مسؤولون أمريكيون يحذرون من حصول نقص “كارثي” في تسليح القوات الأوكرانية خلال أسابيع
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
فبراير 23, 2024آخر تحديث: فبراير 23, 2024
المستقلة/- وفقًا لتقدير داخلي أمريكي فأن أوكرانيا ستواجه نقصًا كارثيًا محتملاً في الذخيرة والدفاعات الجوية خلال فصل الربيع، و هو ما يمكن أن يقلب مجرى الحرب بشكل فعال و يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميزة كبيرة.
و وصف مسؤولان أمريكيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، “أواخر مارس” بأنه وقت حاسم بشكل خاص لمصير القوات الأوكرانية إذا لم يوافق الكونجرس على مشروع قانون مساعدات جديد.
و قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية “المرحلة تبدأ الآن و تزداد سوءا تدريجيا خلال فصلي الربيع و الصيف. لذا فإن هذه الفترة الزمنية التي ندخلها هي فترة زمنية حرجة”.
و يأتي التقييم الأمريكي بعد عامين تقريبًا من الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا و مع تلاشي الدعم لأوكرانيا في الكونجرس و في الرأي العام الأمريكي.
إن التدفق النقدي و الأسلحة الذي كان ثابتًا من الولايات المتحدة – و الذي بلغ حوالي 44 مليار دولار منذ الغزو – قد توقف تقريبًا. حزمة مساعدات منفصلة بقيمة 60 مليار دولار التي طلبها الرئيس جو بايدن و أقرها مجلس الشيوخ أصبحت توقفت في مجلس النواب حيث يشكك الجمهوريين الموالين لدونالد ترامب في التزام أمريكا بصراع آخر بعيد يدخل عامه الثالث.
و ألقى البيت الأبيض هذا الأسبوع باللوم بشكل مباشر على هذا تأخير لأنتصار روسيا في مدينة أفدييفكا الشرقية. و سقطت البلدة في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن اضطرت القوات الأوكرانية هناك إلى توفير الذخيرة، مما منح الكرملين أول انتصار عسكري كبير له منذ مايو الماضي.
و قال جون كيربي مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض بشأن خسارة أوكرانيا “كان ذلك بسبب تقاعس الكونجرس”. و أضاف “لقد حذرنا الكونجرس من أنه إذا لم يتحركوا فإن أوكرانيا ستتكبد خسائر في ساحة المعركة و هذا ما حدث في نهاية هذا الأسبوع”.
و يتوقع المسؤولون الأمريكيون حدوث سيناريوهات مماثلة في أماكن أخرى في أوكرانيا حيث تضطر الحكومة هناك إلى اتخاذ خيارات صعبة بشأن مكان وضع دفاعاتها الجوية المتبقية – و مع زيادة استخدام روسيا لقوتها الجوية، بما في ذلك إلقاء قنابل انزلاقية موجهة عبر الأقمار الصناعية على نطاق واسع كما فعلت في أفدييفكا.
و قال مسؤول دفاعي كبير: “الأشياء المحمية اليوم لن يكونوا قادرين على حماية كل هذه المواقع في المستقبل إذا لم تحتفظ بإمدادات من الصواريخ الاعتراضية”. و إذا تمكنت روسيا من السيطرة على الأجواء، فإن ذلك “سيغير طبيعة هذه المعركة تماما”.
و أضاف أحد المسؤولين الأوكرانيين: “هدفنا الأساسي هو ردع الطيران الروسي. إذا لم نتمكن من القيام بذلك، فقد حان الوقت لحزم أمتعتنا”.
زودت المساعدة الأمنية الأمريكية لأوكرانيا البالغة 44 مليار دولار كييف بقائمة طويلة من الأسلحة المتطورة بما في ذلك صواريخ ستينغر المضادة للطائرات، و مركبات برادلي و سترايكر القتالية، و بطارية باتريوت للدفاع الجوي، و قاذفات الصواريخ المتقدمة المعروفة باسم “HIMARS”، و 31 دبابة أبرامز. و تساعد الولايات المتحدة أيضًا في تدريب الدفعة الأولى من الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة من طراز F-16 تبرعت بها الدنمارك و هولندا.
لكن المسؤولين يقولون إن أوكرانيا تحتاج بشكل عاجل إلى ذخائر صغيرة و كبيرة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تجعل قاذفات HIMARS فعالة.
و من المخاوف الأخرى قدرة أوكرانيا على الدفاع الجوي، بما في ذلك الإمدادات اللازمة لحماية طائرات إف-16 المتبرع بها و المقرر نشرها في وقت لاحق من هذا العام. و يقول المسؤولون إن البلاد لا تزال بحاجة إلى الأموال لبناء البنية التحتية لدعم المقاتلات، بما في ذلك مدارج الطائرات و حظائر تخزين الطائرات. و بينما تساعد الولايات المتحدة في تدريب بعض الطيارين – الذين وصفهم أحد المسؤولين الأمريكيين بأنهم “أقل من 10” – لن يكون هناك ما يكفي من المال لجلب المزيد في المستقبل دون مساعدات أمريكية إضافية.
و يقف ترامب وراء الكثير من تردد الحزب الجمهوري في دعم أوكرانيا، الذي قال إنه سيكون من “الغباء” تقديم مساعدات خارجية للدول بدلا من القروض. كما شجع روسيا على مهاجمة حلفاء الولايات المتحدة في الناتو إذا لم يساهموا بما يكفي في إنفاقهم الدفاعي – و هو استفزاز سرعان ما انتقده حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا و وصفوه بأنه خطير.
و مما يزيد الأمور تعقيدًا في الولايات المتحدة أن البنتاغون نفسه من المتوقع أن ينفد أمواله في الثامن من مارس إذا لم يتمكن الكونجرس من الاتفاق على تشريع الإنفاق السنوي. و يصر الجمهوريون في مجلس النواب على أحكام غير محددة تتعلق بسياسة الحدود و تخفيضات كبيرة في الإنفاق المحلي يعارضها مجلس الشيوخ و البيت الأبيض.
و في الوقت نفسه، تحاول إدارة بايدن إقناع المشرعين بأن أوكرانيا ليست قضية خاسرة.
و تشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن روسيا أنفقت ما يصل إلى 211 مليار دولار على العمليات العسكرية في الحرب و خسرت 10 مليارات دولار من مبيعات الأسلحة. هذا بالإضافة إلى الخسائر الفادحة: فمن بين 360 ألف مقاتل روسي كانوا متواجدين قبل بدء الحرب، قُتل أو جُرح حوالي 315 ألف مقاتل روسي.
و خلص تقدير منفصل صادر عن وكالة استخبارات الدفاع في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، و الذي تم تقديمه إلى الكونجرس و وصفه شخص مطلع على النتائج، إلى أن روسيا فقدت حوالي 2200 دبابة من أصل 3500 دبابة كانت لديها في المخزون قبل بدء الحرب.
و يقول المحللون إن هذه الخسائر لم تشل القوات الروسية لأن موسكو تمكنت من سحب مركبات تعود إلى الحقبة السوفيتية من المخازن بينما تقوم أيضًا بتصنيع مركبات جديدة. و في الوقت نفسه، كان التحالف الاقتصادي بين روسيا و الصين قادراً على مساعدة البلاد على التغلب على العديد من العقوبات الدولية، و الحفاظ على اقتصادها و قاعدتها الصناعية العسكرية.
و في أحد التحليلات الأخيرة، لم ير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أي علامة على أن روسيا تنهار تحت وطأة مثل هذه الخسائر الفادحة في ساحة المعركة.
و كتب المعهد: “ستكون روسيا قادرة على مواصلة هجومها على أوكرانيا بمعدلات الاستنزاف الحالية لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى، و ربما لفترة أطول”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الولایات المتحدة ملیار دولار بما فی ذلک إذا لم
إقرأ أيضاً:
روسيا: الهجمات الأوكرانية على محطة زابوروجيا قد تؤدي إلى وقوع كارثة نووية .. وكييف تسقط 28 من أصل 38 مسيرة روسية
عواصم "وكالات": حذرت روسيا من مخاطر هجمات القوات الأوكرانية على محطة زابوروجيا للطاقة النووية التي قد تؤدي إلى وقوع كارثة نووية. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنه يجب على المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إدانة الهجمات الأوكرانية على مرافق البنية النووية، خاصة محطة زابوروجيا.
