شبكة انباء العراق:
2025-04-17@12:45:07 GMT

[ حرية التعبير ]

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

بقلم : حسن المياح – البصرة ..

{ لا تعبير حقيقي صادق تحت ظل قيودات وفروضات وتحذيرات …… ولا صدق قول لما يلوح بالعقوبات …. }

ما يعني التعبير ، وعلام يدل …. ؟

التعبير هو نقل الفكرة من الذهن الى الواقع الخارجي …. وهذه الفكرة تمثل ما يؤمن به الإنسان ، وما يريده ، وما يسعى الى تحقيقه ، وما يريد تفهيمه الى الٱخر ….

. ولا يمكن لهذه الفكرة أن تظهر الى الواقع الخارجي بصدق وأمان وتمام وكمال ، إلا إذا ملك الفرد الإنسان الجو الأمين ، ليفصح عما هو في داخله بإرتياح وقناعة ، وعما هو من مكنون يدور في خلده وعقله وقلبه ونفسه …..

وهذا الجو المستقر الهاديء الأمين الحاضن المشجع الجاذب لإخراج الفكرة بحقيقتها ووضوحها وصدقها ، نسميه { الحرية } …..

وأي قيد ، أو فرض ، أو بلطجة مادية أو معنوية مهما كان نوعها ، تمارس بمختلف الأساليب ، تكون حاجزٱ ومانعٱ وكاتمٱ ولاغيٱ لضمان إخراج حقيقة ما يفكر فيه ، وله ، ومن أجله …. لذلك تسود الضبابية كغطاء ساتر مؤثر لاغ ، مما ينتج مما هو غير معول عليه ، وما هو خلف حقيقة الفكرة وواقع التفكير ويقين الإيمان ….. ويمكن أن يطلق على الناتج والمنتوج مختلف التسميات التي لا تفصح عن حقيقة ما يراد له أن يظهر ويكون ….. من مثل ، نصف الحقيقة أو ربعها أو ثلثها ، أو التضليل ، أو ما يراد قسرٱ وجبرٱ أن يقال خدمة وتخادمٱ ، وما الى ذلك من تسميات وإطلاقات ….

وحقيقة الكلام هو صدق وتعيين الدال الذي هو اللفظ ، على المدلول الذي هو المعنى …. لينتقل الذهن من التصور الى التصديق ، متى ما ظهر التصور على الحقيقة المبينه لما هو الواقع الموضوعي الخارجي ، ليؤكد دلالته على مدلوله ، ويجعل المستمع فاهمٱ مدركٱ ومتفهمٱ للمدلول ، من خلال سمع الدال ، الذي يفصح ويوضح ويشير الى الشيء المقصود الذي هو المدلول ، ليتضح المعنى ، عند السامع والمستمع ، وينتقل ذهنه الى المراد من معنى ، من خلال القرن { الإقتران } الأكيد الواقع بين الدال { اللفظ } ، والمدلول { المعنى } ….. لما هناك من علاقة إنتقال من ذهن اللافظ { المتكلم } ، الى ذهن المستمع { المخاطب } … ليعي ما يشير اليه اللفظ ، وما يراد منه ، وما يدل عليه ، ويرشد اليه من معنى ….

والوصول الى حقيقة الفكرة ، وما يريده المتكلم ، يكون لما تتوفر الحرية التامة الكاملة غير المقيدة بأي شرط أو قيد ، لينقل التعبير { اللفظ } الصورة الذهنية للمتكلم وما يعتمل في داخل الإنسان من تفكير ، الى ذهن المخاطب ليفهم مراده ، ومعنى حقيقة ما يريده المتكلم { معنى اللفظ ومصداقه الواقعي الخارجي } ، ولتتحقق مصداقٱ حقيقيٱ موضوعيٱ أمينٱ صادقٱ خالصٱ في الواقع الخارجي ، لما يكون الجو نقيٱ أمينٱ مستوعبٱ قابلٱ ، بلا قيود ولا تحذيرات ، ولا فروضات مانعات ولا توعدات إرهابية ، ولا تلويحات عذاب ولا إشارات منع وقمع وعقوبات ، ولا الى ما الى ذلك من موانع ومنغصات ، ومطبات وعرقلات …… حتى يعبر اللفظ عن المعنى ، بما هو عليه من {{ (( وضع )) ، وضع اللفظ للدلالة على المعنى }} …. الذي هو وسيلة [ التعبير ] ، الذي ينقل الفكرة كما هي في ذهن المتكلم ، الى حقيقتها المدلولة من معنى ، ليفهما السامع والمتلقي والمخاطب ، على حقيقتها الواضحة المرادة ….

هذا هو التفصيل الموضح لما يشار اليه من موضوع ومفهوم [[{{(( حرية التعبير ))}}]] ….

حسن المياح

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الذی هو

إقرأ أيضاً:

خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

يتفق معي الكثيرون على أن الكتابة عن (شخص غريب) أبسط وأسهل من الكتابة عن (شخص قريب).. وصدقاً أني لم أتوصل لمعرفة أسباب ذلك، رغم أني تعرضت الى هذا الامتحان الصعب أكثر من مرة، سواء في استشهاد شقيقي خيون (أبو سلام) أو عند رحيل والدي الحاج أبو خيون، أو بإصابة ابن عمي المناضل (النصير) سامي الدراجي (أبو سومر) ومن ثم رحيله الموجع، أو في نكبات عديدة أخرى توقف فيها قلمي عن الكتابة تماماً، ولم تسعفني كل الأدوات والخبرات الكتابية والصحفية التي في حوزتي.. وحالة الشهيد الشيوعي البطل خالد حمادي واحدة من الحالات التي جف فيها حبر قلمي، ولم أستطع الكتابة قط.. فخالد حمادي لم يكن شخصاً مثل غيره، ليس لأنه يخصني بأكثر من خصوصية وعلاقة وقربى فحسب.. إنما ثمة علاقة روحية وشخصية بيننا.. فهو خال بنتي ومسؤولي الأول في اتحاد الشبيبة الديمقراطي، ومسؤولي في الحزب الشيوعي بمطلع سبعينيات القرن الماضي، وهو صديق عزيز، وشخص نبيل، وهادئ، ومثقف سياسي من النوع العالي، وهو متحدث رائع لا يظاهى رغم أنك لا تسمع صوته حتى لو جلست بجواره كتفاً الى كتف.. إنه باختصار، شخص رائع (تخليه بنص گلبك) كما يقول العامة ..

نعم، لقد تأجلت الكتابة عن إعدام الشهيد خالد حمادي عندي أكثر من ربع قرن، وهي فترة تتناسب مع الفترة التي توقف فيها قلمي عن الكتابة في نكبات ومصائب مماثلة أخرى .. واليوم حين وجدت أن ( ماعون الصبر قد فاض) بحيث لم يعد ثمة مجال لأي تأجيل آخر، جلست أمام الكيبورد، وفي رأسي وقلبي شريط طويل عن خالد حمادي.. شريط طوله 53 سنة، يبدأ من جذر العلاقة والرفقة والصداقة مع هذا الكائن المثالي في المبادئ والقيم والنبل والكرم والبسالة والثبات على المبدأ.. نعم لقد مرت 53 عاماً على أول لقاء لي به، حين دخل علينا في بيت أحد الرفاق وقدم لنا نفسه باسمه الحزبي قائلاً : أنا مسؤولكم الجديد .. رحبنا به، وبدأ الاجتماع بحديثه عن تجاوزات السلطة البعثية رغم أنها تعرض ميثاقاً للتحالف الجبهوي ..!

لقد كان يتحدث بهدوء عجيب، ولغة صافية ودقيقة، وكان يختصر موضوعاته بتكثيف فذ يذكرك بالحكواتي الذي يمسك بتلابيب حكايته مثلما يمسك بتلابيب قلوب مستمعيه الصغار .. كان أعضاء خليتنا ينصتون اليه فحسب، بينما كنت الوحيد الذي ينصت اليه وفي نفس الوقت ينظر الى ملامحه ويتفرس وجهه الممتلئ باللحم .. حتى كنت أقول في سرّي : (كيف صار هذا البرجوازي – أبو لغد – شيوعياً) ؟

لم أكن أعلم أن صاحب هذا اللغد (شابع ضيم وظلايم)، وأن خلف هذا (البرجوازي المترف) تاريخاً من الفقر والعوز والنضال، وظلمة الزنازين والمعتقلات السرية.. وليالي طويلةً من التعذيب الدامي في (قصر النهاية) الذي أفقده إحدى عينيه..

وطبعاً انا لم أكن ولا حتى رفاقي في الخلية يعلمون أن صاحب البدلة الأنيقة الذي يدير اجتماعنا هو خالد حمادي القادم من منطقة ( العذارية ) في الديوانية، والمنتقل مع أسرته الى قطاع 24 في مدينة الثورة، وأنه شقيق لثلاثة أخوة شيوعيين، وثلاث شقيقات شيوعيات – واحدة منهن ستصبح زوجتي يوماً ما ، والأخرى زوجة للشاعر الشهيد ذياب كزار أبو سرحان- ولم أكن أعرف أن هذا الرجل الوديع قد ( دوّخ ) الحرس القومي و الأجهزة الأمنية في محافظة الديوانية بل وفي عموم منطقة الفرات الأوسط، ولم تسترح هذه الأجهزة منه حتى اعتقلته وحكمت عليه محاكمها بالإعدام ليُخفض الحكم – جماعياً – الى السجن المؤبد ..

لقد مرّ الشريط أمامي وأنا أبدأ كتابة هذا المقال، وها هي سيرته المكتنزة تلمع بالمواقف المبدئية، والقصص الإنسانية، والتأريخ المزدحم بالمآثر والتضحيات، فتحار من أين تبدأ، وماذا تختار وأنت امام سفر مليء بالحكايات التي تصلح جميعها للتدوين! ..

وأذكر هنا أن الرفيق حيدر الشيخ علي طلب من ( الرفيق ) خالد حمادي قبول زيارة وفد من الحزب لغرض طلب يد شقيقته.. باعتبار أن خالد هو صاحب الكلمة المسموعة في بيت الراحل حمادي راضي، رغم وجود أشقائه خزعل وطارق وشاكر وباسم، لكن خالد ابتسم وقال : آني راح أجي وياكم خطّاب مادام الخطوبة لرفيق فالح .. !!

وبهذه الجملة حسم خالد موضوع الخطبة لصالحي.

ثمة مواقف أخرى لأبي أحمد، منها موقفه الشهير في محكمة المجرم عواد البندر عام 1989 بعد إعلان حكم الإعدام عليه وعلى مجموعته الشيوعية التي ضمت سبعة رفاق .. حيث وقف خالد بقامته المديدة، وراح يهتف بسقوط صدام حسين، وحياة الشعب العراقي والحزب الشيوعي، حتى أن أحد الحراس في المحكمة حكى بنفسه لأبناء قطاع 24 في مدينة الثورة ما فعله خالد حمادي في تلك المحكمة، وما قاله للمجرم عواد بندر، وقد إختصر هذا الحرس كلامه بجملة واحدة، قال فيها: ( هذا خالد حمادي ما جايبته مرة إنما جايبته نسره) .. !!

ثمة موقف كبير اخر يجب أن أحكيه للتاريخ وللأمانة..

لقد عمل خالد حمادي بعد خروجه من المعتقل و انتقالهم الى بغداد في نهاية الستينيات في مجال الصناعة، ولأنه رجل نزيه وصادق في عمله فضلاً عن مهاراته الصناعية، فقد نجح نجاحاً كبيراً وأصبح علماً من أعلام صناعة الأصباغ والبتروكيماويات والشتايكر وغيرها، و رقماً مهماً بشركاته ( شركة الشرق ) وغيرها ليس في العراق فحسب بل حتى في بلدان الخليج وعموم المنطقة أيضاً، ورغم ذلك لم ينقطع خالد عن عمله الحزبي كشيوعي مناضل جسور، إذ تعرض للأسف الى خيانة (أحدهم)، اعتقل على إثرها مع مجموعته الشجاعة، وقد استخدمت ضده في التحقيق وفي المحكمة كذلك، مستمسكات ووثائق زودهم بها من (خان الأمانة) !.. فجاء الحكم عليه بالإعدام، وقد نفذ الحكم في عام 1989 وهو يهتف بحياة الشعب والحزب الشيوعي ..

وهنا أذكر موقفاً آخر لأبي أحمد، حين حاصرت الأجهزة الأمنية توزيع جريدة طريق الشعب بعد منتصف السبعينيات، وشددت مراقبتها على المكتبات ومنافذ بيع الصحف وأصدرت أوامرها السرية بعدم توزيع وبيع جريدة الحزب الشيوعي (طريق الشعب) وإلا فثمة عقوبات صارمة تنتظر المخالف، اضطر على إثرها الحزب الى توزيعها وبيعها يدوياً بواسطة الرفاق في المنظمات الحزبية .. وهكذا تطوع عدد كبير من الرفاق في مختلف مدن العراق، ومن بينها مدينة الثورة للوقوف عند الإشارات الضوئية والمناداة : اشترِ طريق الشعب .. اشترِ جريدة الحزب الشيوعي .. وكان رجال الأمن يتحاشون الاصطدام المباشر بهؤلاء الرفاق، فقد كانت الجبهة الوطنية لم تزل موجودة آنذاك.. ورغم الصعوبة فقد كان لخالد حمادي دور لم يزل يرويه بعض الرفاق في الجلسات والإجتماعات، حين وقف أبو أحمد بجثته وهيئته الفخمة، ووجهه الباذخ، مرتدياً بدلته الإنكليزية، وربطة عنقه الفرنسية، وحذاءه الإيطالي عند ( الترفيك لايت )، منادياً باسم جريدة طريق الشعب..في مشهد غريب لا يتناسب وهيئة بياعي الصحف، لكن خالد كان يتقصد ذلك المشهد والظهور بتلك الصورة من أجل الفات نظر الناس، وفضح السلطة البعثية .. وفي مرة أراد أحد رجال الأمن السريين إهانته عند الترفيك لايت، فقام بوضع درهم في يد خالد مثلما يوضع عادة في يد الشحاذ، لكن خالد لحقه وأعطاه جريدة طريق الشعب، إلا أن رجل الأمن أعاد اليه الجريدة قائلاً: أنا لا أقرأ هذه الجريدة !!

فضحك خالد وقال له بخشونة : إذن خذها وأعطها للضابط المسؤول عنك ليقرأها، عسى أن يتثقف ويصير آدمي !!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • أعين إلكترونية تقود الطريق.. نظام ذكي يمنح المكفوفين حرية التنقل بأمان
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الخميس 17 أبريل 2025: امنح نفسك حرية
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • وزير الخارجية: نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر
  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • مجدي الجلاد: أنتظر قانون حرية تداول المعلومات منذ 40 عاما
  • حماس: فوجئنا بأن المقترح الذي نقل لنا يتضمن نزع سلاح المقاومة
  • رئيس النواب: جلسة اليوم «ساخنة».. وهذا الاختلاف يمثل المعنى الصحيح للديمقراطية
  • جلسة ساخنة لمجلس النواب أثناء مناقشة الحسابات الختامية