قصف إسرائيلي على جنوب غزة في ظل محادثات جديدة حول التوصل لهدنة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب": قصف الجيش الإسرائيلي اليوم جنوب قطاع غزة حيث بات الوضع الإنساني بائسا، فيما وصل وفد إسرائيلي إلى باريس الجمعة لإجراء محادثات جديدة تهدف للتوصّل إلى هدنة.
واستهدفت ضربات جوية مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إن عمليات القصف أسفرت عن سقوط 110 قتلى خلال الليل في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي كامل.
وبينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 29514، يعرب المجتمع الدولي عن القلق على مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر، بينما أفادت الأمم المتحدة بأنّ 2,2 مليون شخص باتوا مهدّدين بالمجاعة في قطاع غزة.
وقالت ظريفة حمد (62 عاماً) وهي من سكان بيت حانون ونازحة في مدرسة في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة، "كلّ فئات المجتمع الفلسطيني تعاني معاناة شديدة جدّاً، أولاً وصلنا لحدّ الفقر المدقع ولحدّ الجوع، لا نجد أكلاً ولا شراباً ولا طحينا ولا مواد غذائية في السوق".
وأضافت "صرنا نأكل الأعشاب كلّ يوم... أطفال يموتون من الجوع، ورجال وشيوخ يموتون من الجوع... كلّ طفل تسأله سيقول لك أنا جائع".
ويخضع ايصال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، بينما يدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.
"كسر الجمود" في المحادثات
في هذه الأثناء، وصل وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى باريس الجمعة "على أمل كسر الجمود" في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع حركة حماس، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي.
والتقى برنيع في نهاية يناير في باريس نظيريه الأمريكي والمصري ورئيس وزراء قطر لبحث اتفاق هدنة جديد في غزة.
وقال مصدر في حماس إن الخطة التي تمت مناقشتها في باريس تتضمن وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة. وجرت مذاك محادثات أيضا في مصر التي زارها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وهي زيارة انتهت مساء الخميس، بحسب الحركة الفلسطينية.
وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصاً خطفوا خلال الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
"نقطة الانهيار"
بعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربّعاً، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً برّياً في شمال قطاع غزة في 27 أكتوبر، وتقدّم جنوده جنوباً حتى خان يونس، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على تنفيذ هجوم برّي في رفح.
من جانبه، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة إلى مجلس الوزراء الحربي مساء الخميس.
كما تنص الخطة على تفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأكد المفوض العام للوكالة التي توظف نحو 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا، حيث تدير خصوصا المدارس والمستشفيات، الخميس أن الأونروا وصلت إلى "نقطة الانهيار".
يأتي ذلك بعدما علقت 16 دولة تمويلها للأونروا منذ اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر، وقد أنهت الوكالة عقود الموظفين المتهمين.
وحذّر المفوض العام فيليب لازاريني من أن عمليات الوكالة في جميع أنحاء المنطقة ستكون "مهددة بشكل خطير اعتبارا من مارس".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
قبل تنصيب ترامب.. إسرائيل تجهز لـ"خطة بديلة" في غزة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بإعداد خطة تلحق"هزيمة كاملة بحماس في غزة"، حال عدم التوصل إلى صفقة بشأن إطلاق سراح الرهائن بحلول وقت تنصيب الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
وأضاف كاتس في بيان أصدره مكتبه: "إذا لم يتم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن بحلول موعد تولى الرئيس ترامب منصبه، يجب إلحاق هزيمة كاملة بحماس في غزة"، بحسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتابع كاتس: "لا يجب أن نستدرج إلى حرب استنزاف تكلفنا ثمنا باهظا، ولن تؤدي إلى النصر، ولا الهزيمة الاستراتيجية الكاملة لحماس ونهاية الحرب في غزة".
وتشهد الدوحة مفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
والخميس، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بات "قريبا جدا".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح في شهر مايو الماضي خطة من 3 مراحل تضمن تبادل الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتكتسب الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد زخما متزايدا، مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المقرر بعد 10 أيام.
وكان ترامب قد صعد من لهجته، الثلاثاء، مهددا بـ"فتح أبواب الجحيم" على المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل هذا الموعد.
وتستمر الحرب في قطاع غزة منذ 15 شهرا، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعا إنسانية كارثية، وسط دعوات دولية لوقف التصعيد وتجنيب المدنيين مزيدا من الخسائر.