عاجل جداً.. هذا ما تشهده أجواء لبنان الآن
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
ذكرت معلومات صحفية، اليوم الجمعة، أنّ عشرات الطائرات الإسرائيلية المقاتلة دخلت أجواء لبنان ومدينة بيروت. بدورها، ذكرت نقلت قناة "الميادين" عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن "حزب الله" ينقل مركبات ثقيلة إلى الحدود مع جنوب لبنان. وكان مسؤول إسرائيليّ سابق اعتبر أنّ المعركة مع "حزب الله" في لبنان صعبة جداً، داعياً إلى تصعيد العمليات العسكريّة ضد الحزب بشكلٍ كبير.
وفي حديثٍ له عبر إذاعة "نورث 104.5 إف إم"، قال العميد تسفيكا حاييموفيتش، القائد السابق لوحدة الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي إن "حزب الله عدو صعب، وهذه هي المرة الأولى التي يتم التعرف عليه بهذه الحدّة"، وتحديداً خلال الحرب الدائرة بينه وبين الجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأوّل الماضي.
وتحدّث حاييموفيتش عن وجود تحدٍّ كبير يتمثل بـ"إكتشاف الطائرات من دون طيار التي يطلقها الحزب" باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، مُطالباً الجيش الإسرائيليّ بتكثيف القتال ضدّ حزب الله في لبنان بشكلٍ كبير، وقال: "حزب الله لديه قدرات أكبر بكثير من حركة حماس في غزة، سواء من حيث النطاق وقدرات إطلاق الصواريخ والطائرات. إذا كانت هناك حرب في الساحة الشمالية، فإنها ستكون بقوة مختلفة تماماً عن تلك التي رأيناها في الأسابيع الأولى من القتال ضدّ حماس في غزة".
من جهته، قال تار باري، الباحث البارز في معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات إنّه لا يمكن الحديث الآن عن وجود تصعيدٍ بين "حزب الله" وإسرائيل رغم كل العمليات والهجمات التي حصلت بين الطرفين، مشيراً إلى أنه "لم يحدث حتى الآن أي تغيير جوهري من حيث طبيعة الهجمات أو أنواع الأسلحة"، وقال: "ما نشهدُه حالياً هو نفس مستوى التصعيد الذي كان ثابتاً منذ بداية الحرب عند الحدود مع لبنان".
وأردف: "هناك وجود لذروات من الهجمات المكثفة من الطرفين، الأمر الذي يخلق شعوراً بالتصعيد. إلا أنه عملياً، فإن ما يجري هو مستوى ثابت من التصعيد ولن يصل إلى الحدود القصوى".
وزعم باري أن "حزب الله" يعمد إلى اعتماد تكتيك عسكري يتمثل في إخفاء البنية التحتية العسكرية داخل البنية التحتية المدنية، مُدعياً أن الحزب يستخدم المواطنين كـ"دروع بشرية"، وقال: "إن كل قرية أو تلة أو منزل هي بمثابة جبهة قتال".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد 5 أشهر من اغتياله.. لبنان يشيّع حسن نصر الله في جنازة حاشدة وسط تصعيد إسرائيلي
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد، مراسم تشييع غير مسبوقة لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين، اللذين قُتلا في غارات إسرائيلية خلال الأسابيع الماضية.
وقد شارك عشرات الآلاف من أنصار الحزب في الجنازة التي جرت في مدينة كميل شمعون الرياضية جنوب بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور وفود إيرانية رفيعة المستوى، في حين لم يحضر الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام شخصيًا.
لقي حسن نصر الله مصرعه في 27 سبتمبر الماضي، في غارة إسرائيلية استهدفت مقره تحت الأرض في منطقة حارة حريك، المعقل الرئيسي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استخدمت فيها أطنان من المتفجرات.
ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى قُتل خليفته هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر، في غارة مماثلة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، اكتظّت مدينة كميل شمعون الرياضية والطرق المؤدية إليها بحشود ضخمة من أنصار الحزب الذين ارتدوا الملابس السوداء ورفعوا صور نصر الله وصفي الدين ورايات الحزب الصفراء. ووفق المنظمين، فقد امتلأت مدرجات الملعب تمامًا، حيث يتسع لأكثر من 78 ألف شخص، إضافة إلى المقاعد الإضافية التي تم وضعها.
وقبيل مراسم التشييع، بثّت شاشات عملاقة في الملعب مقتطفات من خطابات سابقة لنصر الله، ما دفع الكثير من المشيعين إلى البكاء.
غياب رسمي لبناني وحضور إيراني بارزغاب الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن حضور المراسم شخصيًا، حيث أوفد الأول رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، لتمثيله، بينما أوفد نواف سلام وزير العمل محمد حيدر.
وفي المقابل، كان هناك حضور إيراني رفيع المستوى، حيث تقدّم الجنازة وفد ضم:
محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإيراني.عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني.علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني.وتم وضع صور عملاقة لنصر الله وصفي الدين داخل المدينة الرياضية وعلى جدرانها، فيما حمل المشيعون نعشيهما المغطّيين برايات حزب الله الصفراء.
نعيم قاسم يتعهد بـ"السير على خط نصر الله"وفي كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، تعهّد الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، بمواصلة مسيرة نصر الله، قائلاً:
"سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط"، مردّدًا بقبضة مرفوعة: "أنا على العهد يا نصر الله".
وأضاف قاسم، الذي ظهر عبر الفيديو من موقع غير معلوم بسبب التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية فوق بيروت:
"لن نقف مكتوفي الأيدي بينما نتعرض للقتل والاحتلال.. ونقول لأمريكا: لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب."
وأشار إلى أن حزب الله "يدعم الجيش اللبناني ويقف إلى جانبه"، في رسالة تؤكد استمرار العلاقة بين الحزب والقوات المسلحة اللبنانية.
إجراءات أمنية مشددة ودفن الجثامينمع تصاعد التوتر الأمني، اتخذ حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية تدابير مشددة، حيث نُشرت آلاف العناصر الأمنية في محيط المراسم، كما عُلّقت الرحلات الجوية في مطار بيروت من الساعة 12:00 ظهرًا حتى 4:00 عصرًا بتوقيت بيروت.
ومن المقرر أن يُدفن حسن نصر الله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى المطار، فيما سيتم نقل جثمان صفي الدين إلى بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان، حيث سيتم دفنه غدًا الإثنين.
إسرائيل تواصل التصعيد مع استهداف جنوب لبنانلم يمر يوم التشييع دون تصعيد إسرائيلي، حيث شنّت مقاتلات إسرائيلية صباح الأحد غارات على جنوب لبنان وشرقه، ما أسفر عن إصابة فتاة بجروح، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "موقعًا عسكريًا يحتوي على منصات صواريخ وأسلحة" في جنوب لبنان، زاعمًا أنه تم "رصد نشاط لحزب الله فيه". كما استهدفت الغارات "منصات صواريخ كانت تشكل تهديدًا وشيكًا للمدنيين الإسرائيليين".
وبالتزامن مع التشييع، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية، في استعراض واضح للقوة.
وفي تعليق مستفز على جنازة نصر الله، نشر الجيش الإسرائيلي تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) قال فيها: "اليوم هو يوم جنازة حسن نصر الله.. اليوم أصبح العالم مكانًا أفضل."
كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قائلًا:
"طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحلق حاليًا في سماء بيروت فوق جنازة حسن نصر الله ترسل رسالة واضحة: من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها، فهذه ستكون نهايته."
يشكّل تشييع نصر الله وصفي الدين أول حدث جماهيري كبير لحزب الله منذ اندلاع المواجهة المفتوحة مع إسرائيل، والتي انتهت بوقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، بعد أن تعرّض الحزب لضربات موجعة.
وكان نصر الله قد دُفن بشكل مؤقت بعد مقتله في مكان سري، بسبب استمرار المواجهات، قبل أن يتمكن الحزب من تنظيم جنازة علنية اليوم.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، تواجه قيادة حزب الله الجديدة تحديات استراتيجية كبيرة، إذ بات الحزب في وضع حساس بين التصعيد العسكري مع إسرائيل، وبين الضغوط الدولية والإقليمية التي قد تؤثر على وضعه الداخلي في لبنان.