- لابد من معالجة الاحتياجات الجسدية والعاطفية للمتعافي

- ناجون من السرطان يعانون باستمرار من ضائقة نفسية

- ضرورة تخطيط حياة المتعافي وتشجيعه على تحديد أهدافه الشخصية

كشفت نتائج دراسة أجراها الدكتور محمد بن إبراهيم القادري رئيس قسم صحة البالغين والعناية المركزة من كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس، عن انتشار القلق والاكتئاب بين الناجين من السرطان في سلطنة عُمان، ومدى ارتباطهما بنوعية الحياة بشكل عام، حيث تشير النتائج المستندة إلى عينة مكونة من 240 ناجيًا من السرطان بمتوسط عمر 48.

5 عام، إلى أن 78.8% منهم من الإناث والمتزوجات، و53.3% لديهم سرطان الثدي، و19.2% سرطان القولون والمستقيم، وإنهم تعافوا من مرض السرطان قبل متوسط معدل الشفاء قبل سنتين ونصف.

النتائج

وكشفت النتائج أن 13.1% من المشاركين تم تصنيفهم على أنه قد صاحبهم حالات قلق، مع 12.1% عينة إضافية تم تصنيفها على أنها حالات قريبة من المرضية، علاوة على ذلك أظهرت النتائج أن 7.7% لديهم علامات الاكتئاب، في حين كانت 13.8% لديهم احتماليه عالية للإصابة بالاكتئاب، وقد لوحظ وجود علاقة سلبية بين القلق، والاكتئاب، ونوعية الحياة.

كما لوحظ من خلال الدراسة أن الناجين من السرطان في سلطنة عُمان يعانون باستمرار من ضائقة نفسية حتى بعد العلاج، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهم بشكل عام، ومن الضروري تنفيذ بروتوكولات التقييم والمراقبة المستمرة لتحديد الأفراد المتضررين على الفور وتوفير الرعاية النفسية وتسهيل قنوات الاتصال المفتوحة للتخفيف من الآثار الدائمة للسرطان وتحسين نوعية الحياة للمتعافين.

مساعدة الناجين

وتطرقت الدراسة التي أقيمت بهدف التعرف على كيفية مساعدة الناجين من السرطان للعودة إلى حياتهم الطبيعية، أن رعاية المتعافين من السرطان في سلطنة عمان سيئة التنسيق واحتياجات المتعافين لا يتم التعامل معها بصورة كافية مما يؤثر بالسلب على أنشطة الأفراد المتعافين في إدارة صحتهم ورفاههم بعد الانتهاء من علاج السرطان، والرعاية لابد أن تنطوي على نهج شامل يمكّن المتعافين من السيطرة على مختلف جوانب حياتهم، ومعالجة التحديات الجسدية والعاطفية والعملية التي قد تنشأ بعد العلاج ونوعية حياتهم، كما أوضحت الدراسة عن انتشار القلق والاكتئاب بين الناجين من السرطان داخل سلطنة عمان، وجاء الهدف من الدراسة جراء تزايد حالات الإصابة بالسرطان في المجتمع العماني خلال السنوات الأخيرة، وذلك وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة لعام 2020، حيث سُجلت 3713 حالة إصابة بالسرطان بين العمانيين لعام 2020م، في المقابل تشير البيانات إلى تحسن مستمر في معدلات التعافي والبقاء على قيد الحياة لجميع أنواع السرطانات، كما كشفت الدراسة بأن هناك تحديات جديدة أمام مقدمي الرعاية الصحية من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين الذين يقدمون الدعم والعناية لمريض السرطان، حول فهم كيفية التعامل مع الناجين من مرض السرطان من العمانيين البالغين وتقييم الأعراض التي مروا بها، وتأثيرها على نوعية حياتهم.

ويقول الدكتور محمد القادري: باعتبار مرض السرطان مزمنًا؛ فإنه يتطلب من المرضى ومقدمي الرعاية من أسرهم، إدارة مرضهم بصورة جيدة لتحسين نوعية حياتهم، حيث يتمثل دور مقدمي الرعاية الصحية مثل الأطباء والممرضات في تثقيف وإعلام وتمكين وتعزيز المرضى وأسرهم حول إدارة السرطان والتعايش معه بشكل عام، وتهدف هذه الدراسة إلى فهم كيفية إدارة وتعامل الناجين من السرطان العمانيين البالغين مع مرضهم ومع تجاربهم المتعلقة بالمرض بعد العلاج من وجهات نظر مختلفة.

ويوضح القادري بأنه تم إجراء الدراسة من خلال إجراء مقابلات مع المرضى ومقدمي الرعاية الصحية وصانعي السياسات حول كيفية أداء الناجين العمانيين البالغين من السرطان وكيفية ممارستهم حياتهم بالمنزل، كما تم جمع استبيان يعطى للبالغين العمانيين الناجين من السرطان ومقدمي الرعاية من الأسرة؛ لاستكشاف الأعراض التي يعاني منها المرضى والمتنبئات بنوعية حياة المرضى.

الفائدة من الدراسة

كما أفاد معد الدراسة أن نتائج هذه الدراسة سوف تساعد على معرفة ممارسات وطريقة حياة مرضى السرطان بعد علاجهم من خلال وجهة نظرهم ووجهة نظر مقدمي الرعاية لأسرهم، ومقدمي الرعاية الصحية، وواضعي السياسات، كما إن فهم هذه العملية من وجهات نظر مختلفة سيؤدي إلى تطوير وتنفيذ خطة شاملة ومتسقة لرعاية الناجين، ووضع بروتوكول صحي لتمكين المرضى المصابين بالسرطان وأسرهم في سلطنة عمان من ممارسة أنشطتهم وروتين حياتهم وتعاملاتهم بفعالية وكفاءة، وبالتالي فإنه سيحسن النتائج الصحية للمرضى وأسرهم من خلال تحسين نوعية حياتهم، كما أن الدراسة سوف تسلط الضوء على تجربة المرضى بعد العلاج من الأعراض والرفاهية الجسدية والنفسية، وهذا سيعطي التوجيه نحو الرعاية المثلى لمرضى السرطان من خلال استمرارية رعاية مرضى السرطان وتحسين نوعية حياة المرضى، علاوة على ذلك فإن نتائج الدراسة الحالية ستوفر نظرة ثاقبة حول تجربة عبء مقدمي الرعاية الأسرية، والعوائق التي تحول دون تقديم الرعاية لأحبائهم، والوضع النفسي، وستكون هذه الدراسة مهمة للباحثين في مجال الصحة لبناء دراسات جديدة بناءً على نتائج هذه الدراسات أو لتطوير الأدوات لجمع بيانات إضافية أو التدخل لمساعدة مرضى السرطان وعائلاتهم على تحسين نوعية حياتهم وضمان استمرارية الرعاية أثناء فترة العلاج وما بعدها، وستكون هذه الدراسة مهمة أيضًا لصانعي السياسات والقرارات في سلطنة عمان؛ لأنها ستوفر لهم فهمًا عميقًا وبيانات شاملة قائمة على الأدلة من وجهات نظر مختلفة مطلوبة لتطوير السياسات الصحية المتعلقة بتنفيذ عملية الإدارة الذاتية لمرضى السرطان وحالتهم الصحية.

الإدارة الذاتية

ويوضح القادري بأن الإدارة الذاتية للمتعافي من السرطان تشمل مراقبة صحتهم بانتظام، والبقاء بشكل يقظ لأي علامات تكرار أو مشاكل صحية جديدة، من خلال فحوصات طبية منتظمة، والإبلاغ الفوري عن أية أعراض مقلقة، كما إن اتّباع نمط حياة صحي والحفاظ عليه أمر بالغ الأهمية، ويشمل ذلك من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وإدارة التوتر، والحصول على قسط كاف من النوم، وتجنب التبغ والإفراط في استهلاك الكحول، كما أن المتعافي عليه أن يعالج ويتعامل مع التأثير العاطفي للمرض نفسه، ويمكن أن يحصل المتعافي على الاستشارات والدعم أو غيرها من خدمات الصحة العقلية للتعامل مع القلق أو الاكتئاب أو التحديات العاطفية الأخرى في فترة العلاج ومابعد العلاج، كما ينبغي أن يكون المتعافي على دراية بكيفية التعامل مع الآثار الجانبية طويلة المدى للأدوية ما بعد العلاج، ويتم ذلك عن طريق فهم أنظمة الدواء والالتزام بها، بالإضافة إلى التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي مخاوف أو تغييرات، كما أن جانب التخطيط لحياة المتعافين مهم جدا من خلال تشجيعهم على تحديد أهداف شخصية ومتابعتها، سواء على المدى القصير أو الطويل، قد يشمل ذلك العودة إلى العمل أو إعادة تأسيس الروابط الاجتماعية، أو إجراء تعديلات على نمط الحياة لتعزيز الرفاهية العامة.

تحديات مقدمي الرعاية

وأشار القادري إلى أهمية الدور الذي تقدمه أسرة وأصدقاء مريض السرطان الذين يقدمون المساعدة الجسدية والعاطفية والعملية لمساعدة المريض على التغلب على تحديات التشخيص والعلاج والتعافي، مؤكدا أن هناك تحديات تواجه مقدمي الرعاية الأسرية للمريض والتي تحول دون تقديم الرعاية الجيدة لأحبائهم المرضى مثل التوتر والإرهاق الذي يصاحبهم بسبب الطبيعة المتطلبة لتقديم الرعاية للمريض مما يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية، مما قد يساهم الضغط المستمر والتأثير العاطفي في تقديم الرعاية عند إصابتهم بالاكتئاب والقلق، كما أنه يمكن أن تؤدي المساعدة في الأنشطة اليومية وإدارة الأدوية وتوفير الدعم الجسدي إلى الإجهاد الجسدي والإرهاق لمقدمي الرعاية، كما توجد بعض التحديات المالية التي قد تواجه مقدمي الرعاية بسبب التكاليف المرتبطة بتقديم الرعاية، بما في ذلك النفقات الطبية والنقل والخسارة المحتملة للدخل إذا احتاجوا إلى تقليل ساعات عملهم أو ترك وظائفهم، بالإضافة لذلك غالبًا ما يتطلب تقديم الرعاية قدرًا كبيرًا من الوقت، مما يترك لمقدمي الرعاية فرصًا محدودة للرعاية الشخصية أو التواصل الاجتماعي والتوفيق بين المسؤوليات أو متابعة الاهتمامات الشخصية، كما أنه يمكن أن تشكل المعلومات غير الكافية أو المغلوطة لدى مقدمي الرعاية حول الحالة الطبية والموارد المتاحة وكيفية التعامل مع نظام الرعاية الصحية عائقًا كبيرا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مقدمی الرعایة الصحیة تقدیم الرعایة هذه الدراسة بعد العلاج التعامل مع سلطنة عمان من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: 800 ألف جراحة بـ43 مستشفى بمحافظات المرحلة الأولى

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة والمشرف على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن إجمالي التدخلات الجراحية التي تم إجرائها تحت مظلة التأمين الصحي الشامل والتي بلغت 800 ألف عملية جراحية تم إجرائها بمستشفيات الهيئة بمحافظات "بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، أسوان"، وذلك في كافة التخصصات الجراحية، ومنذ بدء انطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل وحتى الآن.
 

المؤتمر العالمي للسكان.. توقيع 5 بروتوكولات تعاون لتعزيز الرعاية الصحية والتنمية البشريةرئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع وزير صحة العراق سبل التعاون وتبادل الخبراتالمؤتمر العالمي للسكان.. تعزيز الرعاية الصحية الأولية ضرورة لتحقيق التغطية الشاملةوزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لتعزيز الكفاءة الإنتاجية والرعاية الصحية في مصر

وقال الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، إن ما يقرب من 25% من إجمالي التدخلات الجراحية التي تم تنفيذها تعد عمليات دقيقة ومتقدمة وذات مهارة عالية، تم إجراؤها وفق أعلى معايير الجودة وسلامة المرضى، وبنسب نجاح تضاهي المعدلات العالمية، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس التطور الكبير في مستوى الخدمات الطبية داخل منشآت الهيئة.

وأضاف السبكي أن الهيئة تمتلك الآن 197 غرفة عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وتعمل وفق أحدث الممارسات والمعايير العالمية لإجراء كافة أنواع العمليات الجراحية، بدءًا من التدخلات البسيطة وحتى العمليات الكبرى والمعقدة، وذلك داخل مستشفيات الهيئة البالغ عددها 43 مستشفى في محافظات تطبيق المنظومة الست.

وتابع رئيس الهيئة: تطبيق المنظومة في توافر كم هائل من الخدمات الطبية المستحدثة والعديد من العمليات الجراحية فائقة الدقة والتي تُجرى لأول مرة لمنتفعي التأمين الصحي الشامل، بإقليمي القناة والصعيد، مثل عمليات القلب المفتوح وجراحات ويبل Whipple لاستئصال أورام البنكرياس، وجراحات زرع القرنية والقساطر القلبية والمخية، وزراعة القوقعة وإصلاح تشوهات وإعوجاج العمود الفقري وتفتيت حصوات الكُلى بتقنية الأشعات والموجات التصادمية وعلاج انسداد القنوات الصفراوية بتقنية راندفو، إلى جانب عمليات المناظير والميكروسكوبات، فضلًا عن استحداث تقنيات مثل القساطر لعلاج أمراض القلب دون جراحة باستخدام تقنيات TAVI و CTO، وغيرها من التقنيات والجراحات المستحدثة، وهو ما يمكن المواطن من الحصول على الخدمة الطبية ذات الجودة داخل محافظته دون تحميله مشقة الانتقال خارج المحافظة للحصول على الخدمة الطبية اللائقة.

خدمة منتفعي التأمين الصحي الشامل

وأشار السبكي: أن مستشفيات الهيئة وكافة منشآتها تعمل بأقصى جهد في سبيل خدمة منتفعي التأمين الصحي الشامل وتوفير الرعاية والخدمات الصحية المتكاملة لهم على أعلى مستوى من الجودة ووفق أحدث المعايير والممارسات والبروتوكولات العلاجية الدولية، مشيرًا إلى أن المستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات والمستلزمات الطبية وغير الطبية، كما تضم أمهر الأطباء الأخصائيين والاستشاريين في مختلف التخصصات ، لافتًا إلى تخفيف الأعباء المالية على كاهل المنتفع بخدمات منظومة التأمين الصحي الشامل، فالمنتفع لا يتكلف أكثر من 482 جنيه كنسبة مساهمة في العملية مهما بلغت تكلفتها خارج التغطية الصحية الشاملة، والتي تصل في أغلب الأحيان إلى مليون جنيه.

واختتم الدكتور أحمد السبكي بالتأكيد على أن هذه الأرقام والنجاحات تعكس ما وصلت إليه الهيئة من ريادة في تقديم الخدمات الصحية المتكاملة والمستدامة، وأنها تواصل العمل بخطى ثابتة نحو التحول إلى نموذج رعاية صحية ذكي وشامل يرتكز على الجودة، والابتكار، ورضاء المنتفعين، في إطار رؤية مصر 2030 نحو مجتمع صحي آمن ومستدام.

طباعة شارك الرعاية الصحية محافظات المرحلة الأولى الممارسات العالمية التأمين الصحي الشامل القناة الصعيد

مقالات مشابهة

  • دراسة: خلافات المراهقين مع آبائهم وأصدقائهم قد تُسرّع الشيخوخة البيولوجية
  • دراسة: الشيب يحمي الجسم من السرطان
  • دراسة تكشف أسباب تعصب جماهير كرة القدم
  • تزويد رطبة الأنبار بإمدادات طبية كبيرة بعد انتشار إنفلونزا جديدة
  • الرعاية الصحية: 800 ألف جراحة بـ43 مستشفى بمحافظات المرحلة الأولى
  • العلاج المناعي.. ثورة طبية تقلب موازين معركة السرطان
  • طريقة بسيطة وفعالة لمعالجة الحزن والاكتئاب
  • وزير الصحة: الرعاية الصحية الأولية أساس أي نظام صحي متقدم
  • البيئة تنفذ دراسة لتحليل جودة المياه المعالجة في محطات الصرف الصحي
  • تنفيذ دراسة وطنية لتحليل جودة المياه في محطات الصرف الصحي