ناريندرا مودي أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
ناريندرا مودي سياسي هندي، ولد عام 1950، تولى منصب رئاسة الوزراء عام 2014 بعد تدرجه في المناصب السياسية في حزبه، إذ جمع بين رؤيته الاقتصادية التنموية وتوجهه القومي المتمسك بالمعتقدات الهندوسية، وهو أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل.
المولد والنشأةولد ناريندرا مودي في 17 سبتمبر/أيلول 1950 في ولاية غوجارات في الهند، وكان ترتيبه الثالث بين إخوته الستة ضمن عائلة تنتمي إلى طبقة "المود-غانشي-تلي"، والتي تصنف ضمن الطبقات المتخلفة حسب تقسيمات الحكومة الهندية.
عمل مودي في طفولته مع والده ببيع الشاي، واندمج منذ صغره في "حركة راشتيا سانغ"، وهي منظمة قومية تطوعية يمينية هندوسية، وبعد تخرجه من الثانوية أصبح عضوا منتظما في المنظمة وهو في عمر الـ20.
تزوج من جاشودابن تشيمانلال، لكنه انفصل عنها بعد فترة قصيرة، وبدأت حياته السياسية بالتزامن مع حالة الطوارئ التي فرضتها رئيسة الوزراء إنديرا غاندي في البلاد (1975-1977).
بداياته السياسيةحُظرت حركة "راشتيا سانغ" في فترة الطوارئ، مما دفع قيادتها إلى تشجيع الشاب مودي على الدراسة في نيودلهي بهدف إيصال الرسائل للسياسيين هناك، وكان فاعلا في مجلس الطلاب التابع للحركة، مما بوأه سمعة ضمن الحركة وضمن حزب بهاراتيا جاناتا الذي أسس عام 1980 ومثّل الجناح السياسي للحركة.
في عام 1987 اختار السياسي لال كريشنا أدفاني -وهو أحد مؤسسي الحزب ورئيسه حينها- ناريندرا مودي لرئاسة الحزب في ولاية غوجارات، فقاد مودي الحزب في الولاية حتى عام 1998، إذ عيّن مسؤولا عن حملة الحزب الانتخابية الممتدة من جامو وكشمير في الغرب إلى هيماشال براديش في الشرق، وعلى إثر فوز الحزب في الانتخابات الوطنية عام 1998 عيّن مودي متحدثا باسمه.
وبالتزامن مع الاتهامات بالفساد التي واجهت كيشوبهاي باتيل رئيس وزراء ولاية غوجارات بسبب الزلزال الذي حدث في المدينة عام 2001 والذي أودى بحياة نحو 20 ألف شخص أقال حزب "بهارتيا جاناتا" كيشوبهاي وعيّن مودي بديلا عنه رئيسا للوزراء في الولاية، واستمر في هذا المنصب حتى فوزه في مايو/أيار 2014 بمنصب رئاسة وزراء الهند.
رئاسة الوزراءكان مودي أول شخص ولد بعد استقلال الهند وأصبح رئيسا لوزرائها، إذ رشح نفسه لمنصب رئاسة الوزراء، وأطلق حملته الانتخابية بعنوان "الأيام الطيبة قادمة"، منافسا راهول غاندي حفيد أول رئيس وزراء للهند جواهر لال نهرو وقائد حزب المؤتمر الوطني.
ساعدت الجالية الهندية المنتشرة حول العالم في الحملة الانتخابية لحزب مودي، فتمكن الحزب من شراء مساحات إعلانية في الصحف والشاشات والطرقات، إضافة إلى إرسال رسائل الهاتف المحمول إلى الشباب الهنود لإقناعهم بمرشح الحزب.
مودي يتوسط الرئيسين الصيني (يمين) والروسي على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا عام 2019 (رويترز)وأنفق حزب بهارتيا جاناتا في تلك الانتخابات نحو 5 مليارات دولار، أي ضعف المبلغ التي أنفقه في انتخابات 2009، والذي بلغ ملياري دولار.
