مذيعة برنامج إلى ربات البيوت لـ«الوطن»: حجزنا مكانة في قلوب المستمعين عبر 88 عاما
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
«هنا القاهرة.. إلى ربات البيوت»، منذ حوالي 88 عامًا، أطلت علينا أم الإذاعيين صفية المهندس، لأول مرة في تمام الساعة الـ9.15 صباحًا، بصوتها الدافئ لتقديم برنامجها الإذاعي المميز إلى ربات البيوت، الذي استطاع أن يعلق بوجدان الأجيال المتعاقبة ويترك بصمته في حياتهم، من خلال فقراته المتنوعة التي استهدفت المرأة وتفاعلت مع مشكلات الأسرة المصرية، وحاولت إيجاد الحلول والاقتراحات باستضافة مجموعة من المتخصصين في مجالات عدة.
لم يكن الوصول إلى قلب الجمهور أمرًا سهلًا، وخاصة أن الإذاعة تعتمد على الصوت في المقام الأول لجذب المستمع إلى موضوع البرنامج، بحسبما أكدته منى خليل، الرئيس السابق لقسم المرأة بإذاعة البرنامج العام، ومقدمة برنامج إلى ربات البيوت على مدار 35 عامًا، قبل إنهاء خدمتها في ديسمبر 2023: «وأنا بذيع لازم آخد المستمع بروحه وكيانه معايا.. لازم أقنعه بأسلوبي وطريقة حواري علشان مايقدرش يسيب الراديو ويكمل للآخر».
انضمام أجيال متعاقبة من المذيعاتكواليس ومواقف عديدة جمعت بين مقدمي برنامج «إلى ربات البيوت»، اللاتي اتصفن جميعهن بالرقي والخلق العالي والاجتهاد، وفق تعبير خليل لـ«الوطن»، فقد شهد البرنامج انضمام إذاعيات من أجيال مختلفة إلى فريق العمل، باعتباره من أقدم برامج الإذاعة، والذي عُرضت فقراته لأول مرة على مسامع الجمهور سنة 1936 على إذاعة البرنامج العام، ومن ضمن المواقف العالقة بذهن الإعلامية منى خليل عندما انضمت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى فريق عمل برنامج إلى ربات البيوت وقدمت فقرة «من تجاربي»، وجدت تشجيعًا كبيرًا من قبل صفية المهندس: «سمعتني الأستاذة صفية المهندس واتصلت على طول بأستاذة هدى العجيمي قالت لها مين الصوت الجديد اللي جبتوه في البرنامج.. قالت لها دي بنوتة اسمها منى خليل وأنا مقتنعة بيها وشايفة ليها مستقبل كويس قالت لها وأنا كمان متنبئة ليها بمستقبل كبير»، وطلبت من الإعلامية هدى العجيمي أن تهتم بتدريبي جيدًا فيما يخص برامج المرأة، ومن هنا جاءت انطلاقة خليل الإذاعية من خلال تقديم عدد من البرامج بجوار إلى ربات البيوت، أشهرها برنامج صبيان وبنات.
شهد برنامج إلى ربات البيوت عمل كوكبة كبيرة من الإذاعيات المتميزيات، أو كما وصفتهن خليل بـ«عتاولة الإذاعة»، منهن هدى العجيمي، وأماني الصياد، وسهام كمال، واللاتي حرصن جميعا على التكاتف من أجل إنجاح البرنامج، ومساعدة الأجيال الجديدة على الانخراط والنجاح في العمل الإذاعي: «البرنامج نجح واستمر لحد دلوقتي لأن كل فرد في فريق العمل كان هدفه تحقيق النجاح للكل، وكان انتماؤنا الأول والأخير للميكرفون.. كل واحد منا كان بيسعى يقدم كل إللى عنده ويوصل إحساسه للناس علشان إللى بيخرج من القلب بيوصل للقلب».
يتكون برنامج إلى ربات البيوت من فقرتين أساسيتين هما: «كلمة الأستاذة صفية، وعائلة مرزوق أفندي»، بجانب 3 أو 4 فقرات أخرى متغيرة، مثل فقرة مستشارك القانوني، وفقرة من حقك تعرفي، وفقرة لم الشمل، ويتم خلالها استضافة مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة، لتقديم النصائح الطبية والتربوية، والقانونية، فضلًا إلى تخصيص فقرة تناشد الجمهور للقيام بالعمل الخيري من خلال إرشادهم إلى الجمعيات والمنظمات الخيرية الموثوق فيها: «مكنش هدفنا دعوة الناس للتبرع المادي بس، كنا بندعو الناس لزيارة الأيتام والمحتاجين لمشاركتهم مشاعرهم والإحساس بيهم».
خليل: كتبت أشعارًا لصفية المهندس لتسامحني على خطأ ارتكبته على الهواءلقاءات خاطفة جمعت بين الراحلة صفية المهندس ومنى خليل، حرصت خلالها «صفية» على تشجيع «منى» ودفعها لتطوير نفسها والتدريب جيدًا: «أول مرة شافتني قالت لي انتي بقى الست منى؟.. قلت لها يا خبر أبيض ست منى! دا أنا ولا حاجة يا أستاذة صفية.. قالت لي لأ إزاي إنتي أنا متنبئة لك بمستقبل كويس جدًا، ونصحيتي ليكي تختاري ضيوفك صح».
وروت «خليل» أحد المواقف الطريفة التي جمعت بينهما، عندما أخطأت في إذاعة شريط مُسجل لصفية المهندس في غير موعده، إذ وضعت لقاء تتحدث فيه صفية المهندس عن عيد الأضحى بينما كان يومًا عاديًا لا توجد به أي مناسبات: «اتبعت لي شريط غلط من المكتبة وحطيته من غير ما آخد بالي من رقمه ووقتها حصل ربكة كبيرة على الهواء وأستاذة صفية اتعصبت واتضايقت مني جدًا».
في اليوم التالي لتلك الواقعة، ذهبت صفية المهندس إلى مبنى الإذاعة، مستاءة ويملأ ملامحها الغضب، وهي تسأل كيف حدث هذا؟ وأين منى خليل؟: «كنت عارفة أنها هتيجي الإذاعة زعلانة وهتسأل عليا.. علشان كدة في نفس اليوم بليل اشتريت ورق بردي وكتبت لها أشعار علشان تسامحني»، وبمجرد أن وصلت المهندس مكتب رئيس شبكة البرنامج العام، وسألت عنها بعصبية، دخلت خليل المكتب ومسكت ورقة الأشعار في حركة سريعة، وبصوت عالٍ بدأت تقول: «يا صفية يا بنت المهندس ياللي إحنا منك بنتعلم ونهندس»، حتى أطلقت صفية ضحكات متتالية وقالت: «انتي كده صالحتيني يعني»، وفوجئت خليل باتصال هاتفي مفاجئ من صفية المهندس بعد عدة ساعات، لتقول لها إنها أرسلت السائق إليها ومعه حاجة حلوة إليها: «قلت لها معقولة انتي اللي بتجبيلي حاجة حلوة؟ بعد الموقف إللي حصل! قالت لي أيوة أنا عجبني الشعر عندك استعداد حلو.. استمري بس لازم تدرسي».
تحديات واجهت البرنامجالرغبة في مواكبة الأحداث، كان أكبر تحدٍ يواجه مذيعات برنامج إلى ربات البيوت، باعتباره برنامجا يوميا، ينبغي أن يواكب الأحداث والتغييرات اليومية والمناسبات، إذ كانت أيام التسجيل في الاستديو محددة، ما كان يستدعي منهن تسجيل أكثر من فقرة في يوم واحد، وقد تضطررن إلى تغيير الفقرات والموسيقى الصباحية عندما يقع حادث مفاجئ: «كان الموضوع متعب بس ممتع.. وعرفنا نعدي كل حاجة سوا بالتعاون والود وحب العمل».
وعن سر ارتباط الجمهور ببرنامج إلى ربات البيوت على مدار 88 عاما، تقول منى خليل: البرنامج نجح منذ إذاعته لأول مرة حتى الآن، في ترك بصمة قوية في قلوب وعقول المستمعين، بفضل تقديم فقرات بلغة بسيطة، تحاكي تحديات وهموم ربة المنزل، و تلامس حياة جميع أفراد الأسرة المصرية: «الناس ارتبطت بينا على مدار عشرات السنين لأن كل واحد منهم شاف نفسه في فقرة أو لقاء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإذاعة ربات البيوت منى خلیل
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تطلق برنامج الماجستير في دراسات الأديان
أطلقت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، برنامج الماجستير في دراسات الأديان، ضمن رؤيتها في التوسُّع بمجال الدراسات العليا، لتشمل مساقات علمية حيوية تمكِّن الطلاب من امتلاك ناصية الإبداع والتفكير والقدرة على المبادرة وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والمادي، إلى جانب تعزيز ريادتها في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويسعى برنامج الماجستير في دراسات الأديان، إلى إعداد الدارسين وتزويدهم بالمعرفة في مجال الدراسات الدينية، ويستهدف خريجي العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربية والتعليم والتسامح والتعايش والاقتصاد والإدارة والاتصالات والعلاقات العامة، إلى جانب المجالات الأخرى ذات الصلة، ويكتسب خريجو البرنامج مهارات في التواصل الثقافي والبحث الاجتماعي العلمي، وتحليل المعتقدات الإنسانية المتداخلة، التي تحتاج إليها الشركات والمنظمات الحكومية وشبه الحكومية في بيئة عمل متعددة الثقافات.ويُبرز هذا البرنامج درجة التنوُّع الديني والتعايش والتسامح في الإمارات، التي يعيش فيها أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات والطوائف، إضافة إلى وجود دور العبادة للعديد من الديانات في العالم. ويفيد البرنامج في دعم المبادرات الحكومية لتعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي.
وقال الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: "تمضي جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية قُدُماً لتعزيز رسالتها العلمية والأكاديمية محلياً وإقليمياً ودوليا، وتجسيد ريادتها في مجال العلوم الإنسانية والدراسات الاجتماعية، عبر طرح مساقات علمية تلبّي رغبات الطلاب في التزوُّد بالعلوم والدراسات الإنسانية"، مشيراً إلى أنَّ تصميم برامج الدراسات العليا في الجامعة يأتي متسقاً مع خططها واستراتيجيتها الخاصة بدعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي في الدولة.