حزب الله يستهدف كريات شمونة الإسرائيلية بمسيرتين
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
بيروت " د ب أ " "أ ف ب": أعلن " حزب الله" في بيان أن عناصره استهدفوا صباح اليوم مقر قيادة المجلس الإقليمي الإسرائيلي في "كريات شمونة" بمسيرتين انقضاضيتن، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، وقصفت المدفعية الإسرائيلية عددا من المناطق في جنوب لبنان.
وقال بيان " حزب الله" إنه " دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على الاعتداءات على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على مركز الدفاع المدني في بليدا، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 30:09 من صباح الجمعة، هجومًا جويًا بمسيرتين انقضاضيتن على مقر قيادة المجلس الإقليمي في كريات شمونة وأصابتا هدفهما بدقة".
ونعت المديرية العامة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية، اليوم اثنين من عناصرها من جنوب لبنان.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان "بمزيدٍ من الفخرِ والاعتزاز، تزّف المديرية العامة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية شهيدين من عناصرها بعدوانٍ صهيوني مباشر استهدف مركز الدفاع المدني في بليدا جنوبي لبنان. هو العدوان الثاني من نوعه منذ 8 أكتوبر 2023، الذي يتقصّد من خلاله العدو خرق المواثيق الدولية والاعتداء على الفرق الطبية التي ترعى حمايتها كل القوانين".
وأعلنت أن " هذا الاعتداء الإرهابي أدى إلى تدمير المركز الاسعافي إضافة إلى عددٍ من سيارات الإسعاف".
ونعت المقاومة الإسلامية في لبنان، اليوم أحد عناصرها ليرتفع عدد عناصر المقاومة الذين سقطوا "على طريق القدس" إلى 204.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية صباح الجمعة بلدة " الوزاني " وأطراف بلدة "يارون" في جنوب لبنان. وشنّ الطيران المسيّر الإسرائيلي غارةً على بلدة "بليدا" في جنوب لبنان، بحسب ما أعلن مراسل قناة" المنار" المحلية التابعة لـ " حزب الله".
يذكر أن المناطق الحدودية جنوب لبنان تشهد توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.
شوارع شبه مقفرة
تبدو مدينة كريات شمونة في أقصى شمال إسرائيل شبه مقفرة فيما متاجر قليلة جدا تواصل عملها وسط حركة نشطة للآليات العسكرية المتوجهة إلى قواعد قرب الحدود مع لبنان.
في الشوارع يكاد عدد القطط يفوق عدد المارة، لكن في شارع خلفي مهجور تتجمع حفنة من العاملين في مركز اتصالات عند نوافذ مطبخ مكتبهم، حاملين هواتفهم وأكواب القهوة ويراقبون حركة الشارع الخجولة.
يقول حسام ولي مسؤول فريق الدعم الفني في الشركة "لم يسبق أن رأيت كريات شمونة على هذا النحو".
ويضيف لوكالة فرانس برس "إنها أشبه بمدينة أشباح ... هذا يذكرني بزمن كورونا، لكن حينها كنت أرى أشخاصا يمشون في الخارج أو على شرفات منازلهم، اليوم لا يوجد أحد".
وأصبحت الهجمات الصاروخية عبر الحدود وعمليات القصف الجوي شبه يومية في الأشهر الأربعة الماضية ما دفع معظم سكان البلدات الواقعة على جانبي الحدود إلى النزوح.
وقتل ستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي من الحدود بحسب الجيش الإٍسرائيلي. وفي لبنان قتل 44 مدنيا بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وعمل ولي وزملاؤه من المنزل مدة شهرين خوفا من احتمال فتح جبهة ثانية في الشمال لكن سمح لهم بالعودة للعمل من المكتب في ديسمبر.
لكن بعض زملائهم قرروا عدم العودة والعمل من طبريا أو القدس أو تل أبيب وحتى إيلات في أقصى الجنوب.
عدم يقين
قرر ولي أن يأتي إلى المكتب والمرور عبر الحواجز العسكرية من قريته في هضبة الجولان المحتلة باتجاه الشرق، ليكسر رتابة العمل عن بعد وشعور العزلة.
ومع استمرار مهام العمل من قبيل مساعدة العملاء الذين يواجهون مشاكل في اتصالات الإنترنت أو الهاتف، يبقى تهديد الحرب حاضرا في الأذهان.
ويقول ولي وهو أب لطفلين "لا نعرف ما إذا كانت الحرب ستندلع أما لا، لا أحد يعلم ... الانتظار حقا صعب".
وتؤكد زميلته مليا حاصباني البالغة 27 عاما "هذا الأمر في أذهاننا دائما".
وتقطع حاصباني يوميا مسافة 100 كيلومتر ذهابا وإيابا من طبريا إلى كريات شمونة. وقد واظبت على ذلك حتى خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وتقول "عندما أكون هنا في المكتب يبدو الوضع طبيعيا أكثر".
وتضيف "الأجواء في العمل أفضل بكثير، نحن بحاجة للالتقاء بالناس".
بالنسبة للموظفين، غالبا ما يتخذ قرار البقاء في المنطقة من منطلق عملي مثل المسؤوليات تجاه الآباء المسنين والأسرة.
ويقول آخرون إنهم لا يريدون الإقامة في غرفة فندق مع عائلاتهم في مكان آخر من البلاد وسط حالة من عدم اليقين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن كريات شمونة تعرضت الخميس مجددا لعدة صواريخ أطلقت من لبنان.
لم تسجل إصابات لكن شكل ذلك تذكيرا قويا بالتهديد الآتي من وراء التلال على الرغم من الهدوء الخادع.
ويأمل المتواجدون في المكتب أن ينتهي التهديد وأن تختفي حالة عدم اليقين وتعود الحياة إلى طبيعتها.
يقول ولي "الشيء الجيد الوحيد أن مواقف السيارات مجانية في الوقت الحالي، يمكننا ركن السيارة أينما نريد".
بقلم فيل هايزلوود
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کریات شمونة جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان: الفتوى أداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات
أكد الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان، في كلمته بجلسه الوفود بالندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، على أهمية الفتوى كأداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات، وتقديم الدعم للأقليات المسلمة حول العالم.
وأشار يوشار شريف إلى ضرورة أن يُعنى المسلمون بنفع الآخرين، دون تمييز بين الأفراد، سواء أكانوا ينتمون إلى دينهم أم لا، خاصة في سياق وجود الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية.
وقد أوضح تجربة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تسعى جاهدة لتلبية احتياجات الأقليات المسلمة، مما يعكس أهمية الفتوى في المجتمع الأوروبي.
كما أكد على أن المفتي أو الفقيه، الذي يمثل مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجب أن يكون مؤهلًا علميًا، متمكنًا من العلوم الشرعية ولديه فهم عميق للواقع الاجتماعي والإنساني. وركز على ضرورة أن يمتلك المفتي معرفة شاملة بقواعد الفقه، مستشهدًا بالقول المعروف: "من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم رائحة الفقه."
وعن الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالإفتاء، قدم د. يوشار شريف ملاحظات مهمة، مشددًا على أن العلم يجب أن يُصاحبه العمل الصالح والتقوى. وأوضح أن العلم الذي لا يؤدي إلى خشية الله ليس له قيمة، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر 28). كما أشار إلى أهمية إحالة السائل إلى من هو أعلم منه، مبرزًا موقف عائشة رضي الله عنها عندما طلبت من السائل أن يسأل عليًا رضي الله عنه لمعرفته الأعمق بالموضوع.
وأشار د. يوشار شريف أيضًا إلى التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في أوروبا، مثل التمييز العنصري والضغوط الاجتماعية، فضلًا عن مشاكل داخلية مثل التفرق بين الأجيال.
وفي ختام كلمته، أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان أن الفتوى هي مسؤولية عظيمة ومهمة شرعية جسيمة، مشددًا على ضرورة أن يتحرر المفتي من العصبية المذهبية، ويغلب روح التيسير على التشديد. كما أكد على أهمية مخاطبة الناس بلغة يفهمونها، متجنبًا المصطلحات الصعبة والألفاظ الغريبة، لتكون الفتوى عملية مفيدة ومتسقة مع احتياجات المجتمع المعاصر.