مقال يدافع عن جنوب أفريقيا: لا يمكن انتقاد مقاومة الأفارقة للاضطهاد بشهر تاريخ السود
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا، للصحفية، كارين عطية، قالت فيه "إنه لا يبدو من المناسب أن يتم انتقاد مقاومة السود والأفارقة للاضطهاد في شهر تاريخ السود".
وأوضحت أنه "في وقت سابق من هذا العام، اتهمت جنوب أفريقيا، بقيادة حكومة ذات أغلبية سوداء، إسرائيل- والغرب الذي يدعمها- بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وتابعت: "ووقع أكثر من 200 مُشرع أمريكي رسالة إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، يدينون فيها جنوب أفريقيا، قائلين إن الاتهام "يكشف إلى أي مدى سيذهب أعداء إسرائيل في محاولاتهم لشيطنة الدولة اليهودية"؛ فيما يحاول المشرعون الأمريكيون الآن تحويل التوبيخ إلى عقاب.
ويدعو مشروع القانون الذي قدّمه الحزبان، والذي تم تقديمه بعد أن أيدت المحكمة قضية جنوب أفريقيا، إلى مراجعة كاملة لعلاقات الولايات المتحدة مع جنوب أفريقيا. ويؤكد النائبان جون جيمس (الجمهوري عن ولاية ميشيغان) والنائب جاريد موسكوفيتش (الديمقراطي عن ولاية فلوريدا) في مشروع القانون الذي قدماه أن جنوب إفريقيا لديها علاقات مع روسيا والصين وإيران بالإضافة إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حماس.
ويطلب مشروع القانون "حكما غير سري يوضح صراحة ما إذا كانت جنوب أفريقيا قد انخرطت في أنشطة تقوض الأمن القومي للولايات المتحدة أو مصالح السياسة الخارجية".
ويدعي مشروع القانون أن المؤتمر الوطني الأفريقي، الحزب السياسي الذي حكم جنوب أفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، يحافظ على "موقف متشدد يتمثل في اتهام إسرائيل باستمرار بممارسة الفصل العنصري"، نظام القمع العنصري الأبيض الذي ساد مجتمع جنوب أفريقيا لفترة طويلة. ويتهم مشروع القانون قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بإخفاء دوافع معادية للسامية وراء إدانتهم للمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ويتهم المسؤولين الحكوميين "بقبول مكالمة هاتفية مع زعيم حماس إسماعيل هنية".
واستخدم المؤلفان آخر ما لديهما، متهمين جنوب أفريقيا بالفساد وعدم الكفاءة وعدم القدرة على حكم نفسها. وكتبوا أن "الحكومة لديها تاريخ من سوء إدارة مجموعة من موارد الدولة إلى حد كبير، وقد أثبتت في كثير من الأحيان عدم قدرتها على تقديم الخدمات العامة بشكل فعال، مما يهدد شعب جنوب إفريقيا واقتصاد جنوب إفريقيا".
تزايدت الدعوات لمعاقبة جنوب أفريقيا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2022، عندما سمحت البلاد لسفينة الشحن الروسية "ليدي آر" الخاضعة للعقوبات الأمريكية، بالرسو. ونفت جنوب أفريقيا مزاعم تفريغ أسلحة [من السفينة].
ومع ذلك، فإن المشهد ليس جيدا: ضرب أحد أكبر المحركات الاقتصادية في أفريقيا بسبب الجريمة المفترضة المتمثلة في الوقوف ضد الإبادة الجماعية والفصل العنصري.
وفي السياسة الخارجية، فإن معاقبة جنوب أفريقيا لا تنطوي على حكمة بالغة أيضا، لأن جنوب أفريقيا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة، حيث كانت قيمة السلع المتبادلة بين البلدين 21 مليار دولار في عام 2021. وقد أعلنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة بايدن، صراحة أن مصلحة الولايات المتحدة في أفريقيا تتعارض مع نفوذ الصينيين في أفريقيا. فما هي أفضل طريقة لدفع جنوب أفريقيا إلى أحضان منافسي الولايات المتحدة؟
قال لي أحد الموظفين الديمقراطيين في الكونغرس: "لدينا الكثير من الخلافات السياسية مع الدول في جميع أنحاء العالم". لنأخذ على سبيل المثال تركيا: "صداقة مع روسيا وصداقة علنية مع حماس. واتفقنا للتو على إرسال مجموعة من طائرات إف-16 إليهم". مشروع القانون "يبدو في الواقع وكأنه مضايقة لجنوب أفريقيا".
وهي سياسة سيئة، خاصة بالنسبة للديمقراطيين. في أمتنا المتعددة الأعراق، ولا يساعد حزب الرئيس بايدن في إعادة انتخابه من خلال الظهور بمظهر معادٍ لجنوب إفريقيا، بينما يتحول الأمريكيون السود والعرب والمسلمون بشكل متزايد ضد سياسة الإدارة تجاه غزة. ودعا أكثر من 1000 من الزعماء الدينيين السود إلى وقف إطلاق النار في غزة. وفي الشهر الماضي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة USA Today وجامعة سوفولك أن دعم السود لبايدن انخفض إلى 63 في المئة، بعد أن كان 87 في المئة في عام 2020.
لقد اتصلت بكليف أولبرايت في أتلانتا، المؤسس المشارك لمنظمة Black Voters Matter، لمعرفة أفكاره حول الضرر السياسي المحتمل. وقال: "الكثير من الناس في المجتمع يشعرون بالإحباط من الحزب الديمقراطي، وليس فقط من الرئيس بايدن. والآن، يعمل بعض الديمقراطيين مع الجمهوريين على مهاجمة بلد نتعاطف معه.. في قضية يتعاطف معها معظم الناخبين السود. وهذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة للديمقراطيين إذا انتهى بهم الأمر إلى الانضمام إلى الجمهوريين في هذا الشأن. هذه قضية انتخابية خطيرة".
ومع ذلك، فإن جنوب أفريقيا مثابرة. وعادت إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة باتخاذ إجراءات طارئة للمطالبة "بالتنفيذ الفوري والفعال" للخطوات الرامية إلى منع الإبادة الجماعية في غزة؛ وقال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، الثلاثاء: "إن جنوب أفريقيا تتحمل التزاما خاصا، سواء تجاه شعبها أو المجتمع الدولي، لضمان أنه أينما حدثت ممارسات الفصل العنصري الشنيعة والمهينة، يجب القضاء عليها... ووضع حد لها على الفور".
إن النصر الذي حققته جنوب أفريقيا منذ فترة طويلة على نظام الفصل العنصري يعني أنها تحمل سلطة أخلاقية خاصة في نظر العالم. ساعدت الحركات العابرة للحدود الوطنية في إسقاط الفصل العنصري.
وهذه القوة هي ما يخيف من يمكّنون الحرب الوحشية التي يشنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على غزة، وهي السبب وراء ردهم بقوة. لقد تغلبت حركات التضامن الدولية للسود على استراتيجيات الاستعمار الأكثر وحشية والأنظمة العنصرية الأكثر تطورا، كل ذلك بدون صواريخ أو مذابح جماعية ضد مضطهدينا.
ومرة أخرى، تجد أمريكا نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ (الأسود). إن جنوب أفريقيا تستحق الاحترام لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين، وليس الانتقام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية جنوب أفريقيا العدل الدولية المانيا جنوب أفريقيا العدل الدولية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروع القانون الفصل العنصری جنوب أفریقیا جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
“ستارغيت”.. مشروع الـ 500 مليار دولار الذي يرعاه ترامب
أعلنت مجموعة من أبرز الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا ضخ ما يصل إلى نصف تريليون دولار لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع بداية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
المشروع المشترك، المعروف باسم “ستارغيت”، تقوده شركة “أوبن آي” مبتكرة “تشات جي بي تي”، وكذلك مجموعة “سوفت بنك” العالمية للاستثمار التكنولوجي، حيث يتولى “سوفت بنك” المسؤولية المالية و”أوبن آي” المسؤولية التشغيلية.
وجرى الإعلان كذلك عن مايكروسوفت، أكبر مستثمر في “أوين آي”، بالإضافة إلى شركة تصنيع الرقائق “نيفيديا”، كـ”شركاء تقنيين” في “ستارغيت”، مما يعني أنهم سيكونون جزءا من إنشاء البنية للمشروع.
ستلتزم الشركات باستثمار 100 مليار دولار في المشروع، مع خطط لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأُعلن عن هذه الخطط يوم الثلاثاء في حفل أقيم في البيت الأبيض بحضور ترامب ورئيس سوفت بنك التنفيذي ماسايوشي سون ونظيراه في أوبن “إيه آي” سام ألتمان وفي “أوراكل” لاري إليسون.
وقال ترامب، وفقا لموقع “الحرة”، إن مشروع “ستارغيت” سيقوم بإنشاء البنية التحتية المادية والافتراضية لتشغيل الجيل القادم المتقدم من الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بناء “مراكز بيانات ضخمة”.
في إعلان منفصل، قالت مايكروسوفت إنها ستستمر في كونها المزود الأساسي للحوسبة السحابية لـ”أوبن آي”، لكنها ستسمح أيضا للشركة الناشئة باستخدام مزودين آخرين حسب الحاجة.
بدأت “أوبن آي” طفرة الذكاء الاصطناعي الحديثة عندما أطلقت “تشات جي بي تي” في 2022.
وأجبرت شعبية “تشات جي بي تي” شركات التكنولوجيا على إعادة رسم خطط منتجاتها وتخصيص مليارات الدولارات لبناء أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي.
تذهب معظم هذه الأموال المال نحو بناء مراكز البيانات التي تشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاًتقارير1.5 مليار دولار قدمها بنك التصدير والاستيراد السعودي لدعم تدفق المعادن حول العالم
وتشير التقديرات إلى أن الشركات، بما في ذلك عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ستنفق ما يقارب تريليون دولار على النفقات الرأسمالية في السنوات القادمة، تشمل مبالغ ضخمة في مراكز البيانات والرقائق وشبكة الطاقة.
سيضمن “ستارغيت” إنفاق ما يصل إلى 500 مليار دولار على مدار السنوات الأربع المقبلة لبناء ما يصل إلى 20 مركز بيانات جديد لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وتعتبر هذه المنشآت الشبيهة بالمستودعات، المملوءة بآلاف الرقائق الحاسوبية القوية والموفرة للكهرباء، أساسية لتطوير وتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي مثل تلك التي تدير “تشات جي بي تي”.
ويتطلب الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة هائلة، مما يزيد الطلب على مراكز البيانات المتخصصة التي تمكن شركات التكنولوجيا من ربط آلاف الرقائق معا في مجموعات.
ووفقا لـ “أوبن آي فأن أعمال البناء جارية حاليا، انطلاقا من تكساس، فيما تجري الشركة تقييم مواقع أخرى محتملة في جميع أنحاء البلاد.
وتتقدم تكساس بسرعة كبيرة لتحتل مكان ولاية كاليفورنيا بالنسبة للاستثمارات الكبيرة في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة.