تكريم رئيس جامعة جنوب الوادي خلال فعاليات حفل التصنيف العربي للجامعات 2023
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
كرم الدكتور ايمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور احمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي فى حفل توزيع شهادات التصنيف العربي للجامعات العربية المدرجة بهذا التصنيف في نسخته الأولى والذى حصلت فيه جامعة جنوب الوادي على المركز 49 عربيا ضمن 115 جامعة صنفت في هذا التصنيف، وان عدد الجامعات التي تقدمت وصلت الى 208 جامعة.
وأشار الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية في مستهل الحفل عن تضافر جهود اتحاد الجامعات العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية. وأشار انه من ضمن الشروط الأساسية التي استوفتها الجامعات المدرجة في التصنيف أن تكون جامعات تعليمية وبحثية. وأن للتصنيف مؤشرات مركبة تجمع بين أربعة مؤشرات أداء تقييم رئيسية، لكل منها 9 معايير أداء فرعية هي: 1) مؤشر الأداء الرئيسي "التعليم والتعلم" بنسبة (30%)، ب) مؤشر الأداء الرئيسي "البحث العلمي"بنسبة (30%)، ج) مؤشر الأداء الرئيسي "الابداع والريادية والابتكار" (20%)، د) مؤشر الأداء الرئيسي "التعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع" (20%).
كما شهدت الجلسة الافتتاحية للحفل كلمة السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية، وكلمه للدكتور محمد مصطفى كمال، مدير معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة نيابةً عن الدكتور محمد بن أعمر مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، وكلمة الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمى العربية د.عبد المجيد بنعمارة، بالإضافة إلى كلمة د.على شمس الدين رئيس جامعة بنها الأسبق ورئيس الملتقى.
ومن جانبة رحب الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى بجميع الحضور، وأشاد بتطور تصنيف الجامعات المصرية والعربية مما يعكس دور الابتكار بالجامعات مما يعكس التطور الملحوظ فى العملية البحثية والتدريسية و تحويل المخرجات البحثية إلى مخرجات هادفة لخدمة مجتمعاتنا العربية مشيدا بنسخة التصنيف العربي الأولى. وأشاد الوزير بالمستوى المتميز الذى ظهرت به الجامعات المصرية بالنسخة الأولى من التصنيف العربي للجامعات ٢٠٢٣، في عملية تنافسية تنطلق من التكامل والتعاون بين الجامعات العربية، متطلعا لوجود تصنيف تخصصي ينبثق من هذا التصنيف مثل مثيلته في التصنيفات الأجنبية حيث أدرجت معظم الجامعات العربية من حيث التخصص في مختلف التصنيفات الدولية مما يعكس قوة بعض التخصصات العلمية بجامعات الوطن العربى.
واشار الدكتور احمد عكاوى رئيس جامعة جنوب الوادي ان الجامعة تولى اهتماما كبيرا بملف التصنيف الدولى بجميع التصنيفات الدولية وظهورها بجميع المحافل الإقليمية والدولية مؤكدا ان جامعة جنوب الوادى لها رصيد كبير في البحث العلمى دور هام في خدمة المجتمع والتنمية المستدامه ودعم الابتكار وتحقيق بيئة جامعية مستدامة. يذكر انه طبقا لإعلان التصنيف العربي في نسخته الأولى لعام 2023 وصل عدد الجامعات المصرية 28 جامعة مدرجة بهذا التصنيف وانه بنهايه الحفل تم توزيع شهادات على الجامعات المدرجة بالتصنيف.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تكريم رئيس الجامعة جامعة جنوب الوادي حفل التصنيف العربي رئيس جامعة جنوب الوادي مؤشر الأداء الرئیسی جامعة جنوب الوادی الجامعات العربیة الجامعات المصریة التصنیف العربی الأمین العام البحث العلمی رئیس جامعة
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
مرتضى بن حسن علي
في عصر تتغير فيه الخرائط المعرفية بوتيرة جنونية، وتتحول الجامعات حول العالم إلى مختبرات للأفكار واختراع الغد، وتسوده الثورة التكنولوجية الكاسحة والذكاء الصناعي، لا تزال مُعظم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي محاصرة في قوالب الماضي، وتواجه تحديات جذرية تُعيقها عن أداء أدوارها كقاطرة للتقدم وابتكار المستقبل لأنها مُثقلة بكثير من المُعوِّقات التي تبعدها عن أداء رسالتها الحقيقية.
