يمانيون:
2024-11-22@23:00:19 GMT

حركة العالم وسنن التغيير

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

حركة العالم وسنن التغيير

عبدالرحمن مراد

لن تستقر الحياة في الجزيرة والخليج وفي المنطقة كلها إذا لم تستقر اليمن، ولن ينعم شعب العرب بالعيش الكريم إذا لم ينعم شعب اليمن بذلك، تلك معادلة وجودية، كانت قيادتنا الثورية والسياسية قد أرسلت رموزها إلى العرب وعرب الصحراء والخليج ولكنهم قوم عمون لا يفقهون.
اليوم نحن في المحك وقد تسارعت الأحداث الدولية كي تعزز من موقفنا، فالاضطرابات العالمية واتساع دائرتها الجغرافية سوف يجعل الخرق يتسع على أمريكا وبالتالي تضع نفسها في دائرة أخلاقية ضيقة الأمر الذي سوف يحد من صلفها وعنتها وطغيانها ويعيدها إلى المساحة التي تليق بها، وبالتالي سوف نشهد تقزما لرعاة البقر، وفقدانا لمفردات التحكم في النظام الدولي القادم الذي بدأ يتشكل في الواقع من خلال حركة الروس وتأهب الصين والانهيارات المتوالية للنظام الرأسمالي وفقدانه الكثير من مفردات اللعبة الدولية والأهم فقدانه للقيم الأخلاقية كما يتجلى ذلك في مواقفه من حرب الإبادة في غزة .


اليوم العالم أمام واقع جديد، وأمام شروط جديدة، ونظام جديد، الأمر الذي يجعل دول العالم في تبدل وتغير مستمر، فدوام الحال من المحال، فالطغيان إلى زوال مهما طال أمده، والبذخ ورخاء العيش لن يكون في قابل الأيام، وكما تجري سنن الله في كونه سوف تتحول الشعوب المحاصرة من الضيق وشظف العيش إلى الرخاء والعزة والكرامة، وسوف نشهد تبدلا في حال الأنظمة التي تحاصرها، من التجبر إلى الذل ومن الرخاء إلى الشدة، حدث مثل ذلك قديما للمؤمنين في شعب أبي طالب ويحدث اليوم في شعب اليمن وفي شعب غزة، وهناك الكثير من المماثل التاريخي، ورأينا كيف تحولت الأحوال من الضعف إلى القوة، ومن الذل إلى العزة والكرامة، تلك معادلة صعبة قد لا يفقهها الغرب ولا الصهاينة ولا عرب الصحراء لكنها قادمة وسوف نشهد الكثير من تفاصيلها في قابل الأيام، فروسيا اليوم تسقي أمريكا من ذات الكأس الذي شربت منه ذات يوم، واليمن بالضرورة سوف تسقي جيرانها من ذات الكأس، وفلسطين سوف تسقي الصهيونية من ذات الكأس، لكن ليس بذات الحقد ولا ذات الطريقة والأساليب .
من المفيد اليوم القول أن كل هذا الاشتغال الذي نراه اليوم في واقعنا العربي بالذات، وكل حركة الصراعات في المنطقة العربية يصب في بوتقة القضايا التي تتعلق بالعولمة وفي جوهرها الارتباط بالنظام الرأسمالي العالمي، إذ أن القوة الاقتصادية تريد أن تجعل من الكونية هدفا لها بحثا عن سوق عالمية ومستهلك كوني ولذلك لا نستبعد كثيرا أن تعترف أمريكا بمركزية ايران في الخليج وخليج عمان وأن تتداخل مع ايران في مصالح اقتصادية وسياسية واستراتيجية فهي تحرص على ألا تذهب ايران إلى الصين وألا تشكل مع روسيا محورا قد يحدث قلقا لها كما كانت في سالف أيامها إبان الحالة الاشتراكية ومؤشرات ذلك بدأت تطفو على سطح الحقيقة والواقع، وما تلك المناورات السياسية والإعلامية سوى عوامل قد تحسن شروط التفاوض لطرف على آخر ليس أكثر.
فالرأسمالية تريد دولا ضعيفة وغير فاعلة تعاني التشظي والانقسام حتى يسهل عليها فرض ثنائية الخضوع والهيمنة عليها، ولذلك تدير حركة الانقسامات والحروب في المنطقة العربية وهي من خلال تفاوضها مع إيران وعقوباتها المتكررة عليها تريد ايرانا قويا لكن بالقدر الذي يخدم مصالحها ويوفر لها الحماية وتدفق الأموال.
ولا بد أن ندرك أن لكل مرحلة من تاريخ المجتمعات مفاهيمها الخاصة التي تؤطر طريقة تفكير الأفراد والجماعات، وتحدد هوية وطبيعة العلاقات بينهم، ولا تكاد تقتصر جدلية الفكر واللغة على إنتاج مفاهيم جديدة تستجيب للتحولات التي تطرأ على علاقة الفكر بالأشياء وبالعالم بل تعمل على تحسين المحتوى العام للمفردات وتحسين المفاهيم في اتجاه توسيع المحتوى الدلالي أو تضييقه أو تعديله بشكل من الأشكال.
ولذلك نقول أن المعركة الثقافية اليوم لا تقل شأنا عن المعركة العسكرية ولا بد لنا من خوض غمارها بقدرة كبيرة من الوعي بمجالاتها حتى نحقق الانتصار الذي نرغب مالم فنحن ندور في دوائر مفرغة لا قيمة لها في الواقع ولا أثر لها في المستقبل، فدوائر التطور متعددة وتشمل إلى جانب الدين العقل والفن ولا بد من التوازن بين الدوائر حتى لا تطغى دائرة على أخرى فيكون الصراع تعبيرا عن النقص لا استقرارا عبر توازن الكمال بينهم .
وبالوقوف عند الإشكالية التاريخية نرى أنه من الضرورة بمكان قراءة التاريخ بمنهجية جدلية وبرؤية تفكيكية قادرة على بعث الروح في الذات المنهزمة فينا، كي تستعيد وعيها بمقوماتها التاريخية والحضارية، وبحيث تتمكن من تسجيل حضورها في العصر الحديث، بوعي أكثر تطلعا وأكثر تقدما وأكثر إنتاجا، بعيدا عن روح الغنيمة والصحراء.
فالبناء الجديد قد يتطلب هدما في أحايين كثيرة حتى يكون البناء الجديد أكثر قوة وأكثر متانة في مقاومة عوامل الطبيعة وتطورات المراحل التاريخية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يواصل استعراض رسائل حكومة التغيير والبناء

