تأتي زيارة العمل التي بدأها دولة السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء الجمهورية اليونانية إلى الدوحة، اليوم، في وقت تمر فيه العلاقات بين دولة قطر واليونان بفترة متميزة من التعاون المشترك، وسط تطلعات لمزيد من التنسيق وتوسيع الشراكات القائمة، لا سيما في مجالات: الاقتصاد، والاستثمار، والتجارة، والنقل، والطاقة، والثقافة، والتعليم، والسياحة، والرياضة، وغيرها من المجالات التي تهم البلدين.


وهذه هي الزيارة الثانية لرئيس وزراء الجمهورية اليونانية إلى دولة قطر، حيث قام في الثاني والعشرين من أغسطس 2022 بزيارة للدوحة، استقبله خلالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وعقد معه جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها بحث أوجه تطوير التعاون المشترك، لا سيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
وتم افتتاح سفارتي البلدين في العاصمتين أثينا والدوحة عام 2007، ومنذ ذلك الحين بدأ تبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات بين كبار المسؤولين في البلدين. فقد زار فخامة رئيس الجمهورية اليونانية السابق كارلوس بابولياس الدوحة عام 2006، بينما زار صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني العاصمة اليونانية أثينا عام 2007، ثم تواصل تطوير العلاقات الثنائية بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات: التجارة، والإعلام، والنقل الجوي، والتعاون العسكري، والسياحة، والثقافة، والطاقة، والاستثمارات، والغاز الطبيعي المسال، والاشتراك في المشاريع المقامة في البلدين.
ومنذ عقد أول دورة للمنتدى الاقتصادي العربي اليوناني في 14 / 9 / 2006، شاركت رابطة رجال الأعمال القطريين في المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني الأول في أثينا تحت شعار "علاقات تاريخية - وآفاق جديدة للتعاون"، في إطار تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين اليونان والبلاد العربية، واحتفالا بالعيد الفضي لتأسيس الغرفة التجارية.
وفي عام 2008، تم توقيع اتفاقية قطرية - يونانية لتجنب الازدواج الضريبي، كما تجمع البلدين اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني، أصدرت في 15 / 3 / 2007، وصادقت عليها دولة قطر في 15 / 9 / 2009، كما تم التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في شهر مايو 2010 لتعديل بعض أحكام اتفاقية النقل الجوي، وتبادل الأخبار بين الوكالتين الرسميتين للبلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي وقطاع الطاقة، في ظل انفتاح دولة قطر على المشروعات بمجال الطاقة وصناعاتها، ومساهمة الشركات اليونانية في الأعمال الإنشائية القطرية.
وفي إطار تعزيز التعاون بين البلدين شاركت دولة قطر خلال عامي 2016 و2017 في نسختين من "مؤتمر القمة للاتحاد الأوروبي والعالم العربي"، الذي عقد في العاصمة اليونانية أثينا بهدف دعم الشراكة، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وتشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية تطورا منذ إنشاء مجلس الأعمال القطري - اليوناني عام 2015، ليكون منصة للحوار بين قادة الأعمال وصانعي القرار في الجهات الحكومية والجهات المعنية بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وعقد في الدوحة في أبريل 2019 لقاء الأعمال القطري - اليوناني في قطاع التشييد والبناء بحضور السيد بنايوتس ميهالوس رئيس مجلس الأعمال القطري - اليوناني المشترك، وعدد من أصحاب الأعمال القطريين، وممثلين عن 25 شركة يونانية متخصصة في البناء والتشييد.
وقال السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر خلال اللقاء: إن عدد الشركات اليونانية العاملة في دولة قطر يقدر بحوالي 64 شركة منها 8 شركات يونانية بتملك كامل، و56 شركة يونانية مع شراكة قطرية، منوها بأن غرفة قطر تدعم كافة الجهود التي تسهم في تعزيز الشراكة بين الشركات القطرية ونظيراتها من اليونان في كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية، بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدين.

وتشمل العلاقات المتطورة بين البلدين اتفاقية بين حكومتي دولة قطر وجمهورية اليونان بشأن الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة أو الخاصة سارية المفعول، أصدرت في 2 / 5 / 2019، وصادقت عليها دولة قطر في 2 / 3 / 2020.
وكان آخر حضور لدولة قطر في المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني في 27 / 10 / 2022 عبر غرفة تجارة قطر.
وفي بيان لها، قالت الغرفة حينها، : إن التبادل التجاري بين قطر واليونان نما بنسبة 120 في المئة خلال عام 2021، حيث بلغت قيمته حوالي 897 مليون ريال، مقابل 409 ملايين ريال في العام 2020، مشيرة إلى عقد لقاء "العمل الخليجي اليوناني" الثاني ضمن فعاليات المنتدى لمناقشة العلاقات الاستثمارية والفرص المتاحة وتجربة الطرفين في قطاع الصناعات الغذائية.
على الجانب المقابل، وفي يناير 2017 قام وزير الدفاع اليوناني السابق بانوس كامينوس بزيارة رسمية إلى الدوحة، برفقة ممثلين من شركات صناعات الدفاع اليونانية، وأجرى محادثات بشأن التعاون الدفاعي بين البلدين، كما قام السيد كامينوس بزيارة جديدة إلى الدوحة للمشاركة في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري.
وفي عام 2017 أيضا، التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية اليوناني السابق سعادة السيد جورج كاتروكالوس، وزير الدولة للشؤون الخارجية سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، في شهر مايو بالدوحة، وفي شهر نوفمبر في أثينا، وفي مايو 2017 زار نائب وزير الزراعة السيد كوكاليس الدوحة وناقش مع مسؤولين قطريين طرق التعاون الثنائي في مجال الزراعة والصناعات الغذائية.
واستعادت اليونان، في عهد رئيس الوزراء الحالي كيرياكوس ميتسوتاكيس، عافيتها وحققت نموا بنسبة 8,3 بالمئة في 2021، و5,9 بالمئة في 2022. ونجح ميتسوتاكيس في تخفيف عبء الضرائب التي فرضتها خطة الإنقاذ الأوروبية، عقب تبعات /كوفيد - 19/، التي حرمت أثينا من العائدات السياحية التي تعد من أبرز روافد اقتصادها.
وتظهر أرقام الإحصاءات الحكومية أن اليونان جذبت استثمارات متزايدة في السنوات الماضية، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر أعلى مستوى له منذ 20 عاما في عام 2021، بينما زاد تكوين رأس المال الثابت الإجمالي بنسبة 12.7 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2023.
وتقول الحكومة إنها تعمل على بناء وحدة عائمة لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الطبيعية قبالة مدينة اليكساندروأوبولي الساحلية، مع خطط لبناء وحدات أخرى قريبة، وتشكل هذه الميزات مصدر ترحيب باستثمارات دولة قطر المهتمة بقطاع الطاقة والغاز المسال، حيث توفر لهم فرصة المشاركة في مشاريع البنية التحتية الكبيرة ومواقع تخزين البيانات ونقلها، والاقتصاد الرقمي ومصادر الطاقة المتجددة والسياحة والعقارات.
وتقع اليونان في جنوب شرق قارة أوروبا، ويبلغ عدد سكانها وفقا لتعداد عام 2019، حوالي 10 ملايين و750 ألف نسمة، وتحتل موقعا استراتيجيا على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتقع على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان، ولدى اليونان أطول خط ساحلي في حوض البحر الأبيض المتوسط والمرتبة الحادية عشرة في العالم، ويضم عددا كبيرا من الجزر، منها 227 مأهولة بالسكان.
وتتمتع عاصمتها أثينا بقيمة تراثية وثقافية فريدة في اليونان، حيث ينعكس الإرث التاريخي الغني لليونان بانتساب 18 موقعا موجودا بها لقائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، كما أنها تعتبر مهد الحضارة الغربية، وشهد القرن الأول الميلادي تأسيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، التي شكلت الهوية اليونانية الحديثة، وظهرت الدولة الحديثة في اليونان في عام 1830 بعد حرب الاستقلال.

 

 

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر اليونان

إقرأ أيضاً:

الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي

أكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية أن هناك الكثير من القواسم المشتركة  بين مصر وتونس، فتاريخ الدولتين شهد انتقال عاصمة الفاطميين من المهدية التونسية إلى القاهرة، ومعها نقلت الآثار الإسلامية والعمارة الفاطمية إليها، ومن جامع الزيتونة فى تونس إلى الأزهر الشريف تواصل الفكر الإسلامى المعتدل  والمستنير بين البلدين.
وقال  الزناتى فى بداية الحوار المفتوح الذى أعدته لجنة الشئون العربية بالنقابة لسفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف أن مصر كانت من أولى الدول التى دعمت الكفاح التونسى ضد الاستعمار الفرنسى ، رغم أنها كانت تقع تحت الاستعمار البريطانى منذ 1882، لكنها ساندت الحركة الوطنية التونسية، وبعدها شهدت العلاقات بين مصر وتونس توافقًا منذ ثورة 23 يوليو 1952 ولعبت مصر دورًا واضحاً فى دعم الحركة الوطنية التونسية واستمرت فى مساندة كفاحها ضد الاحتلال وتبنت قضيتها فى مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، وكانت دائماً معها، حتى حصلت تونس على استقلالها بموجب الاتفاقية التونسية الفرنسية فى مارس 1956.
وعلى الجانب الآخر كان موقف تونس مؤيدًا تمامًا لقرار الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس، كما وقفت تونس إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثى عليها، بل وشاركت معها فى حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وأيضًا فى حرب أكتوبر1973. 
وأضاف وكيل نقابة الصحفيين : أنه وكما جمعت هذه القواسم المشتركة بين البلدين  فى التاريخ الحديث، فقد واجهتا العديد من التحديات الصعبة ، فى التاريخ المعاصر حيث شهدتا أولى أحداث ماسمى  بدول الربيع العربي، ومعها كانت تجربة إندلاع ثورتى الياسمين في تونس، ثم 25 يناير في مصر، وبالتزامن أيضاً شهدت الدولتين بعدها ظهور القوى الإسلامية علي الساحة السياسية لهما ووصولها للسلطة ، ثم فشلها في الإدارة، مما أدى برغبة شديدة لدى الشعبين فى تغيير النظام، وهو ماحدث فى تونس بإقامة انتخابات، وفي مصر بإندلاع ثورة 30 يونيه 2013. 
أما الآن فمازالت تتسم العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة والمتانة ويسودها التفاهم ولا توجد عقبات تعترض مسار هذه العلاقات وهو ماينعكس في المواقف المتشابهة التي تتبناها الدولتان تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتطورات الأزمة الليبية باعتبارهما دولتى جوار والوضع في السودان ، وغيرها من القضايا .

مقالات مشابهة

  • الدبلوماسية الموازية.. قيادة الشبيبة التجمعية في ضيافة وزيرة الأسرة اليونانية بأثينا
  • الرئيس الصيني يؤكد دعم المغرب في حماية أمنه القومي ويشيد بتطور العلاقات بين البلدين
  • وزير البترول يبحث مع انرجيان اليونانية فرص التعاون الجديدة في مجال الطاقة
  • حسين الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
  • الزناتي: مصر وتونس قواسم وتحديات مشتركة من الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
  • تحت شعار "مصر وتونس تحديات وطموحات مشتركة".. بن يوسف: أمن تونس من أمن مصر
  • الزناتي: مصر وتونس تحديات مشتركة منذ الدولة الفاطمية حتى الربيع العربي
  • لتعزيز التعاون بين البلدين.. وزير الصحة يبدأ زيارة رسمية إلى اليونان
  • «العقوري» يبحث مع القنصل المصري العلاقات بين البلدين
  • العقوري وقنصل مصر ببنغازي يناقشان ملف تبادل السجناء بين البلدين