للتغير المناخي وجوه كثيره وتأثيرات شتي في كافة مناحي الحياة ولكن المرة يضرب في عمق التراث والتاريخ الإنساني، الأمر الذي دفع الجهات ذات الصلة مثل المجلس العالمي للمعالم والمواقع بالبدء في حملة عالمية لإدراج الثقافة والتراث في أجندة تغير المناخ. كما أُطلقت المبادرات في مؤتمر الناخ COP27 الذى عقد في شرم الشيخ وتكرر ذكره في COP28 بدبي وقادت مؤسسات المجتمع المدني الحملة للسعي للحفاظ على التراث.

ويري الخبراء أهمية السعي للحفاظ على التراث الإنساني ودعم البيئات والمجتمعات المحلية"غير المادية" لأنها بدورها الشريك الأساسي في حماية المباني التراثية وطالبوا بمشروع قومي يبدأ من المناهج التعلمية لرفع الوعي بأهيمة تاريخ الأجداد مع اتخاذ كافة التدابير لترميم التأثيرات المادية الناجمة عن عوامل التعرية كناتج للأعاصير والأمطار الحامضية.

بدورها أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة،عن سعادتها  بتواجد  الأميرة دانا فراس نائب رئيس المجلس العالمي للمعالم والمواقع التراثية، وذكرت أن ميثاق البندقية شمل نقطتان هامتان تتعلق بالصون والأصالة، وهما مفهومان نجدهما في قلب ملف الحماية والحفاظ على البيئة، موضحة أن ملف الحماية والصون يشهد العديد من المشكلات والتحديات البيئية العالمية، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لصون وحماية للمواقع نجد أن تغير المناخ يؤثر بصورة مباشرة على المواقع التراثية والثقافية.

وبدورها ذكرت الدكتورة سهير حواس،أستاذة العمارة بجامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: دار الحديث عن المناخ والبيئة الطبيعية وتأثيرهما على العمران بشكل عام وعدم كفاية التعامل مع التراث كجزء منفصل، بل علينا أن ندرس البيئة ككل ونعتبره جزء منها والبحث هن حلول للحماية بشكل مركب للحفاظ على التراث بمفهومة الأشمل الذي يضم الأثر والمباني التراثية علاوة عن البيئات ذات الطابع الخاص مثل النوبة والواحات والقبائل ودعم العنصر البشري والحفاظ على تراثة –غير المادي- باعتباره المسئول الأول عن حماية التراث وهنا يظهر أن حماية التراث الإنساني يكون لديك القدرة على بناء إنسان  قادر على التعامل مع التراث والحفاظ على المنظومة التراثية ككل.

الدكتورة سهير حواس،أستاذة العمارة بجامعة القاهرة

وتضيف" سهير": لدينا قوانين إذا تم تطبيقها سيتم الوفاء بكافة هذه الأهداف سواء على مستوي المباني والأثار والمناطق التراثية وهو ما يتماشي مع الدستور المصري في مادته رقم 50 لسنة 2014 التي مفادها على الدولة تفعيل كل ما يتعلق بحماية التراث وإتخاذ كافة التدابير اللازمة لحمايته ماديًا وفنيًا وتقوم كافة الأجهزة المعنية بذلك بهذه الأدواء مثل الجهاز القومي للتنسيق الحضارى ووزارة الأثار والثقافة بالتعاون مع وزارة البيئة التي يظهر دورها بقوة خلال الفترات القادمة.

وتواصل"سهير": حماية التراث لا تحتاج جهات متخصصة فقط بل نحتاج لنشر الوعي والثقافة العامة لكل أفراد المجتمع بداية من الأطفال في المدارس والمناهج التعلمية والأعمال الفنية وغيرها كما تم توجد عدة مواثيق مثل ميثاف فنيسيا التي تحض على الحماية والصون علاوة عن ضرورة تعديل بعض النقاط التي بها قصور لمواكبة ومواجهة المشكلات التي تظهر في الوقت الحالي نحتاج لتضافر الجهود العربية لحماية التراث بشكل عام خاصة أن المفاهيم التي وضعت في الميثاق هي أوربية المنشأ ومن هنا نحتاج لتعريب هذة المفاهيم بما يخدم التراث العربي بشكل عام.

كما أكدت وزيرة البيئة على أن أساس حماية البيئة هو الإنسان، وجعل الله العلاقة بين الكون وبعضه ترابطية لتعطى لنا مفهوم النظام البيئي، والإنسان يوجد فى قلب عمليات حماية البيئة بكافة أشكالها، وأشارت إلى  حملة "حكاوى من ناسها" والتى تضمنت العمل على عدد 11 مجتمع محلى، حيث تقوم كل قبيلة داخل المحمية بسرد قصتها عن تراثها وموروثها الثقافي من مأكل وملبس وسبل عيشها، مشددةً على ضرورة الاهتمام بالطبيعة والبشر كسبيل للحفاظ على المواقع التراثية والهوية الإنسانية.

وفي السياق ذاته، يقول الدكتور مجدي علام، خبير البيئة العالمي: للتغير المناخي وظواهرة مثل تيارات الهواء الشديدة والإعصارت أو هطول الآمطار الحامضية  لها تأثير كبير المواقع التراثية في العالم كله، وهناك بعض التماثيل المسجلة تاريخيًا تعرضن للتآكل نتيجة عوامل التعرية لأن أغلب المواقع التراثية في كاة دول العالم من الصين حتى البرازيل  عبارة عن نحت في جبال أو هضاب من من الحجر الجيري باستثناء بعض الحضارات مثل الفراعنة التي شيدت تراثها من الرخام والجرانيت التي تتأثر ببعض التآكل.

الدكتور مجدي علام، خبير البيئة العالمي

يضيف"علام": عمليات التهشم أو التآكل نتيجة أكاسيد الكربون والكبريت واتحاده مع مياه الأمطار أو بخار المياه لتحدث عمليات أكسدة وتتكون مادة حامض كبيريتك وتزدادد بشكل كبير في كافة التماثيل الجيرية كما حجث في تأثر سلسلة أهرامات من بني سويف حتي أهرام الجيزة، كما تسعي كافة دول العالم لترميم هذه الأنواع من الأثار مثل أثينا واليونان وأمريكا الجنوبية.

وأعربت  الأميرة ديانا فراس عن سعادتها بمناسبة مرور ستون عامًا على اكتمال ميثاق البندقية  وهي وثيقة هامة وضعت الإطار الدولي لأسس المحافظة على المباني التاريخية وترميمها والتي ستظل وثيقة استراتيجية  تدعم الحفاظ على التراث والمواقع وتحدد الطرق المتبعة في ترميم المباني واعادة بنائها والحفاظ عليها، مضيفة ان هذه الوثيقة لها دور محوريا" لعل أكبره من خلال المجلس العالمي للمعالم والمواقع التراثية حيث يعمل على مواجهة التهديدات التي تصيب المواقع والآثار المتنوعة مثل مواجهته لظاهرة تغير المناخ والصراعات المحلية وسوء الادارة وغيرها.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المواقع التراثية تغير المناخ

إقرأ أيضاً:

مبروكة: عازمة على حماية وصون الموروث الثقافي الوطني

أعلنت وزيرة ثقافة الدبيبة، مبروكة توغي، عزمها على حماية وصون الموروث الثقافي الوطني.

وقال بيان صادر عن الوزارة: “تُثمن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية قرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» الصادر خلال دورتها ال 47 والقاضي يإزالة مدينة غدامس القديمة من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر”.

وأضاف البيان “يأتي هذا القرار نتيجةً للجهود المكثفة التي استمرت طوال تسع سنوات، بمشاركة مؤسسات وطنية ودولية، إضافة إلى المجتمع المحلي في مدينة غدامس، مما ساهم في تعزيز حماية الموقع واستيفاء المعايير الدولية ذات الصلة. ويُعد هذا الإنجاز محطة مهمة في مسار المحافظة على المواقع التراثية والثقافية في الدولة الليبية”.

وتابع “تتوجه وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بالشكر للمندوب الدائم لدولة ليبيا لدى اليونسكو صالح العقاب الذي مثل ليبيا خلال اللجنة، وللمجموعة العربية، ولكافة الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي على حرصهم وجهودهم في دعمهم للملف الليبي والذي أدى إلى سحب الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وتؤكد الوزارة عزمها على مواصلة العمل المشترك مع كافة الجهات ذات العلاقة، بهدف ضمان حماية وصون الموروث الثقافي الوطني”.

واستطرد “كان الموقع سجل من قبل دولة ليبيا في قائمة التراث العالمي كتراث إنساني عالمي، مدينة غدامس القديمة عام 1986، وتم وضعها في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2016، نظراً لتنامي العوامل المهددة للمواقع. ويشار إلى أن مدينة غدامس القديمة أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1986، وأُضيفت إلى قائمة التراث المعرض للخطر عام 2016، نظراً لتزايد التهديدات التي واجهت خصائصها التراثية، ومن بينها العوامل البيئية، والتوسع العمراني غير المنظم”.

الوسومالتراث الثقافي اليونسكو ليبيا مبروكة

مقالات مشابهة

  • اليونسكو قد تدرج قلاع بافاريا ضمن قائمة التراث العالمي
  • مسؤولون ومختصون: استحقاق يعزز مكتسبات الموروث الإنساني
  • أمسية ملكية| مغامرات في عالم الآثار.. محاضرة لزاهي حواس في بوسطن
  • فريق سعودي يبتكر تقنية معقدة تُستخدم للتنبؤ بحركة بقع الزيت التي تهدد البيئة البحرية
  • اليونسكو ترفع مدينة غدامس الأثرية في ليبيا من قائمة الخطر
  • مبروكة: عازمة على حماية وصون الموروث الثقافي الوطني
  • عاجل| الرزاز: الأردن في عين العاصفة ونحتاج مشروعاً وطنياً يواجه التهديدات الوجودية
  • الآثار: رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
  • سلطنةُ عُمان تشارك في أعمال الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي
  • دعم الحرف التراثية وإقامة مهرجانات دولية ننشر توصيات مهرجان الأراجوز المصري في دورته الرابعة