أنا في الـ”سوشيال ميديا”إذا أنا موجود!
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
يشغل بعض الأشخاص معظم وقتهم في الوجود والمشاركة في الـ”سوشيال ميديا”، وكأنهم يقولون لأنفسهم، ولكل من يوجد في العالم الخارجي: “أنا في الـ”سوشيال ميديا”، إذا أنا موجود” على وزن تعبير الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت “أنا أفكر إذا أنا موجود”.
اذ يوجد نفر في عالم اليوم يبدو كأنهم لا يعرفون قيمة وقدر أنفسهم، أو جدارتهم، أو يدركون واقعهم الحياتي، ما لم يشرعنها لهم ويصدَّق عليها الآخرون في شبكات التواصل الاجتماعي، ويمكن وصف هذا الشغف “فتنة تصيب القلب” للتواجد المستمر والمتابعة المفرطة لما ينشر في وسائل التواصل.
وولع الانسان بكشف نفسه للعالم في الفضاء الإلكتروني، إنه نوع من التحقّق والتأكيد الذاتي السلبي، ومن بعض أسباب هذه الظاهرة السلوكية السلبية، وكيفية الشفاء منها، نذكر ما يلي:
أسباب سلوك أنا في الـ”سوشيال ميديا” إذا أنا موجود: يسعى البعض للتحقّق الذاتي من أنفسهم ووجودهم الإنساني، وتوثيق جدارتهم، وربما الاحساس بأرواحهم وتواجدهم البدني في الحياة عبر المشاركة النشطة جدّا في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء عبر حسابات موثقة أو وهمية، يبثون فيها مشاعرهم المضطربة، وآراءهم ضيقة الأفق وشديدة التطرّف، وربما الكشف عن الأساليب الحياتية الغريبة التي يتّبعونها في حياتهم الخاصة، وبشكل مفرط يهدف لجذب اهتمام الآخرين ولفت أنظارهم، وكأنهم يقولون لمن يراهم، ويقرأ لهم، أو يشاهدهم، ويسمعهم في الـ ” سوشيال ميديا “: “انظر يا صديقي، لن أستطيع عيش حياة مُرْضِية ومجزية ما لم ترني، وتسمعني وتعلّق على محتواي الإلكتروني في الـ ” سوشيال ميديا ” سلبا أو إيجابا”!وينبع هذا السلوك من ترسّخ عقد النقص والدونية والتعويض عنها بالشَّغِف بالـ ” سوشيال ميديا “، وسعي الشخص الى تعويض ذلك عن طريق فضح نفسه، والكشف عن ركاكة تفكيره وغرابة سلوكياته، وهشاشة نفسه في الفضاء الإلكتروني.الشفاء من شغف الـ ” سوشيال ميديا “: يمكن الشفاء من هذا المرض بممارسة الوعي بالذّات، وبتقدير النفس من دون الحاجة الى موافقة الآخرين.وبمعرفة الأولويات الشخصية، والتركيز على تحقيقها على أرض الواقع، بدلاً من تضييع الوقت في التعلّق بواقع افتراضي والكتروني غير حقيقي، وبالتأمّل الفكري الايجابي المستمر.
د. خالد عايد الجنفاوي – السياسة الكويتية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: