هنري بركات.. تاريخ فني إستثنائي فى عالم السينما المصرية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تحتفي الأوساط الفنية، اليوم الجمعة، بذكرى وفاة المخرج هنري بركات، الذي يعد أحد رواد السينما المصرية، والموهبة الفنية التي يصعب تكرارها في عالم الإخراج، فهو رحلة استثنائية لواحد من كبار المخرجين المبدعين وأغزرهم إنتاجا، إلى أن لقب بـ"شيخ المُخرجين".
وفي الحادي عشر من يونيو 1914، ولد هنري بركات في حي شبرا بمحافظة القاهرة، فبدأ حياته الفنية كمساعد مخرج، وقدمته الفنانة والمنتجة آسيا داغر للساحة الفنية، عندما كانت تبحث عن مخرجا لفيلمها الجديد "الشريد" عام1942 بعد أن تركها المخرج أحمد جلال، فأتعبه عدة أعمال فنية أخرى.
صُنّفت أعمال هنري بركات ضمن أفضل الأعمال الفنية في تاريخ السينما المصرية، حيث قدم خلال مشواره الفني عدد كبير من الأفلام التي تركت بصمة مميزة وعلامة فارقة في تاريخ الفن المصري منها على سبيل المثال وليس الحصر: "حسن ونعيمة، ودعاء الكروان، والخيط الرفيع، وأفواه ورانب، وعفريته هانم، وشاطئ الغرام، وفي بيتنا رجل، والباب المفتوح، وغيرها من الأعمال الناجحة، إلى جانب أعماله الإنتاجية، والأدبية.
فيلم دعاء الكروانويُشير المخرج هنري بركات في إحدى لقاءاته التليفزيونية، إلى أن الفنان فريد الأطرش عرض عليه تقديم رواية "دعاء الكروان"، لكن نصحه بركات بأن الدور لا يناسب فريد، فعندما قرأ "بركات" الرواية أعجب بها وظلت في ذاكرته نظرا لأجوائها المرتبطة بالريف المصري، فأهاب تقديمها وخاصة أنها رواية لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فخاض أولى تجاربه عن الفلاحين من خلال تقديم فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، فقد ساعدته أجواء "الفلاحين" داخل الفيلم في خلق حالة من التفاهم والترابط معه.
وأثناء جولته لاختيار أماكن التصوير في الريف اجتذبه مكان في إحدى القري الريفية يتفق مع أجواء رواية "دعاء الكروان"، ومن هنا جاءت المجازفة بإنتاج وإخراج الفيلم، فذهب لمقابلة الدكتور طه حسين في منزله، وتنتابه حالة من الخوف والقلق الشديد نظرا للمكانة الأدبية الذي يحتلها عميد الأدب العربي، فتحدث حسين قائلا: "إن الرواية تخلو من الصور"، لكن كان لـ"بركات" رأي آخر، وهو أن أسلوب كتابة الرواية يوحي بالصور، وطالبه بتقديم الرواية للسينما.
وتساءل طه حسين عن كاتب الحوار، فأجابه "بركات" أن السيناريست يوسف جوهر هو من يقوم بعملية المعالجة الدرامية للحوار، وعلى الفور وافق الدكتور طه حسين بمعاونة نجله الدكتور مؤنس، وتم عرض سيناريو الفيلم عليه، مع تغيير نهاية الرواية الأصلية، وقد تم الاتفاق بينمها وأنتج العمل في حالة من الحماس الشديد لصناع العمل بداية من إعداد الرواية مرورا بالشخصيات ومنتهيا بالتصوير والإخراج في عام 1959.
ويحتل فيلم "دعاء الكروان" المركز رقم 14 بقائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، وذلك حسب إستفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائى بمدينة الإسكندرية "1896 - 1996"، وكان الإختيار بداية من عام 1927 حيث تم عرض أول فيلم مصري بعنوان "ليلي 1927" وحتى عام 1996م.
المخرج هنري بركاتشارك هنري بركات في العديد من المهرجانات الفنية منها: برلين السينمائي الدولي عن فيلمين "حسن ونعيمة"، و"دعاء الكروان"، وكان السينمائي عن فيلم "الحرام"، ونيودلهي عن فيلم "في بيتنا رجل"، وجاكرتا عن فيلم الباب المفتوح"، وفالنسيا عن فيلم "ليلة القبض على فاطمة"، وغيرها من المهرجانات التي نال عنها العديد من الجوائز والتكريمات، وفي الثالث والعشرين من فراير رحل المخرج هنري بركات تاركا إرثا فنيا ضخما، وتظل أعماله باقية رغم رحيله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السينما المصرية محافظة القاهرة حسن ونعيمة الباب المفتوح طه حسين السینما المصریة طه حسین عن فیلم
إقرأ أيضاً:
سيناريست«الشرنقة»: المخرج محمود عبد التواب صنع معجزة بإنجاز التصوير بسرعة واحترافية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد عمرو سمير عاطف، سيناريست مسلسل «الشرنقة»، أن الإخراج في المسلسل يُعد «معجزة»، نظرًا لضيق الوقت، ورغم ذلك، استطاع المخرج محمود عبد التواب إخراج عمل مميز وعظيم في فترة قصيرة جدًا للتصوير.
وأضاف «سيناريست مسلسل الشرنقة»، خلال لقائه عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الفنان أحمد داوود قدم أداءً عالميًا ودورًا استثنائيًا، مؤكدًا أن هناك عددًا قليلًا من الفنانين الذين يمتلكون القدرة على تقديم مثل هذا الدور.
وأوضح أن المقصود بالشرنقة في المسلسل هو «البيت» الذي تصنعه الدودة لتتحول بعد ذلك إلى يرقات ثم إلى فراشة، مشيرًا إلى أن الشرنقة تمثل التحول والتغيير، حيث يتحول الكائن من وضع إلى آخر، سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ، مؤكدًا أن أحداث المسلسل تتغير وتتطور بنفس الطريقة، حيث تكتسب كل مرحلة معاني مختلفة بعدة أبعاد.
وأوضح سيناريست مسلسل «الشرنقة» أن فكرة المسلسل تتعلق بالطموح وكيف أن الإنسان يضع قيودًا على نفسه ويظل متصورًا أن هذه القيود لا يمكن تخطيها، لكن التجارب والخبرات هي ما تكشف الحقيقة وتساعد على التغيير.