دراسة طبية: انتشار القلق والاكتئاب بين الناجين من السرطان في سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
- لابد من معالجة الاحتياجات الجسدية والعاطفية للمتعافي
- ناجون من السرطان يعانون باستمرار من ضائقة نفسية
- ضرورة تخطيط حياة المتعافي وتشجيعه على تحديد أهدافه الشخصية
كشفت نتائج دراسة أجراها الدكتور محمد بن إبراهيم القادري رئيس قسم صحة البالغين والعناية المركزة من كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس، عن انتشار القلق والاكتئاب بين الناجين من السرطان في سلطنة عُمان، ومدى ارتباطهما بنوعية الحياة بشكل عام، حيث تشير النتائج المستندة إلى عينة مكونة من 240 ناجيًا من السرطان بمتوسط عمر 48.
النتائج
وكشفت النتائج أن 13.1% من المشاركين تم تصنيفهم على أنه قد صاحبهم حالات قلق، مع 12.1% عينة إضافية تم تصنيفها على أنها حالات قريبة من المرضية، علاوة على ذلك أظهرت النتائج أن 7.7% لديهم علامات الاكتئاب، في حين كانت 13.8% لديهم احتماليه عالية للإصابة بالاكتئاب، وقد لوحظ وجود علاقة سلبية بين القلق، والاكتئاب، ونوعية الحياة.
كما لوحظ من خلال الدراسة أن الناجين من السرطان في سلطنة عُمان يعانون باستمرار من ضائقة نفسية حتى بعد العلاج، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهم بشكل عام، ومن الضروري تنفيذ بروتوكولات التقييم والمراقبة المستمرة لتحديد الأفراد المتضررين على الفور وتوفير الرعاية النفسية وتسهيل قنوات الاتصال المفتوحة للتخفيف من الآثار الدائمة للسرطان وتحسين نوعية الحياة للمتعافين.
مساعدة الناجين
وتطرقت الدراسة التي أقيمت بهدف التعرف على كيفية مساعدة الناجين من السرطان للعودة إلى حياتهم الطبيعية، أن رعاية المتعافين من السرطان في سلطنة عمان سيئة التنسيق واحتياجات المتعافين لا يتم التعامل معها بصورة كافية مما يؤثر بالسلب على أنشطة الأفراد المتعافين في إدارة صحتهم ورفاههم بعد الانتهاء من علاج السرطان، والرعاية لابد أن تنطوي على نهج شامل يمكّن المتعافين من السيطرة على مختلف جوانب حياتهم، ومعالجة التحديات الجسدية والعاطفية والعملية التي قد تنشأ بعد العلاج ونوعية حياتهم، كما أوضحت الدراسة عن انتشار القلق والاكتئاب بين الناجين من السرطان داخل سلطنة عمان، وجاء الهدف من الدراسة جراء تزايد حالات الإصابة بالسرطان في المجتمع العماني خلال السنوات الأخيرة، وذلك وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة لعام 2020، حيث سُجلت 3713 حالة إصابة بالسرطان بين العمانيين لعام 2020م، في المقابل تشير البيانات إلى تحسن مستمر في معدلات التعافي والبقاء على قيد الحياة لجميع أنواع السرطانات، كما كشفت الدراسة بأن هناك تحديات جديدة أمام مقدمي الرعاية الصحية من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين الذين يقدمون الدعم والعناية لمريض السرطان، حول فهم كيفية التعامل مع الناجين من مرض السرطان من العمانيين البالغين وتقييم الأعراض التي مروا بها، وتأثيرها على نوعية حياتهم.
ويقول الدكتور محمد القادري: باعتبار مرض السرطان مزمنًا؛ فإنه يتطلب من المرضى ومقدمي الرعاية من أسرهم، إدارة مرضهم بصورة جيدة لتحسين نوعية حياتهم، حيث يتمثل دور مقدمي الرعاية الصحية مثل الأطباء والممرضات في تثقيف وإعلام وتمكين وتعزيز المرضى وأسرهم حول إدارة السرطان والتعايش معه بشكل عام، وتهدف هذه الدراسة إلى فهم كيفية إدارة وتعامل الناجين من السرطان العمانيين البالغين مع مرضهم ومع تجاربهم المتعلقة بالمرض بعد العلاج من وجهات نظر مختلفة.
ويوضح القادري بأنه تم إجراء الدراسة من خلال إجراء مقابلات مع المرضى ومقدمي الرعاية الصحية وصانعي السياسات حول كيفية أداء الناجين العمانيين البالغين من السرطان وكيفية ممارستهم حياتهم بالمنزل، كما تم جمع استبيان يعطى للبالغين العمانيين الناجين من السرطان ومقدمي الرعاية من الأسرة؛ لاستكشاف الأعراض التي يعاني منها المرضى والمتنبئات بنوعية حياة المرضى.
الفائدة من الدراسة
كما أفاد معد الدراسة أن نتائج هذه الدراسة سوف تساعد على معرفة ممارسات وطريقة حياة مرضى السرطان بعد علاجهم من خلال وجهة نظرهم ووجهة نظر مقدمي الرعاية لأسرهم، ومقدمي الرعاية الصحية، وواضعي السياسات، كما إن فهم هذه العملية من وجهات نظر مختلفة سيؤدي إلى تطوير وتنفيذ خطة شاملة ومتسقة لرعاية الناجين، ووضع بروتوكول صحي لتمكين المرضى المصابين بالسرطان وأسرهم في سلطنة عمان من ممارسة أنشطتهم وروتين حياتهم وتعاملاتهم بفعالية وكفاءة، وبالتالي فإنه سيحسن النتائج الصحية للمرضى وأسرهم من خلال تحسين نوعية حياتهم، كما أن الدراسة سوف تسلط الضوء على تجربة المرضى بعد العلاج من الأعراض والرفاهية الجسدية والنفسية، وهذا سيعطي التوجيه نحو الرعاية المثلى لمرضى السرطان من خلال استمرارية رعاية مرضى السرطان وتحسين نوعية حياة المرضى، علاوة على ذلك فإن نتائج الدراسة الحالية ستوفر نظرة ثاقبة حول تجربة عبء مقدمي الرعاية الأسرية، والعوائق التي تحول دون تقديم الرعاية لأحبائهم، والوضع النفسي، وستكون هذه الدراسة مهمة للباحثين في مجال الصحة لبناء دراسات جديدة بناءً على نتائج هذه الدراسات أو لتطوير الأدوات لجمع بيانات إضافية أو التدخل لمساعدة مرضى السرطان وعائلاتهم على تحسين نوعية حياتهم وضمان استمرارية الرعاية أثناء فترة العلاج وما بعدها، وستكون هذه الدراسة مهمة أيضًا لصانعي السياسات والقرارات في سلطنة عمان؛ لأنها ستوفر لهم فهمًا عميقًا وبيانات شاملة قائمة على الأدلة من وجهات نظر مختلفة مطلوبة لتطوير السياسات الصحية المتعلقة بتنفيذ عملية الإدارة الذاتية لمرضى السرطان وحالتهم الصحية.
الإدارة الذاتية
ويوضح القادري بأن الإدارة الذاتية للمتعافي من السرطان تشمل مراقبة صحتهم بانتظام، والبقاء بشكل يقظ لأي علامات تكرار أو مشاكل صحية جديدة، من خلال فحوصات طبية منتظمة، والإبلاغ الفوري عن أية أعراض مقلقة، كما إن اتّباع نمط حياة صحي والحفاظ عليه أمر بالغ الأهمية، ويشمل ذلك من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وإدارة التوتر، والحصول على قسط كاف من النوم، وتجنب التبغ والإفراط في استهلاك الكحول، كما أن المتعافي عليه أن يعالج ويتعامل مع التأثير العاطفي للمرض نفسه، ويمكن أن يحصل المتعافي على الاستشارات والدعم أو غيرها من خدمات الصحة العقلية للتعامل مع القلق أو الاكتئاب أو التحديات العاطفية الأخرى في فترة العلاج ومابعد العلاج، كما ينبغي أن يكون المتعافي على دراية بكيفية التعامل مع الآثار الجانبية طويلة المدى للأدوية ما بعد العلاج، ويتم ذلك عن طريق فهم أنظمة الدواء والالتزام بها، بالإضافة إلى التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي مخاوف أو تغييرات، كما أن جانب التخطيط لحياة المتعافين مهم جدا من خلال تشجيعهم على تحديد أهداف شخصية ومتابعتها، سواء على المدى القصير أو الطويل، قد يشمل ذلك العودة إلى العمل أو إعادة تأسيس الروابط الاجتماعية، أو إجراء تعديلات على نمط الحياة لتعزيز الرفاهية العامة.
تحديات مقدمي الرعاية
وأشار القادري إلى أهمية الدور الذي تقدمه أسرة وأصدقاء مريض السرطان الذين يقدمون المساعدة الجسدية والعاطفية والعملية لمساعدة المريض على التغلب على تحديات التشخيص والعلاج والتعافي، مؤكدا أن هناك تحديات تواجه مقدمي الرعاية الأسرية للمريض والتي تحول دون تقديم الرعاية الجيدة لأحبائهم المرضى مثل التوتر والإرهاق الذي يصاحبهم بسبب الطبيعة المتطلبة لتقديم الرعاية للمريض مما يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية، مما قد يساهم الضغط المستمر والتأثير العاطفي في تقديم الرعاية عند إصابتهم بالاكتئاب والقلق، كما أنه يمكن أن تؤدي المساعدة في الأنشطة اليومية وإدارة الأدوية وتوفير الدعم الجسدي إلى الإجهاد الجسدي والإرهاق لمقدمي الرعاية، كما توجد بعض التحديات المالية التي قد تواجه مقدمي الرعاية بسبب التكاليف المرتبطة بتقديم الرعاية، بما في ذلك النفقات الطبية والنقل والخسارة المحتملة للدخل إذا احتاجوا إلى تقليل ساعات عملهم أو ترك وظائفهم، بالإضافة لذلك غالبًا ما يتطلب تقديم الرعاية قدرًا كبيرًا من الوقت، مما يترك لمقدمي الرعاية فرصًا محدودة للرعاية الشخصية أو التواصل الاجتماعي والتوفيق بين المسؤوليات أو متابعة الاهتمامات الشخصية، كما أنه يمكن أن تشكل المعلومات غير الكافية أو المغلوطة لدى مقدمي الرعاية حول الحالة الطبية والموارد المتاحة وكيفية التعامل مع نظام الرعاية الصحية عائقًا كبيرا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مقدمی الرعایة الصحیة تقدیم الرعایة هذه الدراسة بعد العلاج التعامل مع سلطنة عمان من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
شباب الشيوخ توافق عل دراسة حول تعظيم دور بيوت الشباب
وافقت لجنة الشباب بمجلس الشيوخ برئاسة النائب أحمد أبو هشيمة، على الدراسة المقدمة من النائب الدكتور محمد عمارة عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين، بشأن تعظيم دور بيوت الشباب وتعزيز التنمية السياحية الشبابية.
وأوصت لجنة الشباب والرياضة بالبدء في مناقشة تلك الدراسة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة والعديد من الجهات الحكومية للخروج بنموذج بيوت شباب يضاهي مثيله في جميع أنحاء العالم بالاضافة بالمساهمة للوصول لمستهدفات الدولة المصرية.
وقال عمارة، إن الاستثمار في إنشاء بيوت الشباب خطوة ضرورية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يمكن أن تلعب دورا محوريا في تقديم خدمات الإقامة بأسعار معقولة، مما يسهل على الشباب اكتشاف ثقافات جديدة وتجارب متنوعة.
وأكد أن فهم آليات الاستثمار في هذا القطاع يعد أمرًا مطلوبًا لتحقيق الأهداف التنموية المستدامة، مشيرا إلى أن فكرة الربط بخطة المستهدف السياحى التوسعى لإنشاء بيوت الشباب، في ظل زيادة المستهدف السياحى للدولة لـ30 مليون سائح سنوياً ليكون لبيوت الشباب فرصة كبيرة لاستقطاب نسبة كبيرة من هذا العدد والمساهمة فى زيادة عدد الغرف السياحية على مستوى المحافظات.
وأوضح النائب محمد عمارة، أن الدراسة التي تقدم بها تناقش فكرة حق امتياز إنشاء بيوت الشباب كنسق استثمارى وفق الضوابط القانونية للدولة والمواثيق الدولية للاتحاد الدولى لبيوت الشباب مما يتيح لبعض المؤسسات الدوليه والحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى حق امتياز إنشاء بيوت الشباب كمشروع استثمارى يهدف إلى الربح غير المبالغ فيه.
واختتم عمارة قائلا، إن تلك الدراسة ستقوم بتوفير فرص عمل لقطاعات مباشرة وغير مباشرة وإشراك القطاع العام والخاص وتوفير فرص حقيقية للشباب المصري لاكتشاف بلاده بالإضافة إلى فرص للشباب من جميع أنحاء العالم وذويهم لزيارة مصر.