الاتحاد العربي الهاشمي.. اتحاد بين العراق والأردن لم يصمد أكثر من 5 أشهر
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
اتحاد كونفدرالي (غير اندماجي) أعلن عنه رسميا يوم 14 فبراير/شباط 1958 بين المملكة العراقية والمملكة الأردنية الهاشمية، كان يهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين، والتصدي للتهديدات الاستعمارية والتدخلات الأجنبية في المنطقة، وكان مفتوحا لانضمام أي دولة عربية أخرى ترغب في ذلك، انتهى بعد 5 أشهر فقط من تأسيسه عندما قامت ثورة 14 يوليو/تموز في العراق وأطاحت بالنظام الملكي وحلت الاتحاد.
الاتحاد العربي المعروف أيضا بـ"الاتحاد العربي الهاشمي" هو اتحاد كونفدرالي أنشأه ملك المملكة الأردنية الحسين بن طلال مع ابن عمه الملك فيصل بن غازي ملك مملكة العراق آنذاك، وأعلن عنه رسميا يوم 14 فبراير/شباط 1958.
بدأت أولى خطوات تأسيسه بإيفاد ملك الأردن وزير البلاط الملكي سليمان طوقان إلى بغداد حاملا رسالة إلى ملك العراق حينها فيصل الثاني داعيا إياه لزيارة العاصمة الأردنية عمَّان، وفي يوم 11 فبراير/شباط 1958 زار الملك فيصل الأردن على رأس وفد كبير، وبعدها تم إعلان الاتحاد العربي بين البلدين.
أسباب تأسيس الاتحادتتعدد الأسباب التي أعلن على أساسها الاتحاد العربي الهاشمي، فقد جاء رد فعل على قيام الجمهورية العربية المتحدة التي كانت مصر وسوريا تعتزمان الإعلان عنها يوم 22 فبراير/شباط 1958.
كما أن الرغبة في تحقيق الاتحاد بين العراق والأردن لم تكن جديدة، إذ إن النظامين الحاكمين في كلا البلدين كانت تحكمهما أسرة واحدة متمثلة في الأسرة الهاشمية التي ترجع إلى قائد الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي (شريف مكة) الذي ثار على الدولة العثمانية عام 1916.
نص الاتفاق على إنشاء اتحاد عربي بين المملكتين العراقية آنذاك والمملكة الأردنية الهاشمية، على أن تحتفظ كل منهما بشخصيتها الدولية المستقلة وسيادتها على أراضيها وبنظام الحكم فيها.
ويشمل الاتحاد السياسة الخارجية والتمثيل السياسي، ووحدة الجيش الأردني والعراقي باسم الجيش العربي، وإزالة الحواجز الجمركية بين الدولتين، وتوحيد مناهج التعليم ووضع علم وعملة موحدة.
وتضمن الاتفاق بنودا أخرى، بينها تنسيق السياسة المالية والاقتصادية، وأن تتولى شؤون الاتحاد حكومة اتحادية مؤلفة من مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية، وأن ينتخب كل من مجلسي الأمة الأردني والعراقي أعضاء المجلس التشريعي من بين أعضائهما بعدد متساو لكل من الدولتين.
كما نص الاتفاق على أن يكون ملك العراق رئيسا لحكومة الاتحاد، وأن يكون مقرها بصورة دورية لمدة 6 أشهر في بغداد وللأشهر الستة الأخرى في عمّان.
وتشكلت حكومة الاتحاد الهاشمي من رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد ونائبه الأردني إبراهيم هاشم، وتولى العراقي توفيق السويدي منصب وزير الخارجية والأردني سليمان طوقان وزارة الدفاع والعراقي عبد الكريم الأزري وزارة المالية.
أعلن عن الاتحاد العربي الهاشمي رسميا يوم 14 فبراير/شباط 1958، وفي 12 مارس/آذار 1958 وضعت الصيغة النهائية لمشروع الدستور، وشُرّع بعدها بـ5 أيام.
نص الدستور على أن يتألف مجلس الاتحاد من 40 عضوا مناصفة بين العراق والأردن، وأن السلطة التنفيذية تناط برئيس الاتحاد ويمارسها بواسطة مجلس وزراء الاتحاد.
صدّق مجلس الأمة العراقي على اتفاقية الاتحاد يوم 17 فبراير/شباط، فيما صدّق عليها مجلس الأمة الأردني في اليوم التالي، وعقدت المباحثات بعدها لوضع دستور للاتحاد.
وتقدم الاتحاد على الصعيد التشريعي، إذ وضعت صيغة نهائية للدستور أعلن عنها في عمّان وبغداد في مارس/آذار، وأقرها مجلس الأمة في 26 مارس/آذار 1958.
ووفقا للوثائق البريطانية السرية التي كشف عنها، فإن إعلان الاتحاد كان يمكن أن يكون قبل موعد إعلانه بأشهر، لكن معوقات عديدة كانت لا تزال قيد المفاوضات، إذ كان العراق عضوا في حلف بغداد الذي كان يشكل جبهة ضد المعسكر الاشتراكي، في حين أن الأردن لم يكن عضوا فيه، إضافة إلى أن العراق كان يصر على انضمام الكويت إلى الاتحاد.
وفي ظل هذه العوائق وبعد التوصل إلى اتفاق بين العراق والأردن يقضي ببقاء العراق في حلف بغداد دون أن يكون الأردن جزءا منه وعقب إدراك العراقيين أن الكويت ترفض الاندماج في الاتحاد قرر العراق والأردن المضي قدما في تكوينه.
وبعد جولات مفاوضات طويلة استمرت لأشهر أُسست حكومة الاتحاد الهاشمي التي تولى مسؤوليتها رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد ونائبه الأردني إبراهيم هاشم.
وتقول بعض الرويات إن الوثائق السرية البريطانية تكشف أن تشكيل الاتحاد جاء بضغط بريطاني لمواجهة الجمهورية العربية المتحدة المقربة من الاتحاد السوفياتي، خاصة أن المنطقة آنذاك كانت تشهد تفاعلات مهمة، مثل قيام إسرائيل عام 1948 وإعلان حلف بغداد 1955 وصولا إلى الجمهورية المتحدة (بين مصر وسوريا).
نهاية الاتحادحدثت ثورة في العراق يوم 14 يوليو/تموز 1958، وانقلب فيها تشكيل الضباط الأحرار على الملك فيصل، وقُتل هو وولي عهده الأمير عبد الإله والباشا نوري السعيد السياسي العراقي المخضرم رئيس وزراء الاتحاد، ولم يكن حينها قد مر أكثر من 5 أشهر على تأسيس الاتحاد.
وبعد الانقلاب بيومين وفي 16 يوليو/تموز 1958 أصدر عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية بيانا أعلن فيه انسحاب جمهورية العراق من الاتحاد العربي الهاشمي.
وجاء في البيان أن "الاتحاد بين العراق والأردن -على الصورة التي كان بها- لم يكن اتحادا حقيقيا يستهدف مصلحة الشعب في القطرين، وإنما كان هدفه تدعيم النظام الملكي الفاسد وتمزيق وحدة الصف العربي المتحرر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بین العراق والأردن حکومة الاتحاد رئیس الوزراء أن یکون
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستضيف «النسخة التاسعة» لمراجعة قانون كرة القدم
أبوظبي (الاتحاد)
تستضيف الإمارات النسخة التاسعة للمراجعة السنوية لقانون كرة القدم الذي يقام في الربع الأول من عام 2027، تحت إشراف الاتحاد الدولي، وبالتعاون مع اتحاد كرة القدم، في خطوة تؤكد المكانة التي تحظى بها الإمارات على خريطة الرياضة العالمية بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص.
ويشهد الحدث الذي يقام على مدار يومين مشاركة أكثر من 400 قانوني وخبير كروي من مختلف قارات العالم، بهدف مراجعة لوائح لعبة كرة القدم وتحسينها، عبر مجموعة من المحاور والبنود، أبرزها التحديات القانونية والقضايا الكروية العالمية البارزة عن السنة التي تسبق الحدث.
ويُعد الحدث هو الأبرز والأقوى في مجال قانون كرة القدم في العالم، وبمثابة جمعية عمومية للقانونيين من الاتحادات الكونفدرالية والمحلية والروابط والأندية، بالإضافة إلى قانونيين من أكبر مكاتب المحاماة الدولية المعتمدة.
وقال محمد عبدالله هزام الظاهري، الأمين العام لاتحاد الكرة، إن استضافة الدولة لهذا الحدث الكبير يأتي استمراراً لسلسلة الأحداث والبطولات التي تستضيفها الإمارات على الصعيد الإقليمي والقاري والعالمي، مشيراً إلى أن اتحاد كرة القدم برئاسة معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، يولي أهمية كبيرة لمثل هذه الاستضافات التي تعد جسراً مهماً للتواصل الفعاّل وتبادل الخبرات والأفكار التي تسهم في تطوير لعبة كرة القدم بشتى مجالاتها.
وأكد الأمين العام أن الحدث سيحظى باهتمام كبير وواسع من المهتمين بلعبة كرة القدم على اعتبار أن المواضيع المطروحة، والتي سيتم الكشف عنها لاحقاً من الاتحاد الدولي تُمثل مستقبل اللعبة من الناحية القانونية، خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها اللعبة.
وأشار إلى أن الإمارات حققت نجاحات كبيرة ومتميزة في كل الأحداث الرياضية التي نظمتها، سواء على صعيد البطولات الكروية، أو المؤتمرات، حيث تملك بنى تحتية مهيأة لاستضافة كل الأحداث مهما كان حجمها، كما أن القدرات البشرية فيها بلغت مرحلة متقدمة جدا بعد أن اكتسبت خبرات واسعة في مجال تنظيم الأحداث الرياضية.
وأضاف: «إن التعاون بين اتحاد الكرة والفيفا مستمر في جميع المجالات، من أجل العمل المشترك على تطوير اللعبة الشعبية والحفاظ على مكانتها، وجعلها أكثر تأثيراً في المستقبل».