أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن الأطفال في مدن الخطوط الأمامية بأوكرانيا أجبروا على مدى العامين الماضيين على قضاء ما يعادل أربعة إلى سبعة أشهر في الاحتماء تحت الأرض، في قبو أو مخبأ أو حفرة في الأرض.

وقال المتحدث باسم منظمة يونيسيف جيمس إلدر - خلال مؤتمر صحفي اليوم الجمعة في جنيف - إن البحث عن الأمان من الصواريخ والطائرات بدون طيار يأتي بتكلفة باهظة لهؤلاء الأطفال، وأن عشرات المحادثات التي أجرتها المنظمة مع العائلات وعلماء نفس الأطفال على الخطوط الأمامية حول خاركيف، تشير إلى أن هذا الوضع أصبح مدمرا تماما للصحة العقلية وأن الندوب النفسية لدى الأطفال عميقة وتتعمق يوما بعد يوم.

وأوضح أن بيانات المسح تشير إلى أن نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يعانون من مشاكل في النوم ويعاني 1 من كل 5 من أفكار متطفلة وذكريات من الماضي وهي مظاهر نموذجية لاضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة في الوقت الذي أبلغ ثلاثة أرباع الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و34 عاما مؤخرا عن حاجتهم إلى الدعم العاطفي أو النفسي، مشددا على أن القصف المستمر والاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار والوعي باستمرار مقتل الأطفال كلها تعيق قدرة الأطفال على التغلب على المعاناة والصدمات العميقة التي سببتها هذه الحرب.

ونوه المتحدث بأن الآباء في جميع أنحاء أوكرانيا يفيدون بأن أطفالهم يعانون من الخوف المفرط والقلق والرهاب والحزن وعدم الاهتمام بالمدرسة ومشاكل النوم في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى رعاية الوالدين والذين يواجهون أنفسهم نفس الأحداث، وبأن الأطفال في مناطق الخطوط الأمامية ظلوا داخل المدرسة لمدة أسبوع واحد على مدى السنوات الأربع الماضية - عامين من كوفيد-19 وسنتين من الحرب واسعة النطاق- وفي منطقة خاركيف.

وأكد بيان على موقع اليونيسف أنه منذ تصاعد الحرب في فبراير 2022، كان للهجمات المتواصلة - التي أدت إلى حوالي 3500 إنذار بالغارات الجوية في منطقتي زابوريجيا وخاركيف، وما يقرب من 6200 إنذار في منطقة دونيتسك - تأثير مدمر على الصحة العقلية للأطفال وقدرتهم على التعلم بفعالية، وكانت أشهر الشتاء مروعة بشكل خاص بالنسبة للأطفال، حيث لجأ الآلاف إلى الأقبية الباردة والرطبة، حيث أدى تصاعد الهجمات إلى ترك العديد من الأسر دون تدفئة أو مياه أو كهرباء.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل "لقد حطمت الحرب في أوكرانيا الطفولة وألحقت ضرراً بالصحة العقلية للأطفال وقدرتهم على التعلم، لقد عانى الأطفال لمدة عامين من العنف والعزلة والانفصال عن أسرهم وفقدان أحبائهم والنزوح وتعطيل التعليم والرعاية الصحية، إنهم بحاجة إلى أن ينتهي هذا الكابوس".

وأضافت راسل أن التعليم هو ركيزة الأمل والفرص والاستقرار في حياة الأطفال، لكنه لا يزال (التعليم) معطلاً أو بعيد المنال بالنسبة لملايين أطفال أوكرانيا".

وأوضحت بيانات يونيسيف أنه في جميع أنحاء البلاد، لا يستطيع 40% من أطفال أوكرانيا الوصول إلى التعليم المستمر بسبب نقص المرافق، وفي المناطق القريبة من خط المواجهة، لا يتمكن نصف الأطفال في سن المدرسة من الحصول على التعليم.

وتشير أحدث البيانات إلى أن حجم فجوات التعلم التي شوهدت في عام 2022 مقارنة بعام 2018 يعادل عامين من الخسارة في القراءة وسنة واحدة من الخسارة في الرياضيات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التعليم يونيسيف أطفال أوكرانيا الخطوط الأمامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إدمان «شاشات الأجهزة الإلكترونية».. خطر يهدد صحة الأطفال

يقضي الكثير من الأطفال في أيامنا هذه، وقتا طويلا أمام شاشات التلفزيون والهواتف المحمولة، فما خطر المشاهدة لساعات طويلة على النمو التعليمي والاجتماعي، لهؤلاء الأطفال؟

وفي هذا السياق، “بحثت دراسة حديثة في التأثيرات السلبية المحتملة لقضاء الأطفال وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة اللوحية، محذرة من تداعياتها على نموهم”.

وفق الدراسة، “أجرى فريق من الباحثين في جامعة كانتربري، في نيوزيلندا تحليلا شمل أكثر من 6000 طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و8 أعوام، بهدف دراسة تأثير استخدام الشاشات لأكثر من ساعة يوميا”.

وأظهرت النتائج أن “الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا أمام الشاشات (نحو 90 دقيقة يوميا) يعانون من تراجع في مفرداتهم اللغوية والتواصل والكتابة والحساب وطلاقة الحروف، إلى جانب ميلهم للعب بمفردهم وانخفاض استحسانهم من قبل أقرانهم”.

وبيّنت الدراسة أن “الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين ونصف يوميا أمام شاشات الأجهزة اللوحية والهاتف يواجهون مشاكل تعليمية وسلوكية أكبر مقارنة بغيرهم، بينما أظهر الأطفال الذين تقل مدة استخدامهم للشاشات عن ساعة واحدة يوميا مستويات أفضل في المهارات اللغوية والاجتماعية”.

وأكد الباحثون أن “التأثير السلبي لوقت الشاشة لا يقتصر على التعليم، بل يمتد إلى ضعف الاستعداد المدرسي، حيث أفاد المعلمون بأن نسبة متزايدة من الأطفال يصلون إلى المدرسة في سن الخامسة بمستويات لغوية واجتماعية متدنية”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، أثارت الدراسة “القلق بشأن ارتباط وقت الشاشة بالصحة النفسية للأطفال، ووجدت أن الأطفال الذين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط في سن مبكرة قد تظهر لديهم أعراض شبيهة بالتوحد بحلول سن 12 عاما”.

ودعا الباحثون الأهالي إلى “تقليل وقت الشاشة بما يتوافق مع التوصيات العالمية، لضمان نمو الأطفال بشكل صحي وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية”.

هذا “وتوصي منظمة الصحة العالمية، بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الشاشات مطلقا، وتحديد ساعة واحدة فقط يوميا للأطفال بين سن الثانية والخامسة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تريد انتخابات بأوكرانيا إذا توقفت الحرب
  • أهم طرق حماية الأطفال من خطر الإنترنت
  • فن وإبداع في ورش قصور الثقافة للأطفال بمعرض الكتاب
  • إدمان «شاشات الأجهزة الإلكترونية».. خطر يهدد صحة الأطفال
  • “يونيسيف” ووزارة التعليم تطلقان المرحلة الرابعة من الفصول العلاجية والمدارس الخضراء
  • مسؤولون أوكرانيون لـCNN: قوات كورية الشمالية انسحبت من الخطوط الأمامية بسبب الخسائر الفادحة
  • ترامب يتحدث عن مشاورات جادة لإنهاء الحرب بأوكرانيا
  • اعتداء واستغلال جنسي للأطفال عبر الإنترنت.. والمشكلة تتفاقم
  • 4 أطعمة احذر تقديمها لأطفالك على الإفطار
  • معرض الكتاب يناقش دور فاطمة المعدول في حركة نشر كتب الأطفال بمصر