تكنولوجيا النانو.. قاطرة أحلام الفقراء المعطّلة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
منذ سنوات الدراسة الجامعية في كلية الصيدلة، كان الدكتور إبراهيم الشربيني المدير المؤسس لبرنامج علوم النانو بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر، مشغولا بملاحظة أن قطرة العين يضيع أغلب محتواها عند استخدامها، فلا تستفيد العين إلا من 3 إلى 5% من المحتوى على أقصى تقدير.
لم يكن الشربيني أول الساعين لحل لتلك المشكلة، إذ عملت فرق بحثية حول العالم على توفير البدائل العملية لقطرة العين، مثل استخدام عدسات لاصقة علاجية، أو جِل أو حبيبات قابلة للذوبان السريع بالعين.
والنانو هو التقنية التي تصبح فيها المادة جزءا من مليار جزء من المتر، وعند هذا الحجم الدقيق تتغير كل خصائصها التقليدية، وبالتالي يمكن باستخدامها استحداث أجيال جديدة من المواد ذات صفات خارقة لم تكن موجودة في المواد التقليدية.
والحل الذي قدمه الشربيني، ونشر في دورية "فيوتشر ميديسن"، أكسب بعض الألياف صفات خارقة عندما أنتج منها حبيبات نانوية محملة بدواء "الأزيثرومايسين" المعروف باستخدامه كمقاوم للميكروبات، ووضعها في رقعة لا يتجاوز حجمها "2 مليمتر في 3 مليمتر"، وسمكها نحو 100 ميكرون.
وتُلصَق تلك الرقعة تحت الجفن السفلى للعين، لتساعد مادة الجفن المخاطية على التصاقها، وتسمح الألياف المصنّعة منها بانطلاق المادة الدوائية ببطء إلى داخل العين وبتوزيع منتظم في كل المساحة.
وعلى الرغم من أن هذا الاختراع يبدو بسيطا، فإنه يمثل نموذجا لقيمة "تقنية النانو" التي يمكن أن تكون هي القاطرة التي تدفع اقتصاد الدول النامية، كما يقول الشربيني في حديث مع "الجزيرة نت" داخل مكتبه بمدينة زويل.
ويشير الشربيني إلى لوحة أمامه اكتظت بملخصات أبحاثه المنشورة، ويقول: "كل بحث من هذه الأبحاث القائمة على تقنية النانو يمثل فكرة يمكن استثمارها لتحقق دخلا اقتصاديا بملايين الدولارات".
وبينما يلحظ الشربيني حالة من التعجب بدت واضحة على وجهي، واصل حديثه قائلا وهو يفتح أحد الكتب التي كانت توجد على مكتبه: "هذه الصفحة من الكتاب تتحدث عن دواء دوكسوروبيسين لعلاج السرطان، والذي كانت به مشاكل ضخمة حُلت عندما أُنتج بتقنية النانو، وطُرح باسم جديد هو الدوكسين، ونجحت الشركة المنتجة في تحقيق أرباح بالملايين، لا لشيء إلا لأنها قامت بتطويره، فهي لم تخترع دواء جديدا".
وحتى نفهم ما تقوم به تقنية "النانو" لتطوير الأدوية، يقول الشربيني: "الأدوية مواد عمياء، حيث تدور في الدورة الدموية وتذهب للجزء المصاب والسليم، لذلك لا يوجد دواء بدون أعراض جانبية، وبعض الأدوية -مثل أدوية السرطان- يمكن أن تكون أعراضها الجانبية قاسية، كما هو الحال في دواء دوكسوروبيسين قبل تطويره، وقد حاولت شركات الأدوية علاج تلك المشكلة، لكنها وجدت أن أي إضافات ستغير من تركيبة الدواء، بينما في تقنية النانو لا يحدث تغيير في التركيبة، فما يحدث فقط هو أنك تستخدمها كأداه توصيل للجزء المصاب فقط".
ويوضح الشربيني أن "إحداث التعديل يحصل عن طريق تحميل الدواء داخل كريات نانوية صغيرة جدا ذكية التوجيه بحيث تكون آمنة وغير سامة، وتصل للعضو المصاب مباشرة، ويجري ضمان وصولها عن طريق تزويد السطح الخارجي لها بمواد تتعرف على المستقبِلات في العضو المصاب، فمثلا لو كانت هناك خلية في الكبد مصابة، تُدرس جيدا وتصمم الكريات النانوية بحيث تتعرف على المستقبِلات الموجودة عليها".
وتقنية النانو في مجال الدواء بهذه الطريقة يمكن أن تكون الأنسب لنهضة الدول الفقيرة لعده أسباب يستعرضها الشربيني على النحو التالي:
أولا: يمكن أن تساهم الدول الفقيرة والنامية في ابتكار أدوية جديدة، مثل ابتكار بديل قطرة العين الذي نجحنا بمدينة زويل في إنتاجه. ثانيا: تقنية النانو لا تغير في تركيبة الدواء، ومن ثم لا توجد حاجة إلى إجراء دراسات سريرية طويلة المدى تستغرق على الأقل 12 سنة لاعتماد أي دواء طُوّر باستخدامها، وإنما يُكتفى فقط بإجراء تجربة سريرية محدودة، ويمكن أن يكون الدواء المطور متوفرا في الأسواق خلال عام أو عامين على الأكثر. ثالثا: تقنية النانو غير مكلفة، فتحويل مادة من الشكل التقليدي للنانو لا يحتاج أموالا طائلة. رابعا: لا تملك الدول الفقيرة استثمارات صخمة تجعلها تستثمر في دواء جديد تتكلف تجاربه السريرية مليار دولار، ولكن يمكن لهذه الدول الاستثمار في تطوير ثلاثة أو أربعة أدوية متوفرة في الأسواق بتقنية النانو تحقق من خلالها ملايين الدولارات.إنتاج الدواء هو أحد المجالات المهمة التي يمكن أن تلعب تقنية النانو دورا رائدا بها، ولكن هذه التقنية "العابرة للتخصصات" تدخل في كثير من المجالات، مما ساهم في رفع حجم سوقها إلى 79.14 مليار دولار أميركي في عام 2023، ومن المتوقع وصوله إلى 248.56 مليار دولار بحلول عام 2030.
ويعود التوسع السريع في سوق تكنولوجيا النانو جزئيا إلى زيادة الاستثمار العالمي في البحث والتطوير، وهو ما يؤدي إلى خلق العديد من التطبيقات الصناعية المبتكرة.
وبينما تقوم الدول المتقدمة بتحويل مخرجات أبحاثها في هذه المجال إلى منتجات، فإن الدول النامية والفقيرة إما أنها تُنجز أبحاثا لا تُطبق، أو أنها لا تملك البنية التحتية التي تساعد على إنجاز الأبحاث من الأساس، رغم أن تلك التقنية -كما هو الحال في مجال الدواء- يمكن أن تحل كثيرا من أزمات الدول الفقيرة.
يقول أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة أسيوط المصرية محمد غانم في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت": "إذا أخذنا مثلا أزمة المياه، فإنه وفقا لمجلس المياه العالمي قد يعيش ما بين 2.7 و3.2 مليار شخص في ظروف ندرة المياه أو الإجهاد المائي بحلول عام 2025، وهنا يمكن أن يكون لتقنية النانو دور في مواجهة تلك المشكلة".
ويوضح أن مجالات البحث النشطة في هذا المجال هي "تطوير مواد نانوية جديدة ذات قدرة انتقائية للمعادن الثقيلة والملوثات الأخرى، كما توجد أغشية لتحلية المياه يمكن إعدادها بتقنية النانو، وأجهزة استشعار جديدة ومعززة للكشف عن الملوثات البيولوجية والكيميائية عند مستويات تركيز منخفضة للغاية في البيئة، بما في ذلك الماء".
كما يظهر الدور المهم لتقنية النانو في مجال الزراعة، فهناك حاجة لتعزيز الإنتاج الزراعي لمواجهة التحديات العالمية مثل النمو السكاني وتغير المناخ ومحدودية توافر المغذيات النباتية الهامة مثل الفوسفور والبوتاسيوم.
وأحد أدوات زيادة الإنتاج الزراعي هي تعزيز فعالية الأسمدة الزراعية، وهنا يأتي دور تقنية النانو التي يمكنها المساعدة في استخدام كمية أقل من الأسمدة بفاعلية أكبر، وكان لفريق الدكتور إبراهيم الشربيني بمدينة زويل المصرية تجربة رائدة في هذا المجال.
يقول الشربيني إنه "بسبب سرعة ذوبان اليوريا في المياه، فإن ذلك يسبب هدرا كبيرا يقدر بنسبة 50% من حجم السماد الذي يوضع، ويضطر المزارع إلى استخدام السماد أكثر من مرة خلال الموسم، لكننا عالجنا تلك المشكلة بنوع طُور بتنقنية النانو".
والسماد الجديد مغلف بمواد نانومترية قابلة للتحلل في التربة وغير ضارة لها، بما يساعد على تحرر السماد ببطء في الأرض لفترات طويلة تصل إلى عدة أشهر".
يعد توليد الطاقة وتوزيعها وتخزينها وتحويلها باستخدام تكنولوجيا النانو، من المجالات التي يجري فيها الكثير من الأبحاث وتطوير التطبيقات في المختبرات حول العالم.
ولا يمكن لتطبيقات الطاقة بتقنية النانو أن توفر حلولا بيئية فقط عبر إتاحة طريق لمستقبل مستدام، بل الأهم أنها ستتيح إمكانية الوصول إلى الطاقة في حد ذاتها، وهذا أمر في غاية الأهمية، حيث تشير توقعات الطاقة العالمية إلى أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا (الأشد فقرا في القارة)، شكلت في عام 2023 نحو 80%من الإجمالي العالمي لعدد الأشخاص الذين لا يحصلون على الكهرباء.
وتعد الخلايا الكهروضوئية (الألواح الشمسية الأرخص والأكثر كفاءة) من المجالات الرئيسية لعلاج هذه المشكلة. وتظهر في هذا الإطار حلول كثيرة خرجت من مراكز أبحاث عربية، ومنها الحل الذي خرج من جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط المغربية عن طريق فريق بحثي يرأسه الباحث عبد الإله بنيوسف، والذي نجح في تطوير مادة الغرافين باستخدام تقنية النانو، لتصبح ملائمة في الاستخدام للخلايا الشمسية، بما يساعد على تحسين مردودها الإنتاجي من الطاقة، وذلك بتحويل الطبيعة الفيزيائية الموصلية للغرافين إلى الطبيعة الفيزيائية شبه الموصلية، وذلك عن طريق تطعيمه بذرات سليسيوم معدة بتقنية النانو.
كما كان لفريق بحثي من الجامعة الأميركية بالقاهرة تجربة رائدة في تطوير نوع آخر من الطاقة باستخدام تقنية النانو، وهو"طاقة البيوجاز"، حيث توصل الفريق البحثي الذي يقوده أستاذ هندسة المواد بالجامعة ناجح علام، إلى خلطة من مواد نانومترية تضم النيكل والحديد لتحفيز عملية التفاعل نحو إنتاج مزيد من الميثان، وهو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي وخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي عولجت واحدة من أهم مشاكل البيوجاز، وهي ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في مكوناته، والتي تؤدي إلى عدم استقرار اللهب.
تبدو هذه التجارب، على اختلاف مستوى درجة نجاحها، مجرد قصص متفرقة لا تكشف عن وجود خطة طويلة أو قصيرة المدى تهدف لتعظيم الاستفادة من تقنية يمكن أن تحل مشاكل الدول الفقيرة، فضلا عن أنها يمكن أن تدر عليهم دخلا.
ومثل هذه القصص يمكن وصفها بأنها "محاولة لإظهار الاهتمام بالتقنية"، لكن لم تصل بعد لمرحلة التمكين التي تعيشها الدول المتقدمة، والتي تحاول بعض الدول النامية اللحاق بها.
ووفق دراسة نشرتها دورية "نانو سكيل ريسيرش ليترز"، فإن أبرز الدول التي تعيش مرحلة التمكين للتقنية هي أميركا واليابان والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث كان لكل منها قصة نجاح يمكن تلخيصها في الآتي:
أميركا:– أُطلقت المبادرة الوطنية لتقنية النانو في عام 2001، وهي أول جهد للحكومة الفدرالية يقع تحت إشراف المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، وتقوم بتنسيق الأنشطة النانوية لأكثر من 25 وكالة فدرالية، منها 15 لديها ميزانيات محددة لتكنولوجيا النانو.
– استثمرت الولايات المتحدة نحو 15.6 مليار دولار في تكنولوجيا النانو من 2001 وحتى 2012، وبلغت تقديرات ميزانيتها للسنة المالية 2013 نحو 1.767 مليار دولار.
