نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا، للصحفية، كارين عطية، قالت فيه "إنه لا يبدو من المناسب أن يتم انتقاد مقاومة السود والأفارقة للاضطهاد في شهر تاريخ السود".

وأوضحت أنه "في وقت سابق من هذا العام، اتهمت جنوب أفريقيا، بقيادة حكومة ذات أغلبية سوداء، إسرائيل- والغرب الذي يدعمها- بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.

وجاءت الهجمات على الفور. وقالت ألمانيا، التي يجب أن تتراجع عندما يتعلّق الأمر بالإبادة الجماعية، إن اتهامات جنوب أفريقيا ليس لها أي أساس على الإطلاق". 

وتابعت: "ووقع أكثر من 200 مُشرع أمريكي رسالة إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، يدينون فيها جنوب أفريقيا، قائلين إن الاتهام "يكشف إلى أي مدى سيذهب أعداء إسرائيل في محاولاتهم لشيطنة الدولة اليهودية"؛ فيما يحاول المشرعون الأمريكيون الآن تحويل التوبيخ إلى عقاب.

ويدعو مشروع القانون الذي قدّمه الحزبان، والذي تم تقديمه بعد أن أيدت المحكمة قضية جنوب أفريقيا، إلى مراجعة كاملة لعلاقات الولايات المتحدة مع جنوب أفريقيا. ويؤكد النائبان جون جيمس (الجمهوري عن ولاية ميشيغان) والنائب جاريد موسكوفيتش (الديمقراطي عن ولاية فلوريدا) في مشروع القانون الذي قدماه أن جنوب إفريقيا لديها علاقات مع روسيا والصين وإيران بالإضافة إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حماس. 

ويطلب مشروع القانون "حكما غير سري يوضح صراحة ما إذا كانت جنوب أفريقيا قد انخرطت في أنشطة تقوض الأمن القومي للولايات المتحدة أو مصالح السياسة الخارجية".

ويدعي مشروع القانون أن المؤتمر الوطني الأفريقي، الحزب السياسي الذي حكم جنوب أفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، يحافظ على "موقف متشدد يتمثل في اتهام إسرائيل باستمرار بممارسة الفصل العنصري"، نظام القمع العنصري الأبيض الذي ساد مجتمع جنوب أفريقيا لفترة طويلة. ويتهم مشروع القانون قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بإخفاء دوافع معادية للسامية وراء إدانتهم للمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ويتهم المسؤولين الحكوميين "بقبول مكالمة هاتفية مع زعيم حماس إسماعيل هنية".

واستخدم المؤلفان آخر ما لديهما، متهمين جنوب أفريقيا بالفساد وعدم الكفاءة وعدم القدرة على حكم نفسها. وكتبوا أن "الحكومة لديها تاريخ من سوء إدارة مجموعة من موارد الدولة إلى حد كبير، وقد أثبتت في كثير من الأحيان عدم قدرتها على تقديم الخدمات العامة بشكل فعال، مما يهدد شعب جنوب إفريقيا واقتصاد جنوب إفريقيا".


تزايدت الدعوات لمعاقبة جنوب أفريقيا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2022، عندما سمحت البلاد لسفينة الشحن الروسية "ليدي آر" الخاضعة للعقوبات الأمريكية، بالرسو. ونفت جنوب أفريقيا مزاعم تفريغ أسلحة [من السفينة].

ومع ذلك، فإن المشهد ليس جيدا: ضرب أحد أكبر المحركات الاقتصادية في أفريقيا بسبب الجريمة المفترضة المتمثلة في الوقوف ضد الإبادة الجماعية والفصل العنصري.

وفي السياسة الخارجية، فإن معاقبة جنوب أفريقيا لا تنطوي على حكمة بالغة أيضا، لأن جنوب أفريقيا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة، حيث كانت قيمة السلع المتبادلة بين البلدين 21 مليار دولار في عام 2021. وقد أعلنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة بايدن، صراحة أن مصلحة الولايات المتحدة في أفريقيا تتعارض مع نفوذ الصينيين في أفريقيا. فما هي أفضل طريقة لدفع جنوب أفريقيا إلى أحضان منافسي الولايات المتحدة؟

قال لي أحد الموظفين الديمقراطيين في الكونغرس: "لدينا الكثير من الخلافات السياسية مع الدول في جميع أنحاء العالم". لنأخذ على سبيل المثال تركيا: "صداقة مع روسيا وصداقة علنية مع حماس. واتفقنا للتو على إرسال مجموعة من طائرات إف-16 إليهم". مشروع القانون "يبدو في الواقع وكأنه مضايقة لجنوب أفريقيا".

وهي سياسة سيئة، خاصة بالنسبة للديمقراطيين. في أمتنا المتعددة الأعراق، ولا يساعد حزب الرئيس بايدن في إعادة انتخابه من خلال الظهور بمظهر معادٍ لجنوب إفريقيا، بينما يتحول الأمريكيون السود والعرب والمسلمون بشكل متزايد ضد سياسة الإدارة تجاه غزة. ودعا أكثر من 1000 من الزعماء الدينيين السود إلى وقف إطلاق النار في غزة. وفي الشهر الماضي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة USA Today وجامعة سوفولك أن دعم السود لبايدن انخفض إلى 63 في المئة، بعد أن كان 87 في المئة في عام 2020.

لقد اتصلت بكليف أولبرايت في أتلانتا، المؤسس المشارك لمنظمة Black Voters Matter، لمعرفة أفكاره حول الضرر السياسي المحتمل. وقال: "الكثير من الناس في المجتمع يشعرون بالإحباط من الحزب الديمقراطي، وليس فقط من الرئيس بايدن. والآن، يعمل بعض الديمقراطيين مع الجمهوريين على مهاجمة بلد نتعاطف معه.. في قضية يتعاطف معها معظم الناخبين السود. وهذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة للديمقراطيين إذا انتهى بهم الأمر إلى الانضمام إلى الجمهوريين في هذا الشأن. هذه قضية انتخابية خطيرة".

ومع ذلك، فإن جنوب أفريقيا مثابرة. وعادت إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة باتخاذ إجراءات طارئة للمطالبة "بالتنفيذ الفوري والفعال" للخطوات الرامية إلى منع الإبادة الجماعية في غزة؛ وقال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، الثلاثاء: "إن جنوب أفريقيا تتحمل التزاما خاصا، سواء تجاه شعبها أو المجتمع الدولي، لضمان أنه أينما حدثت ممارسات الفصل العنصري الشنيعة والمهينة، يجب القضاء عليها... ووضع حد لها على الفور".


إن النصر الذي حققته جنوب أفريقيا منذ فترة طويلة على نظام الفصل العنصري يعني أنها تحمل سلطة أخلاقية خاصة في نظر العالم. ساعدت الحركات العابرة للحدود الوطنية في إسقاط الفصل العنصري.

وهذه القوة هي ما يخيف من يمكّنون الحرب الوحشية التي يشنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على غزة، وهي السبب وراء ردهم بقوة. لقد تغلبت حركات التضامن الدولية للسود على استراتيجيات الاستعمار الأكثر وحشية والأنظمة العنصرية الأكثر تطورا، كل ذلك بدون صواريخ أو مذابح جماعية ضد مضطهدينا.

ومرة أخرى، تجد أمريكا نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ (الأسود). إن جنوب أفريقيا تستحق الاحترام لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين، وليس الانتقام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية جنوب أفريقيا العدل الدولية المانيا جنوب أفريقيا العدل الدولية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروع القانون الفصل العنصری جنوب أفریقیا جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

أقر مجلس الشيوخ الأميركي أمس الجمعة ميزانية مؤقتة تجنب الإدارة الفدرالية الشلل أو ما يعرف بالإغلاق الحكومي.

وحظي النص الذي يموّل الحكومة الفدرالية الأميركية حتى نهاية السنة المالية الحالية في 30 سبتمبر/أيلول المقبل بتأييد الرئيس دونالد ترامب الذي يتعين عليه الآن توقيعه. لكن النص قوبل بانتقادات شديدة من المعارضة الديمقراطية التي أدانت التخفيضات الكبيرة المقررة في بعض مجالات الإنفاق العام بقيمة أكثر من 7 مليارات دولار.

وكانت الإدارات الفدرالية الأميركية تواجه الجمعة خطر الإغلاق بعدما هدد الديمقراطيون، المستاؤون من اقتطاعات الإنفاق التي أقرها ترامب، بعرقلة خططه للتمويل الفدرالي.

وتراجع الديمقراطيون عن موقفهم في أزمة نابعة من غضبهم بسبب حملة الرئيس ترامب لتقليص عدد الموظفين في الحكومة الاتحادية.

وبعد أيام من النقاش المحتدم، أنهى زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر الأزمة مساء يوم الخميس، قائلا إنه سيصوت للسماح بتمرير مشروع القانون.

وأضاف أنه لا يميل لمشروع القانون، لكنه يعتقد أن بدء إغلاق حكومي سيكون أسوأ، نظرا لأن ترامب ومستشاره إيلون ماسك يتحركان على نحو سريع لخفض الإنفاق.

وخلال هذه الفترة، يُمكن تسريح ما يصل إلى 900 ألف موظف فدرالي مؤقتا، بينما يعمل مليون آخرون يُعتبرون من العمال الأساسيين، من مراقبي الحركة الجوية إلى الشرطة، بلا أجور.

إعلان

ومرر مجلس النواب، الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية، مشروع القانون في الأسبوع الماضي، مما يعني أن الإنفاق سيبلغ نحو 6.75 تريليونات دولار خلال السنة المالية التي تنتهي سبتمبر/أيلول المقبل.

وتأتي هذه التحركات، بينما تخوض الولايات المتحدة حربا تجارية مع بعض أقرب حلفائها، مما أدى لموجة بيع كبيرة للأسهم وأثار مخاوف من حدوث ركود.

وتمويل الإدارات الفدرالية موضوع نزاع متكرر في الولايات المتحدة، وتدور بشأنه خلافات حتى داخل المعسكر الجمهوري بين المحافظين المعتدلين وأنصار ترامب الداعين إلى تقليص كبير في الإنفاق الفدرالي.

وشهدت الولايات المتحدة 4 عمليات إغلاق تأثرت فيها الخدمات لأكثر من يوم عمل، كان آخرها خلال ولاية ترامب الأولى.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. والأخيرة ترد!
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. وبريتوريا: إجراء مؤسف
  • الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا لأنه يكره ترامب.. كيف ردت بريتوريا؟
  • جنوب أفريقيا: طرد واشنطن لـ سفيرنا أمر مؤسف
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتتهمه بـ”كراهية” ترامب
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتتهمه بـكراهية ترامب
  • سفير جنوب أفريقيا "ليس موضع ترحيب" في أميركا
  • في إنتظار السفير الجزائري…ترامب يطرد سفير جنوب أفريقيا من الولايات المتحدة الأمريكية
  • الغرابلي: كيف تحذر الدول مواطنيها من زيارة ليبيا بينما تدعو لتوطين الأفارقة بها؟