مدير مركز بحوث الشرق الأوسط: الرياضة تجذب استثمارات بمليارات الدولارات
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
عقد مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية في إطار الموسم الثقافي 2023 - 2024 للمركز، ندوة بعنوان (التأثير الاقتصادي للرياضة "مؤشرات عالمية - متطلبات النمو")، تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع وتنمية البيئة.
تولى إدارة الندوة الدكتور حاتم العبد، مدير المركز، وألقى المحاضرة الدكتور عبد الله مصطفى فرماوي، مدرس الإدارة الرياضية بكلية التربية الرياضية بنين بجامعة حلوان، ورئيس شعبة الدراسات الرياضية بالمركز.
أكد العبد أهمية الرياضة بالنسبة إلى الاقتصاد القومي، حيث باتت الرياضة تجتذب استثمارات تبلغ مليارات الدولارات في مختلف دول العالم، مما جعل لها تأثير ملموس على اقتصاديات الدول، حتى أنه تم إنشاء محكمة مختصة بالشؤون الرياضية، ومن هنا يتبين مدى أهمية توجه الدولة بكافة قطاعاتها نحو دعم الاقتصاد الرياضي بما يعود بالنفع على مصرنا الحبيبة.
تولى الكلمة عقب ذلك الدكتور عبد الله فرماوي حيث أثنى على اهتمام جامعة عين شمس على وجه الخصوص بالقطاعات الرياضية المختلفة، ثم استعرض سيادته التعريف التقليدي للرياضة، سواء الجماعية أو الفردية، وما طرأ عليها من تطورات في العقدين الأخيرين حيث تحولت إلى منظومة كاملة لها مدخلاتها ومخرجاتها الملموسة والمعنوية، ومن هنا ظهر التعريف الاقتصادي للرياضة مع إدراك دول الاتحاد الأوروبي للأهمية الاقتصادية للرياضة منذ عام ٢٠٠٦، مما دفع بالدول إلى وضع منظومة ومنهجًا موحدًا للتعامل مع الرياضة.
تطرق الدكتور فرماوي عقب ذلك إلى تعريفات الرياضة الثلاثة، وهي التعريف الإحصائي، والتعريف المحدود، والتعريف الشامل. كما تناول سيادته أهم مقومات صناعة الرياضة، مثل السياحة الرياضية، وتجارة المصنوعات الرياضية، والرياضات الترفيهية والطب الرياضي، وكذلك أهم مصادر تمويل الأنشطة الرياضية المختلفة، ومناهج إدارتها.
كما استعرض الدكتور عبد الله المتطلبات اللازمة لتحقيق نمو الاقتصاد الرياضي، ومن أهمها وضع استراتيجية لتوطين الصناعات الرياضية، ووضع البنية التشريعية الداعمة من خلال سن القوانين التنظيمية، وإنشاء البنية التحتية الرياضية القوية مثل الملاعب الرياضية، والساحات الشعبية، وهو ما من شأنه تشجيع الشباب والمستثمرين على تدشين الشركات الناشئة المختصة برعاية الأنشطة الرياضية وضخ الاستثمارات في هذا المجال. وفي نهاية الندوة تم فتح باب المناقشة أمام السادة الحاضرين والرد على كافة استفساراتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز بحوث الشرق الاوسط مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية جامعة عين شمس الرياضة اهمية الرياضة الاقتصاد القومي
إقرأ أيضاً:
ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟
تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.
في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.
ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟
العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.
ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.
العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.
العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.
في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.
المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.
(الشرق الأوسط اللندنية)