حارس الأبواب.. غزّي يحرس بيوت جيرانه لحين عودتهم إليها في شمال القطاع
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تخلو مئات آلاف البيوت الفلسطينية في شمال قطاع غزة من سكانها للشهر الرابع على التوالي بعدها أجبرهم الاحتلال على النزوح منها مع بدء حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها.
وخرج معظم السكان وتركوا أملاكهم وأمتعتهم خلفهم بفعل القصف الإسرائيلي العنيف الذي يستهدف المدنيين بشكل ممنهج ومتعمد.
تقول أم عبد الرحمن (63 عاما)، إنها كانت تريد معرفة أخبار منزلها التي خرجت منه مرغمة في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد اشتداد القصف وتدمير العديد من البنايات من حولها.
وتضيف في حديثها لـ"عربي21"، أنها بقت على يقين أن بيتها بخير أو لم يتدمر بشكل كبير، مؤكدة "حصنت بيتي بالأدعية والأذكار وأنا على يقين أن الله سيحفظه".
وتوضح "الحمد لله كافأني الله على هذا اليقين بمكالمة حدثت بين أبو أحمد وهو أحد الجيران وابني، وأكد الجار فيها سلامة بيوتنا إلى حد كبير، أنه عاد إلى بيته وعمل على تأمين البيوت المجاورة".
من جهته، يقول هاني (48 عاما) إنه تواصل مع ذات الجار أبو أحمد الذي أكد أنه عاد إلى بيته في منطقة المقوسي بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية، ويعمل على تأمين وحراسة بيته وبيوت الجيران.
ويضيف هاني لـ "عربي21"، "طلبت من الجار إغلاق أبواب بيتي والنوافذ بما توفر من بقايا الأبواب والأثاث خشية السرقة أو التلف نتيجة المطر والظروف الجوية".
وتابع: "رد علي أنه فعل ذلك مسبقا حتى دون طلب أحد حرصا على ممتلكات الجيران".
ويكشف هاني أن بيته كان مقرا لجنود الاحتلال بحسب شهادات بعض الجيران وبحسب ما أخبروه عن وجود بقايا لبعض أدواتهم التي تركوها خلفهم.
ويضيف أن "البيت هو كل ما نملك حتى قبل الحرب كانت الظروف الاقتصادية صعبة ويوجد غلاء، طبعا مش زي الوقت الحالي في الحرب".
بينما يقول الجار أبو أحمد نفسه لـ"عربي21" إنه قرر البقاء في مدينة غزة مع إجبار الاحتلال السكان على الإخلاء، إلا أنه أرسل زوجته وأولاده إلى المناطق الجنوبية للاطمئنان عليهم نوعا ما.
وأضاف أبو أحمد "صحيح أهل غزة كول عمرهم كرام لكن الوضع الحالي صعب والكل مش لاقي ياكل حرفيا، بعض الناس تدخل البيوت وتأخذ ما تستطيع حمله أو ما تجده من طعام ومونة.
وذكر أن العديد من أقارب جيرانه جاؤوا إلى البيوت المجاورة له لنفس العرض، و "من كنت أعرفه ووجهه مألوف لي كنت أسمح له بالدخول وأرافقه"، موضحا "الواحد هلقيت بلا مؤاخذة لا عنده شغل ولا مشغلة كل يومنا بنقضيه ندور على أكل، وأنا نفر واحد بدبر أموري بأي حاجة، وباقي الوقت بقعد حوالين الدور لحفظها من أي ضرر أو سرقة".
وأكد "هؤلاء ليسوا جيران فقط إنما أخوة أعرفهم وأعرف عائلاتهم منذ طفولتي والحفاظ على بيوتهم واجب علينا وعلى الجميع.. هذه البيوت لها صحاب بستنوا اللحظة بس علشانك يرجعوا لها".
ولليوم الـ140 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29 ألف شهيد، وعدد الجرحى إلى أكثر من 70 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة أبو أحمد
إقرأ أيضاً:
النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام
عاد نازحون شردتهم الحرب إلى شمال قطاع غزة يغمرهم شعور يجمع بين الفرح والفزع من الدمار الذي لحق بأحيائهم.
وبين الطوابير الطويلة للعائدين، جثا رجل على الأرض وجمع في كفه حفنة من التراب وشمها. غير مقبول..فرنسا ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة - موقع 24قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إن التهجير القسري لفلسطينيين من غزة إلى مصر، والأردن وفق ما اقترحه دونالد ترامب "غير مقبول" ومن شأنه تقويض حلّ الدولتين.ومن حوله، وفي كل اتجاه، علت الوجوه المبتسمة نظرات الدهشة والترقب، وفيما رفع البعض إشارة النصر، وقف آخرون متجمدين لا يقوون على الحركة من هول الدمار الذي طال أكثر من 60% من المباني وفقاً للأمم المتحدة.
ويلتقط البعض الأخر صوراً لعودتهم في محيط من الركام وسط الوحول وبرك مياه الصرف الصحي الآسنة.
ورغم أنه لم يُسمح للنازحين بالعودة إلا يوم الإثنين بعد مفاوضات جديدة بين حماس وإسرائيل وفتح معبر نتساريم، إلا أن أهالي غزة بدأوا مسيرتهم نحو مدينتهم فور وقف إطلاق النار، منذ أكثر من أسبوع.
نصف غرفة
اجتمعت منى أبو عاذرة وهي من سكان بيت لاهيا في شمال القطاع، للمرة الأولى منذ بداية الحرب ونزوحها مع والديها إلى مدرسة في دير البلح، وسط القطاع، مع إخوتها الثلاثة الذين لم يغادروا مدينة غزة.
وقالت الشابة، 20 عاماً: "المنزل مدمَّر. إخوتي أقاموا خيمة بجانب نصف غرفة هي كل ما بقي من البيت". وأضافت "الأمور صعبة جداً، لا يوجد عندنا فرش ولا أغطية، رجعنا إلى غزة ولا يوجد معنا شيء"، وتابعت "لا يوجد حتى مياه للشرب، ومعظم الشوارع والطرقات مغلقة بفعل أكوام الركام".
جميع العائدين قالوا إنهم بلا أي من الضروريات الأساسية للعيش، لا سيما أن مناطق شمال قطاع غزة عانت من نقص خطير في الماء والأغذية على مدى شهور الحرب الطويلة.
حماس ترفض تلميح السلطة إلى إقامة دولة مصغرة في غزة - موقع 24استنكرت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، تصريحات للرئاسة الفلسطينية عن تداول أفكار لإقامة دولة فلسطينية مصغرة.وقال سيف الدين قزعاط، 41 عامً، الذي أمضى الليلة في خيمة بجانب منزله المدمر في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة: "أشعلت النار لتدفئة أطفالي الذين ناموا من دون أغطية".
وعبر الرجل عن أمله في توفير خيمة له ولعائلته وللعائلات العائدة الأخرى. وقال: "طلبي الوحيد أن يستمر وقف الحرب، وأن يعيدوا بناء البيت".
أما محمود كشكو، 52 عاماً، الذي عاد مع عائلته، الثلاثاء، فقال إنه تردد كثيراً في ذلك. وأضاف بعد وصوله إلى منزله في حي الزيتون في جنوب شرق المدينة "منزلي مدمر مثل منازل غالبية الناس. ترددت في العودة إلى غزة لكني رأيت مئات آلاف الناس يرجعون... كلنا مسرورون لعودتنا لكن وضعنا مأساوي وكارثي، لا يوجد أي شيء يساعدنا لنعيش حياة طبيعية هنا".
قيادي في حماس: شعبنا في غزة لن يغادر وطنه - موقع 24أفاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، اليوم الثلاثاء، بأن "صورة عودة النازحين الغزيين إلى شمالي القطاع هي العنوان الأكبر لفشل إسرائيل. يوم جميلوحمودة العمصي، وهو من سكان حي الدرج بمدينة غزة، مع زوجته وأطفاله إلى منزله فجر، الثلاثاء. وقال الرجل، 33 عاماً، وهو يقف أمام بيته المدمر: "هذا يوم جميل يوم عودتنا لديارنا. أشعر وكأني خرجت من السجن. لن ننزح ولن نهاجر مرة أخرى حتى لو رجع الاحتلال للحرب".
وعبر عن أمله في إعادة إعمار منزله وقال: "ستعود الحياة كما كانت قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)" عندما نفذت حماس هجومها على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، وعلى إثره اندلعت الحرب.
وأشار العمصي إلى أن شقيقه الأصغر عامر فضل البقاء مع زوجته وأولاده في خيمة في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وقال: "لا يريدون العودة حالياً إلى غزة، لأنه لا توجد بيوت ولا خيام ولا مياه ولا طعام في غزة، لا توجد أي مقومات للحياة".
وفي اليوم الثاني من وصول العائدين إلى شمال القطاع، بدت الأمور أفضل تنظيماً على معبر نتساريم على طول شارع الرشيد الساحلي.
كما بدت حركة مرور السيارات أكثر انسيابية وبوتيرة أسرع عبر مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين، حيث يشرف عشرات من الأمن المصري ومن شركة أمريكية خاصة على التفتيش الإلكتروني للمركبات المحملة بالأمتعة والفرش والأغطية وقماش الخيام.
وبدورها بدأت طواقم بلدية غزة العمل على إزالة الركام لفتح الطرق، لكن الطريق لا يزال مضنيا للسائرين الذين يصطحبون أطفالهم ويحملون بعض أمتعتهم.
آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة - موقع 24يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال وادي غزة عبر شارع الرشيد وصلاح الدين، لليوم الثاني على التوالي، وسط أجواء فرحة وإصرار على إفشال مخططات التهجير.ورغم الدمار، انهمك بعض العمال في إعادة توصيل شبكات المياه لبعض التجمعات السكانية، لكن البلدية أكدت أن 90% من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء باتت مدمرة في محافظتي غزة وشمال القطاع.
وتكثف المنظمات غير الحكومية جهودها لإيصال المساعدات الطارئة، مع سماح السلطات الإسرائيلية بدخول مزيد من الشاحنات.