شبكة انباء العراق:
2024-11-17@03:30:22 GMT

ما شاء الله: روابط أقوى من الفولاذ

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

من اغرب ما شاهدته قبل يومين اللقاء المتلفز الذي أجراه الإعلامي العراقي الجريء (حيدر الحمداني) مع المغترب (صبري). .
فما ان قرر (صبري) العودة إلى مدينته (بغداد) عن طريق مطار دمشق بعد 19 عاماً من الاغتراب والعذاب. حتى وجد نفسه مطلوبا للعدالة بتهمة غامضة. فأمضى في السجون السورية مدة طويلة، ثم قرروا ترحيله على متن طائرة متوجهة إلى مطار بغداد، فوجد الشرطة ينتظرونه في صالة الوصول.

ثم اقتادوه مكبلاً إلى سجن المطار بانتظار عرضه على القضاء، وهو لا يعلم شيئاً حتى الآن عن أسباب اعتقاله في سوريا والعراق. .
عرضوه بعد مدة على القضاء فوجد نفسه متهما بالتطاول على جلالة ملك الأردن بكتابات منسوبة اليه. وأنه محكوم عليه بالسجن الانفرادي لثلاثة أعوام ينبغي ان يقضيها في المعتقلات الأردنية. .
ثم قامت الخارجية العراقية ووزارة العدل بإبلاغ الجهات الأردنية لترتيب إجراءات تسويقه وترحيله ليقضي مدة السجن هناك نزولا عند رغبات المملكة. .
كانت هذه صورة حقيقية لمستويات التنسيق الأمني بين الحكومات العربية. التي استنفرت قواتها البوليسية والمخابراتية في مطاردة هذا الإنسان، وإلقاء القبض عليه، وترحيله خارج وطنه ليمضي مدة السجن المقررة بتهمة لا يعلم عنها شيئا. .
في العراق يحق لك ان توجه النقد اللاذع لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، والوزراء والمحافظين كلهم وبلا استثناء، ويحق لك التظاهر ضدهم بكل اللهجات الدارجة. ولكن لا يحق لك التحرش بمقامات الملوك والرؤساء العرب، فلربما يكون مصيرك مثل مصير الشاب (صبري) الذي فقد حصانته كمواطن، وفقد حصانته كإنسان. ولم يجد من يذود عنه، ويدفع عنه الاتهامات الموجهة اليه. .
لم تلتفت المؤسسات العراقية إلى المعاملة السيئة التي يواجهها المسافر العراقي في مطار الملكة عالية. فقد دأبت مكاتب الجوازات هناك على توجيه السؤال نفسه لكل عراقي تطأ قدماه أرض الأردن المقدسة: (هل أنت شيعي أم سني ؟)، وربما يقرر ضابط الجوازات إعادتك إلى العراق حسب ما يمليه عليه مزاجه ونرجسيته. .
عشرات الآلاف استشهدوا الآن في غزة، ومئات الآلاف يعانون من الجوع والحرمان والحزن والمرض، لا احد يهتم بمصيرهم، بينما تواصل القوافل الأردنية تحركاتها اليومية المكوكية لنقل المؤن إلى أسواق تل ابيب. ولا يحق لأي عربي الاعتراض على سلوك حكومة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. .
عشرات الغارات تنفذها المقاتلات الأردنية ضد أهداف عراقية وسورية من دون ان يحق لك الاعتراض عليها حتى لا تتسبب بإزعاج حكومة جلالة الملك المعظم اطال الله في عمره وحفظه ذخرا للعرب. .
لقد تضافرت الجهود العربية (الأردنية والسورية والعراقية) في انتاج وإخراج مسرحية: (ليلة القبض على صبري). بعدما اكتشفت تلك الحكومات ان (صبري) هذا هو المجرم العتيد الذي تسبب بتعكير صفو الأجواء العربية التي لا تشوبها شائبة. اما الحديث عن غزة، وعن الذين اغتالوها وتآمروا عليها وشاركوا في تضييق الخناق عليها، فهو حديث محذوف من مشاهد تلك المسرحية البائسة. .
اللهم احفظ (صبري) وأبعد عنه الهم والغم، وارفع عنه الحيف والضيم. اللهم أنت المفرج عن كل مسجون. وأنت المنفس عن كل محزون، وأنت المجري المياه في البحار والعيون، اللهم بمنك وفضلك وجودك ورحمتك أغثنا يا مغيث. يا الله. يا الله. يا رب. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم

#سواليف

#الدولة_الأردنية و #الإخوان_المسلمون: لا لسياسة #كسر_العظم
سمير حباشنة

ـ 1: اتسمت علاقة الإخوان المسلمين بالدولة الأردنية، منذ تأسيسها في الأردن في منتصف الأربعينات من القرن الماضي وحتى اليوم، بكونها علاقة تعايش مشترك وقبول متبادل. ولم تتغير تلك العلاقة وبقيت على ذات النسق حتى بعد نشوء حركة حماس في فلسطين، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن. إلى أن حدث الانفكاك قبل بضعة سنوات، بحيث أصبح تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن والحزب الذي انبثق عنه (جبهة العمل الإسلامي) يمثل تنظيماً مستقلاً ذا ذاتيّة حزبية لا علاقة لها بالتنظيم الفلسطيني. ـ 2: ما أود قوله أن الخلافات بين الدولة وبين الإخوان المسلمين كانت وما تزال خلافات داخل البيت الواحد؛ خلافات تتعلق بمدى الالتزام بالنظام العام وعدم التجاوز عليه، خلافات تتعلق بقضايا إجرائية، ولم تمس جوهر العلاقة فيما بينهما أبداً. ولم يُسجّل في تاريخ الدولة الأردنية أنها عملت على إنهاء تنظيم الإخوان المسلمين، أو بالمقابل ذهاب الجماعة إلى العمل لإيذاء الدولة الأردنية أو تقويض بنائها، حتى إبان الربيع العربي، كما أنهم  وفي مراحل استثنائية سابقة، كان الإخوان المسلمون يصطفون دوماً إلى جانب النظام السياسي الأردني.  أقول ذلك من واقع المعرفة والممارسة، حين كنت أشغل موقعاً أمنياً في الأردن وفي مرحلة صعبة إبان غزو العراق واغتيال قادة حماس في غزة وعلى رأسهم الشهيد أحمد ياسين، شهدت البلاد هياجاً وغضباً واسعاً، كان للإخوان دور القيادة فيه. اختلفنا كثيراً آنذاك معهم ، لكنه لم يكن الخلاف الذي يمكن أن يصل إلى مرحلة كسر العظم. خلافات كما ذكرت حول قضايا إجرائية وعلى مدى التزام التنظيم بالقانون والنظام العام وعدم التجاوز عليه. ـ 3:  وفي الحديث عن الوضع الحالي والظروف التي تحيط بالمنطقة، والأردن ليس بعيداً عنها، فإن الأمور تسير بنفس السياق من حيث العلاقة بين الإطار الرسمي في الدولة والإخوان المسلمين؛ وإن ما نشهده من خلافات، كلها تدور حول  قضايا  إجرائية لا أكثر. وليس للدولة ورأس الدولة، الممثل بالعرش الهاشمي، أية نوايا خارج هذا الفهم. وأذّكر هنا بالاتفاق التاريخي العبقري الذي تم عام 1990 عبر الميثاق الوطني، بين النظام السياسي من جهة وبين كل الاتجاهات الفكرية في البلاد، بحيث انضوى الجميع تحت راية الدولة ودستورها. الأمر القائم حتى اليوم، تُقر به  كل أطراف المعادلة الوطنية في الدولة الأردنية بما فيهم الإخوان المسلمون. ـ 4: وبعد، آمل من من هم في مواقع المسؤولية الرسمية ومن قيادة الإخوان المسلمين أن يتجنبوا أي فعل من شأنه التصعيد أو يمس قدسية الرباط الوطني الذي يلم الجميع في دائرة الوطن ومصلحته. كما أتمنى على كتّابنا أن يبتعدوا عن لغة التصيّد والتصعيد وتضخيم الخلاف، لأن ذلك لا يضر بهذا الطرف أو ذاك، إنما يضر بالدولة وأمنها وسلامة مواطنيها. خصوصاً بهذه المرحلة الاستثنائية، وما تشهده من تطورات مُحمّلة ومحتملة في المنطقة، إذا أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن مواجهتها لا تتم إلا بتصليب البناء الداخلي للدولة وأن يكون الجميع في خندق الوطن وحمايته. ‏و الله مصلحة الأردن من وراء القصد

وزير اردني سابق

مقالات ذات صلة الأمن يكشف سبب حريق سوق البالة في اربد 2024/11/14

مقالات مشابهة

  • سلسلة العبور.. "رجال من الفولاذ" قريبا عن هيئة قصور الثقافة
  • يارا صبري: اعتبروني خائنة.. ورفضوا تجديد جواز سفري السوري
  • جلالة السلطان يشمل برعايته السامية العرض العسكري.. الإثنين
  • الغنيمى يشارك في مؤتمر روابط أندية العالم
  • جلالة السُّلطان المعظّم يستقبل وزير الخارجية البحريني
  • التشكيلية الأردنية نعمت الناصر: أسوان مدينة لا تُنسى
  • الإلحاح في الدعاء سر الاستجابة.. أقوى 6 أدعية من القرآن والسنة
  • ياسمين صبري تسابق الزمن في “ضل حيطة”
  • سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم
  • جلالة السلطان يستقبل وزير خارجية البحرين