ماذا ينتظر روسيا وأوكرانيا في الذكرى الثانية للحرب؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
نشر موقع "بي بي سي" في نسخته التركية مقال رأي للكاتبة كاترينا خينكولوفا سلطت فيه الضوء على مستقبل الحرب الأوكرانية الروسية.
وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مرّ عامان على اندلاع الحرب في أوكرانيا، ولا يوجد ما يبرر الاعتقاد بأنها ستنتهي قريبا. ولا ترى أوكرانيا أو روسيا، أو أي من حلفائهما، أرضية مشتركة لتسوية سلمية.
مَن يحقق انتصارات؟
وأشارت الكاتبة إلى أن شهور هذا الشتاء شهدت احتداما في الصراع كبّد الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح. وامتدت خطوط الجبهة على طول نحو ألف كيلومتر، وطرأت تغييرات طفيفة على شكل تلك الجبهة مقارنة بخريف 2022. وبعد أشهر معدودة من الاجتياح الروسي الشامل قبل عامين، كانت القوات الأوكرانية قد تمكّنت من صدّ القوات الروسية في شمال البلاد وحول العاصمة كييف، كما استعادت في وقت لاحق أجزاء شاسعة من الأرض في الشرق والجنوب. أما الآن، فالقوات الروسية متحصنة جيدا، فيما يقول الأوكرانيون إن ذخيرتهم تنفد.
ويرى كثيرون أن أوكرانيا تعاني وضعا عسكريا صعبا - بما في ذلك إقالة القائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني، فضلاً عن العديد من المدوّنين العسكريين المناصرين للكرملين. وفي منتصف شباط/ فبراير الجاري، انسحبت القوات الأوكرانية -بعد قتال طويل- من مدينة أفدييفكا شرقي البلاد. ورأت القوات الروسية في ذلك انتصارا كبيرا - نظرًا لموقع أفدييفكا الاستراتيجي - الذي يفتح الطريق أمام مزيد من التوغل الروسي. أما كييف، فتقول إن الانسحاب من أفدييفكا كان الهدف منه الحفاظ على أرواح جنودها، من دون أن تخفي تفوّق روسيا عليها في أعداد الجنود والعتاد.
وفي الوقت الحالي، لا تزال نسبة 18 في المئة من الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في آذار/ مارس 2014، فضلا عن أجزاء أخرى كبيرة من دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا استولت عليها القوات الروسية في وقت لاحق.
هل تراجع الدعم الذي تحصل عليه أوكرانيا؟
على مدى العامين الماضيين، حصلت أوكرانيا من حلفائها على حجم كبير من المساعدات العسكرية والمالية والإغاثة - تقدر بنحو 92 مليار دولار من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، و73 مليار دولار من الولايات المتحدة حتى كانون الثاني/ يناير 2024، وذلك حسب معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي.
وبينت الكاتبة أن أوكرانيا استفادت بشكل ملموس من آليات عسكرية غربية تضمنت دبابات ودفاعات جوية ومدفعية طويلة المدى. وفي الولايات المتحدة، تعطلت في الكونغرس حزمة جديدة من المساعدات بقيمة 60 مليار دولار، واحتدم حولها جدال سياسي. وثمة مخاوف بين داعمي أوكرانيا من أن الدعم الأمريكي سيجفّ في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا منتخبا في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي الاتحاد الأوروبي، اعتُمدت حزمة مساعدات بقيمة 54 مليار دولار في شباط/ فبراير الجاري بعد مناقشات طويلة، لا سيما مع المجر -التي يرفض رئيس وزرائها فيكتور أوربان دعم أوكرانيا. ويعدّ أوربان حليفا صريحا لبوتين. كما يتهيأ الاتحاد الأوروبي لإرسال نصف مليون قذيفة مدفعية تعهد بتزويد كييف بها مع نهاية آذار/مارس 2024.
كيف تغيّرت أهداف روسيا؟
لا يزال يسود اعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في الاستيلاء على كل أوكرانيا. وفي حوار أجراه مؤخرا مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، عرض بوتين رؤيته المشوّهة للتاريخ والصراع. وأكد بوتين، دون تقديم برهان، أن المدنيين في أوكرانيا -لا سيما في إقليم الدونباس شرقي البلاد- يحتاجون إلى حماية روسية. وقبل الحرب، كتب بوتين مقالا طويلا أنكر فيه حق أوكرانيا في الوجود كدولة ذات سيادة، قائلا إن الروس والأوكرانيين كانوا "شعبا واحدا".
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، قال بوتين إن أهدافه مما تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" لم تتغير بما في ذلك هدف "اجتثاث النازية" - المبنيّ على ادعاءات لا أساس لها تتعلق بنفوذ اليمين المتطرف في أوكرانيا. كما يقول بوتين إنه يستهدف "نزع سلاح" أوكرانيا و"تحييدها"، فضلا عن الاستمرار في التصدّي لنفوذ الناتو المتوسّع شرقاً.
وأشارت الكاتبة إلى أن أوكرانيا كدولة مستقلة، لم تكن يوما منتمية لأي تحالف عسكري. أما هدفها السياسي المتمثل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، وكذلك محادثاتها التي تستهدف من ورائها تحقيق تحالف أوثق مع الناتو بات الآن أقرب إلى التحقق مما كان عليه في بداية الحرب. ويعتقد مراقبون أن هذين الهدفين كفيلان بتعزيز وضع أوكرانيا كدولة، وحمايتها من الوقوع في دائرة أي مشروعات جيوسياسية تسعى لاستعادة الاتحاد السوفيتي بأي شكل.
كيف يمكن للحرب أن تنتهي؟
في ضوء عدم إظهار أي من طرفي الحرب نيّة للاستسلام، وفي ضوء بقاء بوتين على ما يبدو في السلطة، يميل المحللون إلى طول أمد الحرب. وقد عكفت مؤسسة غلوبسك السلوفاكية للأبحاث على جمع آراء العشرات من الخبراء في محاولة لتقييم الوضع ووضع احتمالات للنتائج. وتمثّل السيناريو الأقوى في "حرب استنزاف" تمتد حتى إلى ما بعد 2025، مصحوبة بخسائر ثقيلة على كلا الجانبين، شريطة استمرار أوكرانيا في الحصول السلاح من حلفائها.
وتمثل ثاني أقوى سيناريو في اندلاع صراعات بأجزاء أخرى من العالم، كالشرق الأوسط، وبين الصين وتايوان وفي دول البلقان، وأن تحرص روسيا على إذكاء التوترات حول العالم. وهناك سيناريوهان آخران محتملان، يتمثل أحدهما في أن تحرز أوكرانيا شيئا من التقدم العسكري دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، بينما يتمثل السيناريو الآخر في تراجُع دعم الحلفاء لأوكرانيا ودفعها إلى التفاوض من أجل تسوية مع روسيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا موسكو بوتين روسيا موسكو بوتين اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الروسیة أن أوکرانیا ملیار دولار فی ذلک
إقرأ أيضاً:
سيول: 1100 جندي كوري شمالي قتلوا و جرحوا بحرب أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سقط أكثر من 1100 جندي كوري شمالي بين قتيل وجريح في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وفق ما أفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية اليوم الاثنين.
وجاء في بيان للهيئة أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نقدر أن نحو 1100 من الجنود الكوريين الشماليين الذين شاركوا مؤخراً في قتال ضد القوات الأوكرانية سقطوا بين قتيل وجريح».
وقال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون: إن أكثر من عشرة آلاف جندي كوري شمالي أرسلوا لروسيا لمساعدتها في الحرب، كما شحنت بيونغ يانغ أكثر من عشرة آلاف حاوية من قذائف المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات بالإضافة إلى مدافع الهاوتزر الآلية وقاذفات الصواريخ، ولكن لم تعترف كوريا الشمالية ولا روسيا رسمياً بنشر القوات أو إمداد الأسلحة.
وقال قائد بارز في الجيش الأوكراني الثلاثاء الماضي: إن روسيا تستخدم بكثافة قوات من كوريا الشمالية في منطقة كورسك وإن هذه القوات منيت بخسائر كبيرة.
وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيونغ يانغ في يونيو ووقع معاهدة «شراكة استراتيجية شاملة» مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تضمنت اتفاقاً للدفاع المشترك.