الصين وطاولة المناورات الأمريكية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تظهر الولايات المتحدة الأمريكية حرصا كبيرا على طاولة المفاوضات التي عقدتها في باريس نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، تحت عنوان إطار باريس؛ ليس بهدف التحكم بمخرجات ومدخلات الحرب على قطاع غزة فقط، بل ولكونها أداة فعالة لتبرير استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن والتي كان آخرها رفض القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف العدوان على قطاع غزة قبل أيام قليلة.
الطاولة أعادت الولايات المتحدة تدويرها لتستخدمها كسلاح في قمة دول العشرين لإعاقة تضمين البيان الختامي للقمة دعوة لوقف إطلاق النار؛ بعد انتقادات ودعوات تصدرها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في ريو دي جانيرو البرازيلية يوم أمس الخميس.
طاولة المفاوضات تحولت إلى حجة أمريكية تستخدمها بشكل متكرر لإعاقة أي بيانات أو قرارات أممية ودولية تدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحجة التأثير السلبي لهذه القرارات والبيانات على مجريات التفاوض في القاهرة وباريس.
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه في قطاع غزة.
فاعلية طاولة المناورات ظهرت في التعامل مع المجاعة الكبرى التي تسبب فيها الاحتلال والدعم الأمريكي شمال قطاع غزة، إذ سارعت إدارة بايدن لتنشيط المفاوضات كوسيلة للمراوغة وكسب الوقت، والتهرب من المسؤولية عن جرائم الحرب المتبعة شمال القطاع وجنوبه؛ في عملية تخادم واضحة بين الجرائم المرتكبة والضغوط المراد ممارستها على المقاومة والشعب الفلسطيني للرضوخ لإرادة الاحتلال الإسرائيلي.
إيفاد الولايات المتحدة الأمريكية المبعوث الرئاسي الأمريكي بريت ماكغورك إلى المنطقة وعقد جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة وباريس؛ يعكس الجهود الأمريكية للتعامل مع الضغوط الدولية أكثر من كونها جهود حقيقية لوقف إطلاق النار.
الجهود الأمريكية تمتد إلى محاولة تجاوز شهر رمضان والحراك الشعبي والإسلامي الذي بات متوقعا في الشهر الفضيل، وتجاوز واحدة من أهم جولات الانتخابات التمهيدية للرئاسة في الولايات المتحدة في آذار/ مارس المقبل من خلال تغييب صور الحرب والجرائم الإسرائيلية عن المشهد الانتخابي الساخن.
وقف إطلاق النار تحول إلى شعار دولي تتبناه الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، ويتبناه الرأي العام العالمي والحراكات الشعبية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الوحيد الذي يقف عائقا أمام هذه الموجة العالمية بحجة إدارتها لمفاوضات تفتقد إلى النزاهة وتمتاز بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي.
كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية
فهل تصلح أمريكا لأن تكون وسيطا وراعيا للمفاوضات، أم أن الأمر يتطلب فاعلين جدد لوقف الحرب الدائرة، فاعلين أكثر جدية في التعامل مع طاولة المفاوضات ومجريات الأحداث على الأرض؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى حراك دولي لا يقل أهمية عن الحراك الداعي لوقف إطلاق النار الذي لم يخلُ منه محفل دولي أو لقاء واجتماع ضم اثنين من الرؤساء في العالم، ما يعني أن هناك حاجة وضرورة لترجمة هذا الحراك عبر طرح أطر جديدة للمفاوضات أكثر جدية وأكثر التزاما بالوصول إلى اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ختاما.. كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية، فهل باتت البيئة الدولية مهيئة لهذا التحول أم أن الوقت لا زال مبكرا على ذلك؟
twitter.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات غزة وقف إطلاق النار الصين امريكا غزة الصين مفاوضات وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة لوقف إطلاق النار طاولة المفاوضات المفاوضات التی تحولت إلى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تذهب فقط نحو صفقة جزئية واحدة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تجريها حاليا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن هناك احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
صفقة جزئية محدودةوقال المحلل العسكري للصحيفة رونين بيرغمان إنه حصل على رسالة وجهها مسؤول إسرائيلي كبير من الحكومة اليمينية المتشددة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، حذرهم فيها من أن الصفقة ربما لا تشمل أبناءهم، لأنها لن تكون إلا جزئية ومحدودة، وربما لا تتبعها أي مراحل أخرى.