حيث تم استعراض ما يتصل بتنفيذ وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية لتوصيات المجلس الواردة في تقرير لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين المتعلق باستمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الأفريقي إلى أراضي الجمهورية اليمنية بطرق غير شرعية، وكذا إيضاحات الوزارة بشأن قضايا اللاجئين والمهاجرين.

واستمع مجلس النواب إلى رسالة الحكومة المتصلة بتوصية المجلس بشأن العمل على إعداد مسودة مشروع قانون خاص باللجوء.

وفي سياق متصل استعرض مجلس النواب رسالة الحكومة فيما يخص تنفيذ توصيات المجلس التي أقرها عند مناقشته تقرير السلطة المحلية حول ردود الحكومة بشأن توصيات المجلس للفترة 2021- 2023م.

واطلع المجلس على رسالة الحكومة بشأن توصيات المجلس الواردة في تقرير لجنة التربية والتعليم حول إيرادات ومصروفات صندوق المعلم والتعليم "منذ نوفمبر 2020م حتى سبتمبر 2023م"، والذي تضمن الرد على مصفوفة تنفيذ وزارة المالية للتوصيات الخاصة بها.

كما استمع مجلس النواب إلى رسالة حكومة التغيير والبناء بشأن مؤشرات مستوى أداء محافظة صنعاء للعام 1445هـ.

وأقر مجلس النواب إحالة رسائل الحكومة والردود والإيضاحات المرفقة إلى اللجان المختصة لدراستها وموافاة المجلس بنتائج ذلك.

وخلال الجلسة وافق مجلس النواب على مقترح إعادة توزيع اللجان الدائمة وبما ينسجم ومتطلبات مرحلة التغيير والبناء، وفي إطار تفعيل أداء اللجان الدائمة بالمجلس لمواكبة المرحلة والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

إلى ذلك استمع المجلس من عضو مجلس النواب محمد أمين باشا إلى أسئلة واستفسارات موجهة إلى وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب حول بعض الإشكالات والمخالفات المتعلقة بإيقاف الأرقام الضريبية لبعض الجهات.

وطالب عضو المجلس بحضور وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب للرد على الاستفسارات الموجهة إليهما في أقرب جلسة ممكنة.

وكما استمع من عضو مجلس النواب نجيب أحمد الورقي إلى سؤال موجه لوزير النفط والمعادن، والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية بخصوص بعض الإشكالات المتعلقة بتسوير أرض تابعة للمواطنين في محافظة ذمار دون أي مسوغ قانوني، مطالبًا بحضور وزير النفط والمعادن والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية للرد على الاستفسارات الموجهة إليهما.

وكان مجلس النواب استهل جلسته باستعراض محضره السابق، وأقره وسيواصل أعماله السبت المقبل بمشيئة الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
  • محمد بن سلمان.. ماذا يعني التغيير الكبير لمستقبل السعودية؟
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • الخاسر الذي ربح الملايين !
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • د. محمد بشاري يكتب: أسطورة الخيال.. بوابة التغيير والإبداع
  • مجلس النواب يواصل استعراض رسائل حكومة التغيير والبناء
  • حاتم خيمي: يجب أن يتم التغيير الشامل لاتحاد القدم حتى مع تأهل المنتخب .. فيديو
  • تباطؤ حركة سير السيارات بطرق ومحاور القاهرة والجيزة صباح اليوم الأربعاء