مركز دراسات: سياسة واشنطن تجاه غزَّة والبحر الأحمر قوَّضت خارطة الطريق لإنهاء حرب اليمن
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قالت دراسة بحثية جديدة، أعدَّها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، إنَّ سياسة واشنطن تجاه الحرب في غزَّة والبحر الأحمر أضافت الكثير مِن التعقيد إلى الملفِّ اليمني؛ فقد قوَّضت -وفي أحسن الأحوال أجَّلت- فرص التوقيع على خارطة طريق إنهاء الصراع في اليمن.
وأشارت الدراسة إلى أنَّ مآلات الاشتباك القائم في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر سينعكس حتمًا على التوازنات السياسية والعسكرية بين الأطراف اليمنية، وعلى مسارات الحرب والسلام في اليمن، وكذلك على الأوضاع السياسية والإنسانية.
الدراسة استنتجت أن سياسات الولايات المتَّحدة تجاه اليمن اتَّسمت -في الأغلب- بمحاولة تجنُّب الانزلاق في تعقيدات الملفِّ اليمني، والتعامل معه مِن خلال مقاربات الأطراف الإقليمية الفاعلة، أو مِن خلال منظور آحاديٍّ وضيِّق، يُراعي المصالح الأمريكية فقط، ولا يهتمُّ كثيرًا بالمصالح اليمنية.
وقد أدَّى التراخي الأمريكي في السماح بتمرُّد جماعة الحوثي وسيطرتها على السلطة إلى وضع اليمن في مسار طويل ومعقَّد، ودخولها في حالة حرب أوقعت المنطقة، بل والعالم في أزمة كبيرة لا زالت تداعياتها قائمة حتَّى اليوم، وفقاً لنتائج الدراسة.
بحسب الدراسة، فقد حرصت واشنطن على تحييد الاشتباك مع جماعة الحوثي في البحر الأحمر عن الصراع الداخلي في اليمن، وضبطت إجراءاتها السياسية والعسكرية بما لا يؤثِّر عليه، أو يمسُّ بديناميَّاته، أو يؤثِّر على مساراته.
كما أنَّ الإجراءات السياسية والعسكرية التي اتَّخذتها الولايات المتَّحدة تجاه الحوثيين، على الأقلِّ حتَّى كتابة هذه الورقة، جاءت لاحتواء سلوكهم (أي الحوثيين)، وردع أعمالهم في البحر الأحمر، حرصًا على عدم اتِّساع دائرة الحرب في فلسطين إلى المنطقة.
وأوصت الدراسة، بأن على الولايات المتَّحدة أن تتيقَّن أنَّ الاستثمار في التنمية والاستقرار في اليمن هو الطريق الأمثل لضمان الأمن في المنطقة والإقليم والعالم عمومًا، نظرًا لموقعها الإستراتيجي بالقرب مِن مصادر النفط وخطوط الملاحة الدولية، وعليها أن تدفع بشراكة إقليمية ودولية واسعة لتحقيق ذلك.
كمما أوصت واشنطن بعدم تجاهل الديناميَّات الداخلية للصراع في اليمن، وألَّا تفرض حلولًا لا يتقبَّلها اليمنيُّون بكتلتهم السياسية والجغرافية الأكبر في اليمن، وهذا عامل مهمٌّ لضمان سلام ممتد.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأزمة اليمنية الحرب اليمن خارطة الطريق دراسة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن.. محورُ ارتكاز فلسطين
محمد يحيى فطيرة
لطالما كانت اليمن قلبًا نابضًا بالقضية الفلسطينية، وموقفها التاريخي ثابت لا يتغير رغم كُـلّ التحديات والمحن التي مرت بها؛ فعلى مر العقود وقفت اليمن حكومةً وشعبًا في صف فلسطين؛ باعتبَارها قضية الأُمَّــة المركزية ولم تتردّد يومًا في تقديم الغالي والنفيس لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني.
اليوم تعود اليمن لتؤكّـد من جديد موقفها الأصيل في نصرة فلسطين، رغم ما تعانيه من حصار مستمر منذ عقد من الزمان ويصنع الأعداء حثيثًا تحديات سياسية واقتصادية، لكنها لم تنسَ فلسطين ولم تتراجع عن واجبها القومي والديني في الوقوف مع المظلومين في غزة والضفة والقدس المحتلّة، فقد خرجت المسيرات الحاشدة في مختلف المدن اليمنية تهتف للقدس والأقصى وترفع شعارات التضامن مع المقاومة الباسلة، كما أن الدعم المادي والمعنوي لم يتوقف رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني.
لقد أثبتت اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مُجَـرّد شعار يُرفع في المناسبات، بل هي التزام أخلاقي وعقائدي مترسخ في وجدان أبنائها من مختلف الأطياف والانتماءات السياسية، ورغم الحصار والعدوان الذي تعرضت له اليمن إلا أنها ظلت صامدة متمسكة بمواقفها العروبية والإسلامية تجاه فلسطين.
إن هذا الموقف اليمني المشرِّفُ يبعثُ برسالة قوية إلى العالم بأن فلسطين ليست وحدها، وأن الشعوب الحرة مهما اشتدت معاناتها لن تتخلى عن واجبها تجاه المظلومين ولن تساوم على ثوابتها؛ فاليمن التي عُرفت بمواقفها الصلبة ودعمها المُستمرّ للمقاومة الفلسطينية تؤكّـد اليوم أنها كانت وستظل جزءًا أصيلًا من معادلة الصراع مع الاحتلال حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
ختامًا يمكن القول إن اليمن لا تنصر فلسطين بالكلمات فقط، بل بالفعل والموقف الصادق، ورغم كُـلّ ما تعانيه تظل قضيتها الأولى هي فلسطين حتى يتحقّق النصر والتحرير بإذن الله.