المجاعة تتفاقم بشمال غزة وتحذيرات أممية من مساعدة إسرائيل عسكريا
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن نصف مليون مواطن في شمال قطاع غزة يعانون في صمت من المجاعة التي تفتك بأرواحهم، في حين حذر خبراء بمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من مساعدة إسرائيل عسكريا.
وأكد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، أن 350 ألف مريض و60 ألف سيدة حامل و700 ألف طفل يعانون مضاعفات خطيرة بسبب سوء التغذية والجفاف.
واتهم القدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يضع سكان قطاع غزة في مثلث الموت المتمثل بالاستهداف بالقصف والمجاعة والأوبئة، مشددا على أن استمرار العدوان الإسرائيلي يعني مزيدا من الإبادة الجماعية.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت اليوم الجمعة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 29 ألفا و514 شهيدا، و69 ألفا و616 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت بأن الاحتلال ارتكب 10 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 104 شهداء، و160 جريحا خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "استمرار العدو الصهيوني في قصفه الإجرامي على منازل المواطنين بغزة، إمعان في حرب الإبادة والتطهير العرقي"، وعدّت استمرار استهداف منازل المدنيين بأنه "الرد العملي للكيان المحتل على المرافعات ضده في محكمة العدل الدولية".
ووجّهت الحركة في بيان -اليوم الجمعة- دعوة إلى المؤسسات الحقوقية حول العالم "لتوثيق هذه الجرائم من أجل محاكمة الاحتلال وقادته النازيين".
نقطة الانهياردوليا، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن الوكالة في غزة قد وصلت إلى مرحلة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد الجهات المانحة مساهماتها.
وأضاف أنه خلال 4 أشهر فقط، قتل في غزة من الأطفال والصحفيين والطواقم الصحية وموظفي الأمم المتحدة أكثر مما قتل في أي صراع آخر في العالم.
كما حذر منسق عملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أن سكان غزة في خطر شديد بسبب نقص المساعدات.
وقال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريس لوكيير إن القوات الإسرائيلية تهاجم قوافل المنظمة بشكل متعمد، وإن تلك الهجمات أصبحت نمطا متكررا للقوات الإسرائيلية.
وبشأن أزمة الغذاء المستفحلة، وعلى وقع المجاعة التي يواجهها سكان القطاع، قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري للجزيرة، إن المساعدات الإنسانية تصل إلى قطاع غزة بشكل متقطع.
وحذر فخري من أن حياة كل الفلسطينيين في غزة معرضة للخطر، وأن مصيرهم على المحك.
بدوره، شدد المدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ديفيد مليباند، على ضرورة احترام الحقوق الإنسانية والعمل على وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مليباند "ليس هناك عذر في عدم حماية المدنيين وعدم إدخال المساعدات إلى القطاع".
تحذير أمميوفي سياق متصل، حذر خبراء في مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من أن أي نقل للأسلحة أو الذخيرة إلى إسرائيل لاستخدامها في الحرب على غزة، من المرجح أن ينتهك القانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف فورا.
وطالب الخبراء جميع الدول بضمان احترام القانون الإنساني الدولي كما تقتضي اتفاقيات جنيف لعام 1949 والقانون الدولي الإنساني.
وشدد الخبراء على أنه يجب على الدول الامتناع عن نقل أي أسلحة أو ذخيرة أو أجزاء منها وكذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية إذا كان من المتوقع أن ستستخدم في انتهاك القانون الدولي.
وقال الخبراء الأمميون إن مسؤولي الدول المتورطين في صادرات الأسلحة قد يتعرضون للمسؤولية الجنائية في حال التحقيق في الجرائم مستقبلا.
ودعا الخبراء جميع الدول إلى ألا تتواطأ في الجرائم الدولية من خلال عمليات نقل الأسلحة والقيام بدورها لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة بشكل عاجل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ألبانيزي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فقاطعوها
وصفت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ما يحدث في غزة، منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار، بأنه إبادة جماعية، ودعت إلى وقف التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية، لأنها دولة فصل عنصري ترتكب الجرائم وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وذكر موقع ميديا بارت، الذي أجرى مقابلة مع فرانشيسكا ألبانيزي يوم الخامس من أبريل/نيسان، بمناسبة مؤتمر فلسطين الذي نظمته منصة المنظمات غير الحكومية الفرنسية، أن إسرائيل استأنفت حربها بكثافة متزايدة على قطاع غزة، وهي تواصل القصف ليلا ونهارا مع أوامر التهجير القسري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: هل تصمد روح سوريا الحرة أمام التقلبات؟list 2 of 2إعلام إسرائيلي: استمرار حرب غزة يكلفنا ثمنا باهظا ومجتمعنا ينقسمend of listوسجلت وزارة الصحة في قطاع غزة، صباح السابع من أبريل/نيسان الجاري 1391 حالة وفاة و3434 إصابة منذ 17 مارس/آذار الماضي، ليرتفع عدد القتلى المرتبطين مباشرة بالحرب إلى 50 ألفا و752 حالة وفاة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي الوقت نفسه، تتزايد هجمات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتم اقتحام القرى وتدمير المحاصيل، وضرب الرجال والنساء والأطفال واعتقالهم وقتلهم.
