فبراير 23, 2024آخر تحديث: فبراير 23, 2024

المسقلة/- كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن خطط إسرائيل بشأن غزة بعد انتهاء الأعمال العدائية في القطاع، و قدم إلى مجلس الوزراء الحربي اقتراحًا رسميًا يتناقض بشكل مباشر مع أهداف الولايات المتحدة.

و لم تذكر الوثيقة المؤلفة من صفحة واحدة، و التي نشرها مكتبه خلال الليل، أي دور للسلطة الفلسطينية و التي تريد إدارة بايدن أن تراها تتولى السيطرة، و ترفض الخطوات الدولية الأحادية الجانب نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.

و تتوقع أيضًا وجود منطقة عازلة أمنية كبيرة داخل القطاع المحاصر، و هي نتيجة أوضحت الولايات المتحدة أنها تعارضها.

و على الرغم من صياغتها بشكل غامض، و جذابة لقاعدته السياسية اليمينية المحلية، فإن الوثيقة التي تحمل عنوان “مبادئ اليوم بعد حماس” هي أول خلاصة رسمية لتصريحات نتنياهو السابقة حول هذه القضية. و ليس من الواضح ما إذا كان قد طُلب من مجلس الوزراء الحربي التصويت عليه.

و من خلال تقسيم مستقبل غزة إلى مراحل قريبة و متوسطة و طويلة المدى، فإنه يوضح أن إسرائيل ستواصل حصارها الطويل الأمد للقطاع، و تعتزم البقاء منخرطة في القضايا المدنية، بدءًا من كيفية عمل الشرطة المحلية و ماذا سيدرس في المدارس و المساجد.

و من الناحية العملية، يمكن أن تشهد استئنافًا واسع النطاق لسيطرة إسرائيل على القطاع و سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، و الجمع بين عناصر احتلالها المستمر منذ عقود وا لحصار العقابي الذي فُرض عام 2005 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة.

و كانت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، و الاتحاد الأوروبي يدفعان بخطة مختلفة لما بعد الحرب. و تتصور الخطة أن تتولى السلطة الفلسطينية العلمانية نسبياً، برئاسة الرئيس محمود عباس، السلطة، بعد ما يقرب من عقدين من الإطاحة بها من قبل حركة حماس الإسلامية، مما يمهد الطريق لمحادثات من شأنها أن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

و كشف نتنياهو عن الخطة خلال زيارة بريت ماكجورك، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى إسرائيل. و لم تعلق الإدارة الأمريكية علانية بعد على الوثيقة.

و لن تدخل خطط إسرائيل متوسطة المدى حيز التنفيذ إلا بعد إعلان النصر في حربها ضد حماس و انتهاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، و هي عملية قد تستغرق عدة أشهر.

و قد أودت العملية حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 29,000 فلسطيني، معظمهم من النساء و الأطفال، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، كما أدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية في غزة و تدمير أو ألحاق أضرار لنصف البنايات السكنية على الأقل. و تشير التقديرات إلى أن إجمالي عدد القتلى أعلى بكثير، حيث لا تزال العديد من الجثث تحت الأنقاض.

و على المدى المتوسط، ستقوم إسرائيل ببناء “منطقة أمنية” داخل قطاع غزة، تمتد على طول حدودها بأكملها. و قالت الوثيقة إنها تعتزم أيضًا بناء “جناح أمني” أو حاجز أمني فوق و تحت الأرض على طول حدودها مع مصر لمنع تهريب الأسلحة و فرض السيطرة البرية و البحرية و الجوية على القطاع.

لن تسمح إسرائيل إلا بالأسلحة اللازمة “للحفاظ على النظام العام”، في إشارة غامضة إلى تأسيس قوة الشرطة التي اختفت إلى حد كبير بعد أن استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية، مما أدى إلى حالة من الفوضى أجبرت المنظمات الإنسانية على تقليص عمليات تسليم المساعدات.