وأضافت أن الجانب الروسي يحث المجتمع الدولي على الرد الفوري والجدي على الهجمات المستمرة التي تشنها القوات الأوكرانية على منشآت للطاقة النووية الروسية، لإجبار كييف على التوقف عن مثل هذه الهجمات التي قد تتسبب في حدوث كارثة في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن القوات المسلحة الأوكرانية هاجمت محطة زابوروجيا ومدينة إنيرغودار بـ8 طائرات مسيرة، وتم إسقاطها جميعا، ولم تقع إصابات أو دمار في محطة الطاقة النووية.
إسقاط 28 مسيرة روسية
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 28 من أصل 38 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 38 طائرة مسيرة، من طراز شاهد، وطرازات أخرى خداعية، تم إطلاقها من مناطق ميلروفو وكورسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي والطيران ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.
وقال البيان إنه بحلول الساعة 00:9 صباح اليوم الثلاثاء، أسقطت القوات الأوكرانية 28 طائرة مسيرة من طراز شاهد وطرازات أخرى فوق مناطق بولتافا وسومي وخاركوف وتشيركاسي وميكولايف وخيرسون وكيروفوهراد، دون أن تسفر عن وقوع أضرار على الأرض."
وأضاف البيان أن 10 طائرات مسيرة خداعية اختفت من على شاشات الرادار، دون أن تسفر عن وقوع أضرار على الأرض، فيما عادت ثلاث منها إلى روسيا.
ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.
مراقبة أسطول الظل
قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي اليوم إن المملكة المتحدة ستقود عملية لتتبع التهديدات المحتملة للبنية التحتية تحت سطح البحر ومراقبة أسطول الظل الروسي.
وقالت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" اليوم الاثنين، إن النظام سيقوم بتقييم السفن التي تدخل مناطق الاهتمام، وإذا تم الإبلاغ عن خطر محتمل ، فسيقوم النظام بمراقبة السفينة في الوقت الفعلي وتحذير أعضاء قوة المشاة المشتركة (جيف) وأعضاء حلف شمالي الأطلسي(ناتو) بشكل فوري.
ويأتي نظام رد الفعل هذا، المسمى "نورديك واردن" ، بعد أن تضرر كابل الطاقة ، الذي ينقل الطاقة من فنلندا إلى إستونيا عبر بحر البلطيق ، في يوم عيد الميلاد.
وقال هيلي : " لا يقتصر العدوان الروسي على أوكرانيا فقط ، فقد شاهدنا جميعا ما حدث في يوم عيد الميلاد. نحن قلقون للغاية بشأن الأضرار والتخريب الذي لحق بالكابلات البحرية.
بولندا مستعدة
ذكرت وزيرة المناخ والبيئة البولندية باولينا هينيج كلوسكا اليوم أن وارسو مستعدة لتزويد كييف بالكهرباء، في إشارة إلى التهديدات بأن سلوفاكيا قد تقطع إمدادات الكهرباء عن أوكرانيا.
وقالت هينيج كلوسكا لقناة (تي.في.بي.إنفو) التلفزيونية الحكومية "ستكون بولندا قادرة على زيادة مبيعات الكهرباء إلى أوكرانيا إذا طلبت".
وأضافت "شركتنا المشغلة جاهزة، والمسألة تتعلق فقط بما إذا كانت أوكرانيا ستريد أو ستُضطر إلى طلب خدماتها. سلوك (رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت) فيكو معاد لأوروبا".
وقال فيكو الأسبوع الماضي إن حزبه سيدرس قطع إمدادات الكهرباء إلى أوكرانيا وخفض المساعدات المقدمة للاجئين وسيطالب بتجديد اتفاق نقل الغاز أو التعويض عن الخسائر التي قال إن سلوفاكيا منيت بها نتيجة لتوقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا.