عربي21:
2024-11-24@12:22:37 GMT

ماذا ينتظر روسيا وأوكرانيا في الذكرى الثانية للحرب؟

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

ماذا ينتظر روسيا وأوكرانيا في الذكرى الثانية للحرب؟

نشر موقع "بي بي سي" في نسخته التركية مقال رأي للكاتبة كاترينا خينكولوفا سلطت فيه الضوء على مستقبل الحرب الأوكرانية الروسية. 

وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مرّ عامان على اندلاع الحرب في أوكرانيا، ولا يوجد ما يبرر الاعتقاد بأنها ستنتهي قريبا. ولا ترى أوكرانيا أو روسيا، أو أي من حلفائهما، أرضية مشتركة لتسوية سلمية.

وبينما تصرّ كييف على أحقيّتها في استعادة كافة الأراضي ضمن حدودها المعترف بها دولياً وعلى طرد القوات الروسية خارج تلك الحدود، لا تزال موسكو ترى أن أوكرانيا بلد غير قانوني، وبناء على ذلك ستواصل القوات الروسية عملياتها حتى تحقّق أهدافها.

مَن يحقق انتصارات؟
وأشارت الكاتبة إلى أن شهور هذا الشتاء شهدت احتداما في الصراع كبّد الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح. وامتدت خطوط الجبهة على طول نحو ألف كيلومتر، وطرأت تغييرات طفيفة على شكل تلك الجبهة مقارنة بخريف 2022. وبعد أشهر معدودة من الاجتياح الروسي الشامل قبل عامين، كانت القوات الأوكرانية قد تمكّنت من صدّ القوات الروسية في شمال البلاد وحول العاصمة كييف، كما استعادت في وقت لاحق أجزاء شاسعة من الأرض في الشرق والجنوب. أما الآن، فالقوات الروسية متحصنة جيدا، فيما يقول الأوكرانيون إن ذخيرتهم تنفد.

ويرى كثيرون أن أوكرانيا تعاني وضعا عسكريا صعبا - بما في ذلك إقالة القائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني، فضلاً عن العديد من المدوّنين العسكريين المناصرين للكرملين. وفي منتصف شباط/ فبراير الجاري، انسحبت القوات الأوكرانية -بعد قتال طويل- من مدينة أفدييفكا شرقي البلاد. ورأت القوات الروسية في ذلك انتصارا كبيرا - نظرًا لموقع أفدييفكا الاستراتيجي - الذي يفتح الطريق أمام مزيد من التوغل الروسي. أما كييف، فتقول إن الانسحاب من أفدييفكا كان الهدف منه الحفاظ على أرواح جنودها، من دون أن تخفي تفوّق روسيا عليها في أعداد الجنود والعتاد.

وفي الوقت الحالي، لا تزال نسبة 18 في المئة من الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في آذار/ مارس 2014، فضلا عن أجزاء أخرى كبيرة من دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا استولت عليها القوات الروسية في وقت لاحق.


هل تراجع الدعم الذي تحصل عليه أوكرانيا؟
على مدى العامين الماضيين، حصلت أوكرانيا من حلفائها على حجم كبير من المساعدات العسكرية والمالية والإغاثة - تقدر بنحو 92 مليار دولار من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، و73 مليار دولار من الولايات المتحدة حتى كانون الثاني/ يناير 2024، وذلك حسب معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي.

وبينت الكاتبة أن أوكرانيا استفادت بشكل ملموس من آليات عسكرية غربية تضمنت دبابات ودفاعات جوية ومدفعية طويلة المدى. وفي الولايات المتحدة، تعطلت في الكونغرس حزمة جديدة من المساعدات بقيمة 60 مليار دولار، واحتدم حولها جدال سياسي. وثمة مخاوف بين داعمي أوكرانيا من أن الدعم الأمريكي سيجفّ في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا منتخبا في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وفي الاتحاد الأوروبي، اعتُمدت حزمة مساعدات بقيمة 54 مليار دولار في شباط/ فبراير الجاري بعد مناقشات طويلة، لا سيما مع المجر -التي يرفض رئيس وزرائها فيكتور أوربان دعم أوكرانيا. ويعدّ أوربان حليفا صريحا لبوتين. كما يتهيأ الاتحاد الأوروبي لإرسال نصف مليون قذيفة مدفعية تعهد بتزويد كييف بها مع نهاية آذار/مارس 2024.