و قالت إنه في المجال المدني، لن تسمح إسرائيل إلا لـ “الجهات الفاعلة المحلية ذات الخبرة الإدارية” بفرض النظام العام، و أن هذه المجموعة غير المحددة من الأشخاص “لن يتم ربطها بدول أو هيئات تدعم الإرهاب، و لن تتلقى رواتب منهم.”

و سوف يتم تأجيل أي عملية إعادة إعمار لقطاع غزة المدمر إلى موعد غير محدد، عندما تعتبر إسرائيل أن أهدافها العسكرية قد اكتملت.

و يؤخر ذلك إلى أجل غير مسمى خطط عودة أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من شمال قطاع غزة، و يبحثون عن مأوى في الجنوب، بالقرب من معبر رفح الحدودي، و يسكن العديد منهم في خيام المترامية الأطراف.

و قالت الوثيقة إن إسرائيل تعتزم اختيار من يسمح له بقيادة إعادة إعمار غزة، و ستشرع في “برنامج شامل للقضاء على التطرف في جميع المؤسسات التعليمية الدينية و الاجتماعية في قطاع غزة، و يتم ذلك بمشاركة و مساعدة الدول العربية”.

و ستعمل إسرائيل أيضًا على إغلاق وكالة الأمم المتحدة لأنقاذ و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تأسست منذ 75 عامًا، و هي وكالة الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة لنحو خمسة ملايين فلسطيني و التي توظف حوالي 13 ألف شخص في غزة، و استبدالها بـ “منظمات مساعدات دولية مسؤولة”.

و قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، في رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة صدرت يوم الجمعة، إن “دعوات إسرائيل لإغلاق الأونروا لا تتعلق بحياد الوكالة”. و أضاف: “بدلاً من ذلك، فإنهم يتعلقون بتغيير المعايير السياسية القائمة منذ فترة طويلة للسلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

و قال لازاريني إن إسرائيل قدمت للأمم المتحدة قبل أسبوعين من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول خريطة تتضمن “إسرائيل المستقبلية التي تشمل كل فلسطين”،  وأن تفويض الأونروا “يشكل عقبة أمام أن تصبح تلك الخريطة حقيقة”.

و على المدى الطويل، ترفض الوثيقة أي حل مفروض دوليا، بما في ذلك احتمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها تترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة من أجل “اتفاق الوضع النهائي”.

هذه هي الطريقة التي تشير بها إسرائيل إلى محادثات السلام التي توقفت منذ فترة طويلة و التي أشعلتها اتفاقيات أوسلو، و التي جمدها نتنياهو لأكثر من عقد من الزمان.

و جاء في الوثيقة أن “إسرائيل ترفض تماما الإملاءات الدولية فيما يتعلق بترتيبات الوضع النهائي مع الفلسطينيين”. و أضاف أن مثل هذا الترتيب لن يتم التوصل إليه إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين دون شروط مسبقة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

أعلام فلسطين ترفرف بجانب «الخريطة الكاملة».. 10 رسائل من «الصامدين في غزة» إلى إسرائيل

بين البهجة والتحدي، وبدءا من الحضور الرمزي للقائد السابق في حركة حماس يحيى السنوار، وصولا إلى توزيع الورود، حرصت الفصائل الفلسطينية على توظيف كل تفصيلة في مراسم تنفيذ الصفقة الثانية لتبادل الأسرى.

10 مشاهد مؤثرة أرسلت إشارات قوية عبر طقوس الاستقبال، فبينما تفاعل الشعب الفلسطيني بحفاوة مع المحررين، كانت كل ورقة وردة تُلقى في طريقهم تعبر عن إصرار على مواصلة النضال، ولم تكن الصفقة مجرد تبادل للأسرى، بل كانت رسالة واضحة «القضية الفلسطينية حية». 

وفي رمزية فلسطينية إلى قائد الفصائل يحيى السنوار، حرصت الفصائل الفلسطينية على الانتشار في محيط منزل السنوار الذي هدمه الاحتلال الإسرائيلي، مع تحديد حي خان يونس لتسليم الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر تمهيدا لتسليمهم  لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

السنوار حاضر بمسدسه

وعلقت الفصائل لافتة كبيرة عليها صورة السنوار الشهيرة ممسكا بالسلاح.

أما المشهد الثاني فكان حرص الفصائل على إطلاق سراح آجام بيرجر أولا في جباليا عند مستشفى كمال عدوان، التي صمدت في وجه الاحتلال الإسرائيلي طوال 15 شهرا.

جباليا مقبرة جفعاتي

أما المشهد الثالث فهو طبع الفصائل لافتة كبيرة مكتوب عليها بالعبرية «جباليا، مقبرة جفعاتي» مع شعار حملة حماس «طوفان الأقصى في رسالة تبعثها الفصائل لإسرائيل وتهديد للجيش الاحتلال إذا كان يفكر في استئناف الحرب في المستقبل».

أعلام فلسطين ترفرف

وكان المشهد الرابع هو علم فلسطين الذي حرصت الفصائل على أن يعلق في زينة عرضية، مربوطة في بقايا المنزل التي مازالت واقفة، رغم قصف إسرائيل لها بكل أنواع الأسلحة خلال الحرب.

ورود وفرحة عارمة

#فيديو سيدة فلسطينية تلقي الورود على جموع عناصر كتائب القسام المنتشرة تمهيدًا لعملية تسليم أسرى. pic.twitter.com/coIJiKIel5

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 30, 2025

خامس هذه المشاهد، كانت اللقطة العفوية لسيدة فلسطينية حملت مزهرية ورود مصنوعة من الخشب وبها ورود قامت بنثرها على الحضور من الفلسطينيين المشاركين في مشاهد تبادل الأسرى.

شعارات كتائب جيش الاحتلال

المشهد السادس كان عبارة عن شعارات كتبتها الفصائل الفلسطينية على لافتات في رسائل إلى جيش الاحتلال حيث كانت الشعارات تمثل وحدات عسكرية في جيش الاحتلال (الناحال، وكفير، وجفعاتي، و401) تعرضت لكمائن قاتلة وتلقت خسائر فادحة خلال المعركة في شمال غزة.

 شارات النصر في الأتوبيس

أما المشهد السابع  فكان من نصيب الأسرى الفلسطينيين الذين التقطت لها شاشات الفضائيات الموجودة في غزة صورا لهم رافعين شارات النصر في الحافلة البيضاء التي تضمهم، وفيها أفراد الصليب الأحمر، تمهيدا لتسليمهم إلى الفصائل الفلسطينية.

خريطة فلسطين الكاملة

وكان المشهد الثامن هو وجود خريطة فلسطين على منصة الفصائل التي تضم كرسيين فارغيين في إشارة إلى الشهيدين يحيى السنوار وإسماعيل هنية، في تأكيد حدود فلسطين التاريخية قبل النكبة عام 1948 وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

فشل في استعادة الأسرى رغم كل الدمار

وكان المشاهد التاسع هو إخراج أسيرة إسرائيلية من مكان محترق، وجزء منه مهدم في إشارة إلى أن إسرائيل هدمت المباني، لكنها فشلت على مدار 15 شهرا في استعادة الأسرى.

سلاح جندي إسرائيلي مهزوم

أما المشهد العاشر والأخير، فكان حرص الفصائل على إبراز صورة قطعة سلاح (بندقية) حصلوا عليها من جندي إسرائيلي بعد قتله.

 

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: نتنياهو وترمب ملتزمان بإزالة حماس من حكم غزة
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • خبير: إسرائيل تسعى لتنفيذ التهجير القسري كوسيلة لتصفية القضية الفلسطينية
  • أعلام فلسطين ترفرف بجانب «الخريطة الكاملة».. 10 رسائل من «الصامدين في غزة» إلى إسرائيل
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • ‏الرئاسة الفلسطينية: قرار إسرائيل بوقف عمل "الأونروا" مرفوض ومُدان واستفزاز لشعبنا ومخالف لقرارات الأمم المتحدة
  • هآرتس: صفقة التبادل فضحت أكاذيب نتنياهو فلا النصر تحقق ولا حماس تفككت
  • صحفي إسرائيلي يكشف ما سيبحثه نتنياهو مع ترامب.. استبعد عودة الحرب