أولمرت: بن غفير وسموتريتش يريدان تطهير الضفة من الفلسطينيين عبر طريق مشبع بالدماء
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
شدد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت، على أن الوزيرين المتطرفين حكومة بنيامين نتنياهو،إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يسعيان إلى "تطهير" الضفة الغربية من السكان الفلسطينيين عبر طريق مشبع بالدماء.
وقال أولمرت في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، إن الهدف الأسمى للثنائي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ليس في المقام الأول احتلال قطاع غزة، وفرض الاستيطان في أرجائه، لافتا إلى أنهما يخوضان بشكل أساسي حربا على الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
وأضاف أن الهدف النهائي "لمجموعة الحالمين المسيحانيين هو تطهير الضفة الغربية من السكان الفلسطينيين، وتطهير الحرم من المصلين المسلمين وضم المناطق لدولة إسرائيل".
ولفت إلى أن الطريق لتحقيق ذلك "مشبع بالدماء، الدماء الإسرائيلية في الدولة وفي المناطق التي تسيطر عليها منذ 27 سنة والدماء اليهودية أيضا في أرجاء العالم الواسع. بالطبع أيضا دماء فلسطينية كثيرة، في المناطق والقدس، وإذا لم يكن هناك مناص أيضا في أوساط عرب اسرائيل".
وشدد على أن "هذا الهدف لن يتحقق بدون مواجهات عنيفة وواسعة النطاق. حرب يأجوج ومأجوج، حرب الجميع ضد الجميع. في الجنوب وفي القدس وفي أراضي الضفة، واذا احتاج الامر على الحدود الشمالية (لبنان) أيضا".
وقال أولمرت، إن "بن غفير وسموتريتش قرار التضحية فعليا بالمخطوفين. بهدف منع احتمالية إنهاء العملية العسكرية حتى لو كان ذلك بثمن باهظ، من الواضح أننا بعيدين عن النصر المطلق. هذا النصر غير ممكن. وحتى لو استمرت العملية العسكرية لشهرين آخرين فإن الثمن الذي ستجنيه لا يساوي حلم الانتصار الذي لا يوجد أي احتمالية حقيقية لتحققه".
وأضاف أن "استمرار العملية العسكرية الآن سيجر الجيش الى داخل رفح، هكذا يأملون. هذه العملية ستعرض للخطر بشكل حقيقي وفوري اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر. ولا شك أن مصر والأردن ودولة الإمارات والسلطة الفلسطينية والسعودية أيضا، تأمل أن يتم القضاء على حماس وتحطيمها، لكن مصر تعرف أن هناك احتمالية كبيرة في أن استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية سيوقظ الإخوان المسلمين من سباتهم".
ولفت إلى أن "عبد الفتاح السيسي والقيادة العسكرية لن يقوموا بمخاطرة يمكن أن تدهور مصر الى فوضى يكون من الصعب الخروج منها"، مؤكدا أن "استمرار العملية العسكرية في رفح، التي يوجد فيها أكثر من مليون فلسطيني، هو بالضبط الفتيل الذي سيشعل الشوارع في المدن المصرية، وربما بعد ذلك في الأردن، وهي الدولة الأخرى التي علاقاتها مع إسرائيل حيوية لأمننا".
وقال إنه "في ذروة كل هذه الاحداث قرر بنيامين نتنياهو إشعال منطقة الحرم. عندما ستبدأ أعمال الشغب حول حرية الصلاة للمسلمين في إسرائيل والفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس ستندلع موجة إرهاب واسعة"
وشدد على أن "خطورة خاصة تنطوي على هذا القرار إزاء مظاهر المسؤولية والتضامن لمواطني إسرائيل العرب مع الضائقة التي تمر فيها دولتهم. بدلا من احترام تضامن المجتمع العربي فإن نتنياهو وبن غفير يقومان بتحديه والتحريض ضده. أي شخص عاقل يرى بالتأكيد هذه الديناميكية الحتمية. أيضا بن غفير وسموتريتش وآلاف شبيبة التلال العنيفين وآخرين كثيرين في المناطق الذين ما زالوا يحافظون على مستوى من ضبط النفس، يدركون ذلك".
وأشار إلى أنه "لا توجد أي طريقة لتفسير سلوكهم عدا عن أن هذا هو ما يريدونه، وأن هذا ما يأملونه. وعند اندلاع موجة الإرهاب سيقول لنا هؤلاء الحالمون المسيحانيون بأن الإرهاب يجب وقفه بالقوة، هكذا ستندلع الحرب في كل مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وأكد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق في ختام مقاله، أن "نتنياهو مستعد في نهاية المطاف للتنازل عن المخطوفين وتقويض اتفاقات السلام مع مصر والأردن، التي تعتبر لبنة جوهرية في البنية التحتية لأمن دولة إسرائيل. وهو مستعد لتقويض العلاقات مع الولايات المتحدة إلى درجة الأزمة المكشوفة مع الرئيس الأكثر التزاما في التاريخ بدولة إسرائيل، جو بايدن. نتنياهو يدرك أن استمرار هذه المغامرة سيؤدي الى عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي كما لم تكن في أي يوم".
وخاطب نتنياهو قائلا: "مهما كانت الأقوال صعبة إلا أنه لا مناص من قولها: يا نتنياهو، هذا المسار سينتهي بالكثير من سفك الدماء. انظر، لقد تم تحذيرك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الضفة بايدن نتنياهو الاحتلال الضفة بايدن صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة العسکریة الضفة الغربیة بن غفیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يلبي تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس طموحات الفلسطينيين؟
بينما تواصل إسرائيل تصعيد اعتداءاتها في الضفة الغربية مثيرة موجات تهجير واعتقالات متزايدة جاء تعيين حسين الشيخ نائبا لرئيس السلطة الفلسطينية ليطرح أسئلة جديدة بشأن مستقبل القيادة الفلسطينية ومدى استجابتها لطموحات الشارع الفلسطيني في ظل هذه المرحلة الحرجة.
ففي الوقت الذي تتعرض فيه مدن الضفة كجنين وطولكرم والخليل لاقتحامات متكررة رافقتها عمليات تهجير وتدمير ممنهج للبنية التحتية تبدو السلطة الفلسطينية أمام تحديات متفاقمة تتطلب مراجعات سياسية حقيقية، خاصة بعد التطورات الأخيرة في بنيتها التنظيمية.
وفي هذا السياق، رأى رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد المصري أن تعيين الشيخ يمثل استجابة ضرورية لمطلب فلسطيني داخلي بتأمين الانتقال السلس للسلطة، نافيا أن يكون التعيين مفروضا بضغوط خارجية كما يشاع.
وأوضح المصري في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" أن التهنئات العربية الواسعة من دول مثل السعودية وقطر ومصر وتركيا تعكس قبولا إقليميا بالتغيير، مشيرا إلى أن تعيين نائب للرئيس كان مطلبا قديما لضمان الاستقرار السياسي الفلسطيني في حال حدوث أي فراغ مفاجئ بالقيادة.
ضغوط أميركية وعربيةمن جانبه، عبّر الدكتور حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عن تحفظه حيال الخطوة، معتبرا أن تعيين الشيخ جاء استجابة لضغوط أميركية وعربية تهدف إلى إعادة إنتاج نموذج سياسي لا يعبر عن الإرادة الشعبية الفلسطينية بقدر ما يلبي ترتيبات إقليمية ودولية.
إعلانوأكد خريشة أن تعيين نائب للرئيس كان يجب أن يتم عبر انتخابات حرة لا عبر قرار داخلي محصور داخل المجلس المركزي، مشيرا إلى أن النصاب السياسي الحقيقي لم يكن متوفرا في الجلسة التي أُقرت فيها هذه الخطوة المهمة.
ورأى خريشة أن ما جرى يمثل انحرافا عن المسار الإصلاحي الحقيقي الذي ينتظره الفلسطينيون، مشددا على أن الإصلاح السياسي ينبغي أن ينبثق عن إرادة شعبية واسعة، لا أن يكون مخرجا لإدارة أزمة متفاقمة داخل مؤسسات السلطة.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني رجا عبد الحق أن تعيين حسين الشيخ جزء من مشروع أكبر يستهدف إعادة هندسة القيادة الفلسطينية بما يتماشى مع المخططات الإسرائيلية والأميركية من خلال صناعة قيادات لا تتعارض مع استمرار الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.
وأشار عبد الحق إلى أن هذا التعيين يعيد إلى الأذهان تجربة سلام فياض في الضفة الغربية، إذ تم التركيز على شخصية بيروقراطية تهتم بإدارة الشؤون الحياتية للفلسطينيين بدلا من خوض معركة التحرر الوطني، على حد تعبيره.
تزايد الإحباط الشعبيولم يخف عبد الحق خشيته من أن يؤدي تعيين الشيخ إلى مزيد من الإحباط الشعبي، مع تراجع الآمال بإحداث تغيير حقيقي ينسجم مع تضحيات الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، خاصة في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين العزل.
في المقابل، دافع المصري بشدة عن هذه الخطوة، مؤكدا أن موازين القوى الإقليمية والدولية لا تسمح حاليا برفاهية الاصطفافات الداخلية، بل تتطلب تحصين الجبهة الفلسطينية الداخلية وضمان استمرارية المؤسسة الرسمية في مواجهة مشاريع التصفية.
وأوضح أن المهمة الراهنة أمام القيادة الفلسطينية هي تثبيت وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، والعمل على وقف نزيف الدم في غزة والضفة، مؤكدا أن بقاء الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه يمثل الإنجاز الأكبر في هذه المرحلة.
إعلانمن جهته، لفت خريشة إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في غياب التوافق على القيادة، بل في استمرار التنسيق الأمني وتآكل المشروع الوطني، مما يهدد بتكريس الانقسام الفلسطيني وتفتيت وحدة الصف الوطني في مواجهة الاحتلال.
أما عبد الحق فاعتبر أن التعامل مع قضية تعيين نائب للرئيس بمعزل عن السياق الكارثي في الضفة وغزة يمثل فصلا جديدا من سياسة إدارة الأزمة الفلسطينية، بعيدا عن معالجة جذور الصراع مع الاحتلال، مشددا على ضرورة استعادة المشروع الوطني المقاوم.