أعادت تشكيل المشهد السياسي.. هذا ما يجب معرفته حول الانتخابات المحلية التركية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
دخلت تركيا في أجواء الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نهاية شهر آذار /مارس المقبل، وسط منافسة محتدمة بين الأحزاب السياسية أعادت تشكل خارطة التحالفات بشكل شبه جذري، وذلك لما تحمله انتخابات البلديات من أهمية كبيرة لدى السياسيين الأتراك.
ما سبب تلك الأهمية؟
تحظى الانتخابات المحلية في تركيا بأهمية كبيرة في الأوساط السياسية حيث تسعى الأحزاب إلى رص صفوفها للفوز بأكبر قدر ممكن من بلديات المدن الكبرى، وذلك لاعتقادها أن هذا الاستحقاق الانتخابي مفتاح للفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتعمل الأحزاب السياسية على تعزيز وجودها لدى الناخبين الأتراك عبر تقديم الخدمات التي تمس حياتهم اليومية بشكل مباشر، والتي تضلع بها البلديات، مثل تطوير شبكات المواصلات والمرافق العامة من حدائق ومراكز ثقافية.
لذلك، يشير مراقبون إلى أن الانتخابات المحلية أولى درجات سلم الفوز في الانتخابات العامة، إلا أن المشهد السياسي التركي يعرف بعدم إمكانية توقع مساره، حيث فاز أردوغان في الانتخابات العامة 2023، رغم خسارته بلديات المدن الكبرى عام 2019.
ما أهم المدن في الانتخابات المحلية؟
تحتدم المنافسة بين الأحزاب السياسية بشكل أساسي في ثلاث مدن كبرى، هي إسطنبول وأنقرة وإزمير، وذلك لما تتمتع به هذه المدن من كثافة سكانية عالية وأهمية استراتيجية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتعد إسطنبول من أهم المدن التي يسعى كل حزب سياسي إلى انتزاع بلديتها، حيث تتحول الانتخابات المحلية إلى انتخابات متعلقة بشكل كبير بإسطنبول بطريقة مثيرة للاهتمام، حيث يتم تأسيس تحالفات وانهيار أخرى بهدف الوصول إلى رئاسة بلديتها، التي وصلت ميزانيتها للعام الجاري إلى 213 مليار و500 مليون ليرة تركية، ما يعادل نحو 7 مليار دولار.
وبلا شك، يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تولى رئاسة بلدية إسطنبول عام 1994، أهمية المدينة الواقعة في قلب الحياة التركية على صعدها السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، كما يحفظ الأتراك مقولة "من يحكم إسطنبول يحكم تركيا"، التي تشيع في الأوساط التركية على نطاق واسع، في إشارة إلى أهمية المدينة في الخارطة السياسية.
كم حزب يتنافس في هذه المعركة الانتخابية؟
يشارك 36 حزبا سياسيا في الانتخابات المحلية لامتلاكهم النصاب القانوني، وفقا لما كشفت عنه اللجنة العليا للانتخابات التركي.
ووفقا للقائمة المعلن عنها رسميا، فإن أبرز الأحزاب السياسية المشاركة هي حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحلفاؤه "الحركة القومية، بالإضافة إلى أبرز الأحزاب المعارضة وهي: الشعب الجمهوري، والجيد، والمستقبل، والسعادة الإسلامي، والنصر، والوطن، والرفاه من جديد.
ما هي الأحزاب الأبرز في هذا السباق؟
يعد حزب "العدالة والتنمية" الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد أكبر الأحزاب المنافسة في الانتخابات المحلية، يله حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية، والذي تمكن عام 2019 من انتزاع بلديات مدن إسطنبول وأنقرة من كنف العدالة والتنمية.
يأتي بعد هذه الحزبين، حزب "الحركة القومية"، بزعامة السياسي دولت بهتشلي، المنضوي ضمن تحالف "الجمهور" الذي يقوده الرئيس أردوغان، وضم عددا من الأحزاب المحافظة.
وفي النهاية تأتي أحزاب "الجيد"، والمساواة الشعبية والديمقراطية الكردي "ديم"، و"الرفاه من جديد".
لمن يصوت الناخبون بالضبط يوم فتح صناديق الاقتراع؟
يصوت الناخبون الأتراك في المدن الكبرى من أجل اختيار رئيس البلدية الكبرى وأعضاء مجلس البلدية الكبرى ورئيس بلدية المنطقة ومختار الحي وأعضاء مجلس الحي.
وفي المدن التي لا تنصف على أنها كبيرة، يصوت الناخبون لاختيار "رئيس بلدية المنطقة" و"أعضاء مجلس البلدية ومختار الحي وأعضاء مجلس الحي"، وفي القرى يتم التصويت فقط لأعضاء مجلس الولاية ومختار الحي وأعضاء مجلس القرية.
ويوجد في تركيا 81 ولاية، يتم تصنيف 30 منها على أنها مدن كبرى بسبب الكثافة السكانية.
تاليا استعراض لعدد من المواد المهمة للإحاطة بكافة جوانب المشهد في تركيا مع اقتراب الانتخابات المحلية
بعد انهيار التحالفات واحتدام المنافسة.. من هم مرشحو إسطنبول في الانتخابات المحلية؟
تواصل الأحزاب السياسية في تركيا سباقها مع الزمن؛ إثر اقتراب موعد الانتخابات المحلية، في حين تتربع مدينة إسطنبول في مركز المعركة الانتخابية؛ لما تتمتع به من أهمية على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية كافة، الأمر الذي جعل تحديد كل حزب مرشحه المناسب لرئاسة بلديتها في أعلى سلم الأولويات.
بعد انهيار التحالف بينهما.. هل يستطيع فاتح أربكان تحدي أردوغان؟
نشر موقع "ميديا سكوب" التركي، مقالا للصحفي والكاتب روشان شاكر شدد فيه على أن الرئيس رجب طيب أردوغان تمكن على مدى سنين عمره السياسي من الإطاحة بكافة منافسيه، متسائلا حول قدرة فاتح أربكان زعيم حزب "الرفاه من جديد" على تحدي الرئيس التركي.
الانتخابات المحلية التركية.. كيف تراجعت تحالفات المعارضة لصالح أردوغان وشركائه؟
تُقبل تركيا على الانتخابات المحلية المقررة في نهاية آذار/ مارس القادم في وقت تشهد فيه خارطتها السياسية تغييرات جذرية، حيث لا تزال تداعيات الانتخابات العامة 2023 التي انتهت بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان وتحالفه، تحافظ على أثرها على المشهد السياسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا أردوغان تركيا أردوغان اسطنبول الانتخابات التركية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات المحلیة الأحزاب السیاسیة رجب طیب أردوغان الرئیس الترکی وأعضاء مجلس
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن: كلمة الرئيس السيسى بقمة الثمانية رصدت المشهد السياسى والاقتصادي
قال الدكتور عماد نجيب، القيادى بحزب مستقبل وطن، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال انعقاد قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة"، عكست رؤية مصر القائمة على التعاون والشراكة في مواجهة التحديات، ورصدت المشهد السياسي والاقتصادي بالمنطقة.
وأوضح نجيب في بيان صحفي له ، أن الكلمة تطرقت لحجم التحديات التي قد تقف أمام مسارات النمو الاقتصادي بالدول النامية، والتي تتمثل في نقص التمويل، تفاقم الديون، توسع الفجوة الرقمية والمعرفية، ارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة في أوساط الشباب، حيث تقف هذه التحديات الجسيمة أمام الاقتصاديات النامية، إضافة للصراعات السياسية التي ساهمت في تأجيج الصراع بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن الكلمة ركزت على انعكاس هذه التحديات على الاقتصاديات الناشئة، وأن التغلب على هذه التحديات يتطلب مزيد من تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك، لتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة في مختلف المجالات، خاصة وأن القمة لا يقتصر دورها على كونها منصة للتعاون بين الدول الأعضاء، بل هي إعلان عن إرادة سياسية جديدة من جانب الدول النامية لتشكيل مستقبل اقتصادي مستدام يعتمد على الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وثمن نجيب، إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن إطلاق سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تشمل "شبكة مديري المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية" و"المسابقة الإلكترونية لطلاب التعليم قبل الجامعي"، مؤكدا أن هذه المبادرات تشكل خطوة هامة نحو بناء أسس تعاون معرفي ودبلوماسي بين دول المنظمة في المستقبل.