وقال بيرغمان، وهو أيضا صحفي استقصائي يعمل مع صحيفة نيويورك الأميركية، "في الأيام الأخيرة، أرسل مصدر سياسي رفيع المستوى في الائتلاف الحكومي المتشدد سلسلة من الرسائل عبر طرف ثالث إلى عائلات المختطفين الذين لا يفترض أن يتم إدراجهم في الصفقة الإنسانية".
وأضاف -نقلا عن عائلات الأسرى- أن هذه الرسائل "مخيفة ومقلقة للغاية".
وأشار المحلل العسكري إلى أن هذه المعلومات تتزامن مع معلومات واردة من مصادر عديدة تفيد بأن إسرائيل تحاول فصل مرحلة الاتفاق الإنساني من الصفقة عن أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، فضلا عن أن التزام الوسطاء بمواصلة المفاوضات بعد هذه المرحلة يضعف أيضا.
إعلانوحسب بيرغمان، فإن المخطط التفصيلي للصفقة -التي استؤنفت المفاوضات بشأنها الشهر الماضي- يتضمن إطلاق سراح النساء (بما في ذلك المجندات) والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما ضمن الاتفاق الإنساني (المرحلة الأولى)، في حين تعتبر حماس جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما "جنودا"، وأن الجدل لا يزال قائما بين الطرفين حول أي من هؤلاء الرجال سيتم تعريفه على أنه مريض وسيتم إدراجه في إطار الاتفاق الإنساني.
وعلق بيرغمان على مضمون رسالة المسؤول الكبير، بالقول "لا يوجد الآن سوى اتفاق جزئي واحد، لن يتضمن أي التزام صريح أو آلية واضحة حول كيفية مواصلة المفاوضات من أجل الإفراج عن البقية".
وأضاف: "وفقا للرسائل، فإن الصفقة ليست في الأفق بعد، ولا توجد فرصة لمعرفة ما سيحدث هذا العام، ومن المحتمل جدا ألا يحدث حتى في الوقت القصير المتبقي من عهدة الإدارة الأميركية الحالية بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة".
وفي حين أكد أن الأطراف المتفاوضة منخرطة في صياغة إطار الهيكل التفصيلي للصفقة، فقد أشار إلى أن الخطوط العريضة لها "تشير فقط إلى بضع جمل وبطريقة غامضة للغاية إلى صفقة ثانية".
نتنياهو لا يوافق على إنهاء الحرب
ونقل المحلل العسكري عن رسالة المسؤول الكبير لعائلات الأسرى، التي دعتهم للضغط رفضا لتوجه الحكومة للذهاب نحو صفقة واحدة للجميع.
وفي حين أبدى بيرغمان تشككه في الهدف من توجيه هذه الرسالة، فقد أشار إلى اتساع دائرة تأييد الصفقة إلى أهالي الأسرى من معسكر اليمين والمستوطنين، الذين أسسوا أيضا مجموعات مختلفة مثل منتدى تكفا وغيرها.
ولفت إلى تغيير في موقف جزء من قاعدة الجزء اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو لصالح الصفقة، بما في ذلك تأييد صفقة كاملة من شأنها أن تضمن عودة جميع المختطفين، أحياء وأمواتا، وتؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
إعلانكما أشار أيضا إلى أن مسؤولين كبارا جدا في الجيش الإسرائيلي والشاباك يدعمون صفقة واحدة، لكنهم يفهمون أيضا أن المستوى السياسي لن يوافق عليها بأي شكل من الأشكال.
وقال بيرغمان إن المفاوضات في السابق كانت تجري على أساس أن تضمن الدول الوسيطة استمرار وقف إطلاق النار خلال المفاوضات لإنجاز المرحلة الثانية، ولكن هذا الالتزام المحدود قد تقلص أيضا، "لدرجة أنه يكاد يكون معدوما".
وختم بالقول إن عائلات الأسرى تخشى من أن أبناءها سيتركون لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد أن يعود نتنياهو إلى القتال، ويرفض شروط حماس لإنهاء الحرب.