تغطي المحيطات ما يقرب من 70 في المئة من سطح الأرض، ومع ذلك، فقط خمسة في المئة فقط من محيطات عالمنا تم استكشافها، وفي الفترة الأخيرة  اكتشف العلماء الذين يستكشفون المياه قبالة سواحل تشيلي جبلًا تحت الماء ضخمًا يعتبر موطنًا لمجموعة من الكائنات الغريبة والرائعة.

 ويعتقد خبراء من معهد سميت للمحيطات أن أكثر من 100 نوع جديد قد يكون متواجدًا هناك، من الشعاب المرجانية العميقة إلى السرطانات المتمددة، وقال الدكتور خافيير سيلانيس، الذي قاد البعثة: "لقد تجاوزنا توقعاتنا بشكل كبير في هذه الرحلة البحرية".

وأضاف: "عادة ما تتوقع العثور على أنواع جديدة في هذه المناطق النائية والتي لم تُستكشف بشكل جيد، ولكن الكمية التي وجدناها، خاصة بالنسبة لبعض الفئات مثل الإسفنج، فهي مدهشة".

اصطدم الفريق بالجبل الجديد أثناء استكشافهم لمنحدر سالاس وجوميز. تتكون سلسلة الجبال البحرية هذه، التي يبلغ طولها 1800 ميل، من أكثر من 200 جبل بحري يمتد من سواحل تشيلي البحرية إلى جزيرة عيد الفصح.

باستخدام روبوت تحت الماء، تمكن العلماء من النزول إلى عمق 4500 متر، حيث قاموا برسم خريطة لإجمالي مساحة 20377 ميل مربع من قاع البحر. وقد أسفر ذلك عن اكتشاف أربعة جبال بحرية جديدة - كل واحدة منها لها نظام بيئي مميز.

أطول هذه الجبال البحرية، والتي أطلق الفريق عليها اسم "سوليتو" غير الرسمي، بارتفاع يبلغ 3530 متر. للمقارنة، هذا أعلى من أربع مرات الارتفاع الذي يبلغه أطول مبنى في العالم، برج خليفة في دبي!

بينما لم يتم تسمية وتحديد الكائنات الجديدة رسميًا بعد، تم التقاطها بواسطة الروبوت تحت الماء. تم رصد سمكة حمراء ساطعة تعرف باسم "شوناكس" على عمق 1388 مترًا، بينما وثقت أرانب البحر الأفقية "ديرميشينوس" على عمق 516 مترًا.

شوهد سرطان البحر المنحني بفضول على الشعاب المرجانية على عمق 669 مترًا، بينما تظهر الصور الرائعة حبار ويلباش نادرة الرؤية على عمق 1105 مترات. ومن بين الكائنات الجديدة الأخرى التي تم اكتشافها خلال الغوص العنكبوتي الشبكي، والمرجان الملتوي، والأرانب البحرية المشوهة.

قال الدكتور جيوتيكا فيرماني، المدير التنفيذي لمعهد سميت للمحيطات: "يمكن أن يستغرق تحديد الأنواع الكاملة سنوات عديدة".

وأضاف: "لدى الدكتور سيلانيس وفريقه عدد لا يصدق من العينات من هذا البيئة الغنية بالتنوع البيولوجي الجميل والقليل المعروف".

"معهد سميت للمحيطات هو شريك مع برنامج البحث البحري الشامل لمؤسسة نيبون - نيكتون، الذي حدد هدفًا لاكتشاف 100،000 نوع بحري جديد خلال العشر سنوات القادمة، وعند تحديدها، ستكون هذه الكائنات الجديدة جزءًا من ذلك".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشعاب المرجانية على عمق

إقرأ أيضاً:

الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة

الدكتور عبدالله علي إبراهيم
مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، ناقد ثقافي سوداني يرتقي جالسا في ذروة الفكر المفضي إلى ثورة الإبداع .
صاحب مشروع فكري حداثي ، يتأبى على التسليم الخانع ، والاتباع القانع والتقليد العاجز .
تنظر متأملا في مشروعه الأكاديمي الدارس للثقافة السودانية ، أو ، في منجزه الكتابي الإبداعي المسرحي ودراساته النقدية ، تجد أنه يزرع روح التمرد والمغامرة والتطلع إلى المستقبل ، ضد إجماع الإذعان لسرب الصفوة في السودان .
يرى أن الإنتاج الذهني ، ليس دوائر مغلقة بقدرما هي إجابات مفتوحة لأسئلة أخرى أيضا ، لذا نجد في إنتاجه محاولات لمحاورة نفسه ، ، بذات القدر الذي يحاور غيره .
ففي كل ما يكتبه عبدالله علي إبراهيم لن تجد إلا الأسئلة المعرفية المفتوحة ، والإجابات التي لا تعرف حدود الإنغلاق .
فالسلطة عنده هي سلطة الوعي ، وأن الثقافي الثوري المبدع يجب أن يكون غير أحادي البعد ، ولا المحدود ، ولا الجامد المتكلس ، فالثورية عنده ، أعمق وأوسع وأشمل من المعنى الإيديولوجي .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
وبتلك المنظورت تفرد الدكتور عبدالله علي إبراهيم برؤية خاصة في المسألة السودانية وأزمات السودان إذ يرى أن ” الصفوة ” هي أصل البلاء والمحن إذ قال ” صفوتنا ضيوف ثقلاء على الواقع ” .. وفي مقالته : ” الصفوة والمكشن بلا بصل ” قال :
( من غضب الله علينا أن الصفوة – وهذا ما يسمي خريجو المدارس والمهنيون أنفسهم – طالقة لسانها في الآخرين ولم تجد بعد من يطلق لسانها فيها بصورة منهجية .
فهي تصف جماعات غمار الناس ، بالأمية ، أو البدائية ، أو المتخلفة ، أو بالمصابة بالذهن الرعوي ، أو ببله الريف أو انها مستعربة أو متأسلمة .
واحتكرت حق تبخيس الآخرين أشياءهم . واحتكرت حتى نقدها لنفسها ، ولكن برفق . فهي فاشلة أو مدمنة الفشل بما يشبه التوبيخ على حالة عارضة تلبستها وستخرج منها متى صح منها العزم ،
وقليلاً ما عثرت على نقد للصفوة تخطى ما تواضعت عليه من الرأفة بنفسها والعشم في صحوتها إلى نقد جذري يطال فشلها بالنظر إلى اقتصادها السياسي :
إلى مناشئها الثقافية والاجتماعية ومنازلها من العملية الإنتاجية ) ..
ويرى الدكتور عبدالله علي إبراهيم أن الصفوة السودانية خالية من ” الحمية ” وذلك أن الغرب قد أفرغها في مدارسها ، وجعل منهم طائفة بلا أدنى شغف بأهلهم وثقافتهم ، أطلقوا ألسنتهم فيهم ” يا بدائي ” يا ” أمي ” يا ” متخلف ”
وقال في استدراكته :
( كنت أستغرب مثلاً لماركسي يقول ، تأسياً بلينين ، إن الأمي خارج السياسة وحزبه في قيادة معظم نقابات العمال واتحادات المزارعين التي قوامها أميون .
أو تسمع من يقول لك ” بالله الحاردلو دا لو قرأ كان بدّع “.
وكأن ما قاله الحاردلو شفاهة ناقص ) ..
وفي تعميق آخر لمعنى الصفوة كتب الدكتور عبدالله علي مقالة أخرى بعنوان ( مفهوم الصفوة : إننا نتعثر حين نرى ) قائلا :
( فأعيد النظر في صلاح مفهوم الصفوة لتشخيصها . وهو المفهوم الذي نقلناه إلى خطابنا السياسي عن الفكر الغربي ، ولم نستأنسه بتحر يدني به زمامه لنا لمعرفة أوثق بهذه الحلقة الأثيمة .
ومن الجهة الثانية سأرد ، على بينة مَخْضي لمفهوم الصفوة ، هذه الحلقة إلى ” الثورة المضادة ” الغائبة في تحليلنا السياسي .
فلما قَصَر المفهوم فهمنا لفشل الفترة الانتقالية على تنازع الصفوة أوحى كأنه كان بالوسع ألا تتنازع لولا سوء خلقها .
وخلافاً لذلك سأوطن الصفوة ذاتها في خضم صراع اجتماعي واسع هية طرف فيه وفي حرب بين أطرافها كذلك .
باتت هذه الحلقة الجهنمية مثل دورات الطبيعة في حياتنا السياسية ” أو في اعتقادنا عنها من فرط تكرارها فينا ” تكرر الحيض عند النساء في قول منصور خالد .
وهي ليست كذلك بالطبع . ولم نجعلها كذلك إلا لأننا لم نحسن تشخيص هذا التعاقب ناظرين إلى صراع قوى مجتمعنا حول مصالحها .
وحال دوننا ومثل هذا التشخيص أنه لم ينشأ بيننا علم للسياسة مستقل عن الناشطية السياسة يكفل لنا الترقي من الإثارة إلى الفكر .
فظل الانقلاب فينا ، نظرياً ، من جرائر صفوة أنانية فاشلة تستدرج العسكريين لارتكابه .
وتقع مثل هذه نظرية في باب الأخلاق بجعلها الانقلاب حطة نفس .
ولا تقع في باب السياسة التي يتدافع الناس فيها حول مصالح استراتيجية بتكتيكات مختلفة سلمية وعنيفة ) ..
تأسيسا على ذلك يمكن القول أن الدكتور عبدالله علي إبراهيم في مذهبه هذا ، هو أقرب إلى التيار الذي يرى أن الأيديولوجيا في فضاءاتنا الثقافية العربية قد أنتجت مثقفين سيكولوجيين ، لهم في كل وجه عين واحدة ، وليس أكثر .
والعين الواحدة لا تدرك إلا لونا واحدا ، ولا تعترف إلا بحقيقة واحدة موحدة ..
فالإيديولوجيا مسكونة بالنوايا وبالأهواء ، هي وجهة نظر لا تعرف ولا تعترف بأنها مجرد وجهة نظر ، قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، وقد تكون مجرد هلوسات ذهنية ولا شيء أكثر – كما قال الدكتور عبدالكريم برشيد – هذه الإيديولوجيا بتمركزها على الذات ، قد أضرت كثيرا بثقافتنا .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من تسونامي.. زالزال بقوة 7.3 درجات يضرب مملكة تونغا
  • إعلام فلسطيني: قصف مدفعي للاحتلال على حي الشعف وجبل الريس والشجاعية بغزة
  • زلزال بقوة 7,1 درجات قبالة جزر تونغا وتحذيرات من تسونامي
  • قرار يمنع الصيد العشوائي للأخطبوط في سواحل المملكة
  • أوصى أن يُدفن في هذا الدير.. حكاية الأنبا باخوميوس وجبــل القلالى
  • الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
  • قراصنة يختطفون 3 بحارة صينيين بالقرب من سواحل غانا
  • خفر السواحل ينفذ خطة شاملة للبحث والإنقاذ على سواحل الحديدة خلال إجازة عيد الفطر
  • الدكتور منير البرش يتحدث عن خسائر قطاع الصحة بغزة
  • وحيد شاوريه: شاعر فلسطين في المهجر وصوت النضال في تشيلي