كيف تغيّرت أهداف روسيا؟
لا يزال يسود اعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في الاستيلاء على كل أوكرانيا. وفي حوار أجراه مؤخرا مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، عرض بوتين رؤيته المشوّهة للتاريخ والصراع. وأكد بوتين، دون تقديم برهان، أن المدنيين في أوكرانيا -لا سيما في إقليم الدونباس شرقي البلاد- يحتاجون إلى حماية روسية. وقبل الحرب، كتب بوتين مقالا طويلا أنكر فيه حق أوكرانيا في الوجود كدولة ذات سيادة، قائلا إن الروس والأوكرانيين كانوا "شعبا واحدا".

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، قال بوتين إن أهدافه مما تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" لم تتغير بما في ذلك هدف "اجتثاث النازية" - المبنيّ على ادعاءات لا أساس لها تتعلق بنفوذ اليمين المتطرف في أوكرانيا. كما يقول بوتين إنه يستهدف "نزع سلاح" أوكرانيا و"تحييدها"، فضلا عن الاستمرار في التصدّي لنفوذ الناتو المتوسّع شرقاً.

وأشارت الكاتبة إلى أن أوكرانيا كدولة مستقلة، لم تكن يوما منتمية لأي تحالف عسكري. أما هدفها السياسي المتمثل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، وكذلك محادثاتها التي تستهدف من ورائها تحقيق تحالف أوثق مع الناتو بات الآن أقرب إلى التحقق مما كان عليه في بداية الحرب. ويعتقد مراقبون أن هذين الهدفين كفيلان بتعزيز وضع أوكرانيا كدولة، وحمايتها من الوقوع في دائرة أي مشروعات جيوسياسية تسعى لاستعادة الاتحاد السوفيتي بأي شكل.


كيف يمكن للحرب أن تنتهي؟
في ضوء عدم إظهار أي من طرفي الحرب نيّة للاستسلام، وفي ضوء بقاء بوتين على ما يبدو في السلطة، يميل المحللون إلى طول أمد الحرب. وقد عكفت مؤسسة غلوبسك السلوفاكية للأبحاث على جمع آراء العشرات من الخبراء في محاولة لتقييم الوضع ووضع احتمالات للنتائج. وتمثّل السيناريو الأقوى في "حرب استنزاف" تمتد حتى إلى ما بعد 2025، مصحوبة بخسائر ثقيلة على كلا الجانبين، شريطة استمرار أوكرانيا في الحصول السلاح من حلفائها.

وتمثل ثاني أقوى سيناريو في اندلاع صراعات بأجزاء أخرى من العالم، كالشرق الأوسط، وبين الصين وتايوان وفي دول البلقان، وأن تحرص روسيا على إذكاء التوترات حول العالم. وهناك سيناريوهان آخران محتملان، يتمثل أحدهما في أن تحرز أوكرانيا شيئا من التقدم العسكري دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، بينما يتمثل السيناريو الآخر في تراجُع دعم الحلفاء لأوكرانيا ودفعها إلى التفاوض من أجل تسوية مع روسيا.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا موسكو بوتين روسيا موسكو بوتين اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الروسیة أن أوکرانیا ملیار دولار فی ذلک

إقرأ أيضاً:

بعد الرسالة الروسية.. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، يدخل الصراع في مرحلة جديدة مع إعلان موسكو استخدام صاروخ جديد فرط صوتي للمرة الأولى خلال الحرب، ما ينذر بمزيد من التصعيد، وفقا لمراقبين.

والخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى يعرف باسم "أوريشنيك"، يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.

وقال الكرملين إنه "على ثقة" أن الولايات المتحدة "فهمت" رسالة بوتين بعدما أطلقت موسكو صاروخا على أوكرانيا قادرا على حمل رأس نووية. 

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين غداة الضربة الصاروخية "نحن على ثقة بأن الإدارة الحالية في واشنطن كان لها فرصة إدراك الإعلان وفهمه"، مشددا أن الرسالة "كانت شاملة وواضحة ومنطقية".

والجمعة، أمر بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الجديد ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية "بحسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا".

جاءت الخطوة الروسية التصعيدية، بعد نحو ثلاثة أيام من منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.

وسعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. في البداية، كانت المساعدات تقتصر على الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، ولكن مع تطور الحرب، بدأت الدول الغربية في تقديم أسلحة أكثر تعقيدا.

هذا التحول في الدعم أزعج موسكو وأدى إلى تهديدات متكررة بالتصعيد النووي، لكنها لم تصل لهذا الحد حتى الآن.

ويعتقدمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لاري كورب في تصريحات لموقع "الحرة" أن على الدول الغربية أن تكون مستعدة لزيادة مساعداتها لأوكرانيا ومنحها مزيدا من القدرات في حال قررت موسكو رفع سقف التصعيد.

ويرى كورب أن الخطوة المقبلة ربما ستشهد قيام دول أخرى غير الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا وتسمح لهم باستخدام الأسلحة في عمق روسيا.

بالتزامن، هناك متغير لا يمكن إغفاله يتعلق بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

ويرى الخبير العسكري محمد عبد الواحد أن لدى الولايات المتحدة "خيارات كثيرة جدا" لمواجهة التصعيد الروسي.

ويقول عبد الواحد لموقع "الحرة" إن واشنطن "يمكنها ببساطة أن تتخذ خطوات تصعيدية أكبر في الفترة المقبلة".

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في عام 2022، قدمت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن دعما عسكريا واقتصاديا كبيرا لأوكرانيا، شمل الأسلحة المتطورة، مثل صواريخ "هيمارس" والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى الدعم المالي المقدر بمليارات الدولارات.

بالمقابل من المعروف أن ترامب يتبنى سياسة أكثر تحفظا في ما يتعلق بالتدخل الأميركي المباشر في النزاعات الخارجية، وعُرف بتوجهه نحو سياسة "أميركا أولًا" وتركيزه على تقليص مشاركة الولايات المتحدة في حروب خارجية.

ومن المرجح أن يتبنى ترامب سياسة أقل حماسة لدعم أوكرانيا مقارنةً بإدارة بايدن.

وأعرب ترامب مرارا استعداده للضغط على الدول الأوروبية لتحمل جزء أكبر من العبء المالي في دعم أوكرانيا، مما يعني تقليص المساعدات العسكرية والمالية الأميركية إلى أوكرانيا.

ويبين عبد الواحد أن "ما يجري حاليا هو محاولة من طرفي الصراع للحصول على مكاسب أكبر قبل مجيء ترامب".

ويلفت عبد الواحد إلى أنه "مع ذلك يمكن أن يصل الصراع لمراحل خطرة، وفقا لما ستسفر عنه تحركات الولايات المتحدة والناتو ضد روسيا".

ويشير إلى أن "الضغط الزائد على روسيا قد يؤدي لعواقب وخيمة ويمكن أن تؤدي لتصعيد كبير".

بالمقابل يعتقد لاري كورب أن بوتين سيعمد لاتخاذ خطوات تصعيدية حذرة انتظارا لما سيقوم به ترامب.

ويضيف كورب أن الروس "سينتظرون ويرون إذا ما غيّر ترامب رأيه وتصرف مثل بايدن، حينها أعتقد أنهم سيصبحون أكثر عدوانية". 

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تقر بخسارة %40 من الأراضي في كورسك الروسية
  • أوكرانيا تطالب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي للصواريخ الروسية
  • القوات الروسية تقضي على 1535 عسكرياً أوكرانياً وتدمر 59 مسيرة
  • بوتين: روسيا ستواصل اختبار الصاروخ جديد في أوكرانيا
  • القوات الروسية تقضي على أكثر من 360 عسكرياً أوكرانياً في كورسك
  • بعد الرسالة الروسية.. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟
  • ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد أوكرانيا؟
  • روسيا أخطرت أمريكا قبل 30 دقيقة بإطلاق صاروخ MIRV على أوكرانيا.. ماذا نعلم للآن؟
  • صراع روسيا وأوكرانيا تحول إلى كابوس عالمي.. تصعيد جديد وتلويح بالحرب النووية
  • لأول مرة.. روسيا تستخدم سلاحا جديدا قد يغير معادلة الحرب في أوكرانيا