هيئة دعم فلسطين تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف جرائم «الاحتلال الإسرائيلي» في غزة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
قال الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إن هناك مجزرة ترتكب بحق الفلسطينيين الآن، وهي غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، موضحا أنها خلفت حتى الآن ما يزيد عن 30 ألف شهيد و8000 مفقود، وأكثر من 70 ألف جريح ومليوني من النازحين يعانون فصول مجاعة إنسانية غير مسبوقة وجوع حاد يهلك السكان المدنيين، بجانب الترويع والخوف واستمرار المجازر بحق المدنيين.
وأضاف خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن كل ذلك يجرى على مرأى ومسمع العالم، لافتا إلى أن اتفاقية مناهضة جريمة الإبادة الجماعية ومنعها جاءت على إثر المذبحة التي وقعت في القرن العشرين التي تسببت بها أوروبا خاصة النازية، والتي ليس للفلسطينيين أو العرب ضلعا فيها.
فلسطين تدفع ثمن المجازر المرتكبة في التاريخوتابع: «اليوم يدفع الفلسطينيون منذ 76 عاما ثمن هذه السياسات الاستعمارية والمجازر المرتكبة في التاريخ، وللأسف العالم يغض النظر عن هذه الجرائم بحق الفلسطينيين، وما تفعله دولة الاحتلال منذ احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، وعلى العالم وقف هذه المجازر في غزة».
مسار محكمة العدل الدوليةوأشار إلى أن مسار محكمة العدل الدولية مهم جدا في إطار القضية المقدمة من جنوب أفريقيا تجاه وقف جريمة الإبادة الجماعية، والتي قضت فيها المحكمة تدابير مؤكدة لضرورة حماية الفلسطينيين من القتل والتهجير، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإبادة الجماعية غزة الاحتلال الأراضي الفلسطينية محكمة العدل الدولية
إقرأ أيضاً:
من يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ
أول ما تفكر الحروب في استهدافه هو الحقيقة، ومنذ زمن بعيد أدرك صناع الحروب أن إسكات الكلمة وقتل الصحفيين هو السبيل الأنجح لطمس الجرائم ومحو آثارها من الذاكرة الجماعية. فالصحفي في مثل هذه الحالة، هو العدو الأخطر لمن يريد أن يروي الحرب كما يشتهي، لا كما حدثت.
ولم يعد قتل الصحفيين في الحرب الظالمة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حادثا عرضيا أو خطأ غير متعمد ولكن، دون أدنى شك، سياسة ممنهجة لطمس الأدلة وإخضاع الوعي العالمي لسرديات المحتل الزائفة.
لكنّ الطموح الإسرائيلي المبني على الإيمان المطلق بالسردية الذاتية، يبدو أنه يتلاشى تمامًا بعد أكثر من 19 شهرا على بدء مجازر الاحتلال في قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر بكثير من 52 ألف فلسطيني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، ولكل منهم قصته وحلمه وطموحه ومساره في هذا العالم.. فما زال صوت الحقيقة، ولو عبر ثقوب صغيرة جدا، يتسرب إلى العالم ويملك قوة تهشيم السردية الإسرائيلية، وصناعة الدهشة، وتحريك الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم.
واغتالت يد الغدر الإسرائيلية منذ بدء الحرب أكثر من211 صحفيا، بعضهم تم استهدافه على الهواء مباشرة، وبعضهم رآه العالم وهو يحترق في خيمة الصحفيين حتى الموت، وهو عدد ضخم جدا في حرب واحدة لم تكمل بعد العامين. ولكل صحفي من هؤلاء حكايته التي لا نعرفها، وهو منشغل بنقل حكايات الآخرين من ضحايا الحرب، وله حلمه الذي ينتظر لحظة أن تضع الحرب أوزارها ليذهب نحو تحقيقه.. وكل جرائم هؤلاء أنهم اختاروا أن يكونوا شهودًا على الحقيقة، لا صامتين على الجريمة.
لم تكن الرواية يومًا كما يدعي الإسرائيليون، لكن الأمر كان، منذ الصحفي الأول الذي سقط ضحية للحقيقة، ممنهجا في سبيل احتكار الاحتلال للرواية، ليكتب الحرب وحده دون صور تُوثق أو أقلام تسائل ما يحدث أمام سطوة التاريخ التي لن ترحم في يوم من الأيام.. ويريد أن يحرق الحقيقة كما حرق أجساد الصحفيين، وأن يُطفئ العدسات كما يُُطفئ الحياة في عيون الأطفال.. تماما كما يستهدف المسعفين، ويدمر المستشفيات، ويقصف المدارس والجامعات.. إنه يستهدف، وفي كل مرة، شهود الجريمة أنفسهم.
وهذا ليس صادما لمن يفهم الاحتلال الإسرائيلي؛ فهو ينطلق دائمًا من مبدأ نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، وعقدة الاستثناء التاريخي من القوانين والأخلاقيات والمبادئ، وفصل جرائمه ضد الفلسطينيين، عن التقييم الأخلاقي والقانوني. ولذلك لا غرابة أن يعمد الاحتلال الصهيوني إلى اغتيال الحقيقة وإطفاء الأضواء في زمن الظلام؛ فالعمل الصحفي في نظره فعل مقاومة لأنه يعمل على كشف حقيقة ما يقوم به وفضح سردياته الملطخة بدماء الأبرياء.
رغم ذلك ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإسكات الحقيقة عبر اغتيال أبطالها وحرقهم بالنار تبقى «الحقيقة» آخر جدار للصمود، ويبقى الصحفيون في غزة هم حراس هذا الجدار، يكتبون بالدم ويصورون بالألم وصراخهم صدى لآلاف الضحايا الذين قضوا دون أن نسمع لهم صوتا أو أنينا. ولن تستطيع إسرائيل أن تصدّر سردياتها للعالم فقد كشف أمرها تماما، ومن يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ.