عربي21:
2025-02-17@00:54:31 GMT

الصين وطاولة المناورات الأمريكية

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

تظهر الولايات المتحدة الأمريكية حرصا كبيرا على طاولة المفاوضات التي عقدتها في باريس نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، تحت عنوان إطار باريس؛ ليس بهدف التحكم بمخرجات ومدخلات الحرب على قطاع غزة فقط، بل ولكونها أداة فعالة لتبرير استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن والتي كان آخرها رفض القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف العدوان على قطاع غزة قبل أيام قليلة.



الطاولة أعادت الولايات المتحدة تدويرها لتستخدمها كسلاح في قمة دول العشرين لإعاقة تضمين البيان الختامي للقمة دعوة لوقف إطلاق النار؛ بعد انتقادات ودعوات تصدرها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في ريو دي جانيرو البرازيلية يوم أمس الخميس.

طاولة المفاوضات تحولت إلى حجة أمريكية تستخدمها بشكل متكرر لإعاقة أي بيانات أو قرارات أممية ودولية تدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحجة التأثير السلبي لهذه القرارات والبيانات على مجريات التفاوض في القاهرة وباريس.
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه في قطاع غزة.

فاعلية طاولة المناورات ظهرت في التعامل مع المجاعة الكبرى التي تسبب فيها الاحتلال والدعم الأمريكي شمال قطاع غزة، إذ سارعت إدارة بايدن لتنشيط المفاوضات كوسيلة للمراوغة وكسب الوقت، والتهرب من المسؤولية عن جرائم الحرب المتبعة شمال القطاع وجنوبه؛ في عملية تخادم واضحة بين الجرائم المرتكبة والضغوط المراد ممارستها على المقاومة والشعب الفلسطيني للرضوخ لإرادة الاحتلال الإسرائيلي.

إيفاد الولايات المتحدة الأمريكية المبعوث الرئاسي الأمريكي بريت ماكغورك إلى المنطقة وعقد جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة وباريس؛ يعكس الجهود الأمريكية للتعامل مع الضغوط الدولية أكثر من كونها جهود حقيقية لوقف إطلاق النار.

الجهود الأمريكية تمتد إلى محاولة تجاوز شهر رمضان والحراك الشعبي والإسلامي الذي بات متوقعا في الشهر الفضيل، وتجاوز واحدة من أهم جولات الانتخابات التمهيدية للرئاسة في الولايات المتحدة في آذار/ مارس المقبل من خلال تغييب صور الحرب والجرائم الإسرائيلية عن المشهد الانتخابي الساخن.

وقف إطلاق النار تحول إلى شعار دولي تتبناه الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، ويتبناه الرأي العام العالمي والحراكات الشعبية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الوحيد الذي يقف عائقا أمام هذه الموجة العالمية بحجة إدارتها لمفاوضات تفتقد إلى النزاهة وتمتاز بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي.

كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية
فهل تصلح أمريكا لأن تكون وسيطا وراعيا للمفاوضات، أم أن الأمر يتطلب فاعلين جدد لوقف الحرب الدائرة، فاعلين أكثر جدية في التعامل مع طاولة المفاوضات ومجريات الأحداث على الأرض؟

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى حراك دولي لا يقل أهمية عن الحراك الداعي لوقف إطلاق النار الذي لم يخلُ منه محفل دولي أو لقاء واجتماع ضم اثنين من الرؤساء في العالم، ما يعني أن هناك حاجة وضرورة لترجمة هذا الحراك عبر طرح أطر جديدة للمفاوضات أكثر جدية وأكثر التزاما بالوصول إلى اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ختاما.. كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية، فهل باتت البيئة الدولية مهيئة لهذا التحول أم أن الوقت لا زال مبكرا على ذلك؟

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات غزة وقف إطلاق النار الصين امريكا غزة الصين مفاوضات وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة لوقف إطلاق النار طاولة المفاوضات المفاوضات التی تحولت إلى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لقاء روسي أمريكي أوكراني في السعودية ضمن جهود ترامب لوقف الحرب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا سيعقدون اجتماعا في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، فيما يبدو ضمن جهوده من أجل وقف الحرب الدائرة منذ شباط/ فبراير 2022.

ولم يكشف ترامب عن أي تفاصيل حول الاجتماع المزمع في السعودية، وشدد على ضرورة انتهاء الحرب في أقرب وقت.

وجاء ذلك في تصريحات للرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، أثناء لقائه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض، حيث تطرق للحرب الروسية الأوكرانية.

والأربعاء، أعلن ترامب توصله إلى اتفاق مع بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلا إنه أجرى اتصالا مطولا ومثمرا مع الرئيس الروسي.


وعقب ذلك، أعلن ترامب إجراء اتصال مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأعلن أن الأخير أيضا يريد السلام، مثل بوتين.

وفي أبرز حدث في الحرب الروسية الأوكرانية في الشهور الماضية، أعلن زيلنسكي أن مسيرة روسية استهدفت الليلة الماضية مخزنا لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، مضيفا أن "بوتين يستعد لمواصلة خداع العالم ونحتاج لضغط موحد على المعتدي الروسي وتحميله مسؤولية أفعاله".

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي أنها وجهت ضربات على منشآت طاقة وأخرى عسكرية في أوكرانيا ليلاً بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى وطائرات بدون طيار.


وجاء في البيان أن "القوات المسلحة الروسية شنت هجوما على منشآت الغاز والطاقة والبنية التحتية للمطارات العسكرية ومراكز تخزين الطائرات بدون طيار التي تضمن تشغيل مؤسسات صناعة الدفاع الأوكرانية".

وكشفت بأن الهجوم تم "باستخدام أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة وطائرات بدون طيار من البر والجو والبحر ليلا حيث تحققت أهداف الهجوم".

ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي ردا على كيلوغ: أوكرانيا تقرر من سيكون على طاولة المفاوضات
  • محادثات أمريكية روسية أوكرانية لوقف الحرب في السعودية
  • برلماني روسي: إذا كانت المقترحات الأمريكية مرضية سنبدأ محادثات أوكرانيا
  • دعوات أممية لوقف تدفق الأسلحة وإنهاء الحرب في السودان
  • الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لوقف الحرب خلال رمضان
  • الاتحاد الإفريقي يدعو لوقف فوري للقتال في السودان
  • ماكرون يؤكد ضرورة تواجد الأوروبيين على طاولة المفاوضات حول السلام في أوكرانيا
  • السلام في أوكرانيا.. معركة على طاولة المفاوضات
  • لقاء روسي أمريكي أوكراني في السعودية ضمن جهود ترامب لوقف الحرب
  • نائب ترامب لـ بوتين: طاولة المفاوضات أفضل من ساحة القتال