الجامعات هي مصادر للفكر والعلم ومراكز للأبحاث، مهمتها التعايش مع الحياة العملية والعلمية وأن تجعل الأجيال الجديدة على دراية بالواقع وتطوراته ودراسة همومه والتعرف على مشاكله الفعلية، وتطوير الطلبة علمياً وفكرياً وبكل ما تملك من قدرة على البحث والتشخيص والتحليل، وتكون على صلة وثيقة بينها وبين دنيا العمل والتكنولوجيا. وحتى تتحول من مجرد مانحة للشهادات إلى حاضنات للإبداع والخريجين قادة للتغير، فهي بحاجة إلى بيئة أكاديمية ورؤساء وعمداء ذوي رؤية واضحة وأكفاء يواكبون الاتجاهات الحديثة في التعليم على المستوى الدولي واختيار الموارد البشرية المؤهلة، واتباع مناهج حديثة، والاهتمام بالبحث العلمي.
والوظيفة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي هي تأهيل الشباب علميا وسلوكيا وفكريا وأن تبتكر مع مرور الوقت، مسارات للتقدم ونقل المعرفة إلى مجتمعاتها وأن تكون مشاعل للتقدم. غير أن الأنظمة التي تخضع لها تحد من قدراتها على مواكبة التقدم العلمي الذي يحصل في مثيلاتها من البلدان المتقدمة.
ولعلَّ قدرًا كبيرًا وملحوظًا لذلك يتصل بضعف مرحلة التعليم الأساسي، وافتقار المجتمعات العربية لمؤسسات إنتاج حقيقية من معامل ومصانع ومراكز للأبحاث الجادة. لقد اختزلت أدوار التعليم العالي في مجرد المانح للشهادات التي هي في أغلبها خالية من المحتوى وتعلق داخل البيوت والمكاتب كجزء من الديكور الداخلي الذي يستر عيوبا عديدة في البناء الداخلي، لا تنتج فكرا ولا تبني أُمَّة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن غريباً أن يقوم كل من التعليم والعمل بنفي الآخر ومحاصرة أدواره.
التحديات التي تعيق التعليم العربي كثيرة منها:
المناهج البعيدة عن التقدم التكنولوجي:لا تزال العديد من الجامعات العربية تعتمد مناهج قديمة في زمن جديد، نظرية تركز على الحفظ والتلقين، بدلًا من تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي. فمثلا في مجال الهندسة، يفتقد الطلبة إلى مختبرات متطورة أو التدريب العملي في الميدان، وينهون دراستهم دون أن يلمسوا مختبرا متقدما، أو يشاركوا في مشروع عملي واحد تهيئهم لسوق العمل، مما يخلق فجوة بين المعرفة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطالب يدرس نظريات القرن العشرين أو قبله، بينما العالم يتسابق في تطبيقات الذكاء الصناعي وعلوم البيانات.
بيروقراطية بدون أفق وتمويل بدون رؤية وضعف التمويل وطريقة صرفه:تعاني الجامعات من هياكل إدارية معقدة وترهل إداري وقرارات متضاربة، ولا سيما الحكومية منها، تعيق تبني مشاريع بحثية مبتكرة؛ حيث تُهدر أشهر على إجراءات الموافقة على بحوث طلاب الدكتوراه، بينما تُوجه ميزانيات محدودة إلى فعاليات شكلية بدلًا من دعم الابتكار، أو تبني الأفكار الخلّاقة وموتها في مهدها، كما تفتقد إلى الأموال الأهلية "الوقف والخمس".