واستطاع مودي الفوز على منافسه في انتخابات 2014، وتمكن من الحصول على أغلبية البرلمان وتقليص وجود حزب المؤتمر في الدولة، واستمر في منصبه برئاسة الوزراء بعد فوزه عام 2019 ونجاح حزبه في الحصول على 292 مقعدا في مجلس النواب من أصل 542، في انتخابات شارك فيها نحو 900 مليون ناخب هندي.
رؤيته الاقتصاديةتمحورت حملة مودي الانتخابية عام 2014 حول الجوانب الاقتصادية، وذلك من خلال تركيزه على الوعود بخلق فرص العمل ومكافحة الفساد، وجعل الهند مركزا للتصنيع، وتحقيق النمو الزراعي، والإصلاح الضريبي، وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية.
استطاعت حكومته تحسين واقع الشبكة الكهربائية في الهند لتغطي أكثر من 90% من مساحة البلاد، إضافة إلى إطلاق برنامج رعاية صحية شاملة استهدف 1.8 مليون هندي بين عامي 2014 و2019.
وعلى صعيد التنمية الفردية، أنشأت الحكومة حسابات مصرفية لـ355 مليون هندي بالتزامن مع تزويد 100 مليون مواطن بقروض صغيرة لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتطوير أنظمة استخراج الأوراق الحكومية من قبل المواطنين، خاصة جوازات السفر التي كانت تشكل معضلة لدى مواطني الهند قبل 2014.
دوليا، استطاعت الهند جذب المستثمرين، إذ فقزت 65 مركزا في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الذي يصدر عن البنك الدولي، وذلك مع تحسن العلاقات بين الهند والولايات المتحدة الأميركية عبر استجابتها لاتفاقيات التغير المناخي والتعاون في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والجانب الاستخباراتي، ومع اليابان ضمن تعزيز التعاون الأمني في منطقة الهند والمحيط الهادي.
قوميته وهندوسيتهتهدف المنظمة القومية التطوعية -التي انتمى إليها مودي- إلى جعل الهند كاملة أمة هندوسية، وانعكس ذلك على سلوك أفرادها وموقفهم من باقي مكونات المجتمع الهندي مثل المسلمين، إذ اندلعت أعمال عنف في ولاية غوجارات يوم 24 فبراير/شباط 2002 بعد 3 أيام من تولي مودي رئاسة حكومة الولاية، ودخل نشطاء هندوس في شجار مع مسلمين على متن قطار في بلدة جودهرا، مما أدى إلى مقتل 59 راكبا.
واندلعت على إثر هذه الحادثة أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في الولاية أدت إلى مقتل نحو ألف شخص وحرق آلاف المنازل، وعلى الرغم من هذه الكارثة اتهم مودي المسلمين في المدينة بالتبعية لباكستان وتهديد الأمن القومي للهند.
مودي أكد في المكالمة الهاتفية التي أجراها نتنياهو معه يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دعمه لإسرائيل (رويترز) الموقف من القضية الفلسطينيةوعلى الرغم من أن موقف الهند سابقا كان مؤيدا للقضية الفلسطينية، إذ إنها لم توافق على قرار الأمم المتحدة الذي يعطي اليهود دولة في فلسطين عام 1947، وكانت أول من اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للفلسطينيين، ولم تقم علاقات مع إسرائيل إلا عام 1992 فإن الأوضاع تبدلت خلال رئاسة وزراء مودي، ففي عام 2017 توجه رئيس الوزراء الهندي مودي إلى إسرائيل في زيارة لتل أبيب، ليكون بذلك أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الزيارة بأنها "تاريخية"، وأنها "تعمق العلاقات الهندية الإسرائيلية في عدد واسع من المجالات".
لكن بعد عملية طوفان الأقصى الذي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد إسرائيل فإن موقف الهند انحاز إلى الطرف الإسرائيلي، فبعد ساعات عدة فقط من العملية نشر مودي منشورا على موقع إكس يقول فيه "لقد صدمت بشدة من الهجمات الإرهابية في إسرائيل، نصلي وندعو للضحايا الأبرياء وعائلاتهم، نتضامن مع إسرائيل في هذه الساعة الصعبة".
وأكد مودي الدعم نفسه في مكالمة هاتفية أجراها معه نتنياهو يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ نشر مودي بعدها على موقع إكس قوله "إن شعب الهند يقف بحزم إلى جانب إسرائيل في هذه الساعة الصعبة"، مضيفا "الهند تدين بشدة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره".
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي امتنعت الهند عن التصويت في الأمم المتحدة لصالح مشروع قرار بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، مدعية أن "القرار لا يتضمن إدانة صريحة للهجوم على إسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أول رئیس وزراء ناریندرا مودی رئاسة الوزراء تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
من البيجرز إلى قصف الأنفاق والمنشآت.. ضابط في حزب الله يكشف تفاصيل الحرب مع إسرائيل
ذكرت "العربية" أنّ ضابطاً من "قوة الرضوان" التي تضم نخبة مقاتلي حزب الله قال إن "الجهاز الحربي استعد للمواجهات الأخيرة ضد إسرائيل منذ عام 2006 وبنى المئات من المنشآت والأنفاق".
وأوضح أن المفاجأة عند قواعد الحزب كانت في كيفية تمكن إسرائيل من معرفة نقاط الضعف فيها، حيث نجحت في تدمير الجزء الأكبر منها بفعل المسيّرات وأدوات تقنية عالية الدقة فضلا عن عيون بشرية وتجنيد عملاء.
كما أضاف الضابط أن "الضربة الأكبر التي تعرض لها حزب الله التي أصابت شرايين جسمه العسكري واللوجستي كانت عملية البيجرز، إذ شلت عموده العسكري بعد تعطيل نحو 3 آلاف من كوادره وإصابتهم في وجوههم وعيونهم وأيديهم".
كذلك كشف أن رسالة وصلت إلى الاستخبارات الإسرائيلية عندما سمعت صوت قيادي يستعمل جهاز البيجر، ويخبر قيادته أنه أخذ يشعر بأن بطارية الجهاز الذي يستعمله لم تعد تعمل وفق الساعات المطلوبة، وأن الجهاز نفسه أخذ يميل إلى السخونة.
وقبل أن تكتشف الجهات المعنية في حزب الله السبب، اتخذت الاستخبارات الإسرائيلية قرار تفجير كل أجهزة "البيجرز" المتوفرة لدى الحزب.
إلى ذلك، أكد الضابط في قوة الرضوان أن وحدات الحزب المقاتلة على مختلف مستوياتها كانت تستعد لحرب طويلة مع إسرائيل بغض النظر عن توقيت عملية "حماس" في 7 تشرين الاول 2023، لكن المفارقة أن إسرائيل كانت قد أعدت منذ عام 2006 لإطلاق الرصاصة الأولى، متسلحة بداتا تفصيلية عن كل مواقع الحزب ومنشآته العسكرية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولا إلى مراكز تجمعاته وأماكن تخزين الصواريخ في سوريا، وأصبحت كلها بنك أهداف.
ولفت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي ومسيّراته تمكنت من تدمير الجزء الأكبر من تلك المواقع فضلا عن مئات الأنفاق في أكثر من بلدة حدودية في الجنوب شارف بعضها للوصول إلى حافة أكثر من مستوطنة إسرائيلية.
أما عند سؤاله عما إذا كان حزب الله قادرا على إعادة بناء قدراته من جديد لا سيما بعد منع وجوده في جنوب الليطاني بموجب مندرجات القرار الأممي 1701، فضلا عن عدم حصوله على السلاح عن طريق سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، أكد أن الأمر بات صعباً.
وقال: "الأمور باتت صعبة علينا ونعم أخطأنا في تقدير قوة إسرائيل".
إلا أنه شدد على أن الحزب سيتحرك من جديد في شمال الليطاني ومناطق أخرى في الضاحية الجنوبية والبقاع. (العربية)