مع اصوات الرصاص وزيارات الدعامة (4)
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
Rasheed132@hotmail.com
الرشيد جعفر على
فى بداية الشهر الثالث بدأت قوات الدعم السريع تقترب من مربعنا بجبرة ، وبدأ تسللهم إلى المنازل الخالية ومعها المضايقات للمتواجدين بالحى ، والتى أصبحت ترتفع يوما بعد الاخر لكى يغادر اهل الحى المنازل ، لتخلو للسطو والسلب وبدأت حملات السرقة العالمية التى لم يضاهيها نصب ونهب فى ارجاء المعمورة بمثل ما جرى ببلادنا ، حيث ارتكزوا بالمربعات القريبة لنا ، وبدأت حملات التتار والمغول فى اخذ السيارات والاموال والدهب ، فالسطو كان على مراحل الأغلى والنفيس إلى الاقل والرخيص ما انتهو او نظفوا كل مقتنيات المرحلة الأولى انتقلوا إلى الثانية فى اطمئنان وسكون عجيب دون ريبة وخجل كأنهم يادون فى شعائر دينية مقدسة .
فلولا استلاب المقتنيات والنصب والنهب لما كانت قوات الجنجويد اصلا لها وجود او جنود ، فهدفها الأول والأخير وايدلوجيتها ونظامها وفق تركيبتها من اعلى هرمها الى ادنى درجة هو (الشفشفة) اسم الدلع للسرقة وانتهاك الأعراض واخراج الناس من بيوتهم قسرا واجبارا ، ففى سبيل اقتناء ممتلكات الغير والتكسب منها بأعلى الصور لا غضاضة فى تحطيم المرافق العامة والخاصة واحتلال المراكز الخدمية .
فتبا لاتفاق جدة الذى وقعوه فلن يوقفهم عن مهرجان اللصوصية العالمى الا الموت ، فلا اعتبار فى اذهانهم لاى وثيقة تحول دون الهدف الرئيسى لوجودهم وتكوينهم ، فكيف يخرجون من منازل المواطنين التى بنوها بشقى عمرهم ، فهذا بمثابة نهاية لهم لا قيمة لهم دونها ، فمن اجل هذا قدموا واستجلبوا من الأقاصى ، لذا يدخلون المنازل فى تباهى ، يلقون التحية على شباب الحى لو سمحتو اتفضلوا من هنا بعيدا عندنا شغل فى البيت ده لا تعرف مع ذلك تضحك ولا تبكى .
فيدخلوا مدججين بالاسلحة ذات اللون الرمادى الجديدة من شكلها الأطول من الكلاش ، التى يقال بأنها اماراتية ليحيلو المنزل إلى خراب ودمار وافراغ لكل الاثاث من أصغر شى إلى أكبر حاجة، تفتح الابواب على مصارعيها ليتعاقب عليها كل شرزمة ولصوص الدعم والدول المجاورة ، كلا ياخذ ما يروق له وما فاض عن حاجته يقذف بها على قارعة الطريق .
لذا من الصور المالوفة أن تجد الثلاجات والغسالات والشاشات ملقية وبقايا اثاثات المنازل على قارعة الطريق حتى السيارات التى لم يستطيعوا تحريكها او لا رغبة لهم فيها تجر إلى خارج المنزل احيانا وذلك للعثور على صيد ثمين آخر . او يتركها فى محلها ويفتح النيران عليها لتصبح مثقوبة من كل الجهات انتقاما من مالكها الذى لا يعرفونه والذى حاول تعطيلها حتى لا تسرق .
انه المولد العالمى للسرقة والمزار الدقلوى للنصب لم يحدث ولن يجرى مثله فى كل الكرة الأرضية ، تحتار هل هولاء سودانيين ابا عن ام ، فاين هم اولئك الذين يشهد لهم كل العالم اينما حلوا ووجدوا بالصدق ، الامانة والورع والبعد عن حق الغير فكانت كل الوظائف المالية والمحاسبية بالخارج حكرا عليهم .
سورى الجنسية كان جار لنا سرقت شقته عن بكرة ابيها من الايام الأولى للحرب بالخرطوم ، ذكر بأن منزله فى دمشق طيلة سنين الحرب هناك الممتدة لأكثر من عشرة أعوام لم تمس بسوء ابدا ، فاى حرب تلك التى تجرى ببلادنا ومن أجل ماذا ينتقم من المواطن وينكل به هكذا .
فقد بدأت حملات اللصوص بممارسة التضيق على السكان بإرسال الدانات العشوائية التى تحيل الناس إلى أشلاء يصعب جمعها ، وحملات التوقيف بضرب الشباب فى الشوارع ، واجبارك ايضا عند كل ملتقى بالجلوس على الارض فى استهتار وتعالى واضح على ابناء الوطن كأنهم سبايا من دولة اجنبية ، او اعتقالك فى سجون تنتفى فيها أدنى مقومات الإنسانية أن لم توخذ كرهينة مع اخرين ضد ضربات الطيران .
فالنصب فى عرفهم هو فراسة وشجاعة وقوة تستدعى الافتخار والتباهى بين اقرانهم وهو شرف يضع على جباهم وسط أسرهم واهلهم ، فدولة بها مواطنين بهذه الصفات كيف لها أن تصل إلى ركب التقدم ،التماسك والبقاء .
فبمل الفم وبكل قوة يمكن أن نقول ان سرقة الإنسان لاخيه فى بلادنا لعبت دور كبير فى الوصول إلى الحالة الجارية من الدمار والتشريد فقد كانت هى الهدف الاول والاخير لما فعلوه ، فهولاء لا يعرفون وطن ولا اخلاق ولا مبداء ومذهب يحتكمون اليه او يقاتلون من أجله غير السرقة فحتى المساجد هى مساحة للغنائم والاعتداء لم تسلم منهم .
فقد عشنا الرعب فى ابشع صوره ، لم يكن رعبا عابرا بل اشد ارهابا مما تصوره الأفلام الأجنبية كان مملوا بالعنصرية والكراهية فى كثير من أحداثه ، يضرب الرصاص بالقرب من راسك او ارجلك ارهابا لك لينال ما يبتغاه ، له أن يرديك قتيلا اذا رفضته اعطاءه ابسط شى لديك مثل الجوال او ابسط المبالغ المالية .
فلمن تبكى البواكى اليوم للشعب الذى خرج أبناءه باكرا زرافات ووحدانا وهتفوا بحل الدعم السريع السرطان القادم الذى بدا يتمدد ويظهر فى جسم الوطن ومعلوم سلفا عواقبه ، وأفعاله الشنيعة المثبتة بدارفور ، فقيل لهم تبا لكم انه من رحم القوات المسلحة وابنها البار ، لياتى ويسقى الجميع كووس الذل والمهانة والخراب والدمار فى كل شبر ، وبقعة من ديار الوطن .
فالان علاما تعول مجموعة تقدم لإيجاد موط قدم للدعم السريع فى المعادلة السياسية القادمة لتكرر الخطاء مرة ثانية ، لمجموعة بهذه الصفات والاعمال المفرطة فى تدمير كل شى أمامهم من أجل الغنائم ، ولا شى غير ذلك ففى سبيل الحصول على بوكسى مواطن وسلبه ، يمكن أن يعرض حياته للخطر والموت فى سبيل الحصول عليه ، فعشان ام قرون نركب الحديد بوكس ، فهو يمثل لديهم أسمى الامانى واكبر الأحلام ، يمهرونه ويفدونه بدماءهم وارواحهم رخيصة من أجل اغتناءه فلك الله يا بلادى ، فهذا زمانك يا مهازل فامرحى .
فحقا الشعب السودانى لا وجيع له يقف معه فى محنته وما يجرى له من فظائع وانتهاكات فكلا حسب مصلحته الحزبية من القوى السياسية يمكن أن يصطف مع الدعم السريع حسب مصلحته الحزبية سلما او حربا وليس الوطن والمواطن ولو بالتعزية لما إصابة من مكاره يشيب لها الوالدان .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع
قال النائب العام السوداني الفاتح محمد عيسى طيفور إن هناك تقارير تتحدث عن دخول أكثر من 200 ألف مرتزق إلى السودان ليقاتلوا إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
ووفق الفاتح محمد عيسى طيفور، هناك تقارير تتحدث عن دخول أكثر من 200 ألف مرتزق إلى السودان من عدد من الدول.
وأشار إلى أن آخر هؤلاء المرتزقة هم كولومبيون، وهنالك دول جوار معروفة دخلت منها المرتزقة، على حد قوله.
وأضاف طيفور "هؤلاء الكولومبيون جلبوهم من وراء البحار لتدمير البنية التحتية"، مشيرا إلى أن الحكومة الكولومبية اعتذرت وقالت إن هؤلاء الأشخاص قد تم خداعهم.
وأردف "تم القبض على 120 شخصا من المرتزقة وسيحاكمون وفق القوانين السودانية في محاكمات عادلة تتوافر فيها كافة اشتراطات المحاكمة العادلة".
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، تلقيها اعتذارا من كولومبيا على مشاركة بعض مواطنيها في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت القوات المشتركة (الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا) والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، أنها استولت على قافلة إمداد عسكري لقوات الدعم السريع، تحمل أسلحة ومعدات عسكرية ومرتزقة بينهم كولومبيون.
إعلانوبثت على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك مقطع فيديو عرضت من خلاله وثائق تعود لمواطنين كولومبيين يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، في حين لم يصدر عن الأخيرة أي تعليق بهذا الخصوص.
جرائم حرب
واتهم النائب العام السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم الاعتداء والقتل بحق المدنيين، كما ارتكبت جرائم عنف جنسي ممثلة في الاسترقاق الجنسي والاغتصاب والحمل القسري بقصد إحداث التغيير الديمغرافي، على حد قوله.
وأضاف "وقد ارتكبت جرائم حرب، وضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا، وكذلك جرائم إرهابية باعتدائها على مطارات مدنية، وإتلافها أجهزة الملاحة وإخراجها عن الخدمة".
وأردف طيفور أن قوات الدعم السريع احتلت 540 ألفا من العقارات المدنية، بينها 80% منازل مواطنين، وأخرجت 250 مستشفى من الخدمة، بينها 14 مستشفى اتخذتها ثكنات عسكرية.
وتابع "إجمالا ارتكبت المليشيا (الدعم السريع) مخالفات تقع تحت البند 18 من القانون الجنائي السوداني الذي يشتمل على مواد متعلقة بجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وذكر طيفور أن الدعم السريع ارتكبت جرائم خطيرة أيضا في حق الأطفال، حيث جندت 10 آلاف و500 طفل.