عربي21:
2025-01-31@04:23:41 GMT

الصين وطاولة المناورات الأمريكية

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

تظهر الولايات المتحدة الأمريكية حرصا كبيرا على طاولة المفاوضات التي عقدتها في باريس نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، تحت عنوان إطار باريس؛ ليس بهدف التحكم بمخرجات ومدخلات الحرب على قطاع غزة فقط، بل ولكونها أداة فعالة لتبرير استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن والتي كان آخرها رفض القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف العدوان على قطاع غزة قبل أيام قليلة.



الطاولة أعادت الولايات المتحدة تدويرها لتستخدمها كسلاح في قمة دول العشرين لإعاقة تضمين البيان الختامي للقمة دعوة لوقف إطلاق النار؛ بعد انتقادات ودعوات تصدرها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في ريو دي جانيرو البرازيلية يوم أمس الخميس.

طاولة المفاوضات تحولت إلى حجة أمريكية تستخدمها بشكل متكرر لإعاقة أي بيانات أو قرارات أممية ودولية تدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحجة التأثير السلبي لهذه القرارات والبيانات على مجريات التفاوض في القاهرة وباريس.
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه في قطاع غزة.

فاعلية طاولة المناورات ظهرت في التعامل مع المجاعة الكبرى التي تسبب فيها الاحتلال والدعم الأمريكي شمال قطاع غزة، إذ سارعت إدارة بايدن لتنشيط المفاوضات كوسيلة للمراوغة وكسب الوقت، والتهرب من المسؤولية عن جرائم الحرب المتبعة شمال القطاع وجنوبه؛ في عملية تخادم واضحة بين الجرائم المرتكبة والضغوط المراد ممارستها على المقاومة والشعب الفلسطيني للرضوخ لإرادة الاحتلال الإسرائيلي.

إيفاد الولايات المتحدة الأمريكية المبعوث الرئاسي الأمريكي بريت ماكغورك إلى المنطقة وعقد جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة وباريس؛ يعكس الجهود الأمريكية للتعامل مع الضغوط الدولية أكثر من كونها جهود حقيقية لوقف إطلاق النار.

الجهود الأمريكية تمتد إلى محاولة تجاوز شهر رمضان والحراك الشعبي والإسلامي الذي بات متوقعا في الشهر الفضيل، وتجاوز واحدة من أهم جولات الانتخابات التمهيدية للرئاسة في الولايات المتحدة في آذار/ مارس المقبل من خلال تغييب صور الحرب والجرائم الإسرائيلية عن المشهد الانتخابي الساخن.

وقف إطلاق النار تحول إلى شعار دولي تتبناه الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، ويتبناه الرأي العام العالمي والحراكات الشعبية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الوحيد الذي يقف عائقا أمام هذه الموجة العالمية بحجة إدارتها لمفاوضات تفتقد إلى النزاهة وتمتاز بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي.

كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية
فهل تصلح أمريكا لأن تكون وسيطا وراعيا للمفاوضات، أم أن الأمر يتطلب فاعلين جدد لوقف الحرب الدائرة، فاعلين أكثر جدية في التعامل مع طاولة المفاوضات ومجريات الأحداث على الأرض؟

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى حراك دولي لا يقل أهمية عن الحراك الداعي لوقف إطلاق النار الذي لم يخلُ منه محفل دولي أو لقاء واجتماع ضم اثنين من الرؤساء في العالم، ما يعني أن هناك حاجة وضرورة لترجمة هذا الحراك عبر طرح أطر جديدة للمفاوضات أكثر جدية وأكثر التزاما بالوصول إلى اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ختاما.. كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية، فهل باتت البيئة الدولية مهيئة لهذا التحول أم أن الوقت لا زال مبكرا على ذلك؟

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات غزة وقف إطلاق النار الصين امريكا غزة الصين مفاوضات وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة لوقف إطلاق النار طاولة المفاوضات المفاوضات التی تحولت إلى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بوتين يرفض التفاوض مع زيلينيسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه استبعد التحدث مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره "غير شرعي".

ورد الرئيس الأوكراني بالقول إن بوتين "يخشى" المفاوضات ويستخدم "حيلا خبيثة" لإطالة أمد الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

ويمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على الجانبين لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات في أوكرانيا، وكشف الأسبوع الماضي أن زيلينسكي يريد التفاوض على "صفقة" لوقف القتال.

وقال بوتين "إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصا للمشاركة فيها"، واصفا
زيلينسكي بأنه "غير شرعي" لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.

وتابع الرئيس الروسي "إذا كانت هناك رغبة بالتفاوض وإيجاد تسوية، لندع أيا كان يقود المفاوضات هناك... بطبيعة الحال سنسعى جاهدين لتحقيق ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا".

من جهته أشار زيلينسكي إلى أن هناك فرصة لتحقيق "سلام حقيقي"، لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال.

وأضاف "اليوم، أكد بوتين مرة أخرى أنه يخشى المفاوضات ويخشى القادة الأقوياء ويفعل كل ما في وسعه لإطالة أمد الحرب".

وحذرت كييف من استبعادها من أي محادثات سلام بين روسيا والولايات المتحدة، متهمة بوتين بالرغبة في "التلاعب" بترامب.

"كل شيء سينتهي"
واعتبر بوتين أن النزاع يمكن أن ينتهي في شهرين أو أقل إذا أوقف الغرب دعم كييف.

وجاء في تصريح أدلى به بوتين لصحافي في التلفزيون الروسي "لن يصمدوا شهرا إذا نفد المال أو الذخائر عموما. كل شيء سينتهي في شهر ونصف شهر أو شهرين".

ولم ترد أي مؤشرات تدل على احتواء التصعيد في النزاع رغم تعهّد ترامب التوصل إلى هدنة سريعة عند توليه سدّة الرئاسة الأميركية.

وأعلنت روسيا الأربعاء إسقاط أكثر من مئة مسيرة أوكرانيا في إطار هجوم وقع ليلا، بينما أفاد الجيش الأوكراني بأن موسكو أطلقت أيضا هجوما بالمسيرات.

وأعلن الجيش الروسي الثلاثاء أن قواته سيطرت على قرية كبيرة في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، في مكسب ميداني جديد ضمن التقدم الذي تحققه قوات موسكو.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها "حررت" قرية دفوريتشنا التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب أكثر من ثلاثة آلاف نسمة.

وسيطرت القوات الروسية على هذه القرية، الواقعة عبر نهر أوسكيل الاستراتيجي، في بداية هجومها العسكري في العام 2022، قبل أن تستعيدها كييف بعد أشهر في هجوم مضاد خاطف.

ويفيد مدوّنون عسكريون أوكرانيون لهم صلات بوزارة الدفاع، بأن القوات الروسية تتقدم على أطراف تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية تقع على قمة تلة كانت تعد حوالى 12 ألف نسمة قبل الحرب.
تراجع الجيش الأوكراني خلال العام الأخير على طول خط الجبهة الممتد على ألف كيلومتر نظرا إلى تفوق القوات الروسية عليه من جهة العديد والعتاد.

وأقالت الحكومة الأوكرانية مساعد وزير الدفاع المسؤول عن شراء الأسلحة الثلاثاء، بعدما اتهمته وزارة الدفاع بـ"الفشل" في ضمان حصول الجنود على "الذخيرة بالوقت المناسب".

مقالات مشابهة

  • حزب الأمة القومية السوداني يقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب
  • هل يعني تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين فشل الضوابط التكنولوجية الأمريكية؟
  • على طاولة ترامب.. مصرف الرافدين العراقي يواجه خطر العقوبات الأمريكية
  • تطورات الأحداث والطريق لوقف الحرب والديمقراطية
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • الفاو: الحرب الإسرائيلية على غزة تدمر 75% من الزراعة ومياه الري
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينيسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد
  • بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
  • كاتب صحفي: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة الأصعب.. ونجاحها ينهي الحرب
  • الأونروا تستعد لوقف عملياتها بالقدس بعد الحظر الإسرائيلي