مواقع التواصل الاجتماعي.. بين الحقيقة والوهم
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
انتشرت في الآونة الاخيرة تطبيقات وبرامج كثيرة ومنصات مواقع تواصل اجتماعية عدة استغلها الكثيرون، وخصوصا من جيل الشباب، لنشر مقتطفات بالفيديو والصور لأنشطتهم اليومية باستخدام هواتفهم الذكية. وتشمل تلك المقتطفات مشاهد لأماكن يقصدونها وحاجات يقضونها على مدى يومهم، ومعلومات ومشاعر وأفكارا شخصية يعبرون عنها.
لقد أبعدتنا مواقع الاتصال عن الواقع كثيرا، وحرمتنا من المشاعر الحقيقية ولذّتها، ورغم أنها حققت أغراض التواصل السريع وغير المكلف بين الأصدقاء، وردمت القطيعة بين أفراد الأسر، واختزلت المسافات بين الشعوب. إلا أنها من ناحية أخرى أثّرت على العديد من المجالات الحياتية بشكل سلبي، بحيث سلبتنا مواقع التواصل الاجتماعي الدهشة لرؤية أشياء جديدة وجميلة، حتى أصبح كل ما نراه عاديا جدا.
ثم إن بيوتنا فقدت خصوصيتها وأسرارها، حتى صارت معظم البيوت من قوانينها أن لا تمتد يد إلى الطعام قبل اِلتقاط صورة للفيس بوك، وهناك أطباق تصنع لتصور في الإنستغرام فقط، وهناك ثياب تشترى لحصاد إعجابات وتعليقات رأس السنة، أو الأعياد الدينية، وهناك خلافات زوجية تناقش على الملأ، وصور مخلة يبدي رأيه فيها "كل ما هب ودب". وبات الذي لم يكن متاحا لنا مشاهدته وكان يعني لنا الكثير، في متناولنا يوميا، لكن بطريقة وهمية تنمي في أعماقنا ألف رغبة لم تسعفنا الحياة وظروفها لخوضها. وكل شيء أصبح مكررا ومستهلكا، فمن كل نسخة للصورة أو المنشور هناك ملايين النسخ غيّبت مفاهيم المتعة البسيطة، فلم نعد نهتم لجريمة قتل نشرت أحداثها، ولا أن تقشعر أجسامنا لمحاولة انتحار. وصار من الطبيعي جدا أن نشاهد مقطع فيديو لذبح عشرين رجلا ونحن نستمتع بوجبة طعام شهية.
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يختلف بداهة عن بقية الأنواع الأخرى، وهو، وفق متخصصين، إدمان نفسيّ أساساً، يظهر في الهوس الجامح بالرغبة في الشعور بأننا لا نزال نحيا في المجتمع، وأننا نوجد، ونهمّ أحداً ما، إذ ينعكس ذلك في نوعية وحجم المشاركات والتفاعل على صفحات الشبكات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، قالت زينب الحاج علي وهي من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في لبنان أن "بإمكان السوشال ميديا أن تخلق جمهورا يكون الداعم لأهدافها، على الرغم من عدم معرفتها الشخصية بهم".
وأشارت زينب إلى "انقسام المتابعين لفئتين:منهم من هو مهووس بمواقع التواصل ولديه حب المقارنة والتقليد، ومنهم من يعتمد عليها لتطوير الذات".
وأكدت زينب على ضرورة استغلال هذه المواقع بالطريقة الصحيحة بحيث قالت" لا تجعلوا السوشيال ميديا تستغلكم…بل استغلوها بطريقة صحيحة".
وختمت كلامها بقولها "افصلوا حياتكم الخاصة عن مواقع التواصل، لكي تنجحوا وتستمتعوا اكثر، ويجب الاّ تعرضوا حياتكم الشخصية على المنصات الإجتماعية فتصبح متاحة للجميع".
إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد قدمت لنا الكثير من الإيجابيات ومهدت الطريق نحو عالم سريع، إلا أنها تبقى سيفا ذا حدين فسلبياتها لم تعد قابلة للتجاهل، لكونها رمزا للخداع والنفاق الاجتماعي بحيث لم يعد ممكنا أن نميز بين الصادق والكاذب، ولم نعد نعرف ما إذا كانت كل تلك المنشورات تمثل أصحابها أم أنها لا تمت اليهم بصلة. والسؤال الذي سيظل مطروحا، وملزما علينا أن نبحث له عن جواب شاف. كيف نحافظ على ذاتنا في ظل كل هذا المحتوى الزائف؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
"مواقع التواصل وتأثيرها علي العلاقات الاجتماعية لدى الشباب" فى ندوة بالمنوفية
نظم مركز إعلام تلا بمحافظة المنوفية ندوة موسعة بالمدرسة الثانوية الزراعية بمركز تلا بعنوان مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها علي العلاقات الاجتماعيه لدى الشباب، جاء ذلك في إطار الحملة التي اطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات قطاع الإعلام الداخلي،برئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، تحت شعار (اتحقق.. قبل ما تصدق ) للتوعية بأهمية التصدي للشائعات ويُعتبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الطرق التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بقدرة الأجيال الحالية.
حاضر فيها الدكتور عبد الفتاح علام دكتور بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سمير عربود وكيل المدرسة، وبحضور طالبات المدرسة ومدرسين اخصائيين المدرسة.
حيث تحدث الدكتور عبدالفتاح أهم مخاطر الشائعات التى تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى على المجتمع هى التحريف للحقائق والتزييف وهدم الرموز، ومن ثم زعزعة الاستقرار للأفراد فى المجتمع وإثارة الفتن وهو ما نلمسه فى واقعنا من تصديق المستخدمين لأى خبر ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى،وأصبحت الشائعات من أهم أدوات حروب الجيل الرابع ولذلك،فهى أطاحت بعدد كبير من الرؤساء مثل ملوك ورؤساء الدول العربية وهذا ما يؤكد قدرتها واثارها السياسية على المجتمع والمجتمعات الاخرى،وكما عايشنا أحداث ثورتى 25 يناير و30 يونيو والتى جاءت فكرتهم وتم تنفيذها عبر مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك.
اكد الدكتور عبد الفتاح فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الإيجابي في نشر الأخبار وخدمة الجمهور، فإنها تلعب دورًا سلبيًا موازيًا في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي لا يمكن تصنيفها كشائعات، ولكنها ربما تمتلك هي الأخرى تأثيرات سلبية تفوق الشائعات وإن اختلفت عنها في نوايا مصدر المعلومات،إذ تمثل وسائل التواصل الاجتماعي بطبيعتها بيئة خصبة لتناقل الأخبار بغض النظر عن صحتها كونها تعمل من كونها مواثيق شرف أو قواعد أو معايير، ولا يخضع تناقل الأخبار فيها غالبًا إلى أي نوع من المساءلة القانونية.
أوضح عبد الفتاح أن الشائعات إحدى أدوات الحرب الحديثة، وتندرج ضمن ما يسمى “الجيل الرابع” من الحروب، والذي تعد فيه الإشاعة أحد الأساليب المهمة، وترويجها في موضوع معين لا يتم بشكل عشوائي، وانما قد تقوم أجهزة معينة تابعة لبعض الدول بترويج بعض الإشاعات عن قيادات دولة ما أو الوضع الاقتصادي لدولة ما لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تخدم الدولة التي روجت هذه الإشاعة، وتأثير هذه النوعية من الإشاعات قد يكون شديد الخطورة على جميع النواحي سياسيًا واقتصاديًا.
نفذت الندوة سالى سعيد اخصائيه بالمركز،تحت إشراف محمد سالم صبيح مدير المركز.