الانفصال عن قطاع الإنتاج وسوق العمل:قلة المشاريع الإنتاجية وغياب الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي الموجود يجعل الأبحاث الأكاديمية حبيسة الأوراق، في الوقت الذي نجحت ماليزيا مثلا في تحويل أبحاث جامعاتها إلى منتجات تجارية وصناعية عبر إنشاء "مدن التكنولوجيا" التي تربط بين الباحثين والمستثمرين.
في بيئة واحدة تُحول الأفكار إلى منتجات.
البطالة المُقنَّعة:في مصر- على سبيل المثال- يُشكِّل خريجو الجامعات نحو 30% من الباحثين عن عمل، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بسبب عدم مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل المتغير. وأيضًا بسبب عدم وجود المؤسسات الإنتاجية الكافية.
البطالة والتطرُّف:وجود خريجين عديدين ولمدة طويلة بدون عمل، يدفعهم للهروب إلى العالم الافتراضي. ولجوئهم إلى الجماعات المتطرفة أو الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية هربًا من واقعهم، كما حدث مع عدد كبير من الشباب في عدد من الدول العربية الذين تحولوا إلى التنظيمات المُتطرِّفة بعد فشلهم في ايجاد فرص عمل. وهكذا فإن الشهادة الجامعية أصبحت عبئا بدلا من أن تكون جواز مرور إلى العمل.
نماذج نجاح تُلهم الحلول
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية استثمرت في بناء شراكات دولية وإنشاء مراكز متطورة في الطاقة المتجددة، مما جعلها تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتقنية الحيوية. مبادرة "مليون مبرمج عربي" في الإمارات، والتي ربطت بين التعليم التقني واحتياجات سوق العمل المتبدلة عبر تدريب الشباب على مهارات البرمجة، مما خلق فرص العمل عن بُعد مع شركات عالمية. إنها تجربة ناجحة في ردم الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات العصر الرقمي. تجربة الجامعة الأمريكية في بيروت؛ فرغم التحديات نجحت الجامعة في دمج البحث العلمي مع قضايا المجتمع، مثل تطوير حلول لمشكلة النفايات في لبنان وتحويلها إلى طاقة.وفيما يلي نوضِّح كيفية الخروج من النفق واعادة بناء التعليم العربي العالي كمنصة للابتكار واعادة الاعتبار للجامعة:
تجديد الدماء في الإدارات الجامعية وتعيين قيادات شابة ذات رؤية استشرافية، كما فعلت جامعة زايد في الامارات بتعيين أكاديميين من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، لتطوير برامجها. ربط التمويل بالنتائج، من خلال منح الجامعات ميزانيات وفقا لجودة الأبحاث المنشورة وعدد براءات الاختراع المسجلة، كما يحدث في سنغافورة مثلًا. خلق مسارات مهنية مرنة، عبر متابعة ما يجري في العالم من تطورات علمية وتكنولوجية وادخال التخصصات الضرورية المتعلقة بتلك التطورات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"الاقتصاد الرقمي" أو إدخال تخصصات مستقبلية، وتدريسها بمناهج قابلة للتحديث السنوي، كما تفعلها بعض الجامعات في العالم مثل جامعة "CODE" في المانيا مثلًا.التعليم كاستثناء استراتيجي
لا يمكن لمجتمعاتنا أن تبني مستقبلًا دون تعليم عالٍ يُحرر طاقات الشباب ويحوّل أحلامهم إلى مشاريع ملموسة. آن الأوان لنتوقف عن التعامل مع الجامعة كمجرد مبنى أو عنوان على ورقة الشهادة، والتعامل معها كجبهة فكر، ومصنع للقيادات، ومحرك للتنمية. فكما قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم".
لقد آن الأوان لنجعل من جامعاتنا منارات للفكر، لا مجرد جدران تُعلَق عليها الشهادات!
رابط مختصر