انتهاكات مروعة بالسودان يكشفها تقرير جديد للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
متابعات- تاق برس- كشفت الأمم المتحدة في تقرير جديد، تفاصيل عن العديد من الهجمات العشوائية التي شنتها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على مناطق مكتظة بالسكان أثناء القتال خلال الفترة الواقعة بين أبريل وديسمبر 2023 بما في ذلك مواقع تؤوي النازحين داخلياً خاصة في العاصمة الخرطوم وأم درمان وكردفان ودارفور.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنه منذ ما يقرب من عام، تتحدث الروايات الواردة من السودان عن الموت والمعاناة واليأس، مع استمرار الصراع الذي لا معنى له وانتهاكات حقوق الإنسان دون نهاية تلوح في الأفق”.
ويقدم التقرير قراءة مؤلمة للغاية للمأساة التي لحقت بالشعب السوداني دون داع منذ أبريل 2023، ويؤكد من جديد إلى الحاجة الماسة لإنهاء القتال وكسر دائرة الإفلات من العقاب التي أدت إلى نشوب هذا الصراع في المقام الأول. يجب إسكات الأسلحة في السودان وتوفير الحماية للمدنيين، كما أن هناك حاجة ماسة لاستئناف المحادثات الشاملة بجدية لاستعادة الحكومة المدنية من أجل فتح طريق إلى الأمام”، أضاف تورك.
وقال التقرير إنه خلال هذا الأسبوع فقط، تحقق مكتب الأمم المتحدة من مقطع فيديو موثوق به يُظهر قطع رؤوس أربعة طلاب على يد رجال يرتدون زي القوات المسلحة السودانية في مدينة الأبيض أثناء سفرهم عبر ولاية شمال كردفان، اعتبروهم أنصاراً لقوات الدعم السريع بناءً على انتمائهم العرقي المفترض. ويُظهر مقطع الفيديو، الذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي في 15 فبراير، رجالاً يرتدون ملابس للجيش يستعرضون رؤوساً مقطوعة في الشارع ويرددون إهانات عرقية.
ويستند التقرير إلى مقابلات أجراها المكتب مع 303 من الضحايا والشهود، بما في ذلك عشرات من المقابلات التي أجريت في إثيوبيا وشرق تشاد، فضلاً عن تحليل الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الاصطناعية ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى. ويظهر التقرير أن طرفي الصراع استخدما أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، مثل القذائف التي يتم إطلاقها من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للطائرات وقذائف المدفعية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأكد التقرير انه في حادثين منفصلين وقعا في الخرطوم في أبريل 2023، أدت ثمانية صواريخ أطلقتها القوات المسلحة السودانية إلى مقتل ما لا يقل عن 45 مدنياً. وفي يونيو، أصابت قذيفتان مدفعيتان أطلقتهما قوات الدعم السريع سوق ليبيا، وهو سوق في مدينة أم درمان، مما أسفر عن مقتل 15 مدنياً على الأقل. وفي وقت لاحق، في 28 سبتمبر2023، انفجرت قذائف أطلقتها قوات الدعم السريع في محطة للحافلات في أم درمان، مما أدى إلى مقتل 10 مدنيين على الأقل.
وأعلن التقرير عن مقل الآلاف في هجمات شنتها قوات الدعم السريع، و كان بعضها بدوافع عرقية. ويخلص التقرير إلى أنه في الفترة ما بين مايو وتشرين الثاني/نوفمبر 2023، نفذت قوات الدعم السريع والميليشيا العربية المتحالفة معها ما لا يقل عن 10 هجمات ضد المدنيين في مدينة الجنينة، عاصمة غرب دارفور، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، معظمهم من قبيلة المساليت الإفريقية. كما ارتكبت قوات الدعم السريع وحلفاؤها عمليات قتل في بلدة مورني وأرداماتا – حيث تم دفن ما لا يقل عن 87 جثة في مقبرة جماعية.
وبحلول منتصف ديسمبر، كان أكثر من 6.7 ملايين شخص قد نزحوا بسبب الصراع – سواء داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة. وقد ارتفع العدد منذ ذلك الحين إلى أكثر من ثمانية ملايين.
ويكشف التقرير أنه بحلول 15 ديسمبر 2023، تعرض ما لا يقل عن 118 شخصاً للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي ومحاولة الاغتصاب، من بينهم 19 طفلاً. ويذكر التقرير أن العديد من عمليات الاغتصاب ارتُكِبت في المنازل والشوارع من قبل أفراد ينتمون لقوات الدعم السريع. ويضيف أن إمرأة تم إحتجازها في أحد المباني حيث تعرضت للاغتصاب الجماعي بشكل متكرر على مدار 35 يوماً. كما يشير التقرير إلى أن أربعة فقط من ضحايا العنف الجنسي كانوا مستعدين وتمكنوا فعلاً من إبلاغ السلطات، وذلك بسبب الخوف من ردة فعل المجتمع وانعدام الثقة في نظام العدالة وانهيار المؤسسات العدلية والخوف من الانتقام.
يستشهد التقرير بتصريح صادر عن الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة السودانية، و هي كيان شعبي مؤيد للقوات المسلحة السودانية، يفيد بأنها قامت بتسليح 255 ألف شاب في معسكرات في جميع أنحاء السودان. كما وجد التقرير أن قوات الدعم السريع قامت أيضاً بتجنيد الأطفال من القبائل العربية في دارفور وكردفان، بينما استجابت القبائل الإفريقية، بما في ذلك قبائل الفور والمساليت والزغاوة، لحملات التجنيد التي أطلقتها القوات المسلحة السودانية.
وأضاف تورك: “بعض هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب”.
مضيفاً: “يجب أن تكون هناك تحقيقات سريعة وشاملة وفعالة وشفافة ومستقلة ومحايدة في جميع الادعاءات بشأن الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة”ـ ودعا المفوض السامي طرفي الصراع إلى ضمان الوصول السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع ما لا یقل عن التقریر أن بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
قوات الدعم السريع شنت هجوما مصحوبا بحالات نهب اعتباراً من مساء الثلاثاء واستأنفت الهجوم صباح الأربعاء..
التغيير: وكالات
قُتِل أربعون شخصاً “بالرصاص” في السودان في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة بوسط البلاد التي تشهد حرباً مدمرة مستمرة منذ عام ونصف، وفق ما ما أفاد طبيب اليوم الأربعاء.
وقال أحد الشهود في قرية ود عشيب في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إنَّ قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ عام ونصف، شنت هجوما اعتباراً من مساء الثلاثاء و”استأنفت الهجوم صباح” الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون “عمليات نهب”.
وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى شمال القرية لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم كشف هويته خوفاً على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لعدة هجمات إنَّ “الأشخاص الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص”.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
في الوقت الحالي، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها، التي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبًا وغربًا حتى ولاية النيل الأبيض.
منذ انشقاق أبوعاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع في 20 أكتوبر الماضي، وإعلانه الانضمام إلى الجيش السوداني، شهدت الولاية تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الانتقامية التي تنفذها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وتسببت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023 في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
الوسومانهاكات قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة