حشيش لكل مواطن.. ألمانيا تقنن استخدام «القنب»
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
في خطوة تشريعية مهمة، وافق مجلس النواب في البرلمان الألماني على تقنين الحشيش للاستخدام الترفيهي المحدود، مما يمثل تحولا تاريخيا في سياسة المخدرات داخل البلاد.
ويشير هذا القرار- على الرغم من معارضته من مختلف الجهات- إلى الابتعاد عن الأساليب التقليدية التحريمية في التعامل مع تنظيم المخدرات.
وفقًا لتقرير شبكة CNN، تسمح اللوائح الجديدة للبالغين بحيازة كميات صغيرة من الحشيش للاستخدام الشخصي، مع أحكام صارمة تهدف إلى تقليل وصول القاصرين إلى الحد الأدنى وتخفيف المخاطر المحتملة المرتبطة بالاستهلاك.
وحصل التشريع على دعم 407 مشرعين، بينما عارضه 226، مع امتناع 4 عن التصويت، مما يعكس جدلا وطنيا مثيرا للجدل حول هذه القضية.
تنضم ألمانيا الآن إلى مجموعة مختارة من الدول الأوروبية، بما في ذلك مالطا ولوكسمبورج، في تشريع القنب الترفيهي، مما يؤكد المواقف المتطورة تجاه تنظيم المخدرات في القارة، وخلافا لهولندا، حيث يتم حظر حيازة القنب ولكن يتم التسامح معه في مناطق محددة، فإن النهج الذي تتبناه ألمانيا يتضمن إطاراً تنظيمياً شاملاً لزراعته وحيازته وتوزيعه.
وبموجب القانون الجديد، سيتم السماح للبالغين بزراعة عدد محدود من نباتات القنب للاستخدام الشخصي وحيازة كميات محددة من المخدرات في الأماكن الخاصة والعامة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم السماح للأندية غير الهادفة للربح المرخصة بإنتاج وتوزيع القنب على الأعضاء البالغين، مع وضع لوائح صارمة لضمان المساءلة والرقابة.
وشدد وزير الصحة “كارل لوترباخ” على التزام الحكومة بمعالجة المخاوف المتعلقة بالسوق السوداء، والجرائم المرتبطة بالمخدرات، والآثار المترتبة على الصحة العامة المرتبطة باستخدام القنب.
وعلى الرغم من التشريع، يؤكد التشريع على أهمية حماية الأطفال والشباب من الأضرار المحتملة لاستهلاك القنب، مع فرض عقوبات صارمة على الانتهاكات بالقرب من المؤسسات التعليمية.
ومع ذلك، لا تزال المعارضة لمشروع القانون قوية، خاصة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ والسلطات الطبية.
وانتقد النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، تينو سورج، هذه الخطوة، واتهم الائتلاف بإعطاء الأولوية للتشريع على حماية الأطفال.
وبالمثل، أعرب كلاوس راينهارت، رئيس الجمعيات الطبية الألمانية (GMA)، عن مخاوفه بشأن تطبيع استخدام القنب وتأثيراته الضارة على الصحة العامة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تحذر: تعاطي الحشيش يسبب حالات الفصام
تعاطي الحشيش .. أظهرت دراسة جديدة صادرة في مجلة JAMA Network Open أن هناك ارتباطًا متزايدًا بين استخدام الحشيش عالي الفعالية وارتفاع حالات الإصابة بـالفصام في كندا، مما يدفع العلماء إلى إعادة النظر في التأثيرات طويلة المدى لهذه المادة.
وفقًا للبحث، تضاعف معدل الإصابة بالفصام المرتبط بـاضطراب تعاطي الحشيش (CUD) في أونتاريو بعد تقنين المخدرات، حيث ارتفع من 4% إلى 10% منذ تقنين القنب الطبي في 2015 ثم تقنين القنب غير الطبي في 2018.
تعتبر الفصام حالة نفسية خطيرة تؤثر على إدراك الشخص للواقع، حيث يعاني المرضى من الهلوسة والأوهام وتفكير مضطرب.
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن تعاطي القنب قد يفاقم تأثير الذهان، وهو حالة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالفصام، خصوصًا في الأشخاص الذين يعانون من استعداد جيني لهذه الاضطرابات.
الدراسة وأهميتهاأشار دانييل ميران، الباحث في مستشفى أوتاوا، إلى أن الدراسة تبرز العلاقة المقلقة بين الاستخدام المفرط لـ الحشيش وزيادة حالات الفصام: "لقد لاحظنا زيادة كبيرة في نسبة الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفصام بعد تلقي رعاية لاضطراب تعاطي القنب، ما يشير إلى أن الاستخدام المنتظم للقنب قد يساهم في زيادة هذه الحالات".
وقد شملت الدراسة تحليل البيانات الصحية لأكثر من 13.5 مليون شخص في أونتاريو، تتراوح أعمارهم بين 14 و 65 عامًا، عبر ثلاث مراحل سياسية بين عامي 2006 و 2022. في هذه الفترة، وجدت الدراسة أن 118,650 فردًا زاروا قسم الطوارئ أو تم إدخالهم للمستشفى بسبب اضطراب الشخصية الحدية، بينما أُصيب 10% من هؤلاء الأفراد بالفصام مقارنة بـ0.6% من الأفراد الذين لا يعانون من اضطراب الشخصية الحدية.
ارتفاع مخاطر الإصابة بالفصامأظهرت نتائج الدراسة أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يعانون من الفصام بسبب الإفراط في استخدام الحشيش عالي الفعالية، خاصة بين الشباب. وأشار الباحثون إلى أن الإفراط في تعاطي القنب قد يكون له تأثير مضاعف، حيث لا يسبب الفصام بشكل مباشر، ولكن قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الفصام لدى أولئك الذين يعانون من هذه الحالة.
قال الدكتور ميران: "الإفراط في استخدام الحشيش يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات الذهان، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لاستراتيجيات وقائية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، وخاصة الشباب الذين يتعرضون لضغوط اجتماعية واقتصادية يمكن أن تسهم في هذه الزيادة".
التحديات الصحية العامةتعتبر الدراسة بمثابة تحذير للصحة العامة، حيث تشير إلى التحدي المتزايد الذي تفرضه الزيادة في استخدام القنب عالي الفعالية والاستخدام المنتظم للقنب في المجتمعات الحديثة. ويشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، وخاصة للأطفال والمراهقين الذين قد يكونون الأكثر عرضة لتأثيرات هذه المادة.
إن الزيادة في حالات الفصام المرتبطة بـتعاطي القنب تشكل تحديًا كبيرًا للنظام الصحي في كندا، مما يستدعي مراجعة سياسات التقنين والإضاءة على المخاطر النفسية لهذه المادة التي أصبحت أكثر قوة وفعالية مقارنة بالسنوات السابقة.