارات النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار “السياحة الخضراء”، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع.
وعلى صعيد الجوائز المرتبطة بقطاع السياحة، حصد مطار زايد الدولي (AUH) جائزة “أجمل مطار في العالم” من جوائز “بري فرساي” العالمية للهندسة المعمارية والتصميم.
وتُوّجت دبي بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 من موقع “تريب أدفايزر” التي تعد أكبر منصة للسفر في العالم، وذلك للعام الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي تحقق فيها مدينة مثل هذا الإنجاز المهم.وام