هل يخاطر العالم بالاعتماد على قوة الاقتصاد الأميركي والدولار؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
يقول تقرير بوكالة بلومبيرغ إن الاعتماد على قوة اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية لدعم النمو العالمي، يشكّل مخاطر كبيرة على الدول الأخرى، وعلى أميركا نفسها.
وحسب التقرير، فإن الاقتصاد الأميركي يشهد فائضا في الوظائف، واستمرار المستهلكين في الإنفاق بثقة، في حين ارتفعت الأسهم إلى مستوى قياسي في فبراير/شباط الحالي، ونما الاقتصاد العام الماضي بأكثر من حجم الاقتصاد الإسباني، أو الإندونيسي.
ويضيف التقرير أن أسعار الفائدة المرتفعة والدولار القوي يشكلان عبئا على الأسواق، في حين لا تظهر الصين وأوروبا أي علامات لأخذ زمام المبادرة.
ركود صيني وأوروبيفي المقابل، لا تزال الصين غارقة في مستنقع الركود نتيجة أزمة قطاع العقارات، وقد تخارج مستثمرون أجانب من البلاد وسط تراجع سوق الأسهم التي فقدت 7 تريليونات دولار منذ ذروتها في أوائل 2021، كما انخفضت الأسعار لثلاثة أرباع متتالية، وهي أطول سلسلة انكماشية منذ الأزمة المالية الآسيوية، في أواخر التسعينيات، وفق بلومبيرغ.
وفي أوروبا، انزلقت بريطانيا إلى ركود معتدل في النصف الثاني من 2023، وصارت ألمانيا معرضة لخطر الانكماش مجددا في 2024، وهو ما يجرّ معه بقية منطقة اليورو، في حين سقطت اليابان بشكل غير متوقع في حالة ركود العام الماضي.
ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في موديز أناليتيكس، مارك زاندي، قوله "سيستمر الاقتصاد الأميركي في التفوق على الاقتصادات في معظم أنحاء العالم هذا العام، خاصة في الصين وأوروبا".
وفق بلومبيرغ فقد أدى ارتفع أسعار المستهلكين إلى توقف التقدم في كبح جماح التضخم في الولايات المتحدة، مما خيّب الآمال بإمكانية أن يبدأ الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) في خفض الفائدة قريبا، ويبقي ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة تكاليف الإقراض عالية في جميع أنحاء العالم، خاصة عند الاقتصادات الناشئة التي تقترض بالدولار.
ولا تزال قوة الدولار الأميركي تشكل تحديا هائلا، ووفقا لصندوق النقد الدولي، فإن ارتفاع قيمة العملة الأميركية بنسبة 10% يقلل من نمو الاقتصادات الناشئة بنسبة 1.9% بعد عام واحد، مما يؤثر في التجارة وتوفر الائتمان وأداء سوق الأوراق المالية.
علامات الضعف بالاقتصاد الأميركيلكن تقرير بلومبيرغ أشار إلى أن استمرار قوة الاقتصاد الأميركي ليست من المسلَّمات، وقد بدت بعض مواطن الضعف فيه، إذ تراجعت معنويات الشركات الصغيرة الشهر الماضي من أكبر انخفاض منذ أكثر من سنة، متأثرة بتراجع الأرباح وتوقعات المبيعات، وفق الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة.
وزادت ديون الأميركيين عبر بطاقات الائتمان، ما يضغط على الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل خاص. وكان متوسط الفائدة على حسابات بطاقات الائتمان مع الفائدة المقدرة 22.75%، وهو أعلى مستوى في بيانات بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي منذ 1995، في حين كان متوسط سعر الفائدة على قروض السيارات لمدة 60 شهرا هو الأعلى في 2006.
وثمة تهديد آخر يتلخص في الضعف المتزايد لاقتصادات الصين وأوروبا، وهو ما من شأنه أن يعرّض الولايات المتحدة لصدمة قد تترك العالم بلا قائد للنمو.
وحذَّر رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، في 14 فبراير/شباط الجاري، من الرضا عن النفس بشأن الكيفية التي قد يؤثر بها التباطؤ العالمي الأعمق، أو الصدمة الجيوسياسية في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الاقتصاد الأميريكي لا يعتمد على الاقتصاد المحلي فقط، محذّرا من أن المزيد من الضعف في الاقتصادات الكبرى الأخرى في العالم يمكن أن يكون له تأثير كبير في الولايات المتحدة.
لكن في الوقت الحالي يبدو أن الاقتصاد الأميركي سيظل متفوقا على اقتصادات العالم، إذ قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، غابرييل مخلوف في فبراير/شباط الحالي، إن التوقعات قصيرة الأجل لاقتصاد منطقة اليورو تشير إلى الركود في مواجهة ظروف التمويل الأكثر صرامة (مع ارتفاع الفائدة)، وضعف ثقة الأعمال والمستهلكين، وانخفاض الطلب الأجنبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة الاقتصاد الأمیرکی فی حین
إقرأ أيضاً:
ترامب للكونغرس: قمت بثورة والحلم الأميركي لا يمكن إيقافه
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "أميركا بدأت تستعيد ثقتها بنفسها بعد مرور شهر ونصف على بدء ولايته الثانية، وإن الحلم الأميركي لا يمكن إيقافه"، مهددا بفرض رسوم جمركية إضافية على دول عدة في الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
وأضاف ترامب -في أطول خطاب لرئيس أميركي أمام خلال جلسة مشتركة للكونغرس للحديث عن حالة الاتحاد- لقد أنجزنا في 43 يوما أكثر مما يمكن أن تحققه معظم الإدارات في 4 أو 8 سنوات، وأميركا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل وربما لن يشهده مجددا.
وتابع "بلادنا لن تكون يقظة بعد الآن"، وهو مصطلح يستخدمه المحافظون لوصف ما يعتبرونه تشددا مفرطا في تلبية مطالب الأقليات.
وأضاف "كل ما قمت به يمثل جزءا بسيطا من ثورة المنطق السليم التي ستجتاح العالم كله بفضلنا".
وأشاد ترامب في الخطاب -الذي استغرق ساعة و40 دقيقة- بمستشاره الملياردير إيلون ماسك وما تقوم به "إدارة الكفاءة الحكومية" التي يقودها لجهة خفض نفقات الحكومة الفدرالية.
وفي أول خطاب له أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل 6 أسابيع، قال ترامب مخاطبا ماسك بعد أن وقف الأخير وسط تصفيق المشرعين الجمهوريين "شكرا لك إيلون، إنه يعمل بجد، شكرا جزيلا لك، نحن نثّمن ذلك".
إعلان احتجاج الديمقراطيينوما إن بدأ ترامب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات الاستهجان لمقاطعة الرئيس.
وبعدما قاطع البرلمانيون مرارا خطاب ترامب هددهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون بإخراجهم من القاعة إذا لم يكفّوا عن المقاطعة، قبل أن يأمر بإخراج النائب الديمقراطي آل غرين من قاعة المجلس بتهمة عرقلة سير الجلسة.
وقال ترامب بعد طرد غرين "أنظر إلى الديمقراطيين أمامي وأدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني قوله لإسعادهم أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون".
ووصف سلفه جو بايدن بأنه أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، قائلا إنه "سمح بعبور آلاف المجرمين من حدودنا الجنوبية".
وردّ المشرعون الديمقراطيون برفع لافتات تنديد بإدارة ترامب، قبل أن يغادروا القاعة في منتصف الخطاب.
رسائل داخليةوأكد ترامب أن إدارته تعمل على تنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ أميركا، وستحقق التحرير العظيم للولايات المتحدة من هؤلاء المهاجرين.
وأضاف أن مدنا أميركية بأكملها انهارت تحت وطأة احتلال المهاجرين غير النظاميين، مؤكدا أن أميركا بحاجة إلى مهاجرين مميزين، لذلك أعلن عن تأشيرات البطاقة الذهبية لجذب الأشخاص المميزين في العالم.
وتابع "لقد ورثنا من إدارة بايدن كارثة اقتصادية ومعدلات تضخم مرتفعة، وأحد أهم محاور الحرب ضد التضخم هو خفض تكاليف الطاقة بسرعة".
وأوضح ترامب أنه سيقضي على التضخم عبر الحد من عمليات الاحتيال والهدر وسرقة المال العام، كما سيتخذ إجراء تاريخيا لتوسيع نطاق إنتاج المعادن النادرة في الولايات المتحدة.
وشدد على أن التعيينات الحكومية يجب أن تكون بناء على الكفاءة وليس العرق أو الجنس، وعلى الموظفين الفدراليين أن يعودوا إلى العمل من المكاتب أو تتم إقالتهم.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه صنف عصابات مخدرات مكسيسكية منظمات إرهابية وأصبحت في مقام تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أن عصابات المخدرات تشن حربا على أميركا وحان الوقت لشن الحرب عليها.
إعلانوفي المجال القضائي، أكد ترامب أنه اتخذ إجراءات لإصلاح مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل، قائلا إن "نظام العدالة انقلب في السنوات الأخيرة رأسا على عقب على يد المجانين اليساريين المتطرفين".
وأضاف أن العديد من الولايات القضائية خلال عهد بايدن استخدمت إنفاذ القانون سلاحا ضد معارضين سياسيين مثلي.
كما تعهد ترامب بأن إدارته ستعمل على حماية الأطفال من الأيديولوجيات السامة، مؤكدا أنه وقّع أمرا تنفيذيا يحظر على المدارس العامة تلقين أطفالنا أيديولوجية التحول الجنسي.
وطلب من الكونغرس تمويل درع دفاعي صاروخي مثل القبة الحديدية التي تمتلكها إسرائيل.
ملفات خارجيةوفي الشؤون الخارجية، قال الرئيس الأميركي "لقد استخدم الآخرون الرسوم الجمركية ضدنا لعقود، والآن حان دورنا لبدء استخدامها ضد تلك البلدان الأخرى".
وأقر ترامب بأن الرسوم الجمركية التي باشر بفرضها على دول عدة قد تتسبب "ببعض الاضطرابات" في اقتصاد الولايات المتحدة "لكننا راضون عن ذلك".
وأضاف أن "الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنية وعظيمة مرة أخرى، هذا الأمر سيحدث، وسيحدث بسرعة كبيرة، ستكون هناك بعض الاضطرابات، لكننا راضون عن ذلك، وتأثيرها لن يكون كبيرا".
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أن بلاده باشرت "استعادة" قناة بنما، وذلك إثر إبرام شركة من هونغ كونغ اتفاقا مبدئيا مع "كونسورتيوم" (ائتلاف) أميركي لبيعه ميناءين يقعان على طرفي القناة.
كما جدد ترامب رغبته في السيطرة على جزيرة غرينلاند لأغراض الأمن القومي، قائلا "سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى".
وبرر انسحابه من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنه "معادٍ للولايات المتحدة وحلفائها".
وختم ترامب خطابه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستعيد "رهائنها" من غزة وستنهي الصراع في أوكرانيا.