– لدى الولايات المتحدة صناعات راسخة تستثمر بكثافة في تكنولوجيا النانو، وينمو التأثير الاقتصادي بسرعة مع ما يقرب من 100 شركة في كل منطقة من الولايات المتحدة تركز على الإلكترونيات النانوية وأشباه الموصلات والأدوية.
اليابان:– أطلقت اليابان برنامجها البحثي الأساسي الإستراتيجي في مجال تكنولوجيا النانو في عام 1995 بمشاركة وزارات مختلفة وعلى رأسها وزارة العلوم والتكنولوجيا، واستند إطلاقها إلى خطة مدتها خمس سنوات تسمى الخطة الأساسية، ويُعاد إطلاقها كل 5 سنوات.
– في الخطتين الثانية والثالثة، اختيرت مجالات بحثية ذات أولوية، وهي إنتاج الإلكترونيات والأجهزة النانوية والمواد الحيوية النانوية.
– في عام 2011، شارك نحو 300 مؤسسة عامة وخاصة وأكثر من 1200 باحث في أنشطة تكنولوجيا النانو.
– قامت اليابان بإنفاق نحو 263.3 مليار ين ياباني (2.37 مليار يورو) على أبحاث النانو في عام 2011.
الصين:– توجد برامج تكنولوجيا النانو الوطنية في الصين منذ عام 1990.
– كان لدى الصين في عام 2011 ميزانية تقديرية لأبحاث النانو بلغت نحو 1.8 مليار يورو.
– وضعت خطتها الخمسية الثانية عشرة (2011-2015) التي صُنفت بأنها الخطة الأكثر شمولية في أي مكان في العالم، وكانت عبارة عن هدف عملي للتحول من البحوث الأساسية إلى البحوث التطبيقية، وشاركت فيها أكثر من 1000 شركة، وأكثرها شركات محلية صغيرة ومتوسطة الحجم.
الاتحاد الأوروبي:– 8 من دول الاتحاد الأوروبي تشارك بنشاط في أنشطة تكنولوجيا النانو على مستوياتها الوطنية، وتشمل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والسويد وهولندا وفنلندا.
– يبلغ تمويل تكنولوجيا النانو في ألمانيا على سبيل المثال، نحو 500 مليون يورو سنويا، مع أكثر من 750 شركة وأكثر من 1000 باحث.
– تبلغ ميزانية فرنسا نحو 400 مليون يورو سنويا، مع نحو 130 شركة وأكثر من 700 باحث في مجال التكنولوجيا الحيوية النانوية.
– تستثمر المملكة المتحدة نحو 250 مليون يورو سنويا مع نحو 200 شركة تعمل في مجال تكنولوجيا النانو، مع التركيز على التكنولوجيا الحيوية النانوية والطب النانوي والطاقة النانوية والمواد النانوية.
– تبلغ استثمارات الدول الأخرى في أوروبا نحو 100 مليون يورو سنويا، وبأهداف مصممة جيدا لتحقيق مصلحتها والحفاظ على القدرة التنافسية والاستدامة العالمية.
روسيا:– أطلقت روسيا منذ عام 2006 أنشطتها في مجال تكنولوجيا النانو بتمويل جماعي من مختلف الوكالات الحكومية مع الوكالة الفدرالية للعلوم والابتكار باعتبارها الهيئة التنفيذية.
– لدى روسيا هيئتان رئيسيتان مكلفتان بالأنشطة الشاملة لتكنولوجيا النانو، وهما الشركة الروسية لتقنيات النانو باعتبارها وكالة مسؤولة عن تسويق المنتجات النانوية والابتكارات التي تهدف إلى إنشاء العديد من صناعات تكنولوجيا النانو بحلول عام 2015، وهناك وكالة أخرى هي الشبكة الوطنية لتقنية النانو، وهي هيئة مكلفة مسؤولية تنسيق أنشطة أكثر من 480 مؤسسة للبحث والتطوير ونحو 1700 باحث.
– ينصب تركيز روسيا على استخدام نهج التصنيع العنقودي على إنتاج المواد النانوية والطب النانوي والضوئيات النانوية والإلكترونيات النانوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتحاول دول أخرى اللحاق بقطار التمكين، ومنها:
البرازيل:– أطلقت البرازيل لأول مرة برنامجها الخاص بتكنولوجيا النانو في عام 2005 بميزانية تبلغ نحو 31 مليون دولار مع 10 شبكات بحثية تضم نحو 300 باحث دكتوراه.
– تركز أبحاث البرازيل على الجسيمات النانوية والفوتونيات النانوية والتكنولوجيا الحيوية النانوية والأنابيب النانوية الكربونية ومستحضرات التجميل النانوية ومحاكاة ونمذجة الهياكل النانوية.
– تتمتع البرازيل بعلاقة تعاون قوية في خطتها الممتدة من عام 2007 إلى عام 2013 مع الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا والهند، مما عزز قدراتها في مجال تكنولوجيا النانو.
الهند:– أطلقت الهند مبادرة علوم النانو والتكنولوجيا النشطة ضمن خطة الحكومة الخمسية من 2007 إلى 2012 بميزانية تقديرية تبلغ 254 مليون دولار.
– وتهدف الخطة إلى تطوير مراكز التميز التي تستهدف المختبرات والبنية التحتية وتنمية الموارد البشرية.
– تشارك العديد من الولايات بنشاط في برامج تكنولوجيا النانو مثل كارناتاكا، وتريفاندروم، وتاميل نادو التي تشارك في الأنشطة المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية والصحة.
– وزارة العلوم والتكنولوجيا الهندية هي الوكالة المسؤولة عن كل من البحوث الأساسية والتطبيقية في مجال تكنولوجيا النانو، وتشمل مجالات تركيزها الأنابيب النانوية والأسلاك النانوية ورقائق الحمض النووي والسبائك ذات البنية النانوية.
جنوب أفريقيا:– بدأت جنوب أفريقيا بشكل إستراتيجي أنشطتها في مجال تكنولوجيا النانو بميزانية قدرها 2.7 مليون دولار في عام 2005 .
– أنفقت مبلغا إجماليا قدره نحو 77.5 مليون دولار من 2005 إلى 2012.
– تتمتع جنوب أفريقيا بتعاون قوي مع الشركاء الأجانب وخاصة البرازيل والهند.
ماليزيا:– بدأت ماليزيا خطتها في مجال تكنولوجيا النانو في عام 2001 وصنفتها كخطة إستراتيجية تستمر من عام 2001 إلى 2005.
– وضعت خطة أكثر قوة لمدة 15 عاما من 2005 وحتى 2020 مع أكثر من 150 باحثا.
– محليا تركز على تكنولوجيا النانو من أجل تطوير المواد والتكنولوجيا الحيوية لتشجيع تطوير شركات جديدة ومنتجات جديدة.
تايلند:– جرت الموافقة في تايلند على إنشاء المركز الوطني لتكنولوجيا النانو في عام 2003.
– يتلقى تمويل برنامج علم النانو في تايلند ما يقرب من مليوني دولار سنويا.
سنغافورة:– تتمتع سنغافورة بقدرات متقنة في مجال تكنولوجيا النانو باستخدام المواد النانوية والأجهزة النانوية في تصنيع الإلكترونيات الدقيقة والأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الطبية.
– لديها العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال تكنولوجيا النانو.
سريلانكا:– على الرغم من البنية التحتية المحدودة للبحث والتطوير والتمويل المحدود من الحكومة، فإن سريلانكا أظهرت التزاما بتطوير تكنولوجيا النانو من خلال شراكة بين القطاع العام والخاص وبدعم من علماء متحمسين.
– أطلقت مبادرتها لتقنية النانو في عام 2007.
– أنشأت معهد سريلانكا لتقنية النانو كشركة خاصة برأسمال قدره 420 مليون روبية سريلانكية (نحو 3.7 ملايين دولار) في عام 2008.
إيران:– أطلقت إيران مبادرتها الوطنية لتكنولوجيا النانو في 2005 لمدة 10 سنوات حتى عام 2015.
– نصف الميزانية الخاصة بتكنولوجيا النانو تُموّل من قبل القطاع الخاص، حيث يشارك علماؤها وصناعاتها بنشاط في أنشطة التعاون الدولي.
– لديها برنامج تعليمي راسخ لتدريب طلاب الماجستير والدكتوراه في نحو 50 جامعة ومعهدا بحثيا، وتتمثل أولوياتها في مجال البحث والتطوير في الطاقة والصحة والمياه والبيئة والمواد النانوية والبناء.
– تلعب إيران دورا بارزا في مجموعة عمل الطاقة والمياه في منتدى النانو الآسيوي.
تايوان:– بدأ برنامج تايوان الوطني لعلوم النانو عام 2002 ويهدف إلى تحقيق التميز الأكاديمي في البحوث الأساسية وتسريع تسويق تكنولوجيا النانو.
– يتكون المشروع من أربعة قطاعات، وهي التميز البحثي الأكاديمي، والتقنيات الصناعية، والبحث عن المواهب، وإنشاء المرافق الأساسية.
– تمتلك مراكز مجهزة تجهيزا جيدا مثل مركز أبحاث تكنولوجيا النانو الذي أنشأه معهد أبحاث التكنولوجيا الصناعية، ومختبر علوم النانو التابع لأكاديمية سينيكا، والمختبر الوطني للمكونات النانوية الذي أنشأه المجلس الوطني للعلوم.
– من خلال هذه المراكز تُنسّق فرق بحثية متعددة التخصصات ومتعددة الوكالات في البحث الأكاديمي، وتعمل بالتعاون مع الصناعة، حيث يوجد نحو 175 شركة مشاركة بالبرنامج.
باستثناء هذه الدول التسع التي تحاول اللحاق بقطار التمكين، فإن باقي دول العالم يمكن تصنيفها بأنها دول تحاول إظهار الاهتمام بالنانو، وذلك لأن مبادراتها لا تأخذ البعد القومي، وهو ما سيحوّل تلك الدول إلى مستوردة دائمة لتكنولوجيا النانو، وتعطل بذلك قاطرة يمكن أن تقود طموحاتها وأحلامها نحو تغيير الواقع والتطلع لمستقبل أفضل، كما يقول محمد الجندي الباحث المصري في تكنولوجيا النانو بجامعة نيويورك.
ويضع الجندي قائمة بالتحديات التي تواجه الدول النامية والفقيرة نحو التمكين لتكنولوجيا النانو، وأهمها:
غياب الإرادة السياسية، وبالتالي لا يوجد إطار تشريعي أو تنظيمي لتكنولوجيا النانو كما يوجد في الدول الرائدة والدول التي تشير بقوة نحو التمكين لتلك التكنولوجيا. انخفاض الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير بشكل عام. قلة مشاركة القطاع الخاص في البحث والتطوير. غياب معاهد البحوث التي يمكنها ترجمة البحوث الأساسية إلى أبحاث تطبيقية ومنتجات نهائية. عدم وجود تعاون كاف مع الوكالات المانحة في مجال تكنولوجيا النانو. الافتقار إلى التعليم المتخصص في تكنولوجيا النانو.وكان من نتيجة تلك التحديات ألا تتعدى مساهمة الدول الفقيرة والأقل نموا في مجال النانو؛ محاولة إظهار الاهتمام بإنجاز بحث هنا وبحث هناك. ولكن القضية أعمق من ذلك، وتحتاج إلى تدخلات عاجلة للحاق بقطار النانو، ويذكر الجندي بعضا من التدخلات الواجب تنفيذها سريعا، وهي:
إنشاء وزارة لتكنولوجيا النانو أو قسم لتكنولوجيا النانو تابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، والتركيز على تنمية رأس المال البشري. إنشاء روابط تعاون قوية مع دول مثل جنوب أفريقيا والهند والاتحاد الأوروبي التي تتمتع بقدرات قوية في مجال تكنولوجيا النانو. إدراج ميزانية لأبحاث تكنولوجيا النانو في الوزارات الحكومية ذات الصلة. تخصيص ميزانية ضخمة للبحث والتطوير في مجال تكنولوجيا النانو. وضع خطط قصيرة وطويلة الأجل بشأن تكنولوجيا النانو موضع التنفيذ. تشجيع الشركات الخاصة على الدخول في شراكة مع القطاع العام في تمويل برامج تكنولوجيا النانو بهدف تطوير تكنولوجيا النانو وتحسين اقتصاد البلاد. توفير المنح البحثية لطلاب الماجستير والدكتوراه الراغبين في العمل بهذا المجال.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التکنولوجیا الحیویة ملیون یورو سنویا المواد النانویة البحث والتطویر الدول الفقیرة الدول النامیة جنوب أفریقیا تقنیة النانو تلک المشکلة ملیار دولار ملیون دولار بمدینة زویل هذا المجال التی یمکن العدید من یمکن أن عن طریق أکثر من
إقرأ أيضاً:
مدينة القرداحة حيث سكن الفقراء على أعتاب قصور آل الأسد
مدينة سورية تقع على الساحل الغربي لسوريا، وتتبع محافظة اللاذقية وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، وهي مسقط رأس الرئيس المخلوع بشار الأسد، عانت المدينة من نقص كبير في الخدمات على مدار سنوات حكم آل الأسد، وبقيت مهملة كما هو الحال مع غالبية المدن والقرى السورية، في المقابل كان أفراد عائلة الأسد وأقاربهم يمتلكون المنازل الفاخرة، التي حُظر على السكان المحليين الاقتراب منها.
الموقعتقع مدينة القرداحة في الساحل الغربي لسوريا، وتحديدا على هضبة من هضاب الجبال الساحلية، بارتفاع يُقدر بحوالي 400 متر عن سطح البحر.
تتبع المدينة إداريا محافظة اللاذقية، وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، و20 كيلومترا من مدينة جبلة.
تتصل القرداحة بكل من مدينة اللاذقية ومدينة طرطوس ومدينة جبلة عبر طريق دولي، كما تربطها شبكة طرق أيضا بمدينة حماة وسهل الغاب.
الجغرافياتقع القرداحة في سلسلة جبال الساحل السوري، مما يجعلها حلقة وصل بين السهل الساحلي والمناطق الداخلية لسوريا، ما يعزز من أهميتها الإستراتيجية والتجارية.
يتميز موقعها بطبيعة فريدة إذ تحيط بها المرتفعات الجبلية والغابات والوديان من جميع الجهات، مما جعلها بيئة جبلية خلابة، وتشتهر القرداحة بأشجار الصنوبر الجبلية المحيطة بها.
كما تضم المدينة عددا من القرى الصغيرة والمزارع المحيطة بها مثل عين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنه والسفرقية والقبو وكلماخو وجوبة برغال وبكراما وبشلاما، ويساهم ذلك في تنوع طبيعتها الجغرافية.
تشير كلمة قرداحة إلى مكان الحدادين أو المكان الذي يصنع فيه السلاح، وهو ما قد يعكس مقاومة المدينة للوجود العثماني والاحتلال الفرنسي.
إعلانوأظهرت بعض الدراسات أن كلمة القرداحة بالآرامية تعني "القرية الأولى"، مما يسلط الضوء على أهمية المدينة كونها مستوطنة قديمة.
المناختتميز مدينة القرداحة بمناخ متوسطي جبلي، إذ تتأثر بموقعها في جبال الساحل السوري، يكون الشتاء باردا مع هطول أمطار غزيرة، وتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية، بينما يكون الصيف معتدلا إلى حار نسبيا.
التقسيم الإداريتنقسم القرداحة إلى أربع مناطق وهي:
مركز القرداحة: تضم هذه الناحية المدينة نفسها، إضافة إلى عدد من القرى والأحياء المحيطة بها، ومنها بني عيسى وبحواريا وبكراما وبشلاما وبشرية. جوبة غربال: مركزها جوبة غربال، وتضم قرى عدة منها عنانيب والأريزة والبلاط وفرزلا وخربة السنديانة. حرف المسيترة: بلغ عدد سكانها 6 آلاف و669 نسمة عام 2004، مركزها بلدة حرف المسيترة، وتشمل الأحياء التالية: العامود والعرقوب وعروسة الجبل وعين الحيات وفرشات. الفاخورة: مركزها بلدة الفاخورة.القرداحة هي مسقط رأس عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد وفيها توجد قصور أفراد العائلة وكل من يمت لهم بصلة، وقد كان أهالي المدينة محظورين من الاقتراب منها.
كما تضم أيضا قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه باسل، وكلاهما كانا يخضعان لحراسة أمنية مشددة.
وبينما كانت عائلة الأسد تنعم برفاهية مفرطة، كان معظم سكان القرداحة يعانون الفقر والإهمال، وكانوا يعتمدون على العمل اليدوي أو وظائف منخفضة الأجور لكسب لقمة العيش.
وكانوا يرسلون أبناءهم للخدمة في الجيش لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر، ويضطرون للعمل في قصور عائلة الأسد مقابل مبالغ زهيدة.
كان منذر الأسد ابن عم الرئيس المخلوع هو صاحب السطوة الأكبر في المدينة، فقد كانت نوافذ قصره تطل على عشرات العائلات الفقيرة التي كان يستغلها ويجبرها على العمل بأجور زهيدة في خدمة عائلته.
إعلانمارس نظام الأسد الرعب والظلم على أهالي القرداحة، إضافة إلى منعهم من دخول كثير من الأحياء في مدينتهم.
لكن بعد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، دخل سكان المدينة قصور الأسد واكتشفوا حجم الثراء الفاحش الذي تمتعت به هذه الأسرة، في حين كانوا يعانون الفقر والحرمان، وأزالوا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في المدينة، وأحرقوا قبره.
بعد سقوط نظام الأسدفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 سقط نظام الأسد، إثر عملية عسكرية شنتها المعارضة السورية أطلقت عليها اسم "ردع العدوان" وتمكنت في 12 يوما من السيطرة على معظم المدن السورية والوصول إلى العاصمة دمشق بالتوازي مع هروب بشار الأسد إلى خارج سوريا، مما شكل نقطة تحول في تاريخ المدينة.
وفي مارس/آذار 2025 شهدت قرداحة توترا أمنيا، إذ انتشرت مجموعات مسلحة وُصفت بأنها من "فلول نظام الأسد" في أحياء المدينة، وأطلقت النار بكثافة باتجاه مخفر الشرطة، على نحو أدى إلى تخريب الممتلكات والمحال التجارية، ورددت شعارات طائفية.
معالمتضمّ المدينة عددا من المناطق التاريخية منها ما يلي:
قلعة المهالبةهي إحدى تحصينات الساحل السوري، تقع على قمة جبلية مطلة على جبل الأربعين، وترتفع نحو 750 مترا عن سطح البحر، بالقرب من قرية المهالبة في منطقة القرداحة، بنيت في بداية القرن الـ11 م في عهد بنو الأحمر، وقد تعاقبت على حكمها حضارات عدة منها البيزنطيين وبنو صليعة والفرنجة والأيوبيين والمماليك.
يحيط بالقلعة سور ضخم مبني من الحجر النحيت، وتشكل بعض أجزائه الصخرة الأم التي بنيت عليها القلعة.
تتميز القلعة بتصميم معماري فريد، إذ يتوزع حولها 12 برجا، خاصة في الجهة الشرقية الجنوبية، بنيت هذه الأبراج على شكل أنصاف دوائر، وتحتوي على فتحات طولانية مخصصة للمراقبة ورمي السهام.
وتحتوي القلعة على مستودعات وخزانات وأقبية ودهاليز وساحات، ويتميز بناؤها بأسلوب الأقواس التي تحمل السقوف، في حين أن الأبواب والمداخل على شكل حدوة الفرس مع فتحات مربعة على الأسطح لإيصال الضوء والمؤن.
إعلانبدأ تاريخ القلعة عام 1031م عندما استولى البيزنطيون عليها، بعد ذلك انتقلت إلى قبيلة بني صليعة، وفي عام 1118م، احتلها الصليبيون ثم حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م. وفي 1194م حكمها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين أمير حلب.
وفي عام 1269م، أعاد الملك الظاهر بيبرس ترميمها أثناء العصر المملوكي، وفي عام 1285م خضعت للسلطان قلاوون.
جبل الأربعينيقع شمال غرب سوريا، وهو من أهم المناطق الطبيعية في المنطقة، يتميز بمناظره الخلابة وأجواء جمالية فريدة، إذ يشتهر بأشجاره الكثيفة وإطلالاته التي تعكس جمال الطبيعة الخضراء.
أُطلق عليه هذا الاسم بسبب بعض القصص التي تروي أن 40 قديسا لجؤوا إلى مغارة في الجبل هربا من بطش حاكم ظالم، وماتوا في تلك المغارة.
مقامات بني هاشمتقع على القمم الجبلية المطلة على سهل الغاب شمال شرق القرداحة، وتشتهر بجبالها الشاهقة ذات الانحدار الحاد، وتتميز بكثرة الينابيع والشلالات، فضلا عن تنوع الحياة البرية.