عون يدفن التفاهم: هذا شرطي للعودة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
وضع الرئيس السابق ميشال عون حداً نهائياً للتفاهم السياسي بينه وبين "حزب الله" والذي وقعه مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عام 2006، اذ صعّد عون خلال مقابلته على قناة الـ OTV موقفه ضدّ خيارات الحزب الاستراتيجية والداخلية بشكل غير مسبوق منذ بدء التحالف بين الطرفين، معلناً بشكل ضمني انتهاء مرحلة من التقارب الطويل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك.
قبل مقابلة عون، ومهما كانت حدود التباين بين رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل و"حزب الله" ، ظل عون محافظا على ديبلوماسية واسعة في تعاطيه مع الحزب وشكل، لدى الحزبين، مصدر الأمان الاساسي للتحالف، وكان الحديث الدائم ان تمايز باسيل عن الحزب لا يخرج من اطار تحسين الشروط في العلاقة الثنائية، او من المسار والاسلوب الذي قرر باسيل اعتماده بعد تسلمه رئاسة "التيار".
لكن عون، وخلال مقابلته، اختلف مع الحزب استراتيجياً ولم يكتف بالخلاف على القضايا والمسائل الداخلية بل اعترض على كل السياق العسكري للحزب ان كان في معركة "طوفان الاقصى" او لجهة استخدام الحزب لسلاحه لتحسين شروطه في السياسة الداخلية، وشكل حديث عون نقطة تحول في مواقف العونيين المرتبطة بسلاح الحزب ودوره الاستراتيجي في المنطقة.
أهمية حديث عون انه جاء في لحظة المعركة التي يخوضها الحزب داخل الاراضي اللبنانية، بمعنى آخر لا يبدو ان عون يريد ان يترك "خطّ رجعة" للعلاقة الا بشروطه وشروط باسيل، اذ انه لم يفتح نقاشاً في القضايا الاستراتيجية المتفق عليها بين الطرفين منذ سنوات، الا في لحظة الاشتباك العسكري الكبير في المنطقة والذي يسقط فيه شهداء للحزب، وهذا ما يتعامل معه الحزب بحساسية كبرى، ولعل عون يعرف ذلك جيداً فأراد ايصال رسالة حاسمة لحارة حريك.
وبحسب مصادر مطلعة فإن محور حديث عون، واظهار تمايزه السياسي والاستراتيجي عن "حزب الله"، كان الانتخابات الرئاسية، فرفض ان يستغل الحزب انتصاره المفترض في الجنوب في القضايا الداخلية والانتخابات الرئاسية وهذا يعني أن اصل الخلاف والشقاق في علاقة الحزبين هو موقف الحزب الرئاسي وهذا ما أخرج باسيل وعون عن ديبلوماسيتهما المعتادة.
وتقول المصادر أن تراجع "حزب الله" عن دعم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية سيؤدي إلى عودة التلاقي والوفاق بينه وبين "التيار الوطني الحرّ" ولن يعود هناك اي وجود للتباين الاستراتيجي بين الفريقين، لكن الحزب لا يقدم تنازلات لخصومه او لحلفائه تحت الضغط وعليه فإنه لن يسعى في المدى المنظور إلى إصلاح العلاقة مع "التيار" بل سيتعامل مع حليفه السابق على "القطعة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
التيار يتحضّر للانتخابات البلدية والدويهي لا يمانع تأجيلا تقنيا
كتبت" الاخبار": بدءاً من يوم غد، يباشر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عقد اجتماعات مفتوحة على المستوى الحزبي تحضيراً للانتخابات البلدية التي سيخوضها التيار «وفق مبدأَي احترام العائلات أولاً وتجنّب المعارك العبثية ثانياً».وقال عضو كتلة «تحالف التغيير»، النائب ميشال دويهي، لـ"الشرق الاوسط":ان «الوقت بات ضيقاً نسبياً لإجراء الانتخابات البلدية، باعتبار أنه لم يعد يفصلنا عن موعدها المحدد في ايار إلا 8 أسابيع، يفترض أن يتخللها تحضير اللوائح وكتابة البرنامج الانتخابي وإطلاق الحملات، علماً بأن وزير الداخلية مضطر إلى أن يدعو الهيئات الناخبة»، لافتاً إلى أن «اللبنانيين قد يكونوا غير مستعدين بعد لهذا الاستحقاق؛ وهم الخارجون حديثاً من حرب وفراغ رئاسي وحكومي».
ويشير دويهي إلى أن «البعض قد يطرح تأجيلاً تقنياً حتى نهاية أيلول المقبل، ولكن عندها سيكون على الوزارات المعنية الإعداد لانتخابات بلدية وأخرى نيابية خلال 6 أشهر، وهذا ليس بالأمر السهل»، معرباً عن خشيته من أن إجراء الانتخابات خلال شهرين قد يؤدي إلى «تسرع في تشكيل اللوائح، كما أن عدم مشاركة المغتربين ووجود معظم الشباب خارج البلد ليس أمراً محبذاً، خصوصاً أننا سنكون مضطرين إلى أن نتعايش مع الواقع الذي ستنتجه الانتخابات لـ6 سنوات».
ويوضح دويهي أن «السلوك الانتخابي عموماً في البلديات يقول بالتأثر بالعامل المحلي العائلي العشائري؛ إذ يكون هناك هامش ضيق للسياسة، وهامش أوسع للاعتبارات الإنمائية والعائلية، لكن هذا لا يمنع من أن تكون هذه الانتخابات مؤشراً على السلوك الانتخابي للبنانيين في الاستحقاق النيابي».
ويعتقد دويهي «ألا مانع من تأجيل تقني للانتخابات في البلدات الجنوبية الحدودية المدمرة».