ومع ذلك ظلت ردود فعل الدول الغربية تتسم بالضعف، وتتراوح بين اللامبالاة والصمت والاستمرار في دعم إسرائيل، إذ تدعمها الولايات المتحدة صراحة وتزودها بمزيد من الأسلحة، في الوقت الذي تلاحق فيه قضائيا من يحتجون على الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها.
إعلان إسرائيل تستغل ضباب الحرب لطرد الفلسطينيينوذكر الموقع أن من يسعى لفضح هذه الإبادة يتعرض لهجوم عنيف من قبل مؤيدي سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحربها، ومن بينهم المحامية الدولية فرانشيسكا ألبانيزي، التي عينت في الأول من مايو/أيار 2022 مقررة خاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحذرت في وقت مبكر بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من خطر التطهير العرقي، ثم الإبادة الجماعية.
وقد اتهمت المقررة بإصدار أحكام متحيزة ضد إسرائيل وبمعاداة السامية ودعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو حتى الانتماء إليها، وكان تجديد ولايتها في الرابع من أبريل/نيسان مناسبة جديدة لشن حملة عنيفة عليها وعلى الأمم المتحدة، ولكن الحملة باءت بالفشل، وتم تجديد ولاية ألبانيزي لمدة 3 سنوات.
وقالت ألبانيزي -حسب تقرير غوينيل لينوار للموقع- إن ما يحدث إبادة جماعية من دون شك، وأوضحت أن إسرائيل تستغل ضباب الحرب كفرصة سانحة لطرد الفلسطينيين وتدمير كل ما تركوه خلفهم، وأن الحكومة الإسرائيلية استغلت غضب مواطنيها بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتبرير المواجهة الشاملة والنهائية مع الفلسطينيين.
وبينت المقررة الأممية أن إسرائيل بذلت كل ما في وسعها خلال 16 شهرا لإخلاء قطاع غزة من سكانه، ولكنها فشلت لأن الفلسطينيين، لا حماس، أظهروا أنهم لا يريدون الخروج من قطاع غزة، وقد كان ذلك بإمكانهم لو أرادوه، وبالفعل "عندما كنت أصرخ بصوت عالٍ مطالبة بإنشاء ممرات إنسانية، اتصل بي عدة أشخاص من غزة وطلبوا مني التوقف لأن الممرات الإنسانية ستستخدم لطردهم".
وأعادت ألبانيزي تأكيدها أن ما يحدث إبادة جماعية ذات أبعاد غير مسبوقة، لأن وسائل القتل غير مسبوقة، حيث تجرب إسرائيل أسلحة جديدة على الفلسطينيين، كالطائرات ذات المروحيات الرباعية، وهي آلات قتل يتم إطلاقها في الفضاء ولا تخضع لأوامر البشر، وأكثر ضحاياها الأطفال لأن لديهم صعوبة في الاختباء.
إعلانومن جهة أخرى قالت المقررة "إنني أرى خطرا هائلا يهدد بنزوح السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وربما لا يكون هذا الخطر وشيكا كما هو الحال بالنسبة لمن يعيشون في قطاع غزة، ولكن طبيعته مماثلة. ولا تزال تهديدات الضم قائمة ولم يبق إلا إضفاء الطابع الرسمي عليه".
العدالة عاجزةوذكرت ألبانيزي أن الأوضاع لا يمكن أن تبقى على ما كانت عليه وأن الحصار بمثابة الخط الفاصل بين الحياة والموت، وقالت "أعتقد أن هناك فرصة لإنقاذ هذه الأرض مع الناس الذين يعيشون عليها، وذلك من خلال فتح عيون الإسرائيليين وجعلهم يرون ما فعلوه، حتى لو كانوا ينظرون في الاتجاه الآخر.
وأوضحت أنها عندما تتحدث عن التدخل، لا تطالب باستخدام القوة العسكرية، بل "أطالب بتطبيق القانون الدولي، والتوقف عن التعامل مع إسرائيل كشريك تجاري، والتوقف عن التعامل مع إسرائيل كما لو كانت دولة طبيعية، لأنها دولة فصل عنصري ترتكب اليوم الجرائم وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
ورأت المقررة أن العدالة عاجزة لأنها اختطفت من قبل الولايات المتحدة، علما أن القانون الدولي لا يكون قويا إلا بقدر إرادة الدول في تنفيذه، وهو لم يكن في وضع أسوأ مما هو عليه اليوم، بعد أن أصبح من الواضح أن الدول مستعدة لانتهاكه من أجل حماية النظام الغربي، ولأن الغرب متواطئ فيما يحدث.
وأضافت ألبانيزي "أما ما يقولونه عني فلم يعد يؤلمني بعد الآن. بالطبع أنا أعاني، لأن سمعتي تعرضت للخطر بشكل كامل، لكن ما يؤلمني أكثر هو أن هناك أطفالا يقتلون يوميا ويتم تجاهلهم. لدي صوت ويجب علي استخدامه".
وختمت بأن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تستمع إليها "مع أنهم لا يحبون ما أقوله، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كانوا غاضبين مني ومن منظمة العفو الدولية ومن جميع الشهود الآخرين، وهم يخشون أن يستمع إلي مجتمعهم المدني والشباب خاصة